“ليلى علوي” المصورة المغربية التي قتلها مسلحون تابعون لتنظيم القاعدة، إحدى المجموعات المنضوية تحت لواء تنظيم القاعدة في بلاد المغرب الإسلامي، إثر هجوم مسلح في بوركينا فاسو قتل 32 آخرين في مشروع تصويري يتبع لمنظمة العفو الدولية بخصوص حقوق المرأة الأسبوع الماضي، تأثرت ليلى بجراح في البطن والرئتين والكلية والقدم، لتبقى في المشفى وسط طلبات ملحة من أهلها للسلطات الفرنسية ليتم نقلها إلى فرنسا، البلد التي تحمل جنسيته، لتتلقى العلاج الأفضل، إلا أن ليلى لم تستطع أن تقاوم ووافتها المنية صباح الإثنين الماضي بعد مُضي ثلاث ليال في المشفى بعد الحادث، ليتم ترتيب نقلها للمغرب بأمر ورسوم ملكية بأمر الملك محمد السادس.
أعلنت القاعدة عن مسؤوليتها عن عملية الهجوم المسلح وأعلنت أسماء مرتكبي الحادث، من ماتوا أيضًا إثر تبادل إطلاق النار مع حراسة الفندق طبقًا لتقرير Euronews، حيث أشعل مرتكبو الحادث النار في الفندق بعد إطلاق النار على رواده، يعدّ الحادث من أعنف الأحداث الإرهابية التي شهدتها بوركينا فاسو حيث تم اختطاف 126 أسيرًا من الفندق تم إطلاق سراحهم فيما بعد، كما يوضح الحادث تصاعدات مقلقة حول التشدد الإسلامي في غرب أفريقيا.
صرحت والدة ليلى لوكالات الأنباء بأنها ألحت لمدة ثلاث ليال على السلطات الفرنسية بأن تقوم بنقل ليلى إلى فرنسا لتلقي العمليات الجراحية المناسبة، إلا أن حالة ليلى كانت تسوء يوميًا لتعرضها لطلقات نارية عدة مرات في القدمين والذراع والرئتين أدت لفقدانها الكثير من الدم قبل أن يتم نقلها إلى مستشفى حكومي، حيث خضعت لعملية جراحية دامت لأكثر من ست ساعات، إلا أن ليلى أصيبت بعدة نوبات قلبية أدت آخرها لوفاتها في صباح يوم الإثنين الماضي.
من هي ليلى علوي؟
مصورة مغربية فرنسية ماهرة في عمر الثالثة والثلاثين، ولدت في فرنسا وأكملت دراسة التصوير في جامعة The City في نيويورك، عملت على العديد من المشاريع التصويرية الخاصة باللاجئين والمهاجرين، وبخاصة في القضية السورية، حيث قامت منذ 2013 بتصوير العديد من الألبومات الخاصة بحالة اللاجئين السوريين في الأردن ولبنان بعنوان “الناطرين” وعنوان “بدون جواز سفر”، كما صوّرت في أحد مشروعاتها الخاصة معاناة المهاجرين غير الشرعيين، وبخاصة الأفارقة منهم، ورحلات عبورهم المرعبة للوصول إلى الشواطئ الأوروبية بعنوان “العبور”، حيث قامت بتوثيقه فوتوغرافيًا وفي صورة كليب فيديو يصوّر الرحلة من عين المهاجر نفسه، كما يصور حكايات خاصة عاشها المهاجرون ما قبل وأثناء الرحلة.
الفيديو الخاص بمشروع “العبور” الذي يصور رحلة المهاجرين
تميّزت ليلى في أعمالها بالتركيز على التنوع الثقافي ومفهوم الهوية، فإسهامتها في التصوير تلخصت في التركيز على رؤية من في إطار الصورة نفسه عن الصورة وعن الحدث، ليتميز العمل بواقعية اجتماعية جمالية، انتشر عملها الفني عالميًا منذ 2009، كان آخرها معرض Maison Européenne de la Photographie في باريس بعنوان “المغاربة”، عرضت فيه ليلى صورًا مختلفة لزوايا مختلفة من المجتمع المغربي بعد أن قضت أيامًا معهم لتعرض الصور بالطريقة المميزة لعملها وهي الصور من وجهة نظر من يتم تصويرهم وليس من وجهة نظر المصوّر.
صور من معرض “المغاربة”، تصوير ليلى علوي
من ألبوم ” ناطرين” من مخيمات الأردن ولبنان للاجئين
مشروع بوركينا فاسو الذي أنهته القاعدة قبل أن يبدأ
مليكة، إحدى الفتيات التي التقطت لهن ليلى صورة في 13 يناير 2016 ضمن مشروع ” جسدي من حقي”، كواحد من المشروعات التي تعمل عليها من أجل حقوق المرأة في الحقوق الجنسية والصحة الإنجابية
مارتينا كابوريه، التقطت ليلى لها صورة في 13 يناير ضمن مشروع حقوق المرأة ” جسدي من حقي”، وهي تعمل كرئيسة لملجأ يأوي فتيات تعرضن للعنف الجنسي أو الزواج القسري أو الحمل المبكر
في حوار سابق لها مع الجزيرة وصفت ليلى فنها المهتم بقضية اللاجئين والمهاجرين بأنها قضية مغروسة فيها منذ الصغر، حيث ذكرت الوقت الذي كانت تعيش في المغرب في سن المراهقة، كانت قصص عابري البحر المتوسط قضايا يومية في الأخبار بالنسبة لها، وكانت تعلم في قرارة نفسها بأن الظلم الاجتماعي والعنف الاجتماعي والسياسي تسببوا في موت كل هؤلاء الضحايا غرقًا في البحر، كما ذكرت ليلى بأن جنسيتها الفرنسية أعطتها الميزة في التحرك بحرية عبر الحدود، لتبدأ دراستها في مدينة نيويورك حيث واجهت هي الأخرى تساؤلات حول الهوية والثقافة، ومن هنا بدأ اهتمامها بالثقافات الفرعية والأقليات والمجموعات المُهمشة، حيث قررت استخدام صوتها ونشاطها الاجتماعي من خلال كاميرتها.
صرحت منظمة العفو الدولية بعد الحادث بحزنها على الحادث الأليم الذي أفقدهم المصورة الموهوبة ليلى علوي التي أرسلوها في مهمة لتصوير مشروع خاص بحقوق المرأة في غرب أفريقيا، وستقوم المنظمة بتدبير كل ما يخص عملية نقل جثمانها إلى المغرب بالتعاون مع السلطات المغربية، كما ستقوم بتأمين احتياجات عائلتها.
للاطلاع على أعمال المصورة الراحلة ليلى علوي