بينما ينشغل العالم كله بـ “مكافحة إرهاب” تنظيم الدولة، يتواجد عشرات الآلاف من المقاتلين الأجانب في صفوف المليشيات الشيعية بسوريا، مدفوعين بـ “بروباغندا” طائفية ودعائية لحشدهم، لتحقيق أهداف جيوسياسية لإيران وحلفائها في المنطقة، وأبرزهم نظام بشار الأسد وحزب الله اللبناني، وسط اتهامات متكررة بانتهاكات حقوقية وارتكاب مجازر طائفية، بحسب محللين وباحثين.
ونسلط الضوء على المليشيات الشيعية في سوريا، في ظل صمت عالمي أشبه بالتجاهل، لتدفق الآلاف من الأجانب إلى سوريا للقتال في صفوفهم، مقابل تركيز كبير على الأجانب المقاتلين في تنظيم الدولة، الذين يثيرون “قلق” العالم، ويدفعونه للتدخل العسكري المباشر بذريعة “مكافحة الإرهاب”.
ونحاول بالرجوع لدراسات عربية وأجنبية لمختصين وخبراء، تحديد أعداد المقاتلين في صفوف المليشيات الشيعية وأبرز فصائلهم وارتباطاتها، وآليات الحشد والدعاية التي تجذب المقاتلين الشيعة من كل أنحاء العالم، وأبرز الانتهاكات التي قاموا بها في سوريا، بحسب ما يلي:
أعداد المقاتلين وجنسياتهم
ومع غياب توفر إحصاء دقيق لعدد المقاتلين الشيعة، إلا أن التقديرات بأن عدد مقاتلي المليشيات العراقية 15 – 20 ألف مقاتل، وعدد مقاتلي حزب الله اللبناني 7 – 10 آلاف مقاتل، و5 – 7 آلاف مقاتل من الأفغان والإيرانيين، بحسب دراسة أعدها الباحث أحمد أبازيد، مع “الشبكة السورية لحقوق الإنسان”، منتصف 2014.
وأضاف أبازيد، أنه بينما كان المقاتلون العراقيون واللبنانيون هم النسبة الغالبة ضمن الجنسيات التي تقاتل إلى جانب النظام على أساس طائفي، ضمن مليشيات منظمة، إلا أنه تم توثيق وجود ومقتل مقاتلين من جنسيات مختلفة: أفغانية وباكستانية ويمنية وحتى جنسيات أفريقية.
وبالإضافة لهذه التنظيمات، يشكل الأفغان الهزارة والباكستانيون الشيعة النسبة الغالبة من المقاتلين الشيعة من غير العرب والإيرانيين، حيث تكون فرص تجنيدهم من قِبل إيران أسهل وأقل تكلفة من سواهم، ويتم تجنيدهم من بين اللاجئين الأفغان في إيران، تحت مظلة فصائل عراقية أو مختلطة مثل “أبو الفضل العباس” و”سرايا طليعة الخراساني” خاصة، أو ضمن تشكيلات أفغانية وباكستانية خالصة لكن بقيادة إيرانية مثل “لواء فاطميون”، أو باكستانية مثل “لواء زينبيون”.
وتابع أبازيد في دراسته “المليشيات الشيعية في سوريا” بقوله: “كما عثر الأهالي ومقاتلون من الجيش الحر على قتلى ينتمون لجنسيات شرق آسيوية أخرى في ريف حلب وريف دمشق، إضافة لليمنيين الحوثيين، وبعض الأفارقة الأفراد الذين أعلنت صفحات الفصائل الشيعية مقتلهم، وتقاتل هذه المجموعات تحت مظلة المجموعات العراقية غالبًا، ولم تشكل قوات خاصة بها”.
أين يتواجدون؟
بشكل عام، يمتد عمل المليشيات الشيعية في عدد كبير من المناطق السورية، أبرزها العاصمة دمشق، حيث تتولى مليشيا “حزب الله” السيطرة والانتشار في مناطق دمشق القديمة بالقرب من المسجد الأموي، لكونه يحوي مقام رأس الإمام “الحسين”، ويجاوره مقام السيدة “رقية”، لتكون المنطقة الممتدة من قلعة دمشق حتى باب شرقي تحت سيطرة الحزب والمليشيات الشيعية بشكل مباشر.
ويشهد ريف العاصمة أيضًا تواجدًا كبيرًا للمليشيات الشيعية، وكان أول تواجد لها في منطقة “السيدة زينب”، حيث ظهرت بحسب شهادات الأهالي كتائب “أبو الفضل العباس” العراقية مع بداية عام 2012، ويمتد عمل هذه الميلشيا إلى الجنوب الشرقي من منطقة “السيدة زينب”، حيث يقع مطار دمشق الدولي، الذي يعد المعبر الرئيسي للمقاتلين الشيعة إلى سوريا.
وتتولى المليشيات إضافة لقوات النظام حماية المطار والطريق المؤدي إليه والمعروف باسم “طريق المطار”، الذي يحده من الجانبين بلدات البويضة والذيابية والنشابية ودير سلمان، التي سيطرت عليها المليشيات الشيعية وهجرت أهلها، في أواخر 2012 وبداية 2013، بينما حولت مناطق السبينة وحجيرة والديابية، إلى مستوطنة للمليشيات الشيعية وأسرهم، بحسب ما ذكرت مجلة الدراسات الفلسطينية.
وفي المنطقة الشمالية من البلاد، تشكل كل من بلدتي “نبل” و”الزهراء” في ريف حلب مناطق رئيسية للمليشيات الشيعية التي تشترك مع سكان هذه المناطق، حيث ينتمي سكانها إلى مليشيا “حزب الله” وكتيبة “قمر بني هاشم”.
وفي بلدتي “كفريا والفوعة” شمال إدلب، تتواجد مليشيات شيعية تحظى باهتمام إيراني مركز، ومن دلائل هذا الاهتمام اشتراط إيران أثناء تفاوضها من الجبهة الإسلامية عند إخلاء قوات المعارضة في حمص 2014، إدخال الغذاء إلى بلدتي “نبل” و”الزهراء” المحاصرتين من قِبل قوات المعارضة، بالإضافة إلى كونها محل اهتمام عالمي بعد هدنة الزبداني – الفوعة وكفريا.
وسط سوريا، تتمركز المليشيات الشيعية في قرى ريف حمص التي يصل عددها إلى 50 أهمها “أم العمد، وأم جبات، وأم جنيينات”، وتشكل هذه القرى موردًا بشريًا هامًا في دعم المليشيات بالقتال، وبرز دورها بشدة خلال معركة القصير عام 2013، وفق مركز الجمهورية للدراسات.
أما جنوبًا، يتواجد عدد لا بأس به من المليشيات الشيعية، كانت تتمركز في بصرى الشام، وتتخذ من مناطق في درعا قواعد لها، قبل أن تسيطر قوات المعارضة قبل أشهر على مساحات واسعة من ريف المحافظة، وتطرد منها المليشيات وتقتل العشرات من عناصرها.
وكان لـ “حزب الله” دور واضح في معارك درعا، إضافة إلى كتائب شيعية أخرى أبرزها “لواء الفاطميين” ويضم في صفوفه مقاتلين أفغان، وكانت المعارضة أسرت عنصرًا من عناصره وبثت تسجيلاً مصورًا لاعترافاته، بينما قتل زعيمه الأفغاني “علي رضا توسلي” في معارك درعا.
أما المنطقة الأشد تواجدًا للمليشيات الشيعية، فهي المثلث الرابط بين ريف دمشق وريف درعا وريف القنيطرة بمساحة 7 كيلومتر مربع، حيث تتواجد مليشيا “حزب الله” وقوات من “الحرس الثوري” الإيراني، وهي المنطقة التي قتل فيها العقيد الإيراني عباس عبد الإله في فبراير 2015، بحسب موقع السورية. نت.
بروباجندا الحشد الطائفي
أما عن كيفية حشد هؤلاء المقاتلين، فرأى الباحث أحمد أبازيد أن “حشد المقاتلين الشيعة إلى سوريا على وسيلتين: الإغراء المادي، والحشد الطائفي”، مشيرًا إلى أن النسبة الأكبر تأتي لسوريا نتيجة ما أسماه “بروباجندا الحشد الطائفي” المكثفة التي تمارسها منابر الرأي الداعمة للقتال في سوريا، من المساجد والحسينيات إلى الفضائيات إلى المجلات والصحف، وصولاً إلى وسائل الإعلام الاجتماعي المتمثلة بالفيسبوك واليوتيوب والمنتديات.
وأضاف أبازيد أن وسائل الحشد تعتمد على الدعوات المباشرة للقتال، أو على التصاميم الفنية، والأغاني المصوّرة مع خلفيات من المعارك، وتركز التصاميم على معلم ضريح السيدة زينب مرفوعًا عليه الراية الحمراء، التي تشير إلى “عدم الأخذ بالثأر” بعد، الذي تتكرر مع صورته عبارة “لن تُسبى زينب مرّتين”.
ويتكرر في الأغاني المصورة عبارات السحق والإبادة للجيش الحر أحيانًا، وفي أحيان أكثر تستخدم كلمات طائفية قادحة للدلالة على السكان السنة (مثل: النواصب، التكفيريين، الوهابية) داعية إلى سحقهم وحماية مرقد السيدة زينب منهم، ولعل أبرزهم المغني اللبناني علي بركات، وأبرز أغانيه: “احسم نصرك في يبرود”، و”المد العلوي تفجر”.
بينما ساهمت خطابات القادة السياسيين والدينيين الشيعة حول سوريا، في شرعنة القتال هناك وزيادة حجم التدفق والكراهية الطائفية، خطابات الزعيم الشيعي اللبناني حسن نصر الله خاصة، إضافة لرجال الدين الشيعة الذين يقومون بزيارات ميدانية إلى الفصائل الشيعية المقاتلة؛ لتشجيعهم على القتال، ويشاركونهم فيه في أحيان أخرى.
وتساهم صور القتلى التي تزداد باستمرار والجنازات الضخمة التي تشيعهم في توسعة دائرة المعنيين بالقتال في سوريا والمتعطشين لردّ الثأر المضاعف، الشخصي العائلي بعد التاريخي الطائفي.
تكثيف التجنيد
بدوره، أشار فيليب سميث، الخبير والباحث في المليشيات الشيعية في “معهد واشنطن لدراسات الشرق الأدنى”، إلى أن المليشيات الشيعية، ومنذ يوليو 2015، كثفت حملاتها التي تركز بشكل كبير عبر شبكة الإنترنت، وتحولت من حملات نادرًا ما تُذكر في أواخر 2014 وأوائل 2015 إلى برنامج تجنيد متكامل يشمل عددًا من الجماعات الأحدث التي تدعمها إيران.
وأكد سميث، في ورقة تحليل سياسات نشرها مطلع أكتوبر المنصرم، أن هذه الدعاية تكون عبر شبكة الإنترنت (خصوصًا من خلال وسائل التواصل الاجتماعي)، عبر نشر مجموعة من الصور التي تم إنتاجها بمهنية عالية وبطريقة منظمة للغاية، وتهدف جميعها إلى رفع مستوى الوعي حول القتال في سوريا والدعوة إلى اجتذاب مجندين جدد.
ووفقًا للمقاتلين الذين يروجون لحملات التجنيد أو الذين أُرسلوا إلى سوريا في أواخر يوليو، غالبًا ما استمر التدريب على عمليات الانتشار حوالي ثلاثين يومًا، وتم في لبنان أو إيران، بحسب سميث.
ونظرًا إلى أن معظم أنظمة تدريب المقاتلين الشيعة المتوجهين إلى سوريا، التي استمرت بين أسبوعين وستة أسابيع (حسب التخصص)، من المحتمل أن تكون إيران قد اختارت توقيت زيادة عمليات الانتشار لإظهار الوحدة في الأسلحة مع روسيا والأسد بأفضل طريقة، إذ ترافقت مع زيارة قائد فيلق القدس قاسم سليماني إلى موسكو في 24 يوليو، بحسب سميث.
لماذا؟
وفي ورقة منفصلة، أشار الباحث سميث إلى أن “ما بدا أنه كان تدفقًا عضويًا أو مفككًا للمقاتلين الشيعة لسوريا، لما قيل إنه حماية المراقد المقدسة، كان جهدًا أيديولوجيًا وجيوسياسيًا من إيران لحماية حليفتها في دمشق ومشروع سلطتها داخل سوريا والعراق وعبر الشرق الأوسط”، وامتدادًا لدعم الحرس الثوري الإيراني للنظام السوري، ماديًا ولوجستيًا وعسكريًا، من فترة ما قبل الثورة.
وقال سميث، في ورقته البحثية “الجهاد الشيعي في سوريا وآثاره الإقليمية”، إن الدعم الذي قدمه هؤلاء “الجهاديون الشيعة” لنظام الأسد كان أحد إنجازاتهم فقط، مقابل تأسيس وتثبيت الجبهات الجديدة الأكثر أهمية، ما يدل على الدعم الإيراني لتوسيع شبكاتها الإقليمية للمليشيات، كما حصل مع حزب الله اللبناني.
وأشار إلى أن هذا التدفق سمح لطهران بنشر أيدولوجيتها المتطرفة بشكل أكبر، بظهور المليشيات الشيعية من الجنسيات المختلفة للقتال في سوريا، مثبتين مشروع السلطة الإيرانية في العالم، بتقنيات تجنيد تتفاوت من الخيم المثبتة على طريق الحج الشيعي إلى الحملات الإلكترونية المتخصصة للدعاية.
وبدأ الدعم الإيراني ووكلاؤه، خصوصا حزب الله وعدد من المليشيات العراقية، للنظام منذ بدء الثورة السورية في 2011، متجاوزًا الدعم السياسي والدبلوماسي بداية 2012 إلى الدعم بالقتال، قبل أن ينضم المزيد من المقاتلين عبر حملات تدريب إيرانية وتنظيمات وكيلة، وزاد من حجم استعانته بهؤلاء الخبراء حجمُ الانشقاقات المتزايد عن الجيش السوري في صف الضباط.
التحالف التقليدي بين النظام السوري والمليشيات الشيعية هو التفسير الأكبر لتدفع المقاتلين الشيعة في سوريا، لكن العوامل الأخرى تعتمد على سرديات أخرى متجذرة بالخطاب الطائفي والأيديولوجيا المتطرفة، وحتى الأنماط الوطنية، بحسب سميث الذي أضاف أن هذه الدعايات اعتمدت بشكل كبير على شيطنة الطرف الآخر، المقاتلين السنة، متطرفين ومعتدلين، ضمن سعي إيران لتمزيق المعارضة، لتبرير جهود إيران وحلفائها، والحصول على الدعم من الفاعلين والتنظيمات الإقليمية، بحسب تعبيره.
أبرز المليشيات الشيعية
أما أبرز المليشيات الشيعية المقاتلة في سوريا، بحسب عدة باحثين وخبراء، فهي إلى جانب الحرس الثوري الإيراني، المشرف على معظم هذه المليشيات تدريبًا وتمويلاً، كالتالي:
– حزب الله اللبناني
القوة الشيعية الأهم في سوريا بعد الحرس الثوري الإيراني، ويتمتع بعلاقات متينة مع نظام الأسد، وبدأت مشاركته بالقتال مع الجيش السوري في مناطق القصير وريف دمشق والقلمون في فبراير 2014، وقدم ما يقارب ألف قتيل، ويقدر عدد المشاركين في القتال ما بين 7 – 10 آلاف مقاتل، كان آخرها حصاره لمنطقة مضايا وتجويع سكانها.
– لواء أبو الفضل العباس
ظهر في أغسطس 2012، بمنطقة السيدة زينب، يشرف عليه أحمد حسن قياره، الذي قتل في مواجهات جرت بريف دمشق، ويتولى قيادة حاليًا اللواء السوري أبو عجيب، ويتكون هذا اللواء من مقاتلي كتائب “حزب الله” العراقي وعصائب أهل الحق وجيش المهدي ومنظمة بدر ومقاتلين سوريين شيعة، ويعتقد أنه يتبع للتيار الصدري في العراق، وشارك بعدة معارك في مناطق طريق المطار والقلمون وجنوب دمشق، كما وصلت أعداد من مقاتليه قتلى إلى العراق.
ويمتد عمل هذه الميلشيا إلى الجنوب الشرقي من منطقة “السيدة زينب”، حيث يقع مطار دمشق الدولي، الذي يعد المعبر الرئيسي للمقاتلين الشيعة إلى سوريا.
شارك لواء أبو الفضل العباس، في معركة المليحة التي استمرت 135 يومًا، وأدت إلى تدمير 85% من المدينة، فضلاً عن مشاركتها في معارك حي جوبر، وحصار الغوطة أثناء مجزرة الكيماوي التي ارتكبها النظام في أغسطس 2013.
– لواء ذو الفقار
ظهر مقاتلو هذا اللواء في يونيو 2013، ويتكون من مقاتلين في جيش المهدي وعصائب الحق، وهو تشكيل عسكري انشق عن لواء أبو الفضل العباس، ومسؤوله أبو شهد الجبوري شارك بمعارك رئيسة في مناطق عدرا، والنبك داخل الأراضي السورية.
– كتائب حزب الله العراق
وصلت إلى سوريا في مارس 2013، وأعلنت أنها ستتصدى لكل من يحاول إسقاط نظام بشار الأسد، وتطلق على قتلاها مقاتلي العقيدة والكرامة والدفاع عن المقدسات، يقود هذه الكتائب حاليًا هاشم الحمداني، وهو عراقي الجنسية.
– كتائب سيد الشهداء
بدأت مشاركتها في القتال داخل سوريا في سبتمبر 2013 بمناطق الغوطة الشرقية، وترتبط بعلاقات واسعة مع حزب الله اللبناني.
– قوات الشهيد محمد باقر الصدر (منظمة بدر الجناح العسكري)
شاركت بمعارك عديدة في يونيو عام 2003 بمناطق الغوطة الشرقية وطريق المطار، ويبلغ عدد مقاتليها في سوريا بحدود 1500 – 2000 مقاتل.
– لواء كفيل زينب
هو عبارة عن جناح تابع لعصائب الحق، تم تأسيسه من قِبل قيس الخزعلي في يونيو 2013، معللاً ذلك بالدفاع عن الأماكن المقدسة، ومشددًا القتال دفاعًا عن نظام الأسد، ومقاتلو هذا اللواء يتلقون رواتب مالية مغرية، ما سمح لهم بتجنيد عدد كبير من المرتزقة، بحسب مركز “الروابط للبحوث والدراسات الإستراتيجية”.
تم الإعلان عن “لواء كفيل زينب” في يوليو 2013، وامتد قتاله إلى طريق المطار الدولي والغوطة الشرقية، كما أنه يتواجد في مناطق حلب والقلمون، وهو يتسم بالتعددية القومية فيه.
– حركة حزب الله النجباء
تتكون هذه الحركة من ثلاثة ألوية، هي لواء عمار بن ياسر والحسن المجتبى، والحسن، وجميع مقاتلي هذا اللواء اشتركوا بالقتال مع قوات الأسد منذ عام، 2013 وكانت لهم مساهمات فعالة في معارك جنوب حلب والقصير وريف حمص وريف إدلب.
– فيلق الوعد الصادق
ظهر لأول مرة في سبتمبر 2013، مسؤوله محمد حسن التميمي وهو قائد الفيلق، واشترك بالقتال في مناطق حلب والقلمون وريف دمشق.
– لواء أسد الله الغالب
أعلن عن مشاركة هذا اللواء بالقتال داخل سوريا في يناير 2013 ببيان أصدره أبو فاطمة الموسوي، وشارك بالقتال في منطقة ريف دمشق.
وبالإضافة إلى وجوده بمنطقة السيدة زينب، فإن أغلب أعماله باتت تتركز في السبينة بقيادة (أبو فاطمة الموسوي) ويقدر عدد عناصره بين 300 و500 عنصر، ولذلك، فإن تسليحه جيد، ولباسه مشابه لملابس قوات التدخل السريع العراقية.
– لواء الإمام الحسين
بدأ بالظهور في يوليو 2013 بقيادة أمجد البهادلي، ويرتبط بعلاقات جيدة مع مقاتلي جيش المهدي، وقاتل في مناطق ريف دمشق وحلب.
يتواجد عناصر هذه المليشيا في مناطق مختلفة من ريف دمشق وفي حلب، ويزيد عدد عناصرها عن ألف مقاتل من العراقيين، كما أن لها صلة بجيش المهدي العراقي الذي يقوده “مقتدى الصدر”، وقد نعت قائدها العسكري، كاظم جواد، الملقب بالخال بعد أن تمكن عناصر الجيش الحر من قتله بالاشتباكات التي جرت في منطقة زبدين بداية العام المنصرم، وهو عراقي الجنسية معروف بتطرفه الطائفي، ومسؤول عن عدة جرائم في مخيم الحسينية والذيابية.
– فوج التدخل السريع
مسؤوله أحمد الحجي الساعدي، مقرب من مقتدى الصدر، شارك في معارك طريق المطار والسيدة زينب وريف دمشق، ويحظى بالدعم من قِبل جيش المهدي.
– فرقة “فاطميون” وفرقة “زينبيون”
وتتشكل الفرقة الأولى من السجناء والشيعة الهزارة الأفغان، الذين يلجأ عدد كبير منهم إلى إيران، وقتل زعيمه الأفغاني علي رضا توسلي في معارك درعا، بينما شكلت الثانية من باكستانيين شيعة قاطنين بإيران.
وفيما يلي، استعراض سريع لأبرز المليشيات الشيعية، وتاريخ تأسيسها، وارتباطها، وقادتها، ومقاطع أو صور تظهر وجودها في سوريا، بحسب عدد من الدراسات والمصادر:
المجازر والانتهاكات
ومثل المليشيات الشيعية المنخرطة ضمن “الحشد الشعبي” في العراق، تتهم المليشيات الشيعية بارتكابها مجازر طائفية ومشاركة في القتل؛ إذ قالت “الشبكة السورية لحقوق الإنسان” إن هذه المليشيات قتلت ما لا يقل عن 1147 سوريًا، منذ انخراطها في صف نظام الأسد، وحتى يناير 2015.
وارتكبت هذه المليشيات عدة مجازر، أبرزها في قرى حمص وحلب وريف دمشق، بحسب تقرير الشبكة بعنوان “لا يكاد يراها أحد”، كانت تقوم خلالها باقتحام القرى، والقتل بالسكاكين، والتشفي، وتشويه الجثث، وكتابة العبارات الطائفية عليها، أبرزها في قرية المالكية بحلب في 27 فبراير 2013، والذيابية بريف دمشق في 8 أكتوبر 2013.
وبالإضافة للمجازر، تقوم المليشيات الشيعية بعمليات القتل بالقصف العشوائي على القرى التي تحاصرها مع النظام السوري، والتي أدت لمقتل 442 شخصًا، حتى مطلع العام الماضي، بحسب تقرير الشبكة.
واعتبرت الشبكة أن حزب الله اللبناني، والحكومة العراقية، والحكومة الإيرانية، مسؤولة بحسب مبدأ “المسؤولية المباشرة” الدولي عن هذه الجرائم، التي ترقى لتكون جرائم حرب، وجرائم ضد الإنسانية، في وقت رفعت فيه العقوبات عن الجمهورية الإيرانية، وذراعها الحرس الثوري الإيراني، وتستعد لاستقبال عشرات مليارات الدولارات من الأموال المجمدة من المجتمع الدولي.
كما دعت الشبكة المجتمع الدولي، في تقريرها، “لمحاربة التطرف بكل أنواعه، وعدم اقتصاره على فئة دون الأخرى، وإصدار قرار خاص بشأن المليشيات الشيعية شبيه بالقرار 2170 الخاص بالفصائل الإسلامية المتشددة”.
المصدر: عربي 21