بدأ الرئيس الفرنسي فرنسوا هولاند، أمس الأحد، زيارة رسمية ستستغرق ثلاثة أيام إلى إسرائيل وإلى الأراضي الفلسطينية المحتلة، وهذه المرة الأولى التي يزور فيه هولاند إسرائيل منذ انتخابه في مايو 2012، وتهدف الزيارة –حسب تصريحات هولاند- إلى تقديم “الدعم الكامل (من جانب فرنسا) لعملية المفاوضات الجارية بين الفلسطينيين والإسرائيليين لإيجاد سلام دائم قائم على الاعتراف المتبادل بالدولتين”.
وبعد لقائه مع نظيره الإسرائيلي، وقبل أن يلتقي اليوم بالرئيس الفلسطيني محمود عباس في الضفة الغربية، أعلن الرئيس الفرنسي فرنسوا هولاند أنه ينتظر “مبادرات” من إسرائيل حول الاستيطان للمساعدة في إعطاء دفع لعملية السلام مع الفلسطينيين، قائلا: “هناك مبادرات بالفعل من الجانب الإسرائيلي حول إطلاق سراح الأسرى الفلسطينيين”، مضيفا أن مبادرات “أخرى تبقى متوقعة خصوصا في ما يتعلق بالاستيطان”.
وفي المؤتمر الذي عقده فرنسوا هولاند مع رئيس الحكومة الإسرائيلية بنيامين نتانياهو في القدس، مساء أمس الأحد، أعلن الرئيس الفرنسي أن بلاده وضعت “أربعة شروط” للتوصل إلى “اتفاق انتقالي” حول البرنامج النووي الإيراني، مشيرا إلى أن الشروط الأربعة هي وضع كامل المنشآت النووية الإيرانية تحت رقابة دولية منذ الآن، وتعليق تخصيب اليورانيوم بنسبة 20%، وخفض المخزون الموجود حاليا، ووقف بناء مفاعل أراك.
وفي رد غير مباشر على الاتهامات الايرانية لفرنسا بعرقلة التوصل الى اتفاق خلال مفاوضات جنيف الأخيرة بين إيران والدول العظمى، قال هولاند: “فرنسا تريد التوصل الى اتفاق جدي متين ذي مصداقية يقدم كل الضمانات، وسنبقي ضغوطنا”.
وخلال الزيارة وقعت شركة السكك الحديد الإسرائيلية وشركة سكك الحديد الفرنسية اتفاق شراكة لتطوير وتحديث خطوط السكك الحديد في إسرائيل، حيث قال مسؤول فرنسي لوكالة فرانس برس أن هذه الشراكة مهمة جدا بالنسبة لإسرائيل، متحدثا عن “تقاسم تكنولوجيات يضعنا على قدم المساواة مع اسرائيل”، مضيفا: “إسرائيل تدرك ضرورة تجديد شبكتها للسكك الحديدية القديمة جدا وسنساعدها في ذلك.. هذا الاتفاق سيتيح لنا تقاسم مهارتنا مع إسرائيل المتقدمة جدا في مجال التكنولوجيا ولكن ليس في مجال النقل العام”.
ويذكر أن استطلاعا للرأي، نشرت نتائجه أمس الأحد في الصحف الفرنسية، أظهر أن شعبية الرئيس الفرنسي فرنسوا هولاند تراجعت في تشرين الثاني/نوفمبر ثلاث نقاط مئوية لتستقر عند 20%، في أدنى مستوى لرئيس فرنسي منذ تأسست الجمهورية الخامسة في 1958.