معرض توت عنخ آمون يستقطب الزائرين في ألمانيا وسويسرا
تعد كنوز قبر توت عنخ آمون من أهم اكتشافات علم الآثار. ويتواجد نموذجين شبيهين للمقبرة الفرعونية اليوم في جنيف السويسرية منذ ٢٠ سبتمبر وحتى ١٢ يناير القادم، وفي مدينة نورنبرغ في بافاريا الألمانية وحتى 26 من يناير القادم.
في4 نوفمبر 1922 وعندما كان عالم الآثار والمتخصص في تأريخ مصر القديمة البريطاني هوارد كارتر يقوم بحفريات عند مدخل النفق المؤدي إلى قبر رمسيس السادس في وادي الملوك لاحظ وجود قبو كبير واستمر بالتنقيب الدقيق إلى ان دخل إلى الغرفة التي تضم ضريح توت عنخ أمون وكانت على جدران الغرفة التي تحوي الضريح رسوم رائعة تحكي على شكل صور قصة رحيل توت عنخ أمون إلى عالم الأموات وكان المشهد في غاية الروعة للعالم هوارد كارتر الذي كان ينظر إلى الغرفة من خلال فتحة وبيده شمعة ويقال ان مساعده سأله “هل بامكانك ان ترى اي شيء ؟” فجاوبه كارتر “نعم اني ارى أشياء رائعة”.
في 16 فبراير 1923 كان هوارد كارتر (1874 – 1939) أول إنسان منذ أكثر من 3000 سنة يطأ قدمه أرض الغرفة التي تحوي تابوت توت عنخ أمون. لاحظ كارتر وجود صندوق خشبي ذات نقوش مطعمة بالذهب في وسط الغرفة وعندما قام برفع الصندوق لاحظ ان الصندوق كان يغطي صندوقا ثانيا مزخرفا بنقوش مطعمة بالذهب وعندما رفع الصندوق الثاني لاحظ ان الصندوق الثاني كان يغطي صندوقا ثالثا مطعما بالذهب وعند رفع الصندوق الثالث وصل كارتر إلى التابوت الحجري الذي كان مغطى بطبقة سميكة من الحجر المنحوت على شكل تمثال لتوت عنخ أمون وعند رفعه لهذا الغطاء الحجري وصل كارتر إلى التابوت الذهبي الرئيسي الذي كان على هيئة تمثال لتوت عنخ أمون
وكان هذا التابوت الذهبي يغطي تابوتين ذهبيين آخرين على هيئة تماثيل للفرعون الشاب. لاقى هاورد صعوبة في رفع الكفن الذهبي الثالث الذي كان يغطى مومياء توت عنخ أمون عن المومياء ففكر كارتر ان تعريض الكفن إلى حرارة شمس صيف مصر اللاهبة ستكون كفيلة بفصل الكفن الذهبي عن المومياء ولكن محاولاته فشلت واضطر في الأخير إلى قطع الكفن الذهبي إلى نصفين ليصل إلى المومياء الذي كان ملفوفا بطبقات من الحرير.
وبعد ازالة الكفن المصنوع من القماش وُجد مومياء توت عنخ أمون بكامل زينته من قلائد وخواتم والتاج والعصى وكانت كلها من الذهب الخالص، لإزالة هذه التحف اضطر فريق التنقيب إلى فصل الجمجمة والعظام الرئيسية من مفاصلها وبعد ازالة الحلي اعاد الفريق تركيب الهيكل العظمي للمومياء ووضعوه في تابوت خشبي.
ومنذ اكتشافه ويُعد الملك توت عنخ آمون بموميائه وكنوزه وتحفه الفنية جاذبا لأنظار الملايين عبر العالم، وفي فبراير 2010 قررت وزارة السياحة المصرية السماح بعرض مومياء الملك الفرعوني الشاب توت عنخ آمون أمام الجمهور لأول مرة منذ اكتشافها مع ضريحها الذهبي في مدينة الأقصر قبل 85 عاما، والآن يقرر الأوروبيون أنهم يودون مشاهدته.
يضم المتحف الألماني ألف نسخة من الخمسة آلاف قطعة أصلية استنسخها بدقة الدكتور مصطفى العزابي أحد أشهر النحاتين في القاهرة.
ويعود الفضل في مسودة الصور عالية الجودة في المعرض والتي يتجاوز عددها 2800 صورة إبان الكشف عن قبر توت عنخ أمون إلى مصور متحف متروبوليتان للفنون، هاري بورتون.
تم الكشف في الجزء الأخير من المعرض عن جزء مذهل من كنوز قبر الفرعون الشاب، كالتوابيت الذهبية و الأضرحة الضخمة المتراصة في المقبرة. إضافة إلى عرشه والمجوهرات و العجلات الحربية والتمائم و الأقنعة وغيرها من لوازم الحياة الآخرة.
يذكر أن قناع توت عنخ أمون في قبره صنع من11كيلوغرم من الذهب الخالص.
وتم استخدام راتنجات الايبوكسي و الجبس الى جانب مواد طبيعية كالخشب و الحجر و ورق الذهب. ورغم أن الأخير ليس من الذهب الخالص كذلك المصنع في أيام توت عنخ أمون، إلا أن له من السحر والجمال ما يخطف لب الرائي.
العارضين المحترفين في ألمانيا وسويسرا صمموا عدة مواقع على الاننترنت لدعوة الجمهور لزيارة المعرض، بالفرنسية والإنجليزية والألمانية، كما أنهم حرصوا على إضفاء جو من التشويق عن طريق عرض عدد من الفيديوهات التي توضح ماهية المعرض وقيمة ما يحتويه
وترجع أهمية مجموعة الملك توت عنخ آمون إلى العديد من الأسباب؛ أهمها أن كنز الملك توت عنخ أمون هو أكمل كنز ملكي عُثر عليه ولا نظير له، إذ يتكون من ثلاثمائة وثمان وخمسين قطعة تشمل القناع الذهبي الرائع وثلاثة توابيت على هيئة الإنسان، أحدها من الذهب الخالص والآخران من خشب مذهب.