يشترك نجوم الرياضة مع نجوم الفن بكونهم كسروا هيبة الوقوف أمام كاميرات التصوير، فعالم الشهرة والأضواء الذي ولجه أبطال الرياضة من بوابة انتصاراتهم وإنجازاتهم في الحلبات والملاعب، لا يقل سطوعًا وتوهجًا عن عالم الفن، الذي اقتحمه النجوم من بوابة السينما والتلفزيون، لذلك فلا غرابة في اقتران الرياضة بالفن واقتران الفن بالرياضة، فكم من لاعب شد المشاهدين بفنياته العالية على أرض الملعب كما كان يشد لوشيانو بافاروتي بصوته الشجي كل من في المسرح! وكم من بطل رياضي برع في اختصاصه وتماهى فيه كما يتماهى آل باشينو مع أدواره المشهودة في السينما!
حديثنا هنا لن يكون عن بافاروتي أو آل باشينو، بل سيكون عن أشهر فناني الرياضة ورياضيي الفن! وأعني أبطال الرياضة الذين اقتحموا عالم السينما والتلفزيون، سواءً من خلال بعض التجارب التي لم ترق إلى مرحلة الاحتراف، أم عبر مسيرة فنية حقيقية جعلت شهرتهم في عالم الفن تفوق شهرتهم كرياضيين.
دواين جونسون، الشهير باسم: The Rock
ويعد نجوم الرياضات القتالية، وخاصةً المصارعة الحرة WWE، في مقدمة من نجحوا بنقل نجاحاتهم الرياضية إلى عالم الفن، وذلك بالاعتماد على عضلاتهم البارزة وبنيانهم الجسماني الهائل، الذي أغرى مخرجي هوليوود لانتدابهم من أجل أداء الأدوار التي تتطلب ذلك في السينما الأمريكية، وقد اشتهر العديد منهم كدواين جونسون، المعروف باسم (The Rock)، والذي أبان عن موهبة تمثيلية عالية جعلته يتحول إلى نجم هوليودي من الصف الأول، ويلعب بطولة عدة أفلام أشهرها: (The Scorpion King) و(GI Joe Retaliation).
وكذلك جون سينا الذي لعب بطولة عدة أفلام أشهرها: (The Marine) و(Reunion)، وستيف أوستن الملقب بالحجر البارد، والذي أدى بطولة عدة أفلام كـ (The Expendables) و(The Longest Yard).
وهالك هوجان الذي وقف أمام النجم العالمي سيلفيستر ستالون في فيلمه الشهير (Rocky)، وجيسي فينتورا الذي أدى دور البطولة في فيلم (Predator) إلى جانب النجم الشهير آرنولد شوارتزنجر، والذي يجهل البعض بأنه كان أحد أبطال رياضة كمال الأجسام قبل أن يصبح ممثلًا، شأنه شأن ستيف ريفيز بطل سلسلة أفلام (هرقل)، ولو فرينو الذي اشتهر بدور الرجل الأخضر الخارق في الفيلم الشهير (The Incredible Hulk)، أما نجما أفلام الحركة تشاك نوريس وجون كلود فان دام، فيعرف الكثيرون بأنهما كانا من أبطال بلادهما في رياضة الكاراتيه قبل احترافهما التمثيل، وكذلك احترف كل من جيت لي وبروس لي رياضة الكونغ فو إلى جانب التمثيل.
مشهد يجمع بيليه بسيلفستر ستالون في فيلم: الهروب إلى النصر
ورغم حقيقة كونها اللعبة الشعبية الأولى التي جعلت نجومها الأشهر في عالم الرياضة، لم تنجب كرة القدم الكثير من نجوم الفن، واقتصر النشاط الفني لأساطيرها على بعض المحاولات المتفردة والإطلالات العابرة التي لم ترق إلى مرتبة الاحتراف، فالبرازيلي بيليه ظهر إلى جانب النجم سيلفيستر ستالون في فيلم (الهروب إلى النصر) عام 1981، واختفى عن الساحة الفنية عقودًا قبل أن يفاجئ العالم بإطلاقه أغنيةً بصوته وهو في عامه الـ 75، حملت عنوان (الأمل).
أما الأسطورة الأرجنتينية مارادونا، فلم يكتب لمسيرته الفنية النجاح رغم محاولاته الحثيثة في سبيل ذلك، حيث شارك في بطولة عدة أفلام من إنتاج أرجنتيني وإيطالي باءت جميعها بالفشل، فيما اكتفى أساطير آخرون كالألماني بيكينباور والهولندي كرويف والبرازيليين غارينتشيا وزيكو بالظهور في أفلام وثائقية تحكي قصص حياتهم، بعكس أسطورة ريال مدريد الأرجنتيني دي ستيفانو، الذي شارك في عدة أفلام منها فيلم (11 زوجًا من الأحذية) عام 1954، وفيلم (معركة الأحد) عام 1963، والفرنسي إريك كانتونا أسطورة مانشستر يونايتد، الذي صادف نجاحًا معقولًا في عالم السينما، من خلال ظهوره في أكثر من 30 فيلمًا منذ عام 1995 وحتى الآن، أشهرها فيلم (إليزابيث) الفائز بجائزة الأوسكار لعام 1998.
مشهد للنجم إريك كانتونا في فيلم إليزابيث
ويبرز اسم المغني الإسباني العالمي الشهير خوليو إغلسياس، كمثال عن النجوم الذين طغت شهرتهم الفنية على نظيرتها الرياضية، فأنست الناس أنه قضى أولى سنوات شبابه في عالم كرة القدم! حيث لعب كحارس مرمى لفريق ريال مدريد الثاني، قبل أن تداهمه إصابة خطيرة أنهت مشواره الرياضي مبكرًا، ليتحول بعدها إلى عالم الفن حيث وجد ضالته في النجومية والشهرة، وعلى منواله نسج الممثل والمنتج البريطاني الشهير فيني جونز، الذي قضى 12 عامًا من حياته كلاعب محترف فترة التسعينيات، تنقل بين صفوف عدة أندية إنجليزية كتشيلسي وويمبلدون، دون أن يحقق الشعبية المطلوبة نظرًا لطريقة لعبه الخشنة العنيفة، قبل أن ينتقل إلى عالم التمثيل فيصيب شهرةً عاليةً بتميزه في لعب أدوار الشر، كما فعل في أفلام: (Sward Fish) و(Main Machine) و(Snatch).
مشهد للنجم زين الدين زيدان في فيلم Asterix
وفيما يخص نجوم الكرة الحاليين، فيبدو أن ضغط المباريات وتتالي المسابقات لم يترك لهم مجالًا لإرواء ميولهم الفنية، فاقتصر ظهورهم الفني على بعض الأعمال المتفرقة غير ذات الأهمية، كفيلم (Asterix at the Olympic Games) الذي شارك فيه النجم الفرنسي ومدرب ريال مدريد الحالي زين الدين زيدان، إلى جانب النجم الإنجليزي دافيد بيكهام، والذي ظهر أيضًا في فيلم عن حياة (الملك آرثر)، وظهر نجم ريال مدريد البرتغالي كريستيانو رونالدو في فيلم تسجيلي يحكي سيرته الذاتية، وقام نجم برشلونة الإسباني أندريس إنييستا بالأداء الصوتي في أحد أفلام الرسوم المتحركة الذي يحمل اسم (القرصان ألبينو)، كما أبان نجم برشلونة البرازيلي نيمار عن مواهب فنية دفينة، عندما فاجأ الجميع في سبتمبر الماضي بإطلاقه أول ألبوماته الغنائية تحت عنوان (أنا أحتاج)، حيث قام خلالها بالغناء إضافةً إلى العزف على البيانو!
مايكل جوردان في فيلم الإنيميشن الكوميدي: Space Jam
وبعيدًا عن كرة القدم والرياضات القتالية، ظهر بعض نجوم الرياضات الأخرى في عالم السينما بشكل متقطع، فشارك أسطورة كرة السلة الأمريكي مايكل جوردان في فيلم وحيد بعنوان (Space Jam)، وظهر زميله النجم شاكيل أونيل في أحد أجزاء سلسلة أفلام (Scary Movie)، كما شاركت نجمة التنس الأمريكية السمراء سيرينا ويليامس في عدة مسلسلات وبرامج أمريكية، فيما كان بطل السباحة الأمريكي جوني ويسمولر، سباقًا في الجمع بين الرياضة والفن، حيث ضاهت براعته في أداء شخصية (طرزان) في السينما، إنجازاته الرياضية التي جعلته أحد أفضل سباحي العالم في النصف الأول من القرن الماضي، وحذا حذوه السباح الإيطالي بود سبنسير، الذي تحول بعد اعتزاله إلى نجم كوميدي شهير لعب بطولة عدة أفلام في فترة الخمسينات والستينات.
صالح سليم مع سيدة الشاشة العربية فاتن حمامة في فيلم الباب المفتوح
وبالانتقال إلى بلداننا العربية، نجد أن عددًا لا بأس به من نجوم السينما المصرية بدأوا حياتهم من عالم الرياضة، أشهرهم نور الشريف الذي كان لاعب كرة قدم في صفوف الزمالك قبل أن يصبح ممثلًا، وأحمد مظهر الذي كان أحد أبطال مصر في الفروسية، وزكي رستم الذي حقق بطولة مصر في رفع الأثقال قبل احترافه التمثيل.
ومن النجوم المصريين الذين برعوا في عالم السينما كبراعتهم في عالم الرياضة، يبرز اسم نجم النادي الأهلي ومنتخب مصر السابق صالح سليم، الذي تألق بأداء بطولة 3 أفلام فترة الستينات أمام عمالقة الشاشة المصرية هي: (الشموع السوداء) و(الـ 7 بنات) و(الباب المفتوح)، ومن الأسماء الرياضية الأخرى التي برزت في عالم الفن، هناك حارس مرمى منتخب مصر التاريخي إكرامي الشحات، الذي شارك في عدة أفلام أهمها: (رجل فقد عقله) و(إحنا بتوع إسعاف) و(يا رب ولد)، وخالد الغندور نجم الزمالك في التسعينات، الذي ظهر في عدة أفلام أبرزها (سكوت حنصور) و(الحاسة السابعة) و(زي الهوا)، وجمال عبد الحميد لاعب فريق الزمالك السابق، الذي ظهر في فيلم (الصاغة) ومسرحية (دقي يا مزيكة) قبل أن يعتزل الفن، كما يبرز اسم البطل المصري العالمي في لعبة السكواتش أحمد برادة، الذي احترف الغناء والتمثيل بعد اعتزاله، وشارك في بطولة عدة أفلام ومسلسلات محققًا نجاحًا مقبولًا.
صورة عائلية لدافيد وفيكتوريا بيكهام
وما دمنا في الحديث عن اقتران الرياضة بالفن، فلا بأس من التطرق أخيرًا إلى أبرز علاقات الزواج والارتباط التي جمعت بين مشاهير الرياضة والفن، حيث شاع فشل أغلب تلك العلاقات وانفصام عراها بعد عدة سنوات على الأكثر، والأمثلة على ذلك كثيرة جدًا، أبرزها زواج نجم التنس أندريه أغاسي بالممثلة الشهيرة بروك شيلدز، والذي لم يصمد أكثر من عامين، وكذلك زواج نجم كرة السلة الفرنسي توني باركر بالممثلة الأمريكية إيفا لونجريا، والذي انتهى بالطلاق بعد 3 أعوام، وزواج الدراج الأمريكي الشهير لارس أرمسترونج بالمغنية العالمية شيرل كرو، والذي لم يدم أكثر من عام واحد!
وعلى العكس، يبرز اسم الثنائي المكون من: لاعب الكرة الشهير دافيد بيكهام وزوجته المغنية الشهيرة فيكتوريا آدامس، كمثال جميل على نجاح ارتباط الرياضة بالفن، حيث تربط بينهما علاقة حب منذ عام 1997، توجت بزواج ناجح و4 أولاد، وكذلك حال الثنائي المكون من: نجم برشلونة جيرارد بيكيه ومغنية البوب الكولومبية الشهيرة شاكيرا، الذين جمعتهما قصة حب جميلة منذ عام 2010، لم يثنهما عنها كون شاكيرا تكبر بيكيه بـ 10 أعوام، حيث تُوجت بالزواج وزُينت بطفلين هما: ميلان وساشا.