لم ينفك الأمين العام لحزب نداء تونس السابق محسن مرزوق في كل خطاب يلقيه وفي كل ظهور إعلامي له يغازل المرأة رغبة في كسب ودها، كيف لا وهي التي أوصلت الباجي قائد السبسي إلى قصر قرطاج بعد أن حبته بقرابة المليون صوت خلال الانتخابات الرئاسية الأخيرة.
هذه المرة خالف مرزوق العادة وتوجه بالخطاب إلى التجمع الدستوري الديمقراطي المنحل – حزب الرئيس المخلوع بن علي -، يغازله ويطلب دعمه وإن كان بطريقة غير مباشرة.
ظهر اليوم صرح أمين عام النداء السابق محسن مرزوق أن حزب التجمع السابق كان ديمقراطيًا أكثر من حركة نداء تونس اليوم، ففي ظاهر القول الكلام والنقد موجه إلى حزبه السابق نداء تونس وفي باطنه مغازلة للتجمع وأنصاره، ليست زلة لسان أو كلمة قيلت في غير سياقها؛ فمرزوق يعلم جيدًا ما يقول ويحسب له ألف حساب قبل النطق به.
محسن مرزوق يعلم يقينًا أن التجمعيين (أنصار حزب التجمع المنحل) لا يكنون له الحب ولا هو يحبهم، بل هي ضرورة عليه القيام بها ولو لحين، فاليساريون الذين في صفه لا يشكلون ثقلاً كبيرًا يستطيع الاعتماد عليه.
ويقف في صف محسن مرزوق بعض الوجوه اليسارية الراديكالية على غرار منذر بالحاج علي.
ومن خلال هذه العبارة التي يقارن فيها ديمقراطية التجمع بديمقراطية النداء الحالية، يبتغي مرزوق كسب ود قواعد حزبه السابق نداء تونس الذين هم في الغالب أنصار التجمع المنحل، وكسب ود التجمعيين الذين اعتزلوا السياسة عقب الإطاحة بنظام زين العابدين بن علي في يناير 2011.
تصريحات تأتي في وقت يستعد فيه ما بقي من حزب نداء تونس (شق حافظ قائد السبسي) لإنجاز مؤتمر”توافقي” يوم الأحد القادم للخروج من أزمته وإيجاد الحلول الكفيلة بذلك، بعد انسحاب مرزوق وجماعته من الحزب.
ويوحي هذا بحالة الانقسام الحادة التي يشهدها حزب نداء تونس الذي يقود الائتلاف الحاكم في البلاد منذ ما يزيد عن شهرين بين فريقين الأول يدعم أمينه العام المستقيل محسن مرزوق، والثاني يساند حافظ قائد السبسي نجل الرئيس التونسي الباجي قائد السبسي، ويحاول كل طرف في هذه المعركة كسب ود أكثر عدد من الأنصار والقادة وجلبهم لصفه بدعوى حماية المشروع الوطني للنداء.
ورأى بعض المتابعين أن تصريحات مرزوق يبتغي منها نفض الغبار عن أنصار حزب التجمع المنحل وإرجاعه للحياة السياسية فعليًا ودون أقنعة، فالعديد من التجمعيين ينشطون إلى جانب حزب نداء تونس، في العديد من الأحزاب السياسية الأخرى في تونس.
وقضت المحكمة الابتدائية بتونس في شهر مارس سنة 2011 بحل حزب التجمع الدستوري الديمقراطي وتصفية أمواله والقيم الراجعة له عن طريق إدارة أملاك الدولة.
وبعد خروجه من حزب نداء تونس يحاول مرزوق بناء قاعد جماهيرية لحزبه الجديد الذي يعتزم الإعلان عن تأسيسه في شهر مارس المقبل، هذه القاعدة الجماهيرية يريدها مرزوق عريضة وتشمل على أكبر عدد ممكن من الأنصار مهما كانت توجهاتهم حتى وإن كانوا من التجمع المنحل، فالكل متاح وجميع السبل واردة في السياسة التي ينتهجها الأمين العام السابق لحزب نداء تونس.