تأتي زيارة الرئيس المصري عبدالفتاح السيسي لنيويورك للمشاركة في أعمال اجتماعات الدورة رقم 71 للجمعية العامة للأمم المتحدة، التي تعقد تحت عنوان “قمة الأمم المتحدة المعنية باللاجئين والمهاجرين”، بصحبة جيش جرار من الإعلاميين والبرلمانيين والسياسيين والفنانين لتضع العديد من علامات الاستفهام حول فاتورة هذا الوفد ومن يدفعها.
زيارة السيسي هي الـ 50 له خارجيًا منذ توليه مقاليد الحكم في مصر في 2014، ليبقى السؤال: ماذا حققت تلك الزيارات من نتائج؟ علمًا بأن زياراته للداخل لا تتعدى سبع محافظات فقط من إجمالي 27 محافظة مصرية، ما يدفع الكثيرين للتساؤل: هل تحسين صورة النظام خارجيًا ومحاولة شرعنة وجودة بعد الهزات التي تعرض لها مؤخرًا أولى من إقناع الشعب به في ظل حالة الغليان التي يحياها جراء التدني المستمر في المستوى المعيشي والحقوقي؟
50 زيارة خارجية خلال عامين
قام الرئيس المصري عبد الفتاح السيسي منذ توليه مقاليد الأمور في 2014 بما يقرب من 50 زيارة خارجية، كان عامه الأول فيها هو الأكثر زخمًا، في محاولة لتحسين صورته الخارجية، والبحث عن شرعية حكمه التي تعرضت لهزات عنيفة في بداية حكمه.
تنوعت زيارات السيسي ما بين دول آسيوية وإفريقية وأخرى أوروبية، جاء على رأسها “المملكة العربية السعودية، وروسيا، والمملكة الهاشمية الأردنية”، كما زار كل الدول أصحاب العضوية الدائمة لمجلس الأمن الدولي، ومنها فرنسا، وروسيا، والصين، والولايات المتحدة الأمريكية، وبريطانيا، واليابان، وكوريا الجنوبية، وكازاخستان، والهند، ودول التعاون الخليجي كالإمارات، والكويت، والبحرين، ونرصد هنا أهم تلك الزيارات.
يونيو 2014
كانت أول زيارة خارجية لعبد الفتاح السيسى عقب تنصيبه رئيسًا، هي زيارته للجزائر في 25 يونيو، لمناقشة قضايا عربية وإفريقية، وذلك بعد أيام قليلة من استقباله العاهل السعودي الراحل الملك عبدالله، الذي زار القاهرة يوم 20 يونيو، وعقد مع السيسى جلسة مباحثات على طائرته الملكية، التي هبطت في مطار القاهرة، قادمًا من المغرب.
وفي 26 من نفس الشهر توجه إلى غينيا الاستوائية ، حيث زار العاصمة الغينية “مالابو” للمشاركة في أعمال الدورة العادية الثالثة والعشرين لقمة الاتحاد الإفريقي، في مدينة مالابو عاصمة غينيا الاستوائية.
ثم جاءت زيارته للعاصمة السودانية الخرطوم في 27 يونيو، لبحث ملف مياه نهر النيل مع الرئيس السوداني عمر البشير، وبحث عودة العلاقات المصرية السودانية إلى مسارها الصحيح، عقب فترة من الفتور.
أغسطس 2014
في 10 أغسطس توجه السيسي إلى المملكة العربية السعودية، حيث التقى بخادم الحرمين الشريفين الراحل الـملك عبدالله بن عبدالعزيز، لمناقشة سبل التعاون بين البلدين.
وبعدها بيومين فقط، وفي 12 أغسطس توجه إلى روسيا الاتحادية، في زيارة استغرقت يومين التقى خلالها بالرئيس الروسي فلاديمير بوتين في مدينة سوتشى الروسية.
سبتمبر 2014
في 9 سبتمبر، زار السيسى دولة إريتريا، حيث التقى بالرئيس الإريتري أسياسى أفورقى، لبحث سبل تدعيم علاقات مصر مع دول القرن الإفريقي، وذلك بعد يوم واحد فقط من استقباله للأمير سعود الفيصل وزير الخارجية السعودي السابق، الذي حضر إلى القاهرة لحضور الاجتماع الوزاري الثاني للجنة المتابعة والتشاور المصري السعودي، ومن بعدها وفي 18 من نفس الشهر استقبل في مقر رئاسة الجمهورية بالقاهرة الأمير خالد بن بندر بن عبد العزيز، رئيس الاستخبارات السعودية.
أما في 24 سبتمبر فكانت زيارته الأهم للولايات المتحدة الأمريكية، للمشاركة في أعمال الجمعية العامة للأمم المتحدة الـ69، وإلقاء كلمته أمام الجمعية العامة للأمم المتحدة بنيويورك.
نوفمبر 2014
في 24 نوفمبر بدأت جولة السيسي الأوروبية إلى إيطاليا وفرنسا والفاتيكان، بعد أيام قليلة من استقباله كلا من رئيس اليونان ورئيس وزراء قبرص، حيث انعقدت قمة ثلاثية مصرية يونانية قبرصية في القاهرة.
ديسمبر 2014
في 23 ديسمبر كانت زيارة السيسي للصين، حيث التقى خلالها بنظيره الصيني، بعد أيام قليلة من استقباله رئيسة جمهورية إفريقيا الوسطى السيدة كاترين سامبا بانزا بالقاهرة، ومن بعدها الرئيس الصومالي حسن شيخ محمود.
يناير 2015
في 18 يناير توجه إلى العاصمة الإماراتية أبو ظبي في زيارة استمرت يومين عقد خلالها مباحثات مع قادة دولة الإمارات وشارك في افتتاح القمة العالمية للطاقة.
وبعدها بثلاثة أيام فقط زار سويسرا، للمشاركة بالمنتدى الاقتصادي العالمي “دافوس”، والذي شارك فيه عدد من رؤساء الدول والحكومات، والذي لم يقض بها سوى يوم واحد فقط ليتوجه إلى السعودية لتقديم واجب العزاء في وفاة العاهل السعودي الراحل الملك عبدالله.
مارس 2015
في 23 مارس توجه السيسي إلى العاصمة السودانية الخرطوم، وذلك لتوقيع اتفاقية “سد النهضة” مع السودان وإثيوبيا، ثم توجه بعدها إلى العاصمة الإثيوبية “أديس أبابا”، وألقى خطابًا أمام البرلمان الإثيوبي، وذلك بعد أيام قليلة من انعقاد مؤتمر شرم الشيخ الاقتصادي والذي حضره لفيف من زعماء العالم من أجل دعم الاقتصاد المصري، والذي انتهى في فصوله الأخيرة إلى “فنكوش”.
أبريل 2015
في 29 أبريل زار السيسى العاصمة القبرصية “نيقوسيا”، حيث شارك في القمة الثلاثية المصرية القبرصية اليونانية الثانية، التي تم خلالها بحث ترسيم الحدود البحرية، وسيطرة قبرص على الغاز في المياه المصرية.
وبعدها بيوم واحد توجه إلى إسبانيا، حيث شهد خلال الزيارة عددًا من مذكرات التفاهم في مجالات النقل والطاقة وحماية الآثار.
مايو 2015
في 2 مايو توجه في زيارة سريعة للمملكة العربية السعودية، التقى خلالها بالعاهل السعودي الملك سلمان، وناقشا تطورات الوضع في اليمن، إبان مشاركة مصر في ضربات “عاصفة الحزم”، وكذلك خطوات تشكيل الجيش العربي المشترك.
يونيو 2015
في 3 يونيو توجه الرئيس المصري إلى ألمانيا بدعوة من المستشارة الألمانية أنجيلا ميركل، لبحث سبل التعاون بين البلدين، وبعدها بيومين فقط، ومن العاصمة الألمانية برلين قام بزيارة رسمية هي الأولى من نوعها لدولة المجر.
أكتوبر 2015
في 27 أكتوبر غادر السيسي القاهرة متوجهًا إلى دولة الإمارات في بداية جولة خارجية تشمل كلاً من البحرين والهند والذي شارك من خلالها في أعمال قمة منتدى (الهند – إفريقيا).
سبتمبر 2016
في 5 سبتمبر الجاري، توجه السيسي إلى الهند، في زيارة هي الثانية من نوعها منذ توليه الرئاسة، في مستهل زيارة تشمل أيضًا الصين.
وفي 18 من هذا الشهر توجه إلى الولايات المتحدة الأمريكية للمشاركة في أعمال اجتماعات الدورة رقم 71 للجمعية العامة للأمم المتحدة، التي تعقد تحت عنوان “قمة الأمم المتحدة المعنية باللاجئين والمهاجرين”.
الوفود المرافقة للسيسي
اشتهر السيسي عن غيرة من رؤساء العالم باصطحابه جيش جرار من الإعلاميين والفنانين والسياسيين والشخصيات العامة في كل جولة يقوم بها، حيث تجاوزت أعداد الوفود المرافقة له كل مرة عن الـ 90 فردًا ما بين إعلاميين وفنانين وسياسيين وشخصيات عامة وبرلمانيين.
وتعد زياراته للولايات المتحدة الأمريكية لاسيما خلال مشاركاته في اجتماعات الأمم المتحدة هي الأكثر زخمًا من حيث عدد المرافقين له، لما تتضمنه من أهمية كبيرة يسعى لتوظيفها من أجل إيصال بعض الرسائل لقادة وزعماء العالم، وخلال جولته الحالية للمشاركة في اجتماعات الدورة رقم 71 للجمعية العامة للأمم المتحدة اصطحب السيسي معه وفدًا مكون من 91 شخصية متنوعة.
- الإعلاميون
ضم الإعلامية لميس الحديدي، والإعلامية دينا سالم، وندا واصف من قناة “سي بي سي”، والإعلاميين عمرو الكحكي، ودعاء جاد الحق، وأسماء مصطفى، من قناة “النهار”، والإعلامي وائل الإبراشي، من قناة “دريم”، ومحمد عبدالحكيم علي، والمهندس عمرو محمد فتحي، من غرفة صناعة الإعلام، والإعلامية إنجي أنور، ومحمد حسين عيسى، وعماد جاد من قناة “تن”، ومحمد يونس حسين، وأحمد مجدي عريف، وأحمد سالم أمين، وروزيت داود أنطوان، وريهام علي ومصطفى بكير، من قناة “صدى البلد”، و الإعلامي يوسف الحسيني.
- الصحفيون
ومن الصحفيين، خالد ميري ومحمد شبانة، عضوي مجلس نقابة الصحفيين، وعبير فتحي وصبحي محمد عبدالسلام، ووليد محمد بهي الدين ومحمد العزاوي من “الجمهورية”، والكاتب الصحفي محمود مسلم رئيس تحرير “الوطن”، وصالح إبراهيم وسماح حسن من “الوطن”، وعمر يحيى ومحمد الجالي ويوسف أيوب وسمير الشامي ورامي ناجي من “اليوم السابع”، وهاني النحاس ووائل لطفي وأحمد فرحات وكمال أبو الخير عامر من “روز اليوسف”، ومحمد نبيل إبراهيم وعلي حسن من “وكالة أنباء الشرق الأوسط”، ومحمد محمود عبدالباقي من “الأهرام ويكلي”، وأحمد سامي متولي وعبدالحكيم محمد طه ومحمد فايز فرحات ومحمد محمود عبدالله ومحمد محمد عباس منازع ووليد الشرقاوي وأشرف محمد علي حسن من “الأهرام”، ونهال عبدالمنعم عاشور من “دار الهلال”، ومحمد قاسم محمد رئيس تحرير “إجيشن جازيت”، وهيثم فارس من “دوت مصر”، ومحمد وديع وسعيد عبده من “دار المعارف”، وجمال الشناوي مدير تحرير “أخبار اليوم”، وعمرو حسن وأحمد صلاح درويش من “الفجر”، وإبراهيم جمال من “آخر ساعة”، وعمرو مخلوف من “الأهرام المسائي”، وأحمد الخضري من “الأسبوع”، ومحسن لملوم وخالد إسماعيل من “الأهرام الرياضي”، وأيمن بدرة من “أخبار الرياضة”، وأحمد عبدالوهاب من موقع “المصدر”.
- رجال الأعمال
وضم الوفد بعض رجال الأعمال ومنهم رجل الأعمال عمرو بدر، وفيبي أنرو تادرس، ومحمد إسماعيل إبراهيم، وأحمد بدر، وخالد طه، من شركة “إبر كرومبي أند كنت” للسياحة.
- أعضاء البرلمان
ضم الوفد عبد الرحيم علي عضو لجنة الشؤون العربية، والدكتورة مؤ البطران رئيس لجنة الاتصالات، والنائب أحمد بدوي وكيل لجنة الاتصالات، وخالد يوسف عضو لجنة الثقافة والإعلام، وداليا يوسف وكيل لجنة العلاقات الخارجية، وطارق الخولي أمين سر لجنة العلاقات الخارجية، وطارق رضوان وكيل لجنة العلاقات الخارجية، وإيليا ثروت باسيلي ونادر مصطفى وهشام الشطوري عن حزب الشعب، ومنال ماهر عضو لجنة حقوق الإنسان، ومحمد شعبان عضو اللجنة الدينية، وإيهاب الطماوي أمين سر اللجنة التشريعية، ومحمد علي عبد الحميد وكيل اللجنة الاقتصادية ونشوى الديب وسحر طلعت رئيس لجنة السياحة، وسولاف درويش عضو لجنة الشؤون العربية.
وقفة لبعض الفنانين أمام الأمم المتحدة دعمًا للسيسي
مولد نيويورك السنوي
“أصبح تقليدًا سمجًا ومضحكًا ومضرًا أن يصاحب الرئيس عبد الفتاح السيسي في رحلته السنوية حتى الآن لحضور أعمال الجمعية العامة للأمم المتحدة في نيويورك وفدًا من المؤيدين والمحبين من رجال أعمال ونواب وفنانين ومذيعين، تتلخص كل مهمتهم في التصفيق والتهليل له عند دخوله مقر المنظمة الدولية، أو مقر إقامته في أحد الفنادق الفاخرة بصحبة وفد عرمرم من كبار المسؤولين والمستشارين ورجال الحراسة يكلف ميزانية الدولة الخاوية الملايين من الدولارات الشحيحة..” بهذه الكلمات استهل خالد داود، المتحدث باسم تحالف التيار الديمقراطي، حديثه عن الوفد المرافق للسيسي في جولته الأمريكية.
داود أشار في مقال له أن هذا العام، وكما كل عام على مدى السنوات الثلاث الماضية، أعلن رجال الأعمال الطامعون بلا شك في مصالح أو تسويات لقضايا فساد واستيلاء على أراضٍ صحراوية من زمن حبيبهم المخلوع عن تمويلهم السخي للرحلة السياحية الترفيهية إلى أحد أغنى عواصم العالم عبر المحيط الأطلنطي وبعد رحلة طيران تستغرق إحدى عشرة ساعة، كما أعلن قداسة البابا تواضروس الثالث عن مباركة الرب لرحلة الرئيس وأوصى أساقفة وشعب الكنيسة في نيويورك بالترحيب به بحرارة.
وتابع: ومقابل حضور مولد نيويورك السنوي، المطلوب فقط المشاركة في عدة فقرات من الانبساط والصهللة في شارعين أو ثلاثة في نيويورك كلما مر موكب الرئيس على أنغام الأغاني والأناشيد الوطنية، والتي بات حتى أكثر مؤيدي النظام يقرون بأنها لم تعد لها مفهوم السحر على غالبية المواطنين كما كانت في ضوء موجة الغلاء التي سيستمر تصاعدها في الشهور المقبلة لكي نحصل على قرض صندوق النقد الدولي.
وأضاف المتحدث باسم تحالف التيار الديمقراطي أنه ومن خلال ملاحظات عدة في هذا الشأن في ضوء خبرته الشخصية في تغطية أعمال الجمعية العامة للأمم المتحدة والإقامة في نيويورك لسنوات، أولها أنه لا توجد أي دولة أو حكومات أخرى، ديكتاتورية أو ديمقراطية، تقوم بتنظيم رحلات الدعم للرئيس هذه على هامش المشاركة في أعمال الجمعية العامة، كما أن الرؤساء الأكثر إثارة للجدل بسبب مواقفهم من الولايات المتحدة غالبًا، وآخرين ممن تواجههم مشكلات قد تشكك في مدى استقرارهم في مناصبهم، يكونون عادة الأكثر حرصًا على حضور هذا الاجتماع السنوي الذي يحضره العشرات من قادة دول العالم على مدى أسبوع، وإلقاء خطابات بلادهم من على منبر الجمعية العامة الشهير.
هكذا كان حال الرئيس الإيراني السابق أحمدي نجاد، والرئيس الفنزويلي الراحل هوجو تشافيز في الفترة التي قضيتها في نيويورك، وكانا من بين آخرين حريصين بشكل منضبط على الحضور كل عام لمقر الأمم المتحدة وإلقاء خطابات وتنظيم مؤتمرات صحفية، وفي مواجهة رأي عام وصحافة أمريكية حادة في انتقاداتها لنجاد وتشافيز، ومظاهرات قوية للجاليات الإيرانية والفنزويلية المعارضة، لم يقوما بحشد أنصارهما في طائرات لكي يتظاهروا ويهللوا لهما أثناء تجوال موكبيهما في مربع صغير للغاية من جزيرة مانهاتن بمدينة نيويورك، حيث يقع مقر الأمم المتحدة والفنادق التي يقيم بها الرؤساء.
والغالبية الكاسحة من سكان مانهاتن بنيويورك يعلمون جيدًا أن هذا المربع المحدود من الشوارع يتحول إلى منطقة محظورة تقريبًا في الأسبوع الذي يتوافد فيه الرئيس الأمريكي وقادة العالم إلى المدينة، شديدة الازدحام، وبالتالي يتجنبون التوجه إلى هناك، ولن يتمكنوا من متابعة المظاهرات العديدة لأنصار الرئيس السيسي أمام مقر الأمم المتحدة وفندقه وليعرفوا بنفسهم كم الحب والتأييد الذي يحظى به على المستوى الداخلي على عكس ما تمتلئ به وسائل إعلامهم الخاضعة للنفوذ الإخواني والتمويل القطري واللوبي الصهيوني.
زيارة السيسي لأمريكا لم يصاحبها أي بوادر ايجابية لتحسين صورته. اليوم تجديد حبس السقا 15 يوم وتأييد التحفظ على اموال حسام بهجت وجمال عيد.زفت
— Khaled Dawoud (@kdawoud) September 17, 2016
في تغريدة له عبر حسابه بموقع التدوين “تويتر” تعليقًا على النتائج المحتملة لهذه الزيارة، قال: “زيارة السيسي لأمريكا لم يصاحبها أي بوادر إيجابية لتحسين صورته، اليوم تجديد حبس السقا 15 يومًا وتأييد التحفظ على أموال حسام بهجت وجمال عيد.”
السيسي خلال كلمته أمام الأمم المتحدة 2014
تحسين صورة السيسي
وفي تقرير لوكالة “أسوشيتد برس” الأميركية عن دور الكنيسة والإعلام في تحسين صورة السيسي أمام الرأي العام العالمي خلال مشاركته في اجتماعات الأمم المتحدة، أشار إلى أن السلطات في مصر تحاول التغلب على جميع العقبات للتأكد من النجاح الدبلوماسي لزيارة الرئيس المصري، على الرغم من الانتقادات المتزايدة لسجل حقوق الإنسان تحت حكمه، ملفتًا إلى مرافقة العشرات مع أعضاء البرلمان والشخصيات الإعلامية الموالين له ،الساعين لتحسين صورة البلاد خلال الزيارة التي ستستغرق أربعة أيام.
الصحيفة أشارت إلى أن الزيارات السابقة صاحبها الاحتجاجات أو الاعتداءات على الصحفيين المصاحبين له من قبل داعمي الرئيس المعزول محمد مرسي، كما أوفدت الكنيسة القبطية الأرثوذوكسية – الحليف القوي لعبد الفتاح السيسي بوصف التقرير – قساوستها لحث أتباعها هناك على حشد الدعم له فور وصوله يوم الأحد وحال وصوله إلى مقر الأمم المتحدة.
وختمت الصحيفة بالإشارة إلى ما تنشره وسائل الإعلام المصرية التي يسيطر عليها مؤيدة السيسي من نظريات المؤامرة حيث تتآمر الدول الأجنبية على مصر من أجل إضعافها بنشر الاضطرابات السياسية، وتصور وسائل الإعلام السيسي كحصن ضد الفوضي، وتصف نشطاء حقوق الإنسان بأنهم خونة وعملاء أجانب.
15 حافلة من الأقباط لاستقبال السيسي
من يدفع الفاتورة؟
الكثير من علامات الاستفهام حول من يتحمل فاتورة هذه الجيوش الغفيرة من الوفود المشاركة للرئيس خلال زياراته الخارجية، لاسيما في ظل هذه الأعداد غير المسبوقة في تاريخ الزعماء والقادة، حيث تباينت الآراء حول الممول الحقيقي لهذه الزيارات بعد تأكيد مؤسسة الرئاسة المصرية نفيها لما أثير بشأن رعايتها لهذه الزيارات.
العديد من الجهات تبنت رعايتها لتمويل هذه الزيارات المكوكية للوفود المصاحبة للسيسي، كان في مقدمتها رجل الأعمال محمد أبو العنين رئيس مجلس إدارة قنوات صدى البلد وشركة سيراميكا كليوباترا، ورجل الأعمال محمد الأمين رئيس غرفة صناعة الإعلام، ومحمد فريد خميس صاحب شركة النساجون الشرقيون، وهو ما تم التأكيد عليه خلال مشاركة السيسي في اجتماعات الأمم المتحدة 2014، حين اصطحب معه كوكبة من الفنانين والمثقفين والشخصيات العامة.
وفي الزيارة الحالية، وقبل اشتعال الجدل بشأن الممول الحقيقي لها، أصدرت غرفة صناعة الإعلام المرئي والمسموع، أمس، بيانًا يفيد بأنه من منطلق مسؤوليتها الوطنية، وتأكيدًا لتعزيزها لتوجهات الرأي العام للشعب المصري، وبناءً على تأييدها ودعمها للجهود الكبيرة التي تبذلها الدولة المصرية، نظمت سفر وفد شعبي مصري رفيع المستوى لدعم زيارة الرئيس السيسي لأكبر تجمع دولي ومشاركته في اجتماعات الجمعية العمومية للأمم المتحدة لدورتها الـ 71 بنيويورك في الولايات المتحدة الأمريكية.
وأوضحت الغرفة في بيانها أنها “تبذل إيمانًا منها بدوره كافة الجهود المطلوبة لإنجاح زيارة الوفد الشعبي المرافق لرئيس الجمهورية في اجتماعات الجمعية العمومية للأمم المتحدة”.
وأضاف البيان: “آملين أن يوفق الله مصر وأهلها وحكومتها ورئيسها وأن يسدد خطانا جميعًا من أجل رفعة البلاد والتقدم إلى المصاف التي تستحقها مصر العظيمة”.
من جانبها أوضحت النائبة داليا يوسف وكيل لجنة العلاقات الخارجية بمجلس النواب، أن الوفد البرلماني المرافق للرئيس إلى نيويورك، للمشاركة في أعمال الجمعية العامة للأمم المتحدة، تحمل جزءًا كبيرًا من نفقات السفر، وتكفلت غرفة صناعة الإعلام بتنظيم الرحلة مع الوكالة السياحية، وتوفير تذاكر السفر فقط إلى النواب المشاركين في الزيارة.
وقالت يوسف، في تصريحاتها إنها لا يشغلها الحديث عن تحمل نفقات السفر بقدر اهتمامها بقيمة الزيارة، كونها المرة الثالثة التي يشارك فيها الرئيس عبد الفتاح السيسي في فعاليات الجمعية العامة للأمم المتحدة، باعتباره أول رئيس مصري يشارك 3 مرات، بعد مرتين للسادات وجمال عبد الناصر، كما أنها المرة الأولى التي يشارك فيه وفد برلماني مع الرئيس السيسي، على حد قولها.
من جانبه قال النائب طارق رضوان، عضو مجلس النواب عن حزب المصريين الأحرار، إنه يتحمل تكلفة سفره إلى نيويورك ضمن وفد النواب المرافق للسيسي، نافيًا توجيه دعوة له من غرفة صناعة الإعلام، موضحًا أن فكرة الوفد البرلماني تطوعية وليست بتوصية من أحد، موضحًا أنه لم يتلق دعوة من غرفة صناعة الإعلام للمشاركة في وفد نيويورك، ملفتًا أن هدف الوفد هو تحسين صورة مصر أمام العالم الغربي.
سواء كانت فاتورة هذه الوفود المرافقة للرئيس من جيب الدولة أو رجال الأعمال يبقى السؤال: ما الفائدة السياسية التي تحققت من وراء هذه الوفود؟ كما أنه أليس من الأفضل ترشيد هذه الأموال الطائلة لصالح الشعب لاسيما في ظل حالة التقشف التي يحياها المواطن العادي؟ ثم ألا يعد ذلك تناقضًا واضحًا في عقيدة النظام، فكيف يدعو الشعب بالصباح لشد الأحزمة والتبرع لأجل الوطن وفي المساء ينفق رجال أعماله المدللين الملايين من أجل التطبيل والتصفيق في محفل لا يعترف بهذه الطقوس المصاحبة للنظم الديكتاتورية؟ ثم أليس كافيًا بعد 50 زيارة خارجية أن يشرعن النظام الحالي نفسه ويحسن صورته دوليًا أم أنه لازال بحاجة لمزيد من الهتاف والتصفيق؟ ويبقى السؤال الأكثر حرجًا: هل تعد رعاية رجال الأعمال وأباطرة الإعلام لهذه الزيارات هي المقابل الذي تحصل عليه الدولة في مقابل عدم ملاحقة هذه الحفنة من تحصيل الضرائب المستحقة عليهم أو حفظ القضايا المقدمة ضدهم في الأدراج؟