أعلن المرصد السوري لحقوق الإنسان أمس الأربعاء عن رصده الميداني لوصول أكثر من 3 آلاف مجند روسي إلى ريف حلب جندتهم القوات الروسية للقتال في سوريا، وبالتزامن مع هذه الخطوة فيما صرح وزير الدفاع الروسي سيرغي شويجو، أن حاملة الطائرات الروسية “الأدميرال كوزنتسوف” ستتجه إلى البحر الأبيض المتوسط لتعزيز الأسطول العسكري الروسي قبالة سواحل سوريا.
المرصد السوري أكد في بيان بالأمس أنه حصل على هذه المعلومات الخاصة بالجنود الروس من عدة مصادر موثوقة، تفيد باستقدام النظام السوري والقوات الروسية لعناصر أجنبية، للقتال في صفوفها، والانضمام للعمليات العسكرية ضد الفصائل السورية المعارضة.
وبحسب المرصد، أكدت المصادر أنه بلغ عدد العناصر المستقدمين إلى سوريا، أكثر من ثلاثة آلاف مقاتل من الجنسية الروسية، جرى تجنيدهم من قبل القوات الروسية، وإرسالهم للقتال إلى الأراضي السورية، حيث تم جمع العدد الأكبر من هؤلاء العناصر في منطقة السفيرة في ريف حلب الجنوبي الشرقي.
وأشار المرصد إلى أن المقاتلين الروس وصلوا إلى سوريا خلال الأسابيع الأربعة الماضية، وجرى نقل معظمهم من قبل قوات النظام والقوات الروسية إلى منطقة السفيرة التي تسيطر عليها قوات النظام والواقعة بالقرب من معامل الدفاع في ريف حلب الجنوبي الشرقي، تمهيدًا لبدء إشراكهم في المعارك الدائرة في عدة مناطق سوريا.
هل هذه الخطوة عودة روسية إلى الخلف؟
كان الرئيس الروسي فلاديمير بوتين قد أكد، في شهر مارس الماضي على أن العملية التي تعهدتها موسكو في سوريا منذ نهاية سبتمبر الماضي 2015 حققت أهدافها، بعد أن أصدر أوامره في 14 مارس بسحب معظم القوة الروسية الجوية، المتمركزة في قاعدة حميميم قرب مدينة اللاذقية السورية.
وذلك بعدما أوقفت العملية الروسية المعارضة السورية العسكرية عن التقدم، وحمت نظام بشار الأسد من السقوط في ساحة الحرب أمام مقاتلي المعارضة.
وتأتي هذه الخطوة الأخيرة لتعلن عن توسع عسكري جديد في سوريا بعكس الانسحاب المفاجئ السابق، بعد عدم تحقيق السقف الزمني الذي وضعته روسيا لإنهاء الحرب في سوريا من 12 إلى 18 شهرًا.
كان القرار الروسي بالانسحاب قد صحبه قرار على إبقاء القواعد الروسية في سوريا، مع تخفيض عدد القوات العاملة في هذه القواعد، إضافة إلى تقليل الغارات الجوية للمقاتلات الروسية في سوريا.
كان الرئيس الروسي فلاديمير بوتين قد أكد، في شهر مارس الماضي، على أن العملية التي تعهدتها موسكو في سوريا منذ نهاية سبتمبر الماضي 2015 حققت أهدافها
وعلى الرغم من ذلك فقد نجحت روسيا في تسويق القرار على أنه انسحاب من سوريا، بالرغم من أن القرار الروسي لا يعني إطلاقًا الانسحاب الكامل من سوريا، إلا أن موسكو أعلنت للعالم، بأن هذا القرار هو قرار انسحاب موسكو من سوريا.
وقد خرجت التكهنات لتفسير هذا القرار الروسي المفاجئ، واتجهت بعض هذه التفسيرات إلى بداية وجود تفاهم روسي أمريكي على الأراضي السورية، والقرار الأخير بعودة جنود روس إلى المعارك مع حاملة طائرات ضخمة قد يكون بسبب التباعد الروسي الأمريكي الأخير على خلفية الهدنة الفاشلة، بعكس القرار الأول، وهو ما يعني عودة روسيا إلى الخلف في الرغبة بحسم عسكري بهذه التعزيزات أمام المعارضة السورية المسلحة.
التوسع العسكري الروسي البحري
كذلك يمكن رؤية إعلان وزير الدفاع الروسي، سيرغي شويجو، أمس الأربعاء عن عزم بلاده إرسال مجموعة حاملة الطائرات “الأميرال كوزنيتسوف”، إلى البحر المتوسط في هذا الإطار التوسعي بهدف رفع قدرات القوات الروسية المتواجدة في سوريا.
المنظومات الصاروخية الحديثة التي تنتجها الشركات الدفاعية، تسمح برفع مستوى فعالية التشكيلات الصاروخية بنحو ضعفين إلى أربعة أضعاف
حيث قال شويجو، في تصريحات أوردتها وكالة سبوتنك، إن مجموعة القوات البحرية الروسية، في شرق البحر المتوسط، تضم ما لا يقل عن ست سفن حربية وثلاث أو أربع سفن دعم من تكوينات جميع الأساطيل، وأضاف شويجو، أنه لزيادة القدرات القتالية، من المقرر ضم حاملة الطائرات “الأميرال كوزنيتسوف” ومجموعتها إلى تشكيلة المجموعة.
وأشار شويجو إلى أن المنظومات الصاروخية الحديثة التي تنتجها الشركات الدفاعية، تسمح برفع مستوى فعالية التشكيلات الصاروخية بنحو ضعفين إلى أربعة أضعاف.
تجدد المعارك
هذه الرغبة الروسية في استئناف القتال يمكن رؤيتها في أخبار تجدد القتال على الأراضي السورية بين مسلحي المعارضة والقوات النظامية بحسب وسائل الإعلام فإن القوات الحكومية السورية والمليشيات المتحالفة معها شنت هجومًا في محافظة حماة في غرب البلاد، أمس الأربعاء، مع انتشار القتال بعد أيام من انهيار وقف إطلاق النار، وتركزت الاشتباكات بين الجانب الحكومي ومقاتلي المعارضة في ريف حماة الشمالي.
وصرح في هذا الإطار أبو البراء الحموي وهو قيادي في المعارضة السورية المسلحة يحارب في إطار تحالف “جيش الفتح” أن الهجوم كان مكثفًا جدًا مهدت له الطائرات الروسية الطريق لكن مقاتلي المعارضة صدوه، وأضاف أن مسلحي المعارضة دمروا أربع دبابات وألحقوا خسائر فادحة بالقوات الحكومية.
على الجانب الآخر نقل التلفزيون السوري وقناة “المنار” التلفزيونية التابعة لحزب الله اللبناني المشارك في المعارك بسوريا أن القوات الحكومية قتلت عددًا من مقاتلي المعارضة ودمرت مركباتهم، فيما أكد المرصد السوري لحقوق الإنسان إن القوات الحكومية تقدمت في المنطقة.
ونقلت وسائل إعلام رسمية عن الجيش السوري قوله أنه تم إنقاذ قائد طائرة حربية تحطمت بعد توجيه ضربة لمقاتلي تنظيم الدولة الإسلامية “داعش” شمالي دمشق أمس الأربعاء.
ونقلت وسائل الإعلام عن مصدر عسكري قوله “سقوط طائرة حربية بعد تنفيذ مهمة قتالية ضد تجمعات تنظيم داعش الإرهابي في القلمون الشرقي في ريف دمشق وإنقاذ الطيار”، لكن المصدر لم يوضح سبب سقوط الطائرة وهل نتج عن عطل فني أم هجوم.
وفي وقت سابق أعلنت وكالة “أعماق” التابعة لتنظيم الدولة الإسلامية “داعش” في بيان على الإنترنت مسؤولية التنظيم عن إسقاط الطائرة، كما أورد المرصد السوري لحقوق الإنسان خبر سقوطها.