يكاد الكل يتفق على أن ثورة 25 يناير هي الشيء الوحيد الذى أعاد لنا الأمل والحياة لنفوسنا بعد أعوام من فساد الدولة واستبداد الحاكم وحاشيته الذي تغلغل في جذور الدولة، ولكن بعد مرور خمس سنوات على هذه الحالة الفريدة نجد أنفسنا أمام أُناس – مسؤولين ومواطنين – يمارسون استبدادهم على الثوار من خلال قمع آرائهم – حتى المؤيدة لثورة 25 يناير – عكس ما يظهر أمامنا في خطابات المسؤولين عندما يتحدثون ويمجدون في ثورة 25 يناير وبعدها يذكرون 30 يونيو التي هي ضد 25 يناير بالكامل قولًا وفعلًا وخصوصًا فيما يتعلق بالحقوق والحريات.
لا أعلم هل يكره الثوار هذه الذكرى لأنها تذكرهم بفشلهم في إكمال أهداف الثورة؟ أم لعدم قدرتهم على الحفاظ عليها من بطش الدولة العميقة بذراعيها العسكرية والمدنية؟ الثورة التي كانت حلمًا وتحول لحقيقة، وكانت فرصة لوطن أفضل لهم وللأجيال القادمة والتي أبهرت العالم بانطلاقها، ولكن سرعان ما استهتر بها كل من شارك فيها واتجهوا لمغانم لا فائدة لها إلا التفريط فيها، وهذا التشتت بين أقطاب الثورة استغلته الدولة العميقة وسَعَت – بعد أن كانوا في مزبلة التاريخ متفرقين خائفين من مصيرهم بعد الثورة عليهم – للم شملهم والتربص بالثورة والثوار حتى انقضوا عليها بالفعل.
أم يكرهونها لأنه بعد انقلاب 3 يوليو 2013 ومع كل ذكرى تعود لثورة 25 يناير وما تلاها مثل أحداث محمد محمود ومجلس الوزراء نجد أنه يحدث استنفار أمني شديد لاعتقال ما بقي من الثوار في الشارع؟ مالم يكن قد اعتقل أو سافر خوفًا من بطش السلطات الحالية، وبعد ذلك يتم تلفيق تهم ليس لها علاقة بأي قانون على وجه الأرض حتى القانون المصرى ذاته، ويستمر حبسهم على ذمة التحقيق في قضايا ساذجة أمام قضاة عديمي الضمير فأصبحوا كالمطاردين طول الوقت ويتضاعف قلقهم قبل كل مناسبة ثورية خشية القبض عليهم، والخوف هنا ليس خوفًا من الاعتقال وكبت الحرية قدر ما هو خوف على البلد من أن يزيد البطش والفساد بها وهذا قامت الثورة لمحاربته.
أم هل يكرونها لأنها لم تعد إلا ذكرى وتجربة ولم تكن ثورة لا تبقي ولا تذر؟ غير قادرين حتى على إنقاذها من أيدي الثورة المضادة فبعضعهم ينزل للشارع، ولا أعترض على ذلك لأنه ليس بيدهم حيلة ولكني أشفق، والبعض “يتشح بالسواد” ولا ألومهم على ذلك لأنهم رأوا في النزول خطر عليهم لأنهم يتعاملون مع آلة بطش عسكرية.
أم يكرهونها لأن كل ذكرى لها نجد الجيش يغلق رمز الثورة ألا وهو ميدان التحرير إغلاقًا تامًا، ونفقد عددًا من الشهداء؛ فالعام الماضي 2015 فقدنا أكثر من 20 شهيدًا، وهذا العام 2016 الأرقام حتى الآن تشير لـ 3 شهداء والله يعلم هل يتوقف نزيف الدماء أم سيستمر في النزيف دون عقاب.
وأتت رسالة علاء عبد الفتاح الناشط السياسي بأنه “فقد الأمل ونادم على البقاء في مصر” تطرح تساؤلاً هل يجب علينا كشباب الثورة خارج السجون وبداخل مصر أن نفقد الأمل ونندم على البقاء في مصر؟ أم نكمل ما بدأناه في يناير 2011؟ ولو كان اختيارنا كان الثاني فبأي طريقة سنكمل الطريق؟
بالمظاهرات أم بالجلوس على “الكنبة” أم بالمفاوضات الخارجية وجميع الطرق السابقة أثبتت فشلها الذريع؟ أم هناك طريق آخر؟