صرحت الشرطة الإندونيسية أن العاصمة الإندونيسية جاكرتا، قد شهدت عدة انفجارات وإطلاق نار بالقرب من مكتب الأمم المتحدة، وهو الأمر الذي أدى إلى سقوط 7 قتلى وعدد من المصابين بحسب الرواية الرسمية الإندونيسية.
حدث على إثر سلسلة الانفجارات هذه تبادل لإطلاق النار بين عناصر من الشرطة ومجموعات المنفذين، سقط على إثرها خمسة من المسلحين واثنين من المدنيين، فيما تمكن عدد آخر غير معروف من الهرب.
كانت بداية الهجمات بوقوع انفجار في نقطة للشرطة الإندونيسية بوسط العاصمة، تبع هذا الانفجار عدة انفجارات أخرى في مقهى ومركز تجاري مقابل مكتب الأمم المتحدة، وبعد أن حاصرت الشرطة المكان، وقع تبادل لإطلاق النار بين المهاجمين والشرطة، فيما يُعتقد أن انتحاريًا نفذ انفجارًا واحدًا على الأقل من هذه الانفجارات.
قُدرت أعداد المهاجمين في هذه العمليات بعشرة مسلحين في عدة أماكن متفرقة بوسط العاصمة، وهو ما انعكس على حالة الشرطة الإندونيسية التي سيطر عليها الإرباك في البداية، قبل أن تُعلن منذ قليل سيطرتها على الوضع الأمني في أماكن التفجيرات بعد اعتقال ثلاثة من المنفذين، وتحدثت الشرطة أيضًا عن إبطال عبوتين ناسفتين وضعتا قرب السفارتين التركية والباكستانية في جاكرتا.
خرجت ردود أفعال متباينة من السلطات الإندونيسية على الحادث، فرئيس البرلمان الإندونيسي انتقد أداء مخابرات بلاده محملًا إياهم المسؤولية عن وقوع مثل هذه الهجمات، أما الشرطة الإندونيسية فقد توقعت في بداية الأمر بأن ليست هناك ثمة أدلة واضحة تدل على ضلوع تنظيم الدولة الإسلامية المعروف باسم داعش في التفجيرات، مرجحين تورط مجموعات جهادية غير معروفة في الأمر.
ومن جانب الرئيس الإندونيسي، جوكو ويدودو، فقد خرج في كلمة للشعب بثتها قناة “مترو تي في”، مؤكدًا أن الانفجارات “أعمال إرهابية”، “يجب ألا تشعر أمتنا وشعبنا بالخوف، لن تهزمنا هذه الأعمال الإرهابية”، مضيفًا أن السلطات “تندد بهذا العمل الذي أثار الرعب بين السكان”.
بعد ذلك أتى تبني تنظيم الدولة الإسلامية للعمليات ليؤكد فرضية ضلوع خلايا إندونيسية تابعة للتنظيم في التنفيذ، وذلك من خلال إعلان وكالة أعماق التابعة للتنظيم عن مسؤولية أفرد مسلحين تابعين للتنظيم في إندونيسيا عن الهجمات.
ليفتح هذا الحادث الباب أمام المحللين للحديث عن وجود خلايا لتنظيم الدولة الإسلامية بالفعل في إندونيسيا وأنها كانت كامنة وبدأت في النشاط، خاصة وأن التحليل المبدئي للمشاهد الأولى من التفجيرات تؤكد أن تكتيكات تنفيذ العمليات مشابهة جدًا للعمليات الأخيرة التي نفذها التنظيم في العاصمة الفرنسية باريس.
وهو ما يعتبر رسالة إلى الحكومات في منطقة شرق أسيا بأن ثمة العديد من المواطنين في تلك البلدان قد بايعوا تنظيم الدولة واعتنقوا فكره، لا سيما في إندونيسيا التي تأكدت فيها أنباء عن انضمام المئات من الإندونيسيين للتنظيمات الجهادية وسفر عدد منهم للقتال في الدول العربية.
فيما اعتبرت هذه الهجمات تطورًا نوعيًا خطيرًا؛ حيث وقعت في أشد المناطق حساسية في العاصمة الإندونيسية نظرًا لقربها من القصر الرئاسي والسفارة الأمريكية ومقر الأمم المتحدة والبنك المركزي الإندونيسي وعدد من السفارات والبعثات الدبلوماسية.
فيما أتت هذه الهجمات في وقت تنبأت فيه الحكومة بإمكانية ممارسة أعمال إرهابية في إندونيسيا، حيث تأهبت الشرطة خلال الأسابيع الأخيرة، وقامت شرطة مكافحة الإرهاب في إندونيسيا بحملة استهدفت أشخاصًا بتهم الاتصال بتنظيم الدولة الإسلامية “داعش”.