فتحت مضايا ملف المدن المحاصرة في سوريا، ربما بعد تسليط الضوء إعلاميًا مؤخرًا على معاناتها منذ سبعة أشهر في مواجهة سياسة “الجوع أو الركوع” التي فرضها النظام السوري على المدينة بالتعاون مع حليفه اللبناني حزب الله.
تلك البلدة السورية الصغيرة التي تتبع منطقة الزبداني في محافظة ريف دمشق التي انتفضت منذ بداية أحداث الثورة السورية ضد الرئيس السوري بشار الأسد، إلى أن اندلعت الاشتباكات بالقرب منها بين المعارضة السورية المسلحة وقوات النظام السوري، وحتى دخول قوات مليشيا حزب الله اللبناني على خط القتال، حوصر قرابة 40 ألف مدني سوري بها دون وجود أي متنفس لدخول المساعدات الغذائية، حتى كاد سكانها أن يهلكوا جراء ذلك الحصار الخانق.
وبعد أن انتفضت الحملات الإعلامية لإنقاذ مضايا، ونجحت في الضغط حتى أُجبر النظام السوري على فتح مجال لدخول الدفعة الأولى من المساعدات الغذائية الأممية إلى مضايا، والتي أكد نشطاء أنها تكفي لشهر واحد فقط دون أن يعلم أحد مصير البلدة القابعة تحت الحصار بعد هذا الشهر.
النزاع في سوريا فرض الحصار على عدة مناطق كإستراتيجية متبعة من النظام بشكل واسع ومن المعارضة المسلحة بشكل أقل، ومحنة مضايا الأخيرة التي حظيت باهتمام دولي، فتحت الملف المغلق إعلاميًا الذي يتحدث عن حصار المدن في سوريا.
حيث قدرت تقارير أنه يعيش ما يصل إلى 4.5 مليون شخص في مناطق يصعب الوصول إليها في سوريا، بينهم نحو 400 ألف في 15 مكانًا محاصرًا لا يستطيعون الحصول على إغاثات ضرورية من طعام ودواء.
– مدن أخرى محاصرة في سوريا
1. نبل والزهراء
تقع المنطقتان في محافظة حلب، بهم تعداد سكاني يصل إلى حوالي 60 ألف نسمة، يقعان تحت حصار فصائل من المعارضة المسلحة المواجهة للنظام، هذا الحصار الذي أدى إلى شح في المواد الغذائية، وهو ما دفع بعض الأهالي إلى زراعة شيء من المحاصيل التي يحتاجونها لكنها لا تكفي بالغرض بحسب ناشطين، وقد حاول النظام السوري بطائراته العسكرية فك الحصار عن المدينة مرارًا كونه يراها مؤيدة له إلا أنه لم يستطع حتى اللحظة.
2. الفوعا وكفريا
تقع المنطقتان في محافظة إدلب، حيث يفرض جيش الفتح الذي يتكون من عدة فصائل من المعارضة السورية المسلحة حصارًا على المدينة منذ عدة أشهر في مواجهة النظام المتحصن بها، تحوي المنطقتان قرابة 13 ألف نسمة، حاولت الأمم المتحدة إدخال مساعدات إلى المدينة عدة مرات ونجحت في ذلك لكنها لم تنجح في فك الحصار نهائيًا عنها، كانت آخر هذه المساعدات التي دخلت باتجاه الفوعا وكفريا منذ يومين بالتزامن مع محاولة فك الحصار عن مدينة مضايا.
3. حي الوعر
يُحاصر النظام السوري والمليشيات التابعة له حي الوعر الوقع في مدينة حمص، ويقدر تعداد السكان في هذا الحي بقرابة 15 ألف نسمة، وقد حاولت منظمات إنسانية مساعدة الحي بفك الحصار المفروض عليه في نهاية العام الماضي، إلا أن النظام اشترط انسحاب بعض المقاتلين منه.
4. وادي بردى
يقع بالقرب من العاصمة دمشق، يُقدر تعداد السكان المحاصرين به 150 ألف نسمة يعيشون في ظروف متردية السوء بسبب الحصار الذي فرضته قوات النظام السوري منذ أكثر من 100 يوم، وقد سمحت القوات المتواجدة على أطراف الوادي بمخرج واحد يصل الموظفين والطلاب بالعاصمة دمشق، كما لا يُسمح به للداخلين كميات كافية للطعام.
5. الغوطة الشرقية
هذه المنطقة تقبع تحت حصار النظام السوري منذ قرابة 3 سنوات، يقطنها من السكان حوالي 180 ألف نسمة، أفادت الأمم المتحدة أن مساعداتها لم تصل المنطقة منذ شهرين كاملين، بسبب رفض قوات النظام.
6. دير الزور
مدينة دير الزور المحاصرة من قِبل تنظيم الدولة الإسلامية المعروف باسم “داعش”، يسكنها قرابة 200 ألف نسمة، حاولت منظمات إغاثية إمداد المنطقة بالمساعدات في نهاية العام الماضي، إلا أن القتال بين قوات النظام السوري والمعارضة السورية المسلحة وتنظيم الدولة بالقرب من المطار العسكري بالمدينة يمنع وصول المساعدات إلى المدينة بشكل دوري مما يزيد من معاناة أهلها.
7. داريا
ثلاثة أعوام هي مدة قبوع المدينة تحت حصار النظام السوري في مدينة داريا التي يسكنها نحو أربعة آلاف مدني سوري، لم تصل هذه المدينة أي مساعدات من الهيئات التابعة إلى الأمم المتحدة منذ شهر أكتوبر عام 2012، جميع المساعدات التي تستطيع العبور إلى المدينة تكون بشكل أهلي بحت.
8. الزبداني
تحاصر قوات النظام السوري بمعاونة عناصر من مليشيا حزب الله اللبناني منطقة الزبداني الواقعة بالقرب من مدينة مضايا، هرب سكانها من القتال الدائر بين المعارضة السورية المسلحة التي تقطن المدينة إلى منطقة مضايا، ولا زال يسكن بها قرابة 500 شخص حسب تقديرات، تحاول بعض المنظمات إيصال مساعدات إليهم، لكن الأمر في أضيق الحدود.
هذه المناطق لم تأخذ حقها من تسليط الضوء الإعلامي عليها مؤخرًا رغم اشتداد الحصار عليها، وقد كان للنظام السوري النصيب الأكبر في محاصرة المدنيين في هذه المدن السورية، وجاء بعده في إستراتيجية الحصار تنظيم الدولة الإسلامية “داعش”، واعتمدت هذه الإستراتيجية بشكل أقل المعارضة السورية المسلحة مع بعض المناطق الخاضعة لنفوذ النظام، إلا أن في كل الحالات يدفع المدنيون ثمن الحرب.
فيديو نون بوست عن المدن المحاصرة خارج سوريا