أكدت الممثلة العليا للسياسة الخارجية في الاتحاد الأوروبي، فيديريكا موغيريني، في ندوة صحافية عقب اجتماعها بمجلس الرئاسة الليبي وأعضاء الحوار الوطني، بالعاصمة تونس، على ضرورة حسم معركة الإرهاب في ليبيا داخليًا (الحسم يكون ليبيًا دون تدخل من القوى الخارجية).
وقالت موغريني: “على المعركة ضد الإرهاب في ليبيا أن تكون معركة ليبية”، وأكدت عدم نيتهم تقديم مساعدات على الأرض حيث قالت: “لن يكون هناك مساعدات على الأرض، ستكون المساعدات تقنية وإستراتيجية ويجب أن تكون معركة ليبية بامتياز”.
واجتمعت الممثلة العليا للسياسة الخارجية في الاتحاد الأوروبي مع مجلس الرئاسة وأعضاء الحوار الليبي، وكان الاجتماع فرصة للحديث عن مختلف المسائل التي تهم تطبيق الاتفاق السياسي الليبي ومتطلبات حكومة الوفاق الوطني حال تشكيلها، بالإضافة إلى مواضيع تتعلق بالأمن ومواجهة الإرهاب وبناء المؤسسات الليبية، ونفت موغريني التطرق إلى مسألة حظر الأسلحة.
وأكدت ممثلة الاتحاد الأوروبي أن الوضع الأمني في ليبيا يمثل تحديًا كبيرًا لوصول المساعدات، وأضافت أن “شعب ليبيا يستحق السلام والأمن والاستقرار وأعتقد أنه ليس هناك أي ليبي اليوم لم يتعب من الحرب والنزاع، ونأمل مع الاتفاق السياسي الليبي ورئاسة المجلس وحكومة الوفاق الوطني أن تكون هناك فرصة لتحقيق السلم والاستقرار لمحاربة الإرهاب”.
وأعلنت موغيريني، أن الاتحاد الاوروبي رصد 100 مليون يورو لدعم المساعدات الإنسانية والمؤسسات الحكومية في ليبيا، تُفعّل بدءًا من اليوم الأول، بعد استلام حكومة الوفاق الوطني مهامها.
من جهته دعا رئيس حكومة الوفاق الليبية، فايز السراج إلى التكاتف في مواجهة الإرهاب من أجل بناء الدولة الليبية، وأكد أنه تم الاتفاق على تفعيل حزم الدعم الأوروبية المقدمة حسب الأولويات الليبية، داعيًا شعبه، ويأتي لقاء موغيريني والسراج بعد يوم من هجوم انتحاري استهدف مركز تدريب للشرطة في مدينة زليتن غربي ليبيا.
وكانت وفود عن المؤتمر الوطني الليبي العام بطرابلس ومجلس النواب المنعقد في طبرق شرقي البلاد والنواب المقاطعين لجلسات الأخير، إضافة إلى وفد عن المستقلين وبحضور سفراء ومبعوثين دول عربية وأجنبية، قد وقعت في 17 ديسمبر الماضي، على اتفاق يقضي بتشكيل حكومة وحدة وطنية، برئاسة فايز السراج، في غضون شهر من بدء التوقيع.
وتعيش ليبيا على وقع أزمة سياسية أدت إلى انقسام البلاد إلى حكومتين وبرلمانين واحد في الشرق (طبرق) والثاني في طرابلس (غرب).