في تعاريج وتضاريس الزمان أحداث ذات تأثير في الأوطان ومن ثنايا هذه الأحداث تظهر شخصيات يكون لها دور في تحديد مسار ووجهة الأمور، فتثير تلك الشخصيات جدلًا بين الناس ويتم تداولها بشكل واسع، وليس بالضرورة أن تحظي بقبول ورضى من المواطن أو إتقان توجيه البوصلة بشكل صحيح، سنطرح عليك عزيزي القارئ في هذا التقرير أكثر الشخصيات بروزًا خلال العام الماضي في بلادنا حيث تصدرت المشهد وأثرت فيه بوضعه الراهن.
عبد ربه منصور هادي
ولد في 1 سبتمبر 1945 في قرية ذكين، مديرية الوضيع في محافظة أبين، تخرج من بريطانيا عام 1966 بعد حصوله على منحة دراسية عسكرية للدراسة في بريطانيا، وتعلم فيها التحدث باللغة الإنجليزية، ثم في عام 1970 حصل على منحة دراسية أخرى لدراسة سلاح الدبابات في مصر لمدة ست سنوات، أمضى هادي السنوات الأربع التالية في دراسة القيادة العسكرية في الاتحاد السوفيتي.
شغل عدة مناصب عسكرية في جيش اليمن الجنوبي حيث عمل كقائد لفصيلة المدرعات، وبعد الاستقلال (27 نوفمبر 1967) عين قائدًا لسرية مدرعات في قاعدة العند في المحور الغربي لجنوب اليمن، ثم مديرًا لمدرسة المدرعات، ثم أركان حرب سلاح المدرعات، ثم أركان حرب الكلية الحربية، ثم مديرًا لدائرة تدريب القوات المسلحة، سنة 1972 انتقل إلى محور الضالع، وعين نائبًا ثم قائدًا لمحور كرش، وكان عضو لجنة وقف إطلاق النار، ورئيس اللجنة العسكرية في المباحثات الثنائية التالية للحرب مع الشمال.
استقر في مدينة عدن كمدير لإدارة التدريب في الجيش، مع مساعدته لرئيس الأركان العامة إداريًا، ثم رئيسًا لدائرة الإمداد والتموين العسكري، وكان رئيس لجنة التفاوض في صفقات التسليح مع الجانب السوفياتي، وتكوين الألوية العسكرية الحديثة، كما يعتبر ضمن القوى التي نزحت إلى صنعاء عقب حرب 1986 الأهلية في جنوب اليمن.
عمل مع زملائه على لملمة شمل الألوية العسكرية التي نزحت معهم إلى الشمال، وإعادة تجميعها إلى سبعة ألوية، والتنسيق مع السلطات في الشمال لترتيب أوضاعها ماليًا وإداريًا، وأطلق عليها اسم ألوية الوحدة اليمنية، وظل في شمال اليمن حتى يوم 22 مايو 1990، تاريخ الوحدة اليمنية، عين قائدًا لمحور البيضاء، وشارك في حرب 1994. وفي مايو 1994 صدر قرار تعيينه وزيرًا للدفاع.
أصبح نائب لرئيس اليمن بعد علي سالم البيض الذي استقال وخسر الحرب الأهلية عام 1994، وعين هادي كنائب للرئيس في 3 أكتوبر 1994، وكان قبل ذلك وزيرًا للدفاع لفترة وجيزة، انتخب عبد ربه منصور هادي نائباً لرئيس المؤتمر الشعبي العام الحاكم وأمينًا عامًا له في نوفمبر 2008 حتى 8 نوفمبر 2014، ومنذ توليه السلطة في 21 فبراير من العام 2012 عبر انتخابات رسمية بموجب المبادرة الخليجية حدثت أحداث ساخنة أعادت تغيير خارطة القوى في اليمن بشكل دراماتيكي وغير متوقع في بال الكثير من المتابعين.
أقاله المؤتمر الشعبي العام من منصبه كنائب لرئيس الحزب وأمين عام له وذلك بعض عدة أحداث أهمها إعلان الرئيس هادي تشكيل الحكومة الجديدة “حكومة خالد بحاح” والتي رفض المؤتمر المشاركة فيها، وبعد فرض مجلس الأمن عقوبات على الرئيس السابق علي عبدالله صالح والذي يرأس حزب المؤتمر، وكان هادي قد استخدم صلاحياته كأمين عام للحزب بإغلاق قناة اليمن اليوم التابعة لرئيس الحزب علي عبد الله صالح، وتم إعادة بث القناة بعد ذلك.
في فترة حكمه سيطرت جماعة الحوثي على محافظة عمران في سيناريو غامض ودون أن يحدث هادي أي ردود أفعال تجاه ذلك ومن ثم كان الزلزال الأكبر هو دخول جماعة الحوثي المسلحة العاصمة صنعاء وبسط سيطرتها على جميع مؤسسات الدولة العسكرية والمدنية دون أي تحرك من الجيش والأمن أو المقاومة.
ظل خلالها الرئيس هادي في علاقة هادئة مع جماعة الحوثي إلى أن هاجمت الجماعة دار الرئاسة في يناير من العام الجاري واشتبكت مع أفراد من الحماية الرئاسية وحراسة منزله؛ ليسيطر الحوثيون بعدها على دار الرئاسة ومنزل الرئيس هادي وتم وضعه قيد الإقامة الجبرية، تمكن من الفرار في 21 فبراير إلى عدن والإفلات من تحت أيدي جماعة الحوثي التي تسيطر على العاصمة.
أقام في عدن بضعة أيام وما لبثت جماعة الحوثي وقوات تابعة للرئيس السابق صالح من التحرك نحو المحافظات الجنوبية ومدينة عدن بعد أن كان قد هدد صالح بذلك بقوله “إن الهاربين إلى عدن هذه المرة لن يجدوا منفذ لمغادرة البلاد سوى البحر إلى جيبوتي”، و في غضون يومين أو ثلاثة دخلت قوات الحوثي وصالح إلى الجنوب وتم إسقاط معسكر العند في محافظة لحج من قِبل الضباط والجنود الذين فيه وكانوا يتلقون توجيهاتهم من صالح.
فّر هادي حينها إلى المملكة العربية السعودية عبر عدة منافذ داخلية؛ حيث وصل إلى محافظة شبوة ومنها إلى سلطنة عمان.
في منتصف تلك الليلة العصيبة على هادي أعلنت قوات التحالف العربي بدء عاصفة الحزم لضرب مواقع ومعسكرات الحوثي وصالح بعد أن طلب الرئيس هادي التدخل العسكري من المملكة العربية السعودية ودول عربية أخرى.
استقر في المملكة العربيه السعودية عدة أشهر إلى حين تم استعادة عدن والمحافظات الجنوبية من قِبل التحالف وقوات الشرعية، فعاد إلى عدن ومن ثم اتخذها عاصمة مؤقتة.
ومن خلال هذه السيناريوهات الدراماتيكية يظل الرئيس هادي من أكثر الشخصيات إثارة للجدل حسب كثير من المراقبين.
اللواء محمود الصبيحي
اللواء محمود الصبيحي من أبناء منطقة الصبيحة بمحافظة لحج الجنوبية، ترقى في دوائر الجيش الجنوبي قبل الوحدة، حاز على البكالوريوس في العلوم عسكرية من الكلية العسكرية في عدن 1976، وفي 1982 نال الماجستير في العلوم العسكرية من الاتحاد السوفيتي، قبل أن يتولى مدير الديوان بوزارة الدفاع عدن 1976-1978، ثم قائد الواء 25 ميكا 1986-1988.
في العام 2011، استعان به الرئيس علي صالح لقيادة محور العند واللواء 201ميكا أحد أهم وأبرز القوات العسكرية الجنوبية بعد استقالة قائدها عبدالإله القاضي وتأييده لانتفاضة الشباب، اقتصر نشاطه على السكون الموالي لصالح، في ظل إدارة قائد المنطقة العسكرية الجنوبية حينها مهدي مقولة.
في مرحلة ما بعد مغادرة الرئيس صالح للسلطة، خاض الصبيحي برفقة اللواء سالم قطن القائد الجديد للمنطقة الجنوبية في عام 2012، معارك ضارية ضد قوات تنظيم القاعدة واستطاع دحرهم من أبين، قبل أن يُغتال قطن، ويظل الصبيحي هدفًا قائمًا للقاعدة.
في أبريل 2013 استلم الصبيحي قيادة المنطقة العسكرية الرابعة من ناصر الطاهري القائد السابق، حينها بدا الصبيحي رجل دولة وطني حذر الحراك المسلح بعدم قطع الطرقات وتعهد بالحفاظ على الأمن، وشدد على ضرورة الحفاظ على الأمن والاستقرار، وأكد “أن الجيش هو ملك للوطن ككل وليس ملكًا لقبيلة أو جماعة”.
ودعا الصبيحي في أول يوم بعمله قادة الوحدات العسكرية إلى مشاركة الجنود وأن يكونوا في مقدمة الصفوف لمواجهة أي طارئ وألا يديرا وحداتهم من البيوت كما يفعل مئات القادة العسكريين، وتعهد بتقديم الغالي والنفيس في سبيل كل ما يصون للوطن وحدته وسلامة أراضيه، في ظل قيادة الرئيس هادي، وأضاف” سنظل أوفياءً للوطن حريصين في الحفاظ على الوحدة وعلى تنفيذ برامج وأهداف وآليات المبادرة الخليجية”.
في ديسمبر من العام 2013 ظهر اللواء الصبيحي في مقطع فيديو مسرب، بلحج، وهو يخاطب وزير الدفاع محمد ناصر أحمد بقوله: “اسكت لا تقاطعني، لا يشرفني أحمل هذه الرتبة والنساء مرعوبات في البيوت” أثناء حديثه عن جرائم المليشيا بلحج وغياب هيبة الدولة، واستطرد “في لحج يتاجرون بالبشر وعلى مرأى ومسمع من كل السلطات، مخيمات قرب المعسكرات، والأمن والسلطات المحلية لا يحركون ساكنًا، ليش نكذب على أنفسنا، المديريات خارج عن سيطرتنا وعن هيبة الدولة، الدولة ضايعة ولا وجود لها”.
اشتهر اسم الصبيحي قائد المنطقة العسكرية الجنوبية، بين مواطني المحافظات التي تقع في نطاق منطقته العسكرية كرجل عسكري صارم وازداد تقديره بين أفراد وجنود الألوية التي تتبعه، وعزز نقاط الجيش في خطوط الطرق التي ظلت مرتعًا للخوف طوال فترة طويلة.
في 29 من مارس مطلع 2014، أطلق الجيش اليمني حملة عسكرية موسعة ضد التنظيم من ثلاثة محاور، حبان وميفعة من جهة شبوة، وتتبع للمنطقة العسكرية الثالثة، والمحفد وأجزاء من أحور، من جهة أبين، وتتبع للمنطقة العسكرية الرابعة، في اليوم العاشر للحملة، دخل الصبيحي إلى معقل “القاعدة” الأول في المحفد، ومن الجهة الأخرى بمحافظة شبوة دخل عدد من قيادات الدولة على رأس الحملة العسكرية إلى معقل “القاعدة” الثاني في عزان، وبذلك، حققت الحملة العسكرية أبرز أهدافها في فترة وجيزة فاجأت المتابعين.
تعرض الصبيحي لمحاولات اغتيال عدة أبرزها المحاولة الأكثر خطرًا عليه والتي استهدفته في أبريل من العام المنصرم بمدينة عدن، وفي نوفمبر من العام الماضي وبعد تعيينه وزير للدفاع نجا من هجوم استهدف موكبه في مدينة مأرب شمال شرقي العاصمة اليمينة صنعاء، المهاجمون استهدفوه بصاروخ “لو”، قبل أن يعمدوا إلى إطلاق الرصاص.
تم تعيينه كوزير للدفاع في حكومة التكنوقراط بعد اجتياح جماعة الحوثي للعاصمة، واستبشر به الناس خيرًا لتاريخه العسكري المشرف وشجاعته وقوة شكيمته، حيث تمكن في العام الماضي من دحر القاعدة في بعض المناطق الجنوبية إبان تقلده قيادة المنطقة الجنوبية.
غير أن سيطرة جماعة الحوثي على مقاليد الجيش والأمن لم تمكنه من أداء مهامه بالشكل المرجو من قِبل كثير من الذين رحبوا بقيادته وزارة الدفاع
بعد أن أجبرته جماعة الحوثي على حضور مراسم إعلانها الدستوري، استطاع الإفلات من قبضتها والذهاب إلى محافظتة لحج ومن ثم إلى عدن، وأحدث خروجه من صنعاء زخمًا كبيرًا لدى المناهضين لقوات الحوثي وصالح.
التقى بالرئيس هادي وطلب منه الاستمرار في منصبه كوزير للدفاع وممارسة مهامه من عدن، فبدأ الصبيحي بزيارات بعض التشكيلات العسكرية التي الغير موالية للحوثي وصالح لرفع الجاهزية والتصدي لأي محاولات اجتياح عسكري للجنوب.
في أولى المواجهات العسكرية بين قواته وقوات الحوثي وصالح وأثناء ما كان متجهًا إلى العند وقع تحت قبضة الحوثيين في ظروف تشوبها الكثير من الملابسات والغموض، نقلته جماعة الحوثي إلى صنعاء وما يزال حتى اللحظة في ظروف غامضة.
تداول ناشطون على مواقع التواصل الاجتماعي صورة للواء محمود الصبيحي وزير الدفاع السابق، بعد أسره من قِبل جماعة الحوثي، وقوات صالح وهو في حالة استرخاء.
علي عبدالله صالح
من مواليد قرية بيت الأحمر بسنحان في عام 1942، فقد والده مبكرًا، كانت أسرته تعمل بالزراعة وهو نفسه كان يرعى الغنم وتنقلت أسرته بين القرى أيام الجفاف بحثًا عن المرعى، التحق بـ “معلامة” القرية في سن العاشرة وهو تعليم يقتصر على حفظ القرآن وتعلم الكتابة والتحق بصفوف الجيش الإمامي في سن السادسة عشرة، قبل التحاقه بالجيش، غادر صالح إلى مديرية قعطبة في محافظة إب حيث يوجد أخاه الأكبر وأراد الانضمام للجيش وهو في سن الثانية عشرة.
التحق بالجيش الإمامي إلا أنه رُفض لصغر سنه ولكن وساطة قبلية حسب ما يروي صالح بنفسه مكنته من الالتحاق بالجيش ومن ثم لمدرسة الضباط عام 1960 وهو في الـ 18 من عمره.
تدرج علي عبد الله صالح في رتب الجيش الجمهوري وبرز نجمه عقب الانقلاب الأبيض الذي قام به الرئيس إبراهيم الحمدي لينهي حكم الرئيس عبد الرحمن الأرياني.
تم تعيين علي عبد الله صالح قائدًا للواء تعز برتبة رائد، بدأت حكومة الحمدي ببطء ولكن بخطى ثابتة، حيث قامت ببناء مؤسسات وتنفيذ برامج إنمائية على المستوى المحلي والخارجي.
وكوّن حكومة من التكنوقراط، لم تكن كل الشرائح المجتمعية سعيدة بتوجهات الحمدي ومحاولته تغييب البنى التقليدية السائدة والالتزام بالمبادئ التي قامت من أجلها ثورة 26 سبتمبر فتم اغتياله في ظروف غامضة لم يُبت فيها.
تولى أحمد الغشمي رئاسة الجمهورية عقب اغتيال الحمدي ولم تمض ثمانية شهور حتى اغتيل الرئيس الجديد بحقيبة مفخخة لا يُعرف مصدرها على، بعد مقتل الغشمي تولى عبد الكريم العرشي رئاسة الجمهورية مؤقتًا، أصبح علي عبد الله صالح عضو مجلس الرئاسة رئيسًا للجمهورية العربية اليمنية بعد أن انتخبه مجلس الرئاسة بالإجماع ليكون الرئيس والقائد الأعلى للقوات المسلحة اليمنية في 17 يوليو 1978.
كان تأثير المؤسسة العسكرية واضح في إيصال صالح إلى السلطة حيث تم اختياره في مقر القيادة العامة للجيش قبل ترشيحه وانتخابه، جاء الرئيس إلى السلطة على أساس خلفيته العسكرية.
بعد أقل من ثلاثة أشهر من توليه السلطة، رتبت بعض الوحدات العسكرية لانقلاب عسكري في 1978، ولكنه فشل سريعًا لعدم فاعليتها في المواجهة المسلحة واتخذ قرار في 10 أغسطس 1978 بإعدام ثلاثين شخصًا متهمين بالانقلاب.
اعتمد صالح في بداية حكمه على عدد من الوحدات العسكرية التي يقودها أقرباؤه وفي المقدمة منها الفرقة الأولى مدرع والتي ظلت حتى 2012 تحت قيادة علي محسن الأحمر، أحد أهم العسكريين والذي تولى إحباط الانقلاب الناصري، إلا أنه بعد ذلك اتجه لبناء وحدة عسكرية أخرى هي قوات الحرس الجمهوري بقيادة الرائد (لواء فيما بعد) علي صالح الأحمر، الأخ غير الشقيق لصالح، وكانت مهمة الحرس تأمين دار الرئاسة وتنقلات الرئيس، وجرى توسيع وتطوير تلك القوات حتى أصبحت جيشًا قائمًا بذاته لتشمل كافة مناطق اليمن وأنشئت وحدات جديدة تابعة لها أطلق عليها الحرس الخاص والقوات الخاصة (التي حظيت بدعم أمريكي مباشر وقوي)، وجمعت كلها تحت قيادة واحدة أسندها صالح مؤخرًا إلى نجله أحمد بعد عزل علي صالح الأحمر من قيادتها .
في بدء 2011 اندلعت ثورة شعبية تطالبه بالتخلي عن السلطة مع موجة الربيع العربي التي اجتاحت عدد من الدول العربية.
توسعت رقعة الانتفاضة الشبابية مع تأييد عدد من ألوية الجيش والقادة العسكريين للخروج ضد صالح وفي المقدمة الفرقة الأولى مدرع التي يقودها اللواء علي محسن الأحمر.
تم مغادرته السلطة شكليًا بعد ثورة 2011 وبموجب المبادرة الخليجية ، إلا أنه لم تبارحه لحظة حلم السلطة فظل على علاقة بالعديد من قادة الألوية العسكرية الذين يستجيبون لأوامره أكثر من السلطة الرسمية؛ فأحدثت تلك العلاقة نوع من إعادة تشكيل المشهد والتحكم في مجرياته.
في 7 نوفمبر 2014 فرض “مجلس الأمن الدولي” لتابع للأمم المتحدة عقوبات على الرئيس السابق علي عبد الله صالح واثنين من كبار القادة العسكريين للحوثيين لاتهامهم بتهديد السلام والاستقرار في اليمن، وتهدف العقوبات لوضعهم في قائمة المنع من السفر إضافة إلى تجميد أصولهم.
وقامت الولايات المتحدة بإجراءات مماثلة وتهدف العقوبات الأمريكية لمنع الشركات الأمريكية من التعامل معهم وتجميد أصولهم المالية إن وجدت في الولايات المتحدة، وقالت وزارة المالية الأمريكية إنها وضعت أسماء علي عبد الله صالح وعبد الخالق الحوثي وعبد الله يحيى الحكيم في اللائحة السوداء لأنهم “انخرطوا في أعمال تهدد بشكل مباشر أو غير مباشر السلام والأمن والاستقرار في اليمن”، وأضافت وزارة المالية “عملية الانتقال السياسي في اليمن”.
في 8 يونيو فرض الاتحاد الأوروبي عقوبات على عبد الملك الحوثي وأحمد علي عبد الله صالح، ونصت العقوبات على منعهم من السفر وتجميد الأصول المالية، وذلك تنفيذًا لقرار مجلس الأمن رقم 2216، ويشمل قرار مجلس الأمن حظر توريد الأسلحة والعتاد ووسائل النقل العسكرية، لعلي عبد الله صالح ونجله أحمد وعبد الملك الحوثي وعبد الخالق الحوثي وعبد الله يحيى الحكيم (أبو علي الحاكم)، وكافة الأطراف التي تعمل لصالحهم أو تنفذ تعليماتهم في اليمن.
وطالب القرار الدول المجاورة بتفتيش الشحنات المتجهة إلى اليمن في حال ورود اشتباه بوجود أسلحة فيها، وطالب الحوثيون بوقف القتال وسحب قواتهم من المناطق التي فرضوا سيطرتهم عليها بما في ذلك صنعاء.
يُتهم صالح من قِبل العديد من المراقبين بأن له يدُ طولى بمعظم ما يدور من قضايا عسكرية وسياسية منذ مغادرته السلطة إلى الآن.
له العديد من مريديه الذين يرون فيه قوة تأثيره على أرض الواقع من خلال خبرته التي اكتسبها خلال الـ 33 سنة في الحكم.
أسهمت أفعاله الأخيرة بتحالفه مع جماعة الحوثي وتقديم العون العسكري لها بتغيير موقف السعودية منه بعد علاقة ودية استمرت لسنوات وانقلبت إلى مرحلة عداء وخصام حيث تم تدمير منزله في صنعاء ومسقط رأسه في سنحان من قِبل قوات التحالف العربي بقيادة المملكة العربية السعودية بعد أن ظلت المواقع والمعسكرات التابعة لصالح ونجله هدفًا مباشرًا لعمليات عاصفة الحزم ، في الأيام القليلة التي مضت ظهر باجتماع مع رجاله يقول إن الحرب لم تبدأ بعد.
سلطان العرادة
محافظ محافظة مارب سلطان بن علي العرادة والذي يعد على رأس الهرم المقاوم والمترصد لأي اجتياح حوثي لمدينة مارب ، حيث ظهر قائدًا للمقاومة من عمق العمل الرسمي .
في 2012 من شهر أبريل أصدر رئيس الجمهورية عبدربه منصور هادي قرار بتعيينه محافظ لمأرب بعد أن مارس العمل السياسي كعضو مجلس نواب في دورتين انتخابيتين 1993 – 1997 كمرشح توافقي للأحزاب المشاركة في ذلك الوقت.
ينتمي لقبيلة عبيده من أبرز القبائل في محافظة مأرب ويحظى باحترام لدى جميع الوجاهات والأعيان في مأرب وإقليم سبأ حيث تم اختياره كرئيس مؤقت للإقليم إلى حين إجراء انتخابات محلية.
بعد سيطرة الحوثيين على العاصمة صنعاء في 21 سبتمبر من العام الماضي بتسهيل كبير من حليفهم علي صالح، بدأت حشودهم تتجهز صوب مأرب بالمقابل بدأت القبائل والسلطة المحلية في المحافظة برئاسة المحافظ سلطان العرادة باحتشادها العسكري واستعدادها القتالي ضد أي تهديد عسكري لاجتياح المحافظة، ومع انشغال الحوثيين بمعركتهم مع هادي في صنعاء الرامية للاستحواذ على السلطة تم تأجيل الحرب في مأرب.
ظل سلطان العرادة متمسك بالشرعية الدستورية ورفضه لأي انقلاب يتجاوز شرعية الرئيس هادي، ومع إعلان جماعة الحوثي الدستوري أصدرت اللجنة الأمنية بمحافظة مأرب، برئاسة العرادة بيانًا أعلنت فيه رفضها لانقلاب جماعة الحوثي وسيطرتها على السلطة بالقوة، وقالت إنها عازمة على اتخاذ كافة التدابير والإجراءات الأمنية التي من شأنها حفظ أمن واستقرار مأرب بعيدًا عن هيمنة الانقلابين الحوثيين في صنعاء.
تحدث للعديد من وسائل الإعلام العربية بلسان رجل الدولة المحنك المدرك للآثار السيئة التي تخلفها مليشيات الحروب على التنمية والسلم الاجتماعي، ويترأس حاليًا اللجنة الأمنية في المحافظة النفطية التي تمد الجمهورية بشرايين الحياه كما أنه يقف بصلابة في جبهات الحرب التي تدور على مشارف المحافظة مع قوات الحوثي وصالح.
استطاع قيادة المعارك طيلة الأشهر التي مضت مع الحوثيين وقوات صالح على تخوم المحافظة دون أن تتمكن جماعة الحوثي من التوغل وسط مأرب.
قبل فترة قليلة قوات الجيش الوطني والمقاومة تمكنت من طرد الحوثيين من مواقع تمركزهم أطراف مأرب في معركة كبيرة حُشد لها عتاد عسكري كبير من التحالف العربي، بعد ذلك زار الشيخ سلطان العرادة محافظ مأرب الإمارات العربية المتحدة مع قبائل مأرب بدعوة من ولي عهد أبوظبي الشيخ محمد بن زايد، وهناك كان لهم استقبال حار من الشيخ محمد بن زايد وأمراء دولة الإمارات العربية المتحدة.
حمود سعيد المخلافي
من مواليد مخلاف مديرية شرعب السلام، درس وتخرج من كلية الشريعة بجامعة صنعاء، تفرغ لحل قضايا الناس في مديريته وشمال محافظة تعز.
برأي العديد من المراقبين فإن العامل الأساسي في تصاعد نفوذ المخلافي عدم استناده على إرث مشائخي، فهو ينحدر من أسرة قروية بسيطة، ونال مكانة اجتماعية بحكم علاقته بالناس، وهذا ما زاد تأثيره في شرعب، وبقية مديريات شمال تعز.
يقول عنه الكثير ممن عرفوه “ما يميزه عمن سواه، عدم لهثه خلف ثمن مواقفه، بدليل تأففه عن المحاصصة والتقاسم خلال مرحلة الوفاق، مؤكدًا بذلك حرصه على العيش كمواطن، لا كوطن كما فعل آخرون” .
مع مرور الزمن، وصموده في وجه مؤامرات صالح وابتعاده عن رذائل مشائخ (أبو 2000)، نال ثقة أبناء محافظة تعز بمختلف توجهاتهم رغم حملات تشويه سمعته من قِبل مطابخ العصابة.
والأحداث الراهنة تزيد من حضوره ونفوذه، وفي النهاية، سيكتفي بالعيش كمواطن متخفف من كل الحسابات، وقريب من الناس كما عاش عقب ثورة 2011 حتى اليوم.
في 2011 وقبل تعرض ساحة الحرية لمحرقة من قِبل قوات الأمن الموالية لصالح، تكفل الشيخ المخلافي بحماية الساحة والثوار، فشن عليه أتباع صالح حملات تشوية منظمة، كما طاله الانتقام أكثر من غيره جراء موقفه المشرف بحماية الثورة في 2011.
في الآونة الأخيرة ازدادت شخصية الشيخ حمود المخلافي انتشارًا في أرجاء البلاد ولم يقتصر تأثيره على أبناء محافظة تعز، بل أن بسالته في مقاومة قوات الحوثي وصالح في تعز جعلت من شخصيته محل اعتزاز وإلهام للعديد من المناهضين والمقاومين لجماعة الحوثي بمختلف المحافظات.
ينظر إليه الكثيرون أنه الشخصية الأولى والأكثر تأثيرًا في محافظة تعز والأكثر إثارة للجدل، يقود المقاومة الشعبية في المدينة بنفسه ويخوض مع جنوده المعارك في الميدان.
فقد نجلة الأكبر أسامة وشقيقه عزالدين خلال المواجهات مع قوات الحوثي وصالح، لكن ذلك لم يمنعه من الاستمرار في المخاطرة بنفسه وتواجده في معظم المواجهات الميدانية للمقاومة مع قوات الحوثي وصالح.
يحظى الشيخ حمود سعيد المخلافي قائد المقاومة الشعبية في تعز بقبول شعبي واسع في مختلف محافظات الجمهورية، وبعد مضي ما يقارب الـ 9 أشهر من عدوان الحوثيين وقوات صالح على مدينة تعز عجزوا عن اقتحامها والدخول إلى المدينة، لكنهم مستميتين في حصارها من خلال سيطرتهم على منافذ المحافظة.
الشيخ حسن أبكر
الشيخ الحسن أبكر أحد أبرز الوجوه القبلية اليمنية، ينتمي إلى محافظة الجوف وسط البلاد، برز اسمه في الإعلام منذ المواجهات الأولى مع جماعة الحوثي في العام 2011، إثر محاولاتها السيطرة على محافظة الجوف، لكنه أجبرها على الانسحاب والتراجع.
ينحدر أبكر من أسرة هاشمية تقطن محافظة الجوف، لكنه يرفض المشاريع الطائفية المناطقية، وهو سر العداء الذي تكنه له جماعة الحوثي، باعتباره “هاشميًا متمردًا” على سلطة وأحقية الحوثي في الولاية، حسب أدبيات جماعة الحوثي.
أثناء بدء السلطة الانتقالية لهادي، أعلن ولاءه مع رجاله للمحافظ المعين من هادي وقام بتسليم الأسلحة التي سيطروا عليها إلى لجنة مكلفة من وزارة الدفاع.
في النصف الثاني من العام 2014 تجددت المواجهات مع الحوثيين، حيث كان برفقة قائد محور الجوف العميد عادل القميري، وسقط خلالها نجله وتوأمين لشقيقه هما (عبدالعزيز وأحمد) أبكر، إضافة إلى اقتحام المسلحين الحوثيين لمنزله في منطقة الغيل في سبتمبر المنصرم.
أثناء مغادرة هادي إلى عدن وكسر الحصار المفروض عليه في صنعاء، ذهب أبكر إلى عدن مع عدد من رجالاته وأعلن مجددًا دعمه وقبائله لشرعية هادي.
في الآونة الاخيرة مع الاستعدادات الكبيرة لقبائل الجوف لتطهير المحافظة من الحوثيين أجبر على مغادرة البلاد لكنه ظل يتابع مقاتليه أولاً بأول ويحثهم ويوجههم.
مؤخرًا دخلت مقاومة الجوف الحزم عاصمة المحافظة وتم استعادة معظم مناطق الجوف من الحوثيين وقوات صالح ومنها الغيل مسقط رأس الشيخ حسن أبكر.
محمد علي الحوثي
من مواليد محافظة صعدة عام 1969 وهو ابن عم زعيم جماعة الحوثيين عبدالملك الحوثي.
ظهر إعلاميًا بعد سيطرة جماعة الحوثي على صنعاء وإمساكها بمؤسسات البلاد، حيث يعتبر من المقربين من عبدالملك الحوثي زعيم الجماعة وقد أمضى فترة طويلة في سجون الدولة بصنعاء خلال حروب صعدة التي امتدت من 2004 حتى 2009.
عقب سيطرة جماعة الحوثي على العاصمة ومؤسسات الدولة شوهد محمد علي الحوثي أكثر من مرة وهو يقتحم الوزارات والمؤسسات التابعة الدولة مع مجاميع مسلحة من الجماعة بحجة محاربة الفساد.
عند إعلان جماعة الحوثي بيانها الدستوري تم تسميته رئيسًا للجنة الثورية العليا التابعة لجماعة الحوثي، أثيرت ردود أفعال واسعه حول ذلك، وظلت لجنته الثورية العليا تسير الأمور إداريًا في المؤسسات المختلفة منذ ذلك الإعلان وتتخذ من دار الرئاسة في العاصمة صنعاء مقر دائم لاجتماعاتها.
تملك اللجنة الثورية التابعة للجماعة صلاحيات واسعة لقيادة البلاد، وهي هيئة تشكلت من قِبل الحوثيين، ولا يعرف من هم أعضاء اللجنة أو آلية تشكيلها، بحكم الأمر الواقع، بعد فرض الحوثيين سلطتهم بالانتشار العسكري، وبذلك أصبحت لجنة الحوثيين القائد الفعلي لليمن.
في أول تصريح صحفي له بعد رئاسته اللجنة الثورية العليا حاول استمالة الجنوبيين بتمثيل أبناء الجنوب في المجلس الوطني، بما يسهم في إنجاح المرحلة الانتقالية قال: “سيكون لأبناء الجنوب تمثيل يستطيعون أن يعبروا من خلاله عن قضاياهم ومشاكلهم، عبر عمل جاد، من شأنه تحقيق العدالة الاجتماعية بين أبناء الوطن الواحد”، على حد قوله، بعد العمليات العسكرية لقوت التحالف العربي قال محمد علي الحوثي “إن الضربات الجوية لم تؤثر عليهم وإن كل القيادات فى أماكن آمنة، والعمليات العسكرية التى تشنّها دول الخليج على اليمن غير شرعية وتمثل انتهاكًا للسيادة اليمنية، وضد إرادة الشعب اليمني”.
تم إصدار العديد من القرارات الجمهورية من قِبل اللجنة الثورية العليا والتي أثارت لغطًا واسعا بين العديد من الأوساط الشعبية في المجتمع .
عبدالملك الحوثي
ولد عبدالملك الحوثي في محافظة صعدة في عائلة متدينة، فجده أمير الدين الحوثي وأخ جده الحسن بن الحسين الحوثي من رجال الدين المعروفين في المنطقة، وكان والده أحد كبار المرجعيات الدينية الزيدية الذي تتلمذ على يدها العشرات من رجال الدين.
فكان عبدالملك يتنقل منذ صغره مع أهله ووالده الذي كان يتنقل في وسط أرياف وقرى محافظة صعدة لتدريس العلوم الفقهية ولحل قضايا النزاعات بين الناس، ولم يدرس عبد الملك الدراسة النظامية، أو يحصل على أي شهادة علمية نظرًا لعيشه في مناطق ريفية قد لا يتوافر فيها التعليم الحكومي.
في منتصف التسعينات ترك عبدالملك محافظة صعدة إلى العاصمة اليمنية صنعاء للعيش مع أخيه الأكبر حسين مؤسس جماعة “الشباب المؤمن” (التي عرفت فيما بعد بجماعة أنصار الله) وتأثر به كثيرًا حتى صار فيما بعد بمثابة الأب الروحي له وقدوة له، وعمل كحارس شخصي لأخيه حسين الذي كان آنذاك عضوًا في البرلمان اليمني عن حزب الحق، وبالرغم من أنه كان حارس لأخيه إلا أنه قيل إنه تعلم في صنعاء ثقافة المدن المختلفة عن ثقافة القرى، وتفتحت مداركه للانتمائات الحزبية والجغرافية والأيديولوجية والجانب السياسي، حسب ما ذكر عابد المهذري في مقالة صحفية له، وهو صحفي مقرب من الحوثي كتب سيرة ذاتية عن حياة عبدالملك.
قامت الحرب الأولى بعد اتهام الحكومة له بإنشاء تنظيم مسلح على غرار حزب الله وتولى عبد الملك قيادة الحركة المتمردة على الحكومة اليمنية بعد مقتل مؤسسها أخيه حسين في 10 سبتمبر 2004، حيث كان أحد القادة الميدانيين البارزين في الحرب مع الحكومة.
قبل أيام قليلة من مقتل حسين بدر الدين الحوثي تلقى عبدالملك منه رسالة مكتوبة تحتوي على توجيهات وخطط للمواجهات مع الحكومة، وقيل إن عبد الملك كان حينها يحاول مع جماعته فك الحصار الذي فرضه الجيش اليمني على أخيه حسين الذي كان متحصنًا في كهف جبلي يدعى “جرف سلمان”، حيث تمكنت وحدات من الجيش من قتل حسين الحوثي في 10 سبتمبر 2004 وتوقفت حينها الحرب الأولى، وانسحب عبدالملك مع رفاقه إلى منطقة جبلية على الحدود مع السعودية.
تخفى عبدالملك في منطقة نقعة وتجمع معه أنصاره فيها واندلعت الحرب الثانية في الفترة من (مارس – مايو 2005) قتل خلالها حوالي 200 شخص، وعرض الرئيس حينها علي عبد صالح على الحوثيين تسليم أنفسهم مقابل العفو عنهم، ورفض الحوثيون واستمرت المعارك والمناوشات وأصدرت الحكومة اليمنية بيانًا تلوم فيه المتمردين على مقتل 522 مدنيًا وجرح 2,708 وخسائر اقتصادية تقدر 270 مليون دولار.
يعرفه اليمنيون من خلال حروب صعده الأخيرة بعد أن أخذ زمام القيادة بديلاً لشقيقة حسين الحوثي الذي قتل في إحدى حروب صعدة غير أنه لم يكن له تأثير حينها سوى على جماعته فقط.
بدأت حركة الحوثيين في الانتشار والتوسع منذ ثورة الشباب اليمنية، فالحوثيون ساهموا فيها وقاموا بالسيطرة على محافظة صعدة والعديد من المعسكرات فيها وبدأوا بالتوسع نحو محافظة الجوف المجاورة لها.
قرر الحوثيون المشاركة في مؤتمر الحوار الوطني في مارس 2013 وقدموا عدة مطالب لحل قضية صعدة منها اعترافا رسميًا من الحكومة اليمنية لمحافظة صعدة وسكانها عن الحروب التي شنتها السلطات السابقة في المحافظة.
ظهرت في الفترة الأخيرة علاقة بين جماعته وبين الرئيس السابق علي عبد الله صالح منذ اندلاع الحرب في محافظة عمران بين الجماعة وخصومهم السياسيين في حزب التجمع اليمني للإصلاح والقبليين من قبيلة حاشد وأبناء الشيخ عبد الله الأحمر والعسكريين المواليين للواء علي محسن الأحمر، الذين ساهموا في ثورة الشباب اليمنية ضد نظام علي عبدالله صالح، ونتج عن ذلك التحالف سيطرة الحوثيين على محافظة عمران، وسهل لهم السيطرة على العاصمة اليمنية صنعاء
في السنوات الأخيرة وبعد أن بدأت الجماعة بالتوسع والسيطرة برزت شخصيته انعكاسًا لتوسع الجماعة، عند حشدهم لدخول صنعاء ومزاعمهم إسقاط الجرعة التي اتخذت ذريعة للسيطرة على العاصمة كان يظهر في خطاب متلفز لأنصاره بشكل شبه يومي، لكنه اختفي بدرجة كبيرة وقلت خطاباته المتلفزة حين بدأت عاصفة الحزم.
بعد تسعة أشهر من الحرب خرج في خطاب له مؤخرًا يقول إن جماعته مستعد للحرب إلى يوم القيامة.
خالد محفوظ بحاح
المهندس خالد محفوظ بحاح من مواليد 1965 مديرية الديس الشرقية محافظة حضرموت، تلقى تعليمه الابتدائي والإعدادي والثانوي بمحافظة عدن.
تولى العديد من المناصب القيادية في مجال النفط بدأها بكبير مشرفي التخطيط ومن ثم كبيرًا لمشرفي الموارد البشرية من 1992 وحتى العام 2005 بشركة كنيديان نكسن النفطية العاملة باليمن، وعمل خلال الفترة من 2005 وحتى 2006 مديرًا ماليًا وإداريًا للشركة العربية اليمنية للأسمنت المحدودة ومن فبراير 2006 تم تعيينه وزيرًا لوزارة النفط والمعادن اليمنية في حكومة باجمال 2006 وحكومة علي مجور حتى 2008، بعدها سفيرًا لليمن لدى كندا في ديسمبر 2008.
في حكومة باسندوة تقلد مرة أخرى منصب وزارة النفط والمعادن من 7 مارس 2014 حتى 11 يونيو 2014.
تولى رئاسة الحكومة في 7 نوفمبر 2014 وبعد أقل من ثلاثة أشهر قدم استقالته لرئيس الجمهورية، بعد انقلاب الحوثيون، وفي 12 أبريل 2015 عُين نائبًا للرئيس هادي بقرار منه، وذلك إضافة لمهامه كرئيس لمجلس الوزراء، عُين ثلاث مرات وزيرًا للنفط والمعادن.
كلف في 13 أكتوبر 2014 بتشكيل الحكومة اليمنية بعد استقالة باسندوة، حاصل على ماجستير من جامعة بونا الهندية في “إدارة أعمال وبنوك ومال” (1990 – 1992)، مندوب لليمن في الأمم المتحدة منذ تاريخ 11 يونيو 2014.
أصدر رئيس الجمهورية اليمنية عبد ربه منصور هادي في 12 أبريل 2015 قرارًا بتعيين خالد بحاح نائبًا لرئيس الجمهورية اليمنية.
في 2012 كتب ضمن مقال له أنه متفائل بشروق شمس الأمل على بلاده، مبررًا هذا التفاؤل بما وصفه بانتصار الشعب عام 2011 على الاستبداد الذي كان جاثمًا لعقود طويلة على اليمن.
بعد 10 أيام من قرار تعيينه رئيسًا للحكومة، هبطت طائرة خالد بحاح على مدرج مطار صنعاء آتية من نيويورك، وتضمن أول حديث صحافي له منذ تعيينه، دعوته إلى تكاتف جميع الأطراف السياسية للوصول بالوطن إلى غاياته المنشودة من الأمن والأمان والرقي، وقال: “إن المرحلة التي يمر بها اليمن تتطلب من جميع الأطراف السياسية العمل والتراص فريقًا واحدًا لإنجاز ما تبقى من المرحلة الانتقالية السياسية بموجب مبادرة مجلس التعاون الخليجي وآليتها التنفيذية المزمنة، ومخرجات الحوار الوطني الشامل، واتفاقية السلم والشراكة الوطنية التي رعتها الأمم المتحدة”.
غير أن عواصف عاتيه مرت بها اليمن في فترته الوجيزة تلك غيرت مسار رؤيته كليًا ليقدم بعد ذلك استقالته من رئاسة الحكومة بعد التدخلات المتكررة من قِبل جماعة الحوثي في عمل الحكومة، وكذلك محاصرة الجماعة لمنزل الرئيس هادي، لكنه هو الآخر تعرض لحصار في منزله بعد تقديم استقالته وتم منعه من الخروج والدخول لفترة طوية كما تعرض لضغوطات جمة تريد أن تثنيه عن الاستقالة من قِبل جماعة الحوثي.
رفع الحصار عنه بعد تدخل الأمم في 16 مارس من هذا العام وقد كان بدء حصار منزله في 22 يناير من نفس العام، في اتفاق مع جماعة الحوثي تضمن له حرية التنقل والسفر، لينتقل بعدها إلى الولايات المتحدة.
بعد تعيينه نائب لرئيس الجمهورية في الرياض عقد مؤتمرًا صحفيًا وألقى فيه بيان قال فيه “ها نحن اليوم مجددًا بينكم ومعكم رغم أن كل المؤشرات والنصائح كانت تدفعنا لمغادرة هذا المشهد السياسي وهو في أحلك صورة وأكثرها مخاطرة وخاصة بعدما واجهنا ما تعلمونه على كل المستويات، وقد كنا صادقين حين عبرنا عن هذا الموقف وتلك الرغبة مرارًا وتكرارًا، ولكننا أمام مسئوليتنا الوطنية وما يتعرض له بلدنا من صعاب، لم نستطيع إلا أن نلبي نداء الواجب ونتحمل معكم وبكم جزء من هذا العبء الثقيل”.