بدأ فيروس ينتقل عن طريق البعوض يدعى “زيكا” بالانتشار ليؤثر على أجزاء كبيرة من أمريكا اللاتينية ومنطقة البحر الكاريبي وغيرها من المناطق الأخرى.
حتى الآن أفاد 21 بلدًا وإقليمًا عن حالات إصابة بالزيكا، حيث تضاعف عدد البلدان المصابة خلال مدة شهر واحد فقط، وذلك وفقًا للتقرير الذي صدر في 21 يناير عن خبراء من منظمة الصحة للبلدان الأمريكية (PAHO)، الذراع الإقليمي لمنظمة الصحة العالمية (WHO)، وتبعًا لماركوس إسبينال، رئيس قسم الأمراض المعدية في (PAHO / WHO)، فمن المتوقع أن ينتشر هذا الفيروس في كل من أمريكا اللاتينية ومنطقة البحر الكاريبي.
تم التعرف على هذا الفيروس لأول مرة في أوغندا في قرود الريص في عام 1947، ولكنه لم يعرف في الأمريكتين حتى عام 2014، وهو مرض عادة ما يكون خفيفًا نسبيًا، لكن منظمة الصحة الأمريكية تقول بأنه قد يكون مرتبطًا بحالات تلف في الدماغ لدى الأطفال حديثي الولادة في البرازيل.
بحسب إسبينال فإن هناك أدلة قوية ومتزايدة على أن للزيكا دور في هذا الأمر، ولكن استنتاج الأسباب والنتائج قد يكون أكثر صعوبة للإثبات.
الموطن الأصلي لفيروس الزيكا هو في آسيا وأفريقيا، وانتشاره لا يزال محصورًا بمناطق محددة ومعروفة، ويقوم الباحثون الآن بوضع خارطة متوقعة لانتشار الفيروس تقوم بتتبع المسافرين من مطارات البرازيل، البلد الذي يضم أعلى معدلات الإصابة بفيروس الزيكا، في الفترة الواقعة ما بين شهر سبتمبر لعام 2014 وأغسطس 2015، حيث تبين بأن 65% من هؤلاء المسافرين غادروا للأمريكيتين و27% لأوروبا و5% توجهوا إلى آسيا.
مع وجود بعض التقارير غير المؤكدة التي تشير إلى انتشار الفيروس في مناطق غرب آسيا وشمال أفريقيا، كمصر وليبيا، ليشكل جائحة طبية هناك، نبين لكم فيما يلي بعض الحقائق عن زيكا:
– ينتشر فيروس زيكا بين الأشخاص عن طريق لدغة البعوضة تدعى بالبعوضة الزاعجة المصرية، وهو نفس نوع البعوض الذي ينقل حمى الضنك، وداء شكونغنا، والحمى الصفراء، وحتى الآن لم يتم التوصل إلى لقاح لعلاج الزيكا.
– عادة ما يكون فيروس زيكا خفيفًا نسبيًا، ولا تتعدى أعراضه الطفح الجلدي والحمى وآلام العضلات والمفاصل، لمدة تصل إلى سبعة أيام، ولا يستدعي دخول الأشخاص المصابين به للعلاج في المستشفى.
– بشكل عام، فإن فيروس الزيكا يحتاج إلى ناقل ليصيب الأشخاص، وهذا الناقل هو البعوض، بمعنى أن الفيروس لا يتنقل عمومًا عن طريق الهواء أو عن طريق الملامسة ما بين البشر، ولكن تم ملاحظة وجود الفيروس ضمن سائل منوي بشري، وقد وصفت حالة واحدة من انتقال الفيروس عن طريق الاتصال الجنسي من شخص إلى آخر، ولكن لم يتم تأكيدها.
– يمكن للفيروس أن ينتقل عن طريق الدم، ولكن هذا أمر نادر، لذلك ينبغي اتباع التوصيات المعتادة للنقل الآمن للدم.
– تبعًا لمنظمة الصحة في الأمريكيتين، فلا وجود لدليل على أن فيروس الزيكا يمكن أن يسبب الموت، ولكن تم الإبلاغ عن حالات متفرقة من مضاعفات أكثر خطورة لدى الأشخاص الذين كانوا مصابين بالأمراض أو حالات أخرى قبل إصابتهم بالفيروس، تسببت بوفاتهم.
– يشير الباحثون في البرازيل وبلدان الأمريكيتين إلى أن هناك أدلة متزايدة على أن فيروس الزيكا يرتبط بالصعل، وهو اضطراب عصبي يولد فيه الأطفال برؤوس وعقول أصغر من المعتاد، ولكن هذه الارتباطات لم يتم تأكيدها بأدلة حاسمة بعد.
– في شمال شرق البرازيل، كانت هناك زيادة ملحوظة في حالات الأطفال حديثي الولادة المصابين بالصعل، حيث أشارت وزارة الصحة البرازيلية إلى أن عدد الحالات المشتبه فيها من الصعل لدى الأطفال حديثي الولادة قد ارتفعت من حوالي 360 حالة في 10 يناير إلى 3893 حالة في 16 من ذات الشهر.
– يعمل الباحثون على اكتشاف آثار فيروس زيكا على النساء الحوامل والأطفال حديثي الولادة، ولكن تبعًا لمنظمة الصحة الأمريكية، فإن احتمال انتقال فيروس الزيكا من الأمهات المصابات إلى الأطفال أثناء الحمل أو الولادة هو احتمال “محدود للغاية”.
– تمتلك البرازيل أعلى معدلات للإصابة، تليها في ذلك كولومبيا، كما تم الإبلاغ عن حالات تفشي زيكا في الإكوادور، السلفادور، غواتيمالا، هايتي، هندوراس، المكسيك، بنما، باراغواي، بورتوريكو، سورينام، وفنزويلا، ويوجد بعض التقارير غير المؤكدة عن إصابات في مصر وليبيا وغيرها من البلدان.
أماكن النشاط الحالية لفيروس الزيكا
بحسب وزارة الصحة الكولومبية، فإن فيروس الزيكا قد أصاب حتى الآن حوالي 13.500 شخص في جميع أنحاء البلاد، ويمكن أن يصل عدد الإصابات إلى 700.000 حالة هذا العام.
نصحت وزارة الصحة الكولومبية النساء بتأخير حدوث الحمل لمدة ستة إلى ثمانية أشهر لتجنب المخاطر المحتملة التي قد ترتبط بفيروس الزيكا على الأجنة.
لم تبلّغ جامايكا عن أي حالات مؤكدة من الإصابة بالزيكا، ولكن وزارة الصحة أوصت النساء هناك أيضًا بتأخير حدوث الحمل لفترة تتراوح بين ستة أشهر إلى 12 شهرًا، كما نصحت السلفادور النساء بتجنب حدوث حمل حتى عام 2018.
كان المركز الأمريكي لمكافحة الأمراض والوقاية منها قد حذر النساء الحوامل وفي وقت سابق من هذا الشهر بتجنب السفر إلى 14 دولة ومنطقة في أمريكا اللاتينية ومنطقة البحر الكاريبي المتضررة من الفيروس.
واحد من كل أربعة أشخاص مصابين بالزيكا تظهر عليهم أعراضها، في حين تبقى العديد من حالات الإصابة بالزيكا غير مكتشفة، مما يجعل من الصعب تقدير الحجم الحقيقي للإنتشار في الأمريكيتين، حيث تشير منظمات الصحة في البلدان المتضررة بأنه لا يوجد تقديرات موثوقة لعدد حالات الإصابة في المنطقة، وبناء على التقارير الواردة من البلدان المتضررة، تقدر منظمة الصحة الأمريكية أن هناك 60.000 حالة على الأقل يشتبه بكونها زيكا، على الرغم من أنه يعتقد بأن الأرقام الحقيقية أعلى من ذلك بكثير.
ما هي التدابير التي يجب اتخاذها لمنع العدوى بفيروس زيكا؟
تتضمن إجراءات الوقاية خفض أسراب البعوض وتجنب لدغاتها التي تحدث بشكل رئيسي خلال النهار، كما أن القضاء والسيطرة على مواقع تكاثر البعوضة الزاعجة المصرية يقلل من احتمالات انتقال الزيكا وداء شكونغنا وحمى الضنك، ومن جانب آخر يجب أن يكون هناك استجابة متكاملة، تشمل العمل في العديد من المجالات، بما في ذلك الصحة والتعليم والبيئة.
للقضاء والسيطرة على البعوض، فمن المستحسن:
– تفادي السماح للمياه الراكدة بالتجمع في الحاويات في الهواء الطلق كي لا تصبح مواقع لتكاثر البعوض.
– تغطية خزانات المياه المنزلية حتى لا يتمكن البعوض من الوصول إليها.
– تجنب تراكم القمامة، ووضعها في أكياس بلاستيكية مغلقة وإبقائها في حاويات مغلقة.
– تسليك مصارف المياه التي يمكن أن تتراكم فيها المياه الراكدة.
– استخدام الشاشات والناموسيات على النوافذ والأبواب لتقليل الاحتكاك بين البعوض والبشر.
للوقاية من لدغات البعوض، فمن المستحسن أن يقوم الأشخاص الذين يعيشون في المناطق التي توجد فيها حالات المرض، وكذلك المسافرين، وخصوصًا النساء الحوامل:
– تغطية المناطق المكشوفة للدغات البعوض من خلال ارتداء ملابس ذات أكمام طويلة، وارتداء السراويل الطويلة، واستخدم القبعات.
– استخدام المواد الطاردة للبعوض والموصى بها من قِبل السلطات الصحية.
– النوم تحت الناموسيات.
أخيرًا، يجب على الأشخاص الذين يعانون من أعراض الزيكا وحمى الضنك أو داء شكونغنا زيارة المراكز الصحية.