محدّث: تفاصيل محاولة الانقلاب الفاشلة على الديمقراطية التركية

screen_shot_2016-07-16_at_2

استعادت تركيا هدوئها مرة أخرى بعد المستجدات التي طرأت على الساحة بعد المحاولة الانقلابية التي بدأت مساء أمس، حيث أعلن التلفزيون التركي اعتقال 13 ضابطا و4 جنرالات في الجيش التركي، من بينهم مسؤول أمن مطار أنقرة الدولي، وذلك بسبب ارتباطهم بمحاولة الانقلاب الفاشلة التي حدثت في ساعة متأخرة من مساء أمس الجمعة، فيما ذكرت قناة وسائل إعلام تركية أنه تم اعتقال قائد الجندرما، في مدينة بورصة التركية لارتباطه بالمحاولة الانقلابية.

هذا وقد أعلن وزير الداخلية التركي رسميًا فشل محاولة الانقلاب، كما أعلنت قناة إن تي في التركية تحرير رئيس هيئة الأركان التركي الموالي لنظام الحكم الديمقراطي بقيادة الرئيس التركي رجب طيب أردوغان، حيث تأكد عودته إلى عمله كالمعتاد على رأس الجيش.

 

كما أظهرت صور تداولها نشطاء على الإنترنت عملية اعتقال تقوم بها قوات من الشرطة التركية لضباط في الجيش يرتدون زيهم العسكري، وقال النشطاء إنها صور لاعتقالات بدأت في صفوف قيادات القوات التي حاولت تنفيذ انقلاب للإطاحة بنظام الحكم الحالي.

وعقب اعتقال قوات الأمن التركية الموالية لشرعية النظام عددًا من العناصر المتورطة في محاولة الانقلاب، أكدت وكالة الأناضول الرسمية أن من خطط للانقلاب هو مستشار رئيس الأركان التركية العقيد محرم كوسا، كما أكدت المصادر أن القوات المؤيدة للديمقراطية والرافضة للمحاولة الانقلابية قد سيطرت على الوضع تماما في مدينة اسطنبول، وعلى معظم مناطق أنقرة، مع بقاء بعض الجيوب الانقلابيية التي تتم محاولة القضاء عليها منذ ساعات الليل الأخيرة وحتى الصباح. 

من جهته، صرح كبير مستشاري أردوغان إن المحاولة الانقلابية انتهت بالفشل، مشيرًا إلى أن هناك الكثير من الاعتقالات في صفوف منفذي المحاولة الانقلابية، ولا يزال الوضع في تركيا يشوبه بعض الغموض على مستوى العاصمة أنقرة، حيث بدأت محاولة الانقلاب التي قادها مجموعة من ضباط الجيش ولم يستطيعوا حسمها، خاصة مع دعوة الرئيس التركي رجب طيب أردوغان، جموع الشعب التركي للنزول للشوارع دعمًا للديمقراطية، وتصديًا لهذا الانقلاب.

وبالفعل نزل مئات الآلاف إلى شوارع المدن التركية استجابة لدعوة الرئيس أردوغان، في الوقت نفسه تحاول بعض جيوب مجموعات الجيش المتمردة التي تقود الانقلاب إحداث فوضى بعدما فشلت محاولتهم. فيما انسحبت قوات الجيش في السابق من أمام مطار أتاتورك بعدما نزل جمع كبير من المتظاهرين الذين أطلق الرصاص عليهم لتفريق تظاهراتهم في مناطق مختلفة.

الرئيس التركي رجب طيب أردوغان كان قد دعا شعب بلاده إلى رفض محاولة الانقلاب والنزول إلى الميادين في كافة الولايات لدعمه. وقال أردوغان في مقابلة تلفزيونية عبر بثت عبر الهاتف بأنه لا يعترف “بقوة فوق قوة الشعب”، مشددًا: “لن نسمح لأحد أن يثني عزمنا”. وفي اتصال هاتفي مع شبكة “سي.أن.أن تورك” قال الرئيس التركي: “لا أعتقد أبدا أن منفذي محاولة الانقلاب سينجحون”. ودعا الشرفاء من قادة وضباط الجيش للتصدي لمن “باعوا ضمائرهم” من المتمردين.

في بداية المحاولة كان بيان منسوب للجيش التركي قد قال إنه تولى السلطة في البلاد، فيما أكد رئيس الوزراء بن علي يلدريم أن هذه “محاولة غير شرعية” تقوم بها “مجموعة” داخل الجيش للقيام بانقلاب عسكري.

إرهاصات المحاولة بدأت حينما أعلنت وسائل إعلام محلية نشر أخبار عن قيام مجموعات من الجيش التركي بإغلاق الخط المتجه من الشق الآسيوي إلى الأوروبي على كل من جسري البوسفور. من جانب آخر، أعلن شهود عيان لوكالة رويترز أن طائرات حربية ومروحيات حلقت في سماء أنقرة، مع سماع دوي إطلاق نار في العاصمة التركية. ونقلت عن رئيس الوزراء تحذيره من أن ما يجري لن ينجح، وكأنه يشير إلى محاولة انقلاب في تركيا، بينما تم استدعاء كل قوات الشرطة في أنقرة التي تصدت لهذه المحاولة.

الوضع الآن

تمت السيطرة على مدينة اسطنبول الآن بشكل كامل من قبل القوات الأمنية التابعة للحكومة، بعد نزول الجماهير التركية للشارع تلبية لدعوة أردوغان، كما سيطرت الحكومة على معظم مناطق أنقرة، وستتابع القوات التابعة لها السيطرة على باقي جيوب الانقلاب خلال ساعات كما تظهر التصريحات الحكومية، وكذلك انسحبت القوات الانقلابية من مطار أتاتورك وغيره من المناطق الحيوية، تحت ضغط القوات الحكومية الأمنية والجماهير التركية.

يذكر أنه قد أعلن أهم قادة الجيوش التركية (الجيش الأول- البحرية- القوات الخاصة) رفضها للانقلاب، ودعوة قائد الجيش الثالث قواته المشاركة بالمحاولة الانقلابية العودة إلى ثكناتهم، وقد تمكنت القوات الموالية للحكومة من الإفراج عن قائد الجيش رئيس هيئة الأركان خلوصي آركان بعد ساعات من اعتقاله لدى الانقلابيين، وإعلان الجيش أن رئيسه عاد لمزاولة عمله كالمعتاد بعد أن أشيع مقتله.

كذلك أعلن رئيس الوزراء إلقاء القبض على عدد كبير من الضباط المتورطين بالمحاولة الانقلابية، من بينهم قائد الجندرمة في مدينة بورصة، واستعادت الحكومة السيطرة من خلال قواتها على التلفزيونات الحكومية، وإعلان نهاية احتلال الانقلابيين للتليفزيون الرسمي الذي أجبر على الإعلان عن قرار الانقلابيين سيطرة “الجيش على السلطة”، وكذلك الإعلان عن عودة الطيران المدني بمطار أتاتورك لعمله بشكل جزئي.

أما على مستوى المسؤوليين الحكوميين فقد عاد الرئيس أردوغان ورئيس حكومته والوزراء كافة ورئيس مجلس النواب وأعضاؤه للعمل بشكل معتاد، وتوالت  تصريحاتهم الرافضة للانقلاب عبر وسائل الإعلام المختلفة.

جدير بالذكر أن العديد من الدول الكبرى والمجتمع الدولي، بما فيها الولايات المتحدة والعواصم الأوروبية أعربت دعمها للحكومة الديمقراطية في تركيا بعد أن تأخر هذا الإعلان في بداية المحاولة الانقلابية التي اتهم بتدبيرها ما يُعرف بـ “الكيان الموازي” أو جماعة فتح الله غولن بحسب التصريحات الرسمية التركية.

تعرف على تسلسل على الأحداث عن طريق تويتر نون بوست: