الصورة: الإيرانيون يعانون بسبب العقوبات الاقتصادية المفروضة على بلادهم الغنية بالنفط
“الحكومة الإيرانية الجديدة أبطأت -منذ أغسطس الماضي- العمل في برنامجها النووي، إلى حد إيقافه” هذا ما جاء في تقرير وكالة الطاقة الذرية، فيما يُعد إشارة قوية على رغبة طهران في حل المعضلة التي عجزت الدبلوماسية عن حلها قرابة عقد من الزمان.
ففي تقرير صدر الخميس، أثبت أول مصدر “مستقل” بالدليل أن الرئيس الإيراني الجديد “حسن روحاني” والذي انتُخب كرئيس لإيران في يونيو الماضي قد أوقف الأعمال الجديدة في منشآت إيران النووية، بما فيها عمليات تخصيب اليورانيوم وبناء مفاعل المياه الثقيلة في آراك وهما النقطتان التي كانت بعض القوى الغربية مثل فرنسا تعدها المعضلات الأكبر في المحادثات الجارية مع إيران بشأن برنامجها النووي.
وإن كانت تلك أخبارا جيدة بالنسبة للغرب خاصة الولايات المتحدة، فإن تلك الأخبار قد لا تكون مفرحة على الإطلاق في حالة إسرائيل أو السعودية، اللتان يقودان التوجه بإيقاف الحوار مع الإيرانيين، والذي من المقرر أن يُستأنف الأربعاء في جنيف بعد توقفه قبل قرابة الأسبوع بجهود فرنسية مدعومة من الرياض وتل أبيب.
رئيس الوزراء الإسرائيلي قال بعد صدور التقرير أنه “ليس منبهرا” بالتقرير، وقال “إيران وصلت إلى مرحلة مُرضية من رحلة الوصول إلى السلاح النووي، ولا تحتاج إلى المزيد من أجهزة الطرد المركزي أو أي مكونات إضافية أخرى”
وفي مؤتمر صحفي مساء أمس الخميس بالبيت الأبيض حث الرئيس الأمريكي باراك أوباما الكونغرس على عدم فرض المزيد من العقوبات الاقتصادية على إيران، قائلا إن المزيد من العقوبات قد يقتل العملية الدبلوماسية.
وإن كان أوباما أصر على أن “الحل العسكري ما زال مطروحا على الطاولة”، إلا أنه قال إنه “لا أحد يستطيع توقع ما الذي من الممكن أن ينتج عن حرب أمريكية جديدة في الشرق الأوسط” وتابع أوباما قائلا “بغض النظر عن حرفية الجيش الأمريكي، الحلول العسكرية دوما فوضوية وغير مأمونة العواقب، وفي موقف إيران، فهي ليست حلا نهائيا بحيث نضمن بعده أن طهران لن تتوجه إلى العمل على امتلاك أسلحة نووية”
مع العقوبات التي تضغط بشدة على اقتصاد إيران المعتمد على النفط، بدا روحاني ومساعديه الكبار حريصين للغاية على الوصول لاتفاق لإنهاء القطيعة مع الغرب. تقرير وكالة الطاقة والذي يرصد التطورات في إيران منذ ٢٨، أغسطس الماضي، بحسب محللين يقول أن روحاني جاد في ذلك.
التقرير يقول أن إيران لم تستخدم خلال تلك الفترة أي من أجهزة الطرد المركزي الحديثة التي حصلت عليها، والتي تمكنها من تخصيب اليورانيوم بخمس أضعاف السرعة الحالية، كما أن الخبراء الإيرانيين لم يشغلوا أي قطع مركزية في عملية التخصيب أو في المفاعل النووي مثل غرفة التحكم.
لكن إيران ما زالت ترفض السماح لمفتشي الوكالة بزيارة منشأة بارشين العسكرية قرب طهران، وما زالت تصر أن برنامجها النووي مخصص للطاقة وللأغراض السلمية.