أغلقت اليوم بعض المداخل المؤدية غلى الميدان الرئيسي لمحافظة ديار بكر التركية، ذات الأغلبية الكردية، بشعارات كتب عليها: “ديار بكر تسير نحو التآخي” وأخرى مرحبة برئيس الوزراء التركي كتب عليها:”العيون في ديار بكر تبحث عن رئيس الوزراء رجب طيب أردوغان مهندس عملية السلام الداخلي”.
ووصلت نسبة الحجوزات في فنادق المحافظة إلى 100 %، بسبب عدد الصحفيين الواصلين إلى الولاية والذي تجاوز ال 245 صحفياً، بينهم 32 صحفياً أجنبياً، وذلك لتغطية أول زيارة لرئيس الوزراء التركي إلى الولاية، وهي الأولى منذ انطلاق مرحلة السلام الداخلي، الرامية لإنهاء العمليات الإرهابية، ومغادرة مسلحي حزب العمال الكردستاني (PKK) إلى داخل كردستان العراق، والاقتراب من التسوية الكلية للقضية الكردية.
رئيس إقليم كردستان العراق، مسعود بارزاني، وصل بدوره، للمرة الأولى في تاريخه وفي تاريخ الأكراد، إلى محافظة ديار بكر، ليضع زعيم الأتراك “أردوغان” يده في يد زعيم الأكراد “البرزاني”، معلنين عمليا عن مضي الشعبين الكردية والتركي وكذلك الدولة التركية في عملية السلام، التي عمل على إنجاحها رئيس الوزراء التركي وحكومته وخاصة وزير خارجيته أحمد داوود أوغلو.
وبعد أن أحسنت حكومة أردوغان الاستفادة من شعبية عبد الله أوجالان لدى الأكراد للوصول إلى اتفاق التسوية مع حزب العمال الكردستاني، تهدف أنقرة من خلال هذا الحدث التاريخي، إلى الاستفادة من نفوذ بارزاني وشعبيته لدى 12 إلى 15 مليون مواطن كردي في تركيا لإقناعهم بسعيها الجدي في فتح صفحة جديدة من السلام، وإنهاء أكثر من 25 عاما من الحرب وأكثر من 80 عاما عانى فيها الأكراد من ظلم الدولة التركية ومن سعي القائمين على الدولة، منذ تأسيسها وحتى العشرية الماضية، إلى طمس الهوية الكردية.
وضمن فعاليات الزيارة، المليئة بالشخصيات والرموز، يقوم أردوغان بافتتاح 1300 منشأة خدمية في المحافظة، ويحضر حفل زفاف جماعي لـ 360 زوج في حفل ضخم سيكون أبرز الحاضرين فيه الفنان الكردي التركي الشهير “شيفان برور” العائد إلى تركيا بعد غياب استمر 37 عاماً، إلى جانب المطرب التركي الشهير “إبراهيم طاتليسس”، الكردي الأصل، وصاحب الشعبية الأكبر بين كل الفنانين الأتراك لدى الأكراد.
السياسي الكردي التركي آمد روزهاتي، قال لصحيفة الشرق الأوسط اللندنية أن “زيارة بارزاني سيكون لها دور كبير في دفع عجلة السلام للأمام في تركيا”، مؤكدا على أن “بارزاني لعب دوما دورا مهما في تقريب وجهات النظر بين القيادات التركية نفسها والقيادات التركية – الكردية لحل المسألة القومية في تركيا حلا سلميا”.
وتأتي هذه الزيارة بعد أيام من زيارة وزير الخارجية التركي أحمد داود أوغلو للعراق، قالت مصادر في الحكومة العراقية للجزيرة نت، أن الوزير التركي بحث خلالها العلاقات الثنائية بين البلدين مع رئيس الوزراء العراقي نوري المالكي ورئيس البرلمان وعدد من قادة الكتل السياسية ، كما بحث التعاون في مجال النفط والطاقة والزراعة، بالإضافة تبادل الآراء بشأن الأوضاع في سوريا والتعاون الإقليمي في المنطقة.