فطرس، طائرة تعمل بدون طيار وقادرة على التحليق فوق كل منطقة الشرق الأوسط لأكثر من 30 ساعة، كشفت عنها السلطات الإيرانية في الأيام القليلة الماضية، وقالت أنها تتمتع بقدرات خاصة منها أن شعاع عملياتها يصل إلى 2000 كيلومتر وسطح تحليقها يبلغ 25 ألف قدم.
واستفادت إيران بشكل كبير من هيكل طائرة “سكان ايغل” الأمريكية -تعمل بدون طيار- والتي نجح الجيش الإيراني في السيطرة عليها واحتجازها بعد أن دخلت المجال الجوي الإيراني في شهر ديسمبر من سنة 2012، وكذلك من هيكل أقوى طائرة أميركية بدون طيار من نوع آر.كيو-170 ، والذي تمكنت القوات الإيرانية قبل عامين (ديسمبر 2011) من اعتراضها وإرغامها على الهبوط، بينما كانت تقوم بمهمة تجسس شرق إيران، حيث أعلنت إيران نجاح “هندستها العكسية” في الحصول على أسرار الطائرتين الأمريكيتين.
وحسب تصميمها والتقنيات المزودة بها، يفترض أن تقوم طائرة فطرس بأعمال الرصد والمراقبة والمسح الجوي بالإضافة إلى القيام بعمليات قتالية بفضل الصواريخ والقاذفات التي زودت بها وأعدت لحملها واستخدامها، وهو الأمر الذي أثار مخاوف بعض الخبراء العسكريين من إمكانية قيام إيران باستخدام هذه الطائرات باستهداف أهداف داخل سوريا والعراق، وذلك لمؤازرة قوات نظام بشار الأسد وحزب الله اللبناني والحرس الجمهوري الإيراني، التي تتشارك في السنوات الأخيرة في حربها على القوى المعارضة للنظام السوري.
ويذكر أن الولايات المتحدة الأمريكية تعتمد في “حربها على الإرهاب” بنسبة كبيرة على الطائرات بدون طيار، إما للرصد والتجسس وإما لتنفيذ عمليات قصف مباشر، وذلك خاصة في اليمن وباكستان وأحيانا أخرى في مناطق متفرقة من إفريقيا، وذلك لسهولة تحركها وصعوبة رصدها من قبل الرادارات، بالإضافة إلى عدم وجود مخاطر حصول إصابات في صفوف الجنود الأمريكيين الذين يحركون الطائرة من غرف عمليات حصينة في قواعد عسكرية بعضها في الشرق الأوسط وبعضها الآخر في الولايات المتحدة الأمريكية.
وخلال الزيارة الأخيرة لرئيس هيئة الأركان الأميركية المشتركة الجنرال، مارتن ديمبسي، للمملكة الأردنية، والتي التقى خلالها بالملك الأردني، صرح ديمبسي بأن الأردن طلب من الولايات المتحدة تزويده بطائرات استطلاع أميركية لمساعدته في مراقبة حدوده مع سوريا، وهو ما فتح باب التساؤلات عما إذا كان الأردن سيتحول إلى قاعدة جديدة لهذا النوع من الطائرات الأميركية بعد اليمن وباكستان.
وعلى المستوى الدولي الإنساني، وفي 22 أكتوبر/ تشرين الأول الماضي، ذكر تقرير لمنظمة العفو الدولية أن الضربات الجوية التي تنفذها طائرات بدون طيار تابعة لوكالة الاستخبارات المركزية الأمريكية في باكستان وما تسببه من سقوط قتلى مسألة غير شرعية، مضيفة أن بعض هذه الضربات قد ترقى إلى جرائم حرب، مشيرة إلى أنها فحصت تسع ضربات جوية من مجموع 45 ضربة حديثة في منطقة شمال وزيرستان وخلصت إلى أن بعض الضحايا لم يكونوا مسلحين.
في حين قالت منظمة هيومان رايتس ووتش، في تقرير منفصل تناول ست هجمات جوية في اليمن، أن اثنين منها تسببا في سقوط مدنيين بطريقة عشوائية، معتبرة ذلك انتهاكا للقانون الدولي، كما أظهر تحقيق أنجزته منظمة الأمم المتحدة أن ما لا يقل عن 400 مدني قتلوا في باكستان، متهمة على لسان مقررها العام، بن ايميرسون، الولايات المتحدة الأمريكية بتحدي الأعراف القانونية الدولية من خلال تشجيع استخدام القوة المميتة خارج مناطق الحروب.
واختار الجيش الإيراني اطلاق اسم فطرس على الطائرة الجديدة، نسبة إلى أسطورة قديمة، تقول بأن “ملكا عاقبه الله بكسر جناحيه اثر تقصير بدر منه، وعندما ولد الحسين(حفيد رسول الله محمد صلى الله عليه وسلم) استشفع هذا الملك به عند الله فشفع له” حسب ما تقول الاسطورة.