أعلنت وزارة الداخلية التونسية عن تمكنها من كشف خلية تتكون من أكثر من 12 شخص 4 منهم موقوفون الآن يضلعون بصفة مباشرة أو غير مباشرة في عملية اغتيال السياسي محمد البراهمي الذي أغتيل ظهر الأمس في العاصمة التونسية عند خروجه من بيته.
ونجح خبراء وفنيون في وزارة الداخلية التونسية في الوصول إلى أن المسدس المستخدم لقتل النائب في المجلس التأسيسي التونسي محمد البراهمي هو نفس المسدس الذي أستخدم لاغتيال المناضل السياسي شكري بلعيد قبل خمسة أشهرمن الآن.
وتمحورت ندوة وزارة الداخلية حول حيثيات عملية الاغتيال وكيفية تنفيذها والشخص المنفذ وهو سلفي جهادي يدعى بوبكر الحكيم، دون التطرق إلى المخططين الذين لمح وزير الداخلية لطفي بن جدو إلى وجود قوى دولية تقف خلفها من خلال وصفها بالاغتيال السياسي المنظم وتشبيهها باغتيال الرئيس الأمريكي كينيدي ورئيس الوزراء اللبنان السابق رفيق الحريري.
https://www.youtube.com/watch?v=qJeu6nrwguo
وأما بوبكر الحكيم فهو مواطن تونسي ولد في باريس سنة 1983 وعاش حياة مضطربة بعيدا عن والده في ظل فشل دراسي وصعوبات اقتصادية شديدة.. وما بين السنتين 2002 و 2004 تردد الحكيم على سوريا والعراق مرارا وأبعد من سوريا مرة أولى سنة 2003 ومرة ثانية سنة 2004 بتهمة التسلل خلسة إلى العراق.
وقام الحكيم بتسهيل ذهاب كثيرين للحرب في العراق كان أحدهم شقيقه الأصغر الذي قتل في قصف أمريكي على الفلوجة بالعراق سنة 2004.
وفي أواخر سنة 2004 قامت المخابرات الفرنسية بالتحفظ على الحكيم لمدة 9 شهور دون محاكمة لتوجه له لاحقا تهمة تشكيل عصابة إجرامية على علاقة بمشروع إرهابي في ما سمي إعلاميا بخلية العراق.
وفي تونس ذكر اسم الحكيم قبل سنة في قضية تهريب أسلحة إلى تونس إلا أن القضاء التونسي برأه من هذه التهمة ليعود نشاطه الطبيعي في تونس.
ومن بين المتتهمين الذي ذكرتهم وزارة الداخلية في مؤتمرها الصحفي اليوم، نجد أحمد الرويسي وهو الذي تحوم حوله معظم الشبهات.. فالرويس ليس من التيار الإسلامي ومعروف بميولاته اليسارية حيث تنشط أخته في صفوف الجبهة الشعبية ذات التوجه اليسارية.
والرويسي أقام لفترة طويلة في سوريا وكانت له علاقات متشعبة جدا وتحركات مشبوهة في عدد من الدول أبرزها اليونان والجزائر وقبرص تورط في بعضها في قضايا مخدرات تبييض أموال.
وقد قامت قناة المتوسط بإجراء تحقيق صحفي حوله وبثته قبل شهر من الآن وذكرت بعض علاقات الرويسي وتوجهات وصفاته، وكانت المفاجئة الكبرى هي إقامة الرويسي في نفس البيت الذي كان يقيم فيه لزهر العكرمي القيادي البارز في حركة نداء تونس والعامل سابقا في ديوان وزير الداخلية:
https://www.youtube.com/watch?v=pvxSbJWPN6M
كل ما ذكر من معلومات لا يؤدي بشكل مباشر إلى الجهة التي تقف خلف عمليات الاغتيال ولكنها تطرح بعض التساؤلات المشروعة التي يتعين على الجهات الأمنية أن ترد عليها:
هل تمت متابعة بوبكر الحكيم فور عودته من فرنسا؟
إذا كان الحكيم متورط سابقا في قضايا إرهاب، كيف تتم تبرئته بعد اتهامه بإدخال الأسلحة إلى تونس؟
وبعد تبرئة الحكيم من تهمة إدخال السلاح، كيف سمح له بالتحرك بهذه السهولة حتى يتمكن من تنفيذ هذه الاغتيالات دون القبض عليه؟
من الجهة الأمنية التي سهلت له كل هذا؟
من هي الجهة القضائية التي تغافلت عنه ؟
من هي الجهة السياسية التي سطرت له خطاه؟
من هي الجهة التي نسقت كل هذا العمل شديد الدقة وعالي الدقة؟
وإذا قبلنا بأن أحد المنتمين للتيار السلفي الجهادي هو من نفذ وهذا مثبت لا نشكك فيه، فيتوجب علينا أن نتساءل من المستفيد من قتل محمد البراهمي وهو حاج ملتزم دينيا ليس له أي عداء للمشروع الإسلامي على خلاف عشرات النواب في المجلس التأسيسي التونسي الذين يجاهرون بعدائهم الكطلق للإسلامين ورفضهم القطعي لأي ذكر للإسلام في الدستور التونسي المرتقب، و من المستفيد من اغتيال شكري بلعيد بعد تطاوله على حركة نداء تونس ورفضه للتحالف المعلن بين التيار اليساري وبقايا النظام السابق.