منظمة قامت على التخويف والتهديد، تؤمن بسيادة المجموعة، وتتغذى على الكراهية، وتكرس جهودها لقمع المهاجرين، ولفرض سيطرة الرجل الأبيض، وتفوق الأمريكان على الأفارقة منهم، لتعزز بذلك القومية البيضاء في المجتمع الأمريكي في بدايات القرن العشرين، والتي لم تتوقف فقط على المبادئ الفكرية المختلفة، بل تطرق الأمر لقومية عنيفة، ودموية، لتكون في النهاية ليست بهذا البياض الذي يصفونها به.
تم تأسيسها بعد انتهاء الحرب الأهلية في أمريكا، من أجل مناهضة الأفارقة الأمريكان، لتستخدم في سبيل ذلك القتل عن طريق الإعدام غير القانوني، وكذلك الحرق، واغتصاب النساء، ليكون ضحايا كل ما سبق هم الأفارقة الأمريكان في أغلب الحالات، وبذلك تستطيع منظمة الـ KKK تعزيز رسالتها ودورها في كتابة تاريخ سيء السمعة عما فعله الرجل الأبيض تجاه “عدوه الأسود” كما كانوا يطلقون عليهم.
قامت المنظمة بعداء اليهودية والكاثولكية، والأفارقة الأمريكان وكل المهاجرين من أمريكا اللاتينية
لم تكن المنظمة تحتوي على قلة من العنصريين اجتمعوا على محاربة الأفارقة الأمريكان بالعنف، بل بلغ عدد أعضاء تلك المجموعة في أوائل القرن العشرين 4 مليون عضو في بدايات انتشارها، كلهم مُسيسون لنفس الخلفية ونفس المنهاجية، بل ويتشابهون في المظهر الخارجي المخيف، بذلك الرداء الأبيض وغطاء الوجه المثلث الذي لا يظهر إلا عيونهم.
“لقد بنى أجدادنا هذه البلاد، لقد بناها أسلافنا وآباؤنا، ولا يمكننا أن ندع هؤلاء اليساريين يأخذون تلك البلاد منا، ولا يمكننا حتى أن ندعهم يسيرون على أرضها، ويمرحون ويلعبون فيها، ويأكلون ويشربون منها”
اعتبرت منظمة KKK أو منظمة كو كلوكس كلان بمعاداة كل من خالف معتقداتهم، فعادوا الكاثولكية واليهودية وحاربوا المثلية الجنسية، إلا أن تركيزها الأكبر في أعمالها الإرهابية العنيفة كان على الأفارقة الأمريكان، باستخدام التعذيب والقتل والحرق على الصليب المحترق، وهو ما كان يستخدموه كعلامة مميزة للمنظمة.
بلغ عدد أعضاء المنظمة 6 مليون عضو ليكون أكبر عدد من الأتباع تصل إليه الحركة
وصلت المنظمة للقمة في عام 1924، لإعلان الملايين من الأمريكان أنفسهم أتابعًا للمنظمة، حيث بلغ عددهم 6 مليون عضو، وظلت على القمة من حيث عدد الأتباع لمدة عقود كاملة، حتى بدأت تتراجع شعبيتها في السبعينات من القرن الماضي، وانخفاض عدد مؤيديها من الأمريكان إلى الآلاف، وليس الملايين.
يرى أتباع منظمو كو كلوكس كلان بأن لأصحاب البشرة السوداء أو المثليين أو من عاداهم وخالفهم الحق في حياة سعيدة وكريمة، ولكن ما داموا بعيدًا عن الأرض الأمريكية، حيث يكونون بعيدين كل البعد عن التأثير على الثقافة الأمريكية وعلى التأثير على أطفال الجيل الصغير من الأمريكان، وإن تم عكس ذلك، فمن حق الرجل الأبيض تكوين منظمات كمنظمة KKK للدفاع عن الثقافة الأمريكية، وجعلها تفوز على كل من خالفها من الثقافات لكي تظل الأقوى، وتظل هي المسيطرة.
تابع أحد أعضاء تلك الحركة، وهو واحد ممن يتبنون فكرها في العصر الحديث، في فيلم وثائقي عن منظمة كو كلوكس كلان على قناة “تي أر تي وورلد” بأنه يؤمن أنه إذا ما توفر لهم الدعم المادي، والقابلية على التواجد السياسي على الساحة، فستعود منظمة KKK بقوة، بعد أن تراجعت شعبيتها في العقود الأخيرة الماضية، كما يرى بأن دونالد ترامب هو سبيلهم الوحيد لتبوء مكانًا مهمًا في الساحة السياسة، فهو يعزز مبادئهم ويدعو إليها كما يدعون هم.
منظمة KkK في العصر الحديث
على الرغم من تراجع شعبية المنظمة بحدة في أوائل الألفية الحديثة، بوصول عدد أتباعها إلى 2000 تابع فقط في عام 2006، إلا أنها لم تختف كليًا عن الساحة، وتماشت مع مبادئ عصر التكنولوجيا الحديث، لتطلق مواقع إلكترونية خاصة بالمنظمة على الشبكة العنكبوتية، حيث يوجد الآن مئات من المواقع التابعة لمنظمة kkk على الإنترنت توفر لك إمكانية التواصل مع غيرك من الأعضاء عن طريق الدردشة الفورية معهم على الموقع.
فرسان الطريقة الشمالية (nordic order knights)
هم أحد أتباع فكرة منظمة كو كلوكس كلان في الأيام الحالية، تكون تجمعاتهم وسط الغابات في أماكن نائية عن المدن الكبرى في الولايات المتحدة الأمريكية، تابع
“>الفيلم الوثائقي بعنوان “الإمبراطورية الخفية” حياتهم، ورتب لقاءً مع أحد الأعضاء الذي يُدعى بنيك دانيلز، فيقول بنفسه إنه يرى أن من دمر الولايات المتحدة هم المهاجرون، فهو يرى أن ثقافة الأمريكان الأفارقة قد شوّهت الثقافة الأمريكية، فهم عنيفون بالفترة، ولا يشعرون بتأنيب الضمير لقتلهم أفراد من الشرطة الأمريكية.
فهو يرى أنهم يستغلون قضية العبودية تجاه الأمريكان البيض، على الرغم من أنها في وجهة نظره من وحي خيالهم، فهم لم يُستعبدوا من الأوروبيين وإنما باعهم أسيادهم من نفس العرق، وإذا لا يحبون التفكير في الأمر من وجهة النظر الواقعية تلك، فليعودوا إلى إفريقيا إذن، ليتابع بأنه هذا لا يعني أنه يقوم بتلقين أتباع المنظمة دروس في قتل الأفارقة الأمريكان أو المهاجرين المكسيكين، ولكنه شخصيًا لا يحبهم، ولا يؤمن بأنهم يرغبون في المشاركة في الحلم الأمريكي، هم فقط يريدون أن يسرقوا منه في سبيل منفعتهم الشخصية، لذا فإن فكروا في إيذاء واحد من الأمريكيين الأصليين، سيقوم هو وأتباعه بتلقينه درس لن ينساه هو وأمثاله، لينهي حديثه عن أصحاب البشرة السوداء بالعبارة التالية؛
لا يجب أن يكون لدي سبب لأكرهم، أنا أكرههم لأنهم موجودون، وهذا سبب كافٍ بالنسبة إليّ”
صوّر الفيلم احتفالية أتباع حركة فرسان الطريقة الشمالية التقليدية التي يرتدون فيها ذلك الرداء الأبيض وغطاء الرأس الذي لا يظهر منه إلا أعينهم، ومن ثم يقومون بحمل جذوع مشتعلة يقومون بإشعال صليب ضخم عن طريقها، ومن ثم الالتفاف حوله وترديد شعارهم “لأجل الله، والقومية، الصليب هو منارتهم في الطريق، فهو أيقونة الدين والأمل والحب، ليكونوا على خطى المسيح، الذي طهّر الأرض من الظلام”.
الفيلم الوثائقي عن “الإمبراطورية الخفية” عن منظمة كو كلوكس كلان
يشير الفيلم إلى تأييد أتباع الحركات السابقة لدونالد ترامب مرشح الحزب الجمهوري للانتخابات الرئاسية القادمة، فيرون فيه أنه هو من منح الجميع الحق في إبداء الرأي بمنتهى الحرية، ليثبت أن منهجية منظمة الـ KKk الفكرية مازالت موجودة في الشعب الأمريكي، وأنها لم تمت بالفعل، وإذا وصلت الحركة إلى الساحة السياسية، فسيكون لها القدرة على التأثير الثقافي بالنسبة لبقية الشعب الأمريكي، حيث يرون أن الحل في دونالد ترامب من أجل أن تعود تلك الحركة للسيطرة والمحافظة على أمريكا من المهاجرين واللاجئين أيًا كانت جنسياتهم وأعراقهم، فيبدو أن الـ KKk قد انتظرت كثيرًا، ويمكنها الآن أن تستعد لهجوم من نوع آخر.