ونظمت وزارة الداخلية التابعة للحكومة في غزة صباح أمس مسيراً عسكرياً كبيراً جاب مختلف شوارع ومحافظات قطاع غزة بمشاركة العشرات من عناصر وضباط الأمن المدججين بالسلاح.
وتأتي الفعالية التي أطلقت عليها الداخلية اسم “مسير التحرير” إحياءً للذكرى السنوية الأولى للعدوان الذي شنته إسرائيل على القطاع الساحلي المحاصر في الرابع عشر من تشرين ثاني(نوفمبر) من العام المنصرم وأطلقت عليه حينها “عملية عامود السحاب”.
وقالت الوزارة في بيان وصل “نون بوست” نسخة عنه إن هذا المسير يأتي للتأكيد على الثوابت ووفاء لدماء الشهداء والأسرى وحتى يعلم الجميع أن الداخلية ستبقى حافظة للجبهة الداخلية والساهرة على أمن الوطن والمواطن، حسب تعبيرها.
وانطلق المسير من أمام ملعب اليرموك الرياضي وسط غزة وصولاً لساحة الكتيبة غرب المدينة بمشاركة عشرات من العناصر الشرطية والأمنية المشاة والخيالة والدراجات النارية ومركبات الشرطة والإطفاء والإسعاف والخدمات الطبية التي أطلقت أبواقها طوال المسير.
وتزامنت العروض العسكرية التي أجرتها الأجهزة الأمنية والشرطية التابعة لحكومة حركة حماس في غزة مع عروض أخرى نظمتها أذرع عسكرية تتبع لفصائل وقوى المقاومة الفلسطينية.
ونظمت سرايا القدس الذراع المسلح لحركة الجهاد الإسلامي مسيراً عسكرياً جاب فيه العشرات من عناصرها شوارع مدينة غزة.
وحذرت سرايا القدس قادة إسرائيل من مغبة اختبار قوتها وصلابتها من جديد، متوعدةَّ أن “ما كانوا يرونه في كوابيسهم سيرونه واقعًا على أرض غزة وداخل مدنهم ومغتصباتهم وستكون المعركة المقبلة بامتياز معركة الأشباح”.
وقالت السرايا خلال مؤتمر صحفي في ختام مسيرها العسكري إن “ما قامت به المقاومة في المعركة التاريخية والفاصلة إبان العدوان الأخير على قطاع غزة كان حدثًا معجزًا مقارنة باختلال موازين القوى لصالح العدو والدعم الكبير الذي يتلقاه من سيدة الشر في العالم أمريكا وأذنابها”.
ويرى مراقبون أن تزامن هذه العروض بين عناصر الأمن ورجال المقاومة في القطاع دليل على قوة التنسيق والتكامل بما يحمي الشعب الفلسطيني ويحقق له الأمن، ورسالة واضحة لإسرائيل على الجهوزية لمواجهة أي عدوان قد تشنه على غزة.
وقال محللون في الشأن السياسي إن “هذه العروض ما زالت تثبت أن الحكومة وحماس في غزة داعمة للمقاومة وتحتضنها وأنها كما فصائل المقاومة على جهوزية لمواجهة أية حماقات قد يرتكبها الاحتلال الإسرائيلي”.
وتأتي هذه العروض التي تعتبرها إسرائيل “استعراضاً للعضلات” في ظل تهديدات مستمرة يطلقها قادة الأخيرة بشن عدوان جديد على قطاع غزة الذي يعاني هذه الأيام أوضاعاً إنسانية مأساوية.
ولم تكن هذه العروض العسكرية التي تنظمها أجنحة المقاومة العسكرية الفلسطينية في غزة الأولى فقد سبقها سلسلة عروض نفذتها فصائل وقوى قبل عدة أشهر جابت مختلف محافظات القطاع.
وأكد قادة في حركة “حماس” التي تُدير شئون قطاع غزة منذ صيف عام 2007 أن هذه العروض تأتي كرسائل توجهها المقاومة الفلسطينية لعدة جهات.
وقال مسئول دائرة العمل الجماهيري في الحركة أشرف أبو زايد إن “هذه العروض تُمثل رسالة تحدي واضحة لإسرائيل بأن المقاومة جاهزة لحماية الشعب الفلسطيني وصد أي عدوان على القطاع”.
وأضاف في تصريحات صحفية “الحروب والمعارك التي يشُنها الاحتلال على المقاومة وعلى الشعب الفلسطيني لا تزيد المقاومة إلا قوة وإصرارا وتحديا ولا تزيد الشعب الفلسطيني إلا التفافا حول مشروع ونهج المقاومة كخيار استراتيجي لتحرير البلاد وتطهير المقدسات واستعادة الحقوق”.
أما الرسالة الثانية من العروض العسكرية بحسب أبو زايد فهي رسالة طمأنة للشعب الفلسطيني الدرع الذي يحمي المقاومة ويلتف حولها أن المقاومة لا زالت بخير، وأنها قادرة على حمايته من أي عدوان واستعادة حقوقه المشروعة.