في مثل هذه الايام وقبل حوالي عام كامل انطلقت وفي ستة محافظات عراقية يقطنها اغلبية سنية باعتصامهم السلمي مطالبين الحكومة بعدة مطالب ابرزها اطلاق سراح المعتقلين والمعتقلات، هذه الاعتصامات كانت بتحركات شبابية وطلابية عارمة يصحبهم فيها خليط مجتمعي كبير من الرجال والشيوخ والاطفال على اختلاف توجهاتهم وانتماءاتهم الحزبية والمذهبية، وكانت بداية هذه الاعتصامات من محافظة الانبار غرب العراق اذ شهدت هذه المحافظة الواقعة غرب العراق والتي يمر منها الطريق الدولي الرابط بين العراق وسوريا والاردن، وعلى هذا الطريق وفيه جنباته اقيمت المخيمات والتجمعات التي اطلق عليها “ساحة العزة والكرامة”
لا يختلف الامر كثير عن المحافظات الاخرى، فمن ناحية التنظيم هي متشابهة وتختلف بالحضور وبتسمية المكان والتجمع احيانا، واتفق الجميع في هذه المحافظات على مطالب رئيسية اعتبروها في ذلك الوقت مصيرية ويجب ان تحقق بأسرع وقت من الحكومة العراقية، ومع مرور الايام وتطور الاحداث على الارض التي شهدتها ساحات الاعتصام العراقية احرقت تلك المطالب من قبل المعتصمين بسبب التسويف وعدم الاستجابة من قبل الحكومة لمطالبهم، تطورات افرزت بضلالها احداث اخرى من ابرزها انشاء جيش العشائر لحماية ساحات الاعتصامات من اي اعتداء عليها من قبل الحكومة العراقية بعد ان شهدت ساحات الاعتصام اعتداءات مختلفة من قبل الجيش العراقي، ومن الاحداث الاخرى التي لاتزال هي الحدث الابرز والاكثر جدلا على الساحة العراقية هو خيار اعلان الاقليم الذي يروج له من قبل الكثير من الاطراف السياسية والحزبية في المحافظات الستة المنتفضة، خيار اعلان الاقليم يكون حاضرا في النقاشات السياسية في المجتمع العراقي وتكثر السجالات والخلافات حوله، وتتلخص كلها وتتساءل حول ماذا سيكون بعد اعلان الاقليم ! وماذا سيحصل بعد هذه المرحلة؟ اسئلة تدور في بال الكثيرين من المجتمع العراقي وسط مشادات ونقاشات كثيرة وسنفرد لكم تقريرا كاملا عبر “نون بوست” عن الاقليم وجوانبه وسنحاور شخصية فاعلة ومروجة للإقليم لنتطرق معه حول هذا الخيار
و بعد مرور عام على الاعتصام في العراق ينظر العراقيين له بنظرات مختلفة فمنهم من يقول انه شرارة اشعلت للطائفة السنية قوتها وهيبتها من جديد بعد ان غيبها نظام الحكم الحالي، وبين من ينظر اليها بأنها شرارة اشعلت نار الفتنة والتعصب الطائفي من جديد. اذن يتفق الطرفان على انها “شرارة” ويختلفان على ماذا اشعلت خلال عام من اشتعالها ؟! وتستنتج
الحكومة العراقية ومن خلال نظراتها للاعتصام ولواقع الحال الذي يمر به العراق بأنه سبب تدهورا امنيا واضطرابات جماهيرية في اوساط الشعب العراقي واطيافه !
هكذا هي الامور في العراق تتضاعف احداثها، ويتعمق التناقض المخيف بين اقطاب واطراف المجتمع المختلفة فيه، في وقت يخيم فيه البؤس على حياتهم منذ سنين طويله من الزمن ! وتتباين وجهات النظر حول الاعتصام، فبعض الناشطين يرون بأنه لا يزال في مهده صبيا لم يقوى بعد على تحقيق اهدافه وما رسم له ، فيما يرى الاخرون بأنه شاخ وهرم ولم يجدي اي نفع في شبابه وقوته فماذا سيكون مصيره؟! و بين الرأيين توجد آراء كثيرة واتهامات أكثر فهناك من يقول بان حال الاعتصام هو اشبه بحال اي تحرك سياسي واجتماعي في العراق هدفه مصالح افراد ومؤسسات ويستخدم المواطنين لتمكين نفوذهم ومخططات سياساتهم في هذا البلد!