حزب الله يقتل مضايا جوعًا

160107104833-01-madaya-protest-0105-restricted-super-169

أكثر من سبعة أشهر وحزب الله يرفع مع النظام السوري راية “الجوع أو الإستسلام” لأهل مضايا، ليموت يوميًا من السكان أعداد تحت وطأة هذا الحصار، بعد عدم تحملهم لعنف الجوع الذي ضرب بأجسادهم التي باتت تظهر في المشاهد المسربة من داخل المدينة كقشور جلدية تكسو عظام.

هذا الحصار اللاإنساني سُلط عليه الضوء مؤخرًا من قِبل وسائل الإعلام ونشطاء عاملين في مجال حقوق الإنسان بسوريا، بعد تزايد حالات الوفاة جراء تدهور الوضع الإنساني داخل المدينة نتيجة شح مواد الغذاء، الأمر الذي لجأت معه بعض الأسر لإطعام أطفالها أوراق الشجر والحشائش بل وتزايد الأمر لذبح القطط والكلاب لسد الرمق.

هذا الأسلوب الذي يتبعه حزب الله اللبناني ومن خلفه نظام الأسد هو استمرار لمسلسل التفنن في قتل الشعب السوري بشتى الطرق، وهو أسلوب لا يقل بشاعة عن القتل بالبراميل المتفجرة والأسلحة الكيميائية، وهو دليل قاطع على احتراف الحزب وحليفه الأسد لعمليات القتل التي تتم في الشعب السوري دون رادع.

المشاهد القادمة من داخل مدينة مضايا المحاصرة هزت مواقع التواصل الاجتماعي التي تدوالتها بالنشر بصورة كثيفة، بالتزامن مع انطلاق حملات لإنقاذ المدينة، لكن يتساءل البعض عن السبيل إلى ذلك وجنود حزب الله والنظام السوري يقفون حائلًا دون مرور المساعدات إلى داخل البلدة.

شن مغرودن ردًا على هذا حملة هجومية ضد تصرفات حزب الله في سوريا الذي ولج في الدم السوري بكل ما أوتي من قوة بغلاف من شعارات الممانعة والمقاومة سقطت مع في كافة الاختبارات الأخلاقية الإنسانية، مما دعا البعض لإطلاق وسم يتهم حزب الله بالوقوف وراء قتل أهل مضايا جوعًا “#حزب_الله_يقتل_مضايا_جوعًا”.

صب المغرودن غضبهم على حزب الله وقيادته السياسية التي تسببت في هذا الحصار وهو ما ظهر في تعلقياتهم التي حملت هذا الهاشتاج.

رأى مغرد آخر أنهم يدفعون ثمن المجاملات السياسية طوال العقود الماضية في حق حزب الله اللبناني.

غرد آخر متحدثًا عن أن ليس فقط حزب الله من يقتل المدنيين بالجوع والحصار ضاربًا أمثلة بإيران وبشار وروسيا التي تشترك في هذا الأمر.

أما هذا المغرد فقد تساءل هل قرر حزب الله أن يجعل كل أرض كربلاء وكل يوم عاشوراء؟

وقد عمد البعض الآخر لربط جراحات البلاد العربية معًا بقوله إن مضايا أخت غزة وسوريا أخت فلسطين، متسائلًا أين من يتغنى بفلسطين، في إشارة إلى زعيم حزب الله حسن نصر الله الذي أشار من قبل في أحد خطاباته إلى أن الطريق إلى القدس يمر بسوريا.

في الوقت الذي تساءلت فيه هذه المغردة لماذا لم تلق الطائرات الأمريكية الأغذية والأسلحة كما فعلت للإزيديين من قبل.

أما الإعلامي السعودي جمال خاشقجي فقد قال إن ليس حزب الله فقط من يقتل أهل مضايا بالحصار بل “نحن بصمتنا”.

الصحفية السورية نور حديد ذكرت الجميع بلقطة تاريخية مميزة تؤكد أن حزب الله لم يحفظ الجميل لأهل مضايا حينما كتبت أن: “أهل مضايا استقبلوا لاجئي حزب الله اللبناني في بيوتهم إبان حرب تموز، فكانت مكافآتهم التجويع حتى الموت، حزب الله يسجل نذالة لم يشهدها التاريخ قط”.

الجميع يسأل العالم والمجتمع الدولي الآن نهاية لهذه المأساة لكن على ما يبدو أن الصمت ملاذ الكثيرين في هذا التوقيت، ليبقى وحش التجويع يقضي على أهل بلدة مضايا يومًا بعد يوم، وليخرج ساسة نظام الأسد وحزب الله يتحدثوا عن الطريق إلى القدس على جثث الشعب السوري.