فازت الأفغانية سكينة يعقوبي، مؤسسة المعهد الأفغاني للتعليم، بجائزة أوبيس والتي تبلغ قيمتها مليون دولار، وذلك تكريما لها على الجهود التي بذلتها طيلة العقود الماضية في “معالجة أهم وأكثر القضايا العالمية إلحاحا، من فقر وجوع وأمية وتردي للأحوال الصحية بالإضافة إلى جهودها في تحقيق العدل والسلام”، لتكون ثاني امرأة مسلمة تفوز بجائزة أوبيس، بعد المغربية عائشة الشنا، مؤسسة ورئيسة جمعية التضامن النسوي بالدار البيضاء.
ومنذ تأسيسها لمؤسسة المعهد الأفغاني للتعليم غير الحكومية، تكرس سكينة يعقوبي حياتها لترتقي بمستوى ووضع المرأة الأفغانية على مختلف المستويات، حيث تدير سكينة أكثر من 150 مشروعا في مجالات التعليم والصحة في جميع أنحاء البلاد، تهدف إلى تطوير التفكير النقدي، وتعزيز التوعية الصحية للمرأة، بالإضافة إلى تشجيع المرأة الأفغانية على تحدي التقاليد الاجتماعية المتطرفة التي حاصرت المرأة الأفغانية ولعقود داخل رقع أزرق، لا يعرف له أي أصل ديني أو منطقي.
وتلخص سكينة الأسباب التي دفعتها إلى القيام بالأعمال التي تقوم بها الآن، قائلة: “لا نريد القتال، أعتقد بأن الشعب الأفغاني قد اُستنفذ في المعارك.. حيثما التفت، أرى يتيما وأرملة.. أغلب العائلات تقريبا فقدت شخصا ما”، وهي ذات الأسباب التي دفعت سكينة في منتصف التسعينات، إلى ترك حياتها المريحة في الولايات المتحدة حيث كانت طبيبة ناجحة، لتذهب إلى أفغانستان وتبدأ العمل تحت الأرض، فاتحة أكثر من 80 مدرسة لتعليم النساء كانت كلها تعمل تحت الأرض.
وإذ أدار المعهد، الذي أسسته سكينة وامرأتان أخريان في عام 1995، أثناء فترة حكم طالبان 80 مدرسة سرية وأنشأ مكتبات متنقلة في أربع مدن أفغانية، فإنه، وبحلول عام 2003، كان قد قدم خدماته لأكثر من 350,000 امرأة وبنت أفغانية من خلال برامجه لإعداد وتدريب المدرسين وبرامجه للتربية الصحية وتعليم حقوق الإنسان وبرامج تدريب القيادات النسائية وحملات محو الأمية، وفقا لمؤسسة بيتر غروبر.
ويذكر أن سكينة يعقوبي حصلت في سنة 2004 على الجائزة الدولية لحقوق المرأة، والتي تمنحها الأمم المتحدة “للذين قدموا إسهامات متميزة، غالبا مع تعريض أنفسهم للمخاطر، في الدفع قدما بحقوق النساء والبنات”، والذين زادوا من الوعي العام بضرورة هذه الحقوق.