أصدر المكتب الإعلامي لولاية سيناء المبايعة لتنظيم الدولة الإسلامية “داعش” إصدارًا جديدًا قبيل الذكرى الخامسة لثورة الخامس والعشرين من يناير، هذا الإصدار أتى مختلفًا في حديثه هذه المرة عن سابقتها.
حيث حمل عنوان “رسائل من أرض سيناء 2” بدأت كنصيحة لما أسماهم المتحدث أبو أسامة المصري الذي يعتقد بأنه قائد تنظيم الدولة في سيناء “أنصار السلمية”، بعد تذكيرهم بفشل المسار الديمقراطي والانتخابات مستعينًا في بذلك بعدة صور سابقة لمجلس الشعب والرئيس السابق محمد مرسي.
ركز التنظيم في رسالته على اللوم على المنهج السلمي الذي أدى إلى مقتل أصحابه في الشوارع والميادين بحسب وجهة نظرهم، حيث تحدث التنظيم مستهدفًا جماعة الإخوان المسلمين بصفتهم واسمهم وليس من خلال التعريج أو التعريض، بل كانت الرسالة موجهة إليهم، بقوله: “ها هم الإخوان مرة أخرى في السجون، فأين هو فهم الواقع؟ أين هي الاستفادة من التجارب؟”.
الجدير بالذكر والملاحظة أن هذا الإصدار وصف فيه المتحدث بلفظ “إخواني” ولم ينعت الجماعة وأنصارها بأوصاف سلبية كعادة إصدارات تنظيم الدولة الإسلامية التي تصف الرئيس السابق محمد مرسي بالمرتد، مما يؤكد أن التنظيم في سيناء يُغازل الجماعة وأنصارها ويستقطبهم إلى صفه عبر اللعب على أوتار ضعف وعجز السلمية في مقابل العمل المسلح، وذلك بقوله: “إخوانكم فخخوا أرضهم، وفجراو آلياتهم، وهذا يثبت أن القوة هي قوة الإيمان فقط”.
حمل الإصدار دعوة صريحة لتنظيم الإخوان للانضمام إلى قتال النظام تحت دعوى الاستفادة من التجارب السابقة، ويؤكد هذا الحديث حرص هذه الجماعة الجهادية استقطاب أكبر عدد من عناصر جماعة الإخوان المسلمين الذين كفروا بالمسار الحالي ويأسوا من حالة التخبط التي يعيشها التنظيم على إثر الضربات الأمنية والانقسام بين قياداته، حيث قال المتحدث باسم “ولاية سيناء”: “اجعلوا شعارها (إن الحكم إلا لله)، واطلبوا الشهادة مضانة واسعوا للنصر، ولا تغفلوا، واستفيدوا من أخطائكم ولا تكرروها”.
إذ باتت الجماعة الآن بشبابها وتنظيمها مطمع للتيارات الجهادية، يلعب الجميع على اجتذاب أكبر عدد من هذا الخزان البشري المعطل في وجهة نظرهم، بمثل هذه الرسائل التي تحمل طابعًا عاطفيًا، يؤكد على فشل مسار الإخوان الحالي في مقابل تضخيم المسارات المسلحة الأخرى.
فاللعب على وتر القصاص في الإصدار لقتلى الجماعة كان واضحًا جليًا، لتصبح الرسالة أنه من أراد القصاص من الجماعة لقتلاه فليأتنا في ولاية سيناء، التي ظل المتحدث يمدح في تجربتها بسيناء وإظهار قوتها في مقابل ضعف النظام ممثلًا في الجيش، إذ أكد ذلك المتحدث بقوله: “الله اختار للناس القصاص، وجعل فيه الحياة، وأما من اختار السلمية، فهي لم تقتل إلا أهلها”.
ظل المتحدث يتكلم بلغة التودد إلى الجماعة متحدثًا عن تنظيم ولاية سيناء بأنهم “أبناؤكم المجاهدين” داعيًا إلى مساعدتهم بالانضمام إليهم، وهو خطاب لم يعهد على أي من الولايات المبايعة لتنظيم الدولة الإسلامية “داعش”.
اختتم الإصدار بتوجيه رسالة إلى عناصر تنظيم الدولة الإسلامية خارج سيناء في بقية محافظات مصر، بعد نشاطهم العملياتي الملحوظ في الفترة الماضية، وقد كانت رسالة تشجيعية على الاستمرار في العمليات وأخذ الحرص، وقد أوحت الرسالة بأن لتلك العمليات قيادة مستقلة قد تنسق مع سيناء ولكنها لا تنطلق من هناك.
ولم يفت التنظيم كعادته توجيه رسائل إلى الجيش المصري باستعراض بعض من العمليات السابقة للتنظيم التي استهدفت آليات وأفراد الجيش في سيناء، مع مزيد من التوعد والوعيد بمزيد من الاستهدافات والعمليات.
هذا الرسالة الواضحة التي حملها إصدار التنظيم تؤكد على حرصهم على اجتذاب مزيد من الأنصار في الأوساط الإسلامية التي تعاني من المطاردة الأمنية من قبل النظام في مصر، فإن لم يكن بالانضمام إليهم، فبالدعوة إلى العمل المسلح مثلهم، وهو ذكاء تتمتع به هذه الولاية الداعشية على عكس غيرها من التنظيمات الأخرى التي لا تبرح في معاداة التيارات الإسلامية الأخرى.