جاب المئات من المسلحين الملثمين المنتمين لكتائب عز الدين القسام الذراع المسلح لحركة المقاومة الإسلامية (حماس) جابوا الخميس الماضي شوارع غزة في عرض عسكري كبير أرادت حماس على ما يبدو من خلاله استعراض عضلاتها في الذكرى السنوية الأولى لعملية “عامود السحاب” التي شنتها إسرائيل في تشرين ثان/نوفمبر من العام المنصرم على القطاع.
العرض العسكري لحماس يحمل عدة رسائل وجهتها الحركة التي تحكم قطاع غزة المحاصر منذ ست سنوات تزامناً مع حرب خاضتها مع (إسرائيل) على مدار ثمانية أيام في شتاء 2012 بعد اغتيال الأخيرة القائد العسكري للقسام في غزة أحمد الجعبري ومرافقه.
وشنت إسرائيل عدواناً على قطاع غزة في نوفمبر الماضي عقب اغتيال القيادي الجعبري أسفر عن استشهاد أكثر من 150 فلسطينياً جُلهم من المدنيين في حين ردت فصائل المقاومة في غزة بقصف المواقع والمدن العسكرية الإسرائيلية بمئات الصواريخ ما أوقع قتلى في صفوف الإسرائيليين.
وجاب المسلحون الذين ارتدوا البزات العسكرية شوارع حيوية في غزة والتقوا في ختام مسير امتد لمئات الأمتار وسط شارع الجلاء شمال غرب غزة.
إلى جانب العشرات من مسلحي حماس ممن امتشقوا أنواعاً مختلفة من السلاح الرشاش وحمل آخرون قذائف صاروخية مضادة للدروع والطائرات جابت سيارات دفع رباعي تحمل منصات صواريخ قصير ومتوسط المدى شوارع غزة.
كما كشفت حماس في استعراضها العسكري عن مفاجأة هي الأولى من نوعها حينما شاهد مئات الفلسطينيون في غزة شاحنات كبيرة تحمل على متنها صاروخ متوسط المدى أطلقه الذراع المسلح للحركة على مدينة تل أبيب التي تعتبرها إسرائيل عمقاً استراتيجياً واقتصادياً مهماً لها.
M75 الصاروخ الذي صنعته حماس بعقول محلية في غزة رغم الحصار والإغلاق الذي يعانيه القطاع والذي يصل مداه لأكثر من 70 كيلو متر .
في المواجهة الأخيرة بين حماس وإسرائيل أطلقت الأولى عدداً من الصواريخ المتطورة قصيرة ومتوسطة المدة تجاه مدينتي القدس وتل أبيب في عمق الأراضي الفلسطينية المحتلة .
وفي رسالة هي الأقوى من حماس قال القيادي البارز في الحركة محمود الزهار إن “حركته باتت تُعد اليوم لمعركة التحرير والاحتلال لم يكن يعلم أن اغتيال أحمد الجعبري سيقابله قصف تل أبيب”.
وأضاف الزهار خلال كلمة حركة حماس أمام عشرات المسلحين والمئات من الفلسطينيين في غزة “اليوم نغزوهم ولا يغزوننا”.
“بدأ العدو هذه المعركة غدرا باغتيال القائد الجعبري، ظنا منه ان حماس ستسكت ولم يكن يعلم أن الرد سيكون وفق معادلة “إذا كان الجعبري أولا عند الاحتلال فإن قصف تل أبيب أولا عند القسام”، وفق الزهار.
وحذرت كتائب عز الدين القسام، الذراع العسكري لحماس إسرائيل مما وصفته “اشعال حربا ضروسا معه إذا استمر في انتهاكاته ضد الشعب الفلسطيني ومقدساته والمسجد الأقصى”.
وتوعد مسئول كبير في الذراع العسكري لحماس كتائب القسام أنه لا يوجد لإسرائيل أي مأمن فوق الأراضي الفلسطينية المحتلة، كما قال.
وقال القيادي في الكتائب رائد سعد، في كلمة له خلال العرض العسكري القسامي في شارع الجلاء وسط غزة مساء الخميس :” إن غضبنا أكبر مما تتخيلون، وغضب القسام لا يمكن أن يتخيله أحد”.
رسالة أرادت حماس وأجهزتها العسكرية والأمنية – التي توصف بالقوية والعنيدة – في غزة من خلالها تحقيق حالة من توازن الرعب مع إسرائيل، وفق محللين في الشأن العسكري والأمني.
ويُراهن مراقبون فلسطينيون على حالة الردع التي حققتها الأجنحة العسكرية لفصائل المقاومة في غزة منذ الانسحاب الإسرائيلي من القطاع صيف عام 2005م وفوز حركة حماس بالانتخابات البرلمانية مطلع عام 2006 .
ويُرجح محللون أن حماس زاوجت عقب فوزها في الانتخابات البرلمانية بين العمل الحكومي في إدارة الأوضاع في غزة والعمل العسكري في مواجهة إسرائيل.
ويترقب الكثيرون في غزة ما ستؤول إليه الأوضاع خلال المرحلة المقبلة في ضوء التهديدات التي يطلقها القادة العسكريون والسياسيون في إسرائيل بشن عدوان جديد ضد القطاع تزامناً مع احتفال الفلسطينيين بما يعتبرونه انتصاراً كبيراً في عدوان نوفمبر 2012 وفي ظل معاناتهم التي لا تتوقف مع اشتداد وطأة الحصار المفروض على غزة بحراً وجواً وبراً وإغلاق المعابر المؤدية للقطاع.
عرض فيديو يسلط الضوء على عروض عسكرية لحماس الخميس الماضي
https://www.youtube.com/watch?v=akLMXoaAsDE