مهنة المتاعب
عندما نشاهد فيلمًا سينمائيا يعجبنا، سرعان ما نتساءل عن اسم مخرجه، وكذلك الأمر في كرة القدم، عندما نشاهد فريقًا يلعب بشكل جميل ويحقق الفوز تلو الآخر، فمن الطبيعي أن نتساءل: ما هو اسم مدربه؟
لطالما وصفت مهمة التدريب في كرة القدم بالشاقة، فالمدرب عند الهزائم والابتعاد عن البطولات هو الشماعة الأولى التي يعلق عليها مدراء الفريق وجماهيره الفشل، كما أنه المسؤول الأول عن أي سوء تفاهم قد يقع بين نجوم الفريق، عدا عن تحمله أعباء تسلط إدارة الفريق وتمرد بعض نجومه، كل هذه الأسباب جعلت مهمة المدرب لا تنحصر بمجرد وضع تشكيلة الفريق وإيجاد الخطط الملائمة للعب، بل عليه أن يتقن عدة مهن إضافية، كأن يتحول إلى طبيب نفسي يعالج إحباط لاعبيه عند الحاجة، ودبلوماسي محنك يجيد التعامل مع ضغوطات المدراء والقادة، ونجم سينمائي يتميز بكاريزما جذابة ولسان معسول ينال بواسطتهما رضى الجمهور والصحافة.
ورغم كل ذلك يبقى إتقان المهمة الرئيسية هو الأساس في نجاح أي مدرب، وبدونه تبقى الميزات الأخرى أصفارًا بلا قيمة، ومهمة المدرب الرئيسية هي قيادة دفة الفريق نحو بر الأمان، وبر الأمان هو تحقيق النتائج على أرض الميدان، وكل ما سوى ذلك هراءٌ يطويه النسيان.
تاريخ جائزة مدرب العام
مجموعة من أبطال الأعوام الماضية
عام 2010، ومع دمج جائزتي “كرة فرانس فوتبول الذهبية” و”لاعب العام عن الفيفا” ضمن جائزة موحدة، تم الاتفاق على تخصيص جائزة تقدمها (الفيفا) لأفضل مدرب خلال العام، وذلك اعتمادًا على ذات المبدأ المتبع في اختيار أفضل لاعب في العام، من خلال تصويت خطي يدلي به مدربو وقادة “كباتن” المنتخبات الوطنية، إضافةً إلى مجموعة من الصحفيين العالميين.
لقب العام الأول ذهب للمدرب البرتغالي جوزيه مورينو، الذي نجح حينها في تحقيق الثلاثية مع إنتر ميلانو الإيطالي، بعد تفوقه في التصويت النهائي على الإسباني فيسنتي ديل بوسكي الذي قاد بلاده للتتويج بلقب كأس العالم، بينما حل الإسباني الآخر جوزيب غوارديولا في المركز الثالث.
عام 2011، نجح الإسباني جوزيب غوارديولا في تحقيق سداسية تاريخية مع برشلونة، قادته للتتويج بجائزة مدرب العام، متفوقًا على كل من الإسكتلندي أليكس فيرغسون مدرب مانشستر يونايتد، والبرتغالي جوزيه مورينو المنتقل لتدريب ريـال مدريد.
عام 2012، عاد الإسباني فيسنتي ديل بوسكي إلى منصات التتويج ولكن كفائز أول، بعد نجاحه في قيادة منتخب لاروخا للتتويج بكأس أمم أوروبا، فيما حل جوزيه مورينو مدرب الريال ثانيًا، وبيب غوارديولا مدرب البارسا ثالثًا في التصويت النهائي.
جائزة عام 2013 كانت من نصيب الألماني المخضرم يوب هاينكس، الذي قاد بايرن ميونيخ للظفر بثلاثية تاريخية قبل اعتزاله التدريب، فيما حل مواطنه يورغن كلوب مدرب بروشيا دورتموند ثانيًا، والسير أليكس فيرغسون مدرب مانشستر يونايتد التاريخي في المركز الثالث.
جائزة العام الماضي لم يختلف اثنان حول ماهية الفائز بها، ألا وهو الألماني يواكيم لوف الذي قاد منتخب المانشافت لحمل كأس العالم، بينما ذهب المركز الثاني للإيطالي كارلو أنشيلوتي الفائز بلقب الشامبيونز ليغ مع ريال مدريد، فيما حل الأرجنتيني دييغو سيميوني حامل لقب الليغا مع أتليتكو مدريد ثالثًا.
قائمة المرشحين النهائية لعام 2015
الألماني يواكيم لوف الفائز بجائزة العام الماضي
3 أسماء تمخضت عنها قائمة المرشحين النهائية التي أعلنت عنها منظمة الفيفا، أحدها سيكون حامل لقب العام الحالي لجائزة أفضل مدرب لعام 2015، والذي سيعلن عن الفائز بها يوم 11 يناير القادم خلال حفل الفيفا السنوي، الذي سيشهد كذلك الإعلان عن أفضل لاعب كرة قدم خلال العام، إليكم أسماء المدربين المرشحين مع بيان مفصل بإنجازاتهم خلال عام 2015:
الإسباني لويس إنريكة (نادي برشلونة الإسباني): من الصعب أن ينتزع أحدٌ لقب العام الحالي من اللاعب الدولي السابق والمدرب الحالي للبلوغرانا، فالإنجازات التي حققها ابن الـ 45 عامًا في موسمه التدريبي الأول مع البارسا، لا يضاهيها إلا إنجاز غوارديولا مع الفريق ذاته عام 2011، والتي قادته للفوز بالجائزة فعلًا، بدءًا بلقبي الدوري والكأس المحليين، ومرورًا بلقبي دوري الأبطال والسوبر الأوروبيين، وانتهاءً بلقب كأس العالم للأندية الذي حققه مؤخرًا على حساب ريفر بلايت الأرجنتيني، وهكذا حقق “اللوتشو” جميع الألقاب الممكنة في الموسم، ولم يفلت منه سوى لقب السوبر الإسباني.
الإسباني جوزيب غوارديولا (نادي بايرن ميونيخ الألماني): رغم عدم نجاحه في التتويج بأكثر من لقب البوندسليغا مع فريقه البافاري في الموسم الماضي، إلا أن الفلسفة التدريبية الخاصة التي أنشأها الشاب الكاتالوني ذو الـ 44 عامًا، جعلته أحد أهم المدربين في تاريخ كرة القدم وليس فقط في العام الحالي، ومع ذلك لم يكن حامل جائزة عام 2011 بعيدًا عن تكرار إنجازه التاريخي، حيث بلغ فريقه نصف نهائي الشامبيونز ليغ وخرج أمام فريقه السابق برشلونة، كما بلغ نصف نهائي كأس ألمانيا وخسر أمام بروشيا دورتموند بركلات الترجيح.
الأرجنتيني خورخي سامباولي (منتخب تشيلي): فاجأ وجود الأرجنتيني ذي الـ 55 عامًا في قائمة المرشحين النهائية الكثيرين، وذلك باعتباره اسمًا مجهولًا على الساحة الأوروبية، ولكن إذا نظرنا إلى الإنجاز الذي حققه صيف عام 2015، نجد أن ترشيحه منطقي، فهو قاد منتخب تشيلي للتتويج بلقب كوبا أمريكا للمرة الأولى في تاريخه، على حساب القوى التقليدية الكبرى في أمريكا اللاتينية، المتمثلة في البرازيل، الأرجنتين، والأورغواي، مثبتًا أن نجاحه في قيادة نفس المنتخب لعبور دور المجموعات في كأس العالم الأخيرة على حساب إسبانيا، لم يكن وليد صدفة عابرة.
بقية المرشحين
مجموعةٌ من مشاهير التدريب حالياً
لم تقتصر قائمة أفضل مدربي العام 2015 على الأسماء الـ3 السابقة، بل ظهرت 7 أسماء أخرى ضمن قائمة المرشحين الـ10 الأولية التي أعلنت عنها الفيفا، وهذه الأسماء وإن لم تعد مرشحةً للفوز بجائزة العام الحالي، إلا أن مجرد تواجدها ضمن لائحة المرشحين يعد تكريمًا بحد ذاته، إليكم أسماء بقية المرشحين مع نبذة مختصرة عن إنجازاتهم:
– الإيطالي ماسيميليانو أليغري (يوفنتوس): بطل الثلاثية المحلية في إيطاليا (الدوري، الكأس، والسوبر)، وصيف بطل دوري أبطال أوروبا.
– الفرنسي لوران بلان (باريس سان جيرمان): بطل الرباعية المحلية في فرنسا (الدوري، الكأس، السوبر، وكأس الدوري)، ربع نهائي دوري أبطال أوروبا.
– البرتغالي جوزيه مورينو (تشيلسي- سابقًا): بطل الدوري وكأس رابطة المحترفين في إنجلترا.
– الإسباني أوناي إيمري (إشبيلية): بطل الدوري الأوروبي (يوروبا ليغ).
– الفرنسي أرسين فينغر (أرسنال): بطل كأس الاتحاد وكأس الدرع الخيرية (السوبر) في إنجلترا.
– الإيطالي كارلو أنشيلوتي (ريـال مدريد – سابقًا): وصيف بطل الدوري الإسباني، نصف نهائي دوري أبطال أوروبا.
– الأرجنتيني دييغو سيميوني (أتليتكو مدريد): المركز الثالث في الليغا، ربع نهائي دوري أبطال أوروبا.