أكدت وزارتي الداخلية والدفاع في تونس ارتفاع عدد القتلى في صفوف الإرهابيين الذين هاجموا مدينة بنقردان جنوب تونس اليوم، فيما دعت حركت النهضة كافة التونسيين للخروج في مسيرات وطنية مناهضة للإرهاب ودعمًا لجهود الجيش والأمن التونسي.
وتمكنت الوحدات الأمنية والعسكرية، اليوم 07 مارس 2016، حسب بلاغ مشترك لوزارتي الداخلية والدفاع الوطني، من القضاء في حصيلة أولية، على 28 إرهابيًا والقبض على 7 آخرين.
وأكد البلاغ “استشهاد 7 مدنيين، واستشهد في صفوف الوحدات الأمنية 6 أعوان حرس وطني وإصابة عون آخر، واستشهاد عوني أمن وطني وإصابة ثلاثة آخرين، وفي وحدات الجيش الوطني استشهد عسكري وأصيب أربعة آخرين بإصابات خفيفة، كما استشهد عون من الديوانة التونسية وإصابة عون آخر”.
وأضاف “تواصل الوحدات المشتركة بين الحرس والأمن الوطنيين والجيش الوطني السيطرة على الوضع بتمشيط كافة المنطقة لمطاردة وتعقب ما تبقى من عناصر المجموعات الإرهابية مع تأمين مداخل المدينة والنقاط الحساسة بها، وتكثيف الطلعات الجوية بالمنطقة وعلى مستوى الشريط الحدودي وغلق المعابر الحدودية برأس الجدير والذهيبة – وازن”.
وجددت وزارتي الداخلية والدفاع الوطني دعوتها إلى كافة ساكني منطقة بنقردان إلى ملازمة المنازل والحذر والهدوء والتقيد بمقتضيات قرار حظر التجوّل من الساعة السابعة مساءً (19.00) إلى الساعة الخامسة صباحًا (05.00).
من جهتها دعت حركة النهضة التونسية، كافة التونسيين للخروج في مسيرات بكل أنحاء البلاد لتأكيد استعدادهم للدفاع عن بلادهم إثر الهجوم المسلحة الذي شهدته مدينة بنقردان الحدودية مع ليبيا صباح اليوم.
وقال رئيس حركة النهضة راشد الغنوشي في نقطة إعلامية على إثر اجتماع طارئ للمكتب التنفيذي للحركة لتدارس الوضع الأمني في مدينة بنقردان إثر الهجوم المسلحة الذي شهدته اليوم: “ندعو إلى رد فعل شعبي وطني عبر مسيرات تحت الراية الوطنية لتأكيد الاستعداد الدائم للتونسيين للدفاع عن بلادهم إزاء هذا الخطر العابر للحدود”، مضيفًا “نحث أبناء شعبنا على التبرع بالدم وندعو لبعث صندوق وطني يتولى الإحاطة بعائلات الشهداء والجرحى”.
وأعلن رئيس حركة النهضة بقاء المكتب التنفيذي للحركة في حالة انعقاد مفتوح لمتابعة الأوضاع الأمنية في بنقردان، كما أعلن عن دعوة حركة النهضة لهيئة التنسيق والتشاور لأحزاب الائتلاف الحاكم إلى اجتماع عاجل لتدارس أوضاع البلاد في أقرب وقت.
وأكد أن “إفشال مخططات الإرهابيين يمر كذلك عبر المساندة الشعبية الدائمة لأبطالنا (قوات الأمن والجيش)، ودعا التونسيين إلى “الانتباه واليقظة الدائمة دون الوقوع في فخ الرعب في مواجهة الخطر الإرهابي والمحافظة على الوحدة الوطنية بعيدًا عن التوظيف السياسي والإعلامي”، وأوضح الغنوشي “أن هذه العملية الإجرامية حلقة جديدة ونوعية في الحرب التي يخوضها شعبنا على هذه الآفة”.
بدوره وصف الرئيس التونسي الباجي قائد السبسي، الهجوم الذي شنّه إرهابيون في مدينة بنقردان (الحدودية مع ليبيا) بـ ”غير المسبوق”.
وقال السبسي في تصريح لإذاعة تطاوين (حكومية)، تبث من الجنوب التونسي: “هجوم منظم غير مسبوق والدولة عندها ثقة في أهالي الجنوب، وهم الدرع الحقيقي للوطن”، وأضاف “رجال الأمن والجيش والديوانة (الجمارك) تغلبوا على الهمجية التي جاءتنا من سوء الحظ من الجارة ليبيا”.
وأكد الرئيس التونسي أن سلطات بلاده “تبذل قصارى جهدها للقضاء على هذه الجيوب، ونريد من أبناء الجنوب أن يكونوا مساندين للدولة كما كانوا من قبل، ويجب على الجميع تطبيق أوامر حظر التجول، وقمنا بإغلاق الحدود ولم نكن نريد ذلك”.
يبلغ عدد سكان معتمدية بنقردان (تقسيم إداري) نحو 120 ألف مواطن ينتشرون على مساحة تقدر بـ 4.72 ألف كيلومتر مربع منها 160 ألف مناطق وعرة، وتعتبر بوابة “رأس جدير” أهم معبر للحدود الممتدة مع ليبيا بطول قرابة 500 كيلومتر.
كانت وزارة الداخلية قد أعلنت في وقت سابق أن “منطقتي (مديريتي) الحرس (الدرك) والأمن الوطنيتين وثكنة الجيش الوطني في بنقردان، تعرضوا لهجومات متزامنة من قِبل مجموعات إرهابية مسلحة”، وقررت الوزارة فرض حظر تجوال ليلي بمدينة بنقردان.