دعا الكاتب والباحث السعودي سلمان الأنصاري، مؤسس ورئيس لجنة شؤون العلاقات العامة السعودية الأمريكية (سابراك)، والتي تعرف باللوبي السعودي في أمريكا، إلى تشكيل تحالف متكامل بين المملكة العربية السعودية ودولة الاحتلال الإسرائيلي، معتبرًا أن هذا التحالف ليس من مصلحة البلدين فحسب، ولكن أيضا في مصلحة الشرق الأوسط بشكل أكبر وحلفائهم العالميين.
الأنصاري في مقال نشرته صحيفة “ذا هيل” الأمريكية، أكد إن وجود إيران كعدو مشترك يسرع أي نوع من التقارب بين ما اعتبرهم من أقوى دول منطقة الشرق الأوسط (السعودية وإسرائيل)، مشددًا على أن الأهم من التقارب، هو تأسيس علاقة أكثر متانة وعمقًا بين البلدين والتي تتشكل في سياق شراكة اقتصادية مفيدة للطرفين.
أسس الأنصاري ومجموعة من الدبلوماسيين ورجال الأعمال السعوديين مجموعة ضغط خاصة بالمملكة في أمريكا
واعتبر الأنصاري في هذا المقال الصادم لكثيرين أن جميع المؤشرات تشير إلى أن ولي ولي العهد السعودي الأمير محمد بن سلمان، يُعد الأكثر استعدادًا لإقامة علاقات دائمة مع دولة الاحتلال الإسرائيلي.
ولفت الكاتب في مقاله إلى أن السعودية ودولة الاحتلال يواجهان تهديدات مستمرة من الجماعات الإرهابية المدعومة مباشرة من قبل الحكومة الإيرانية التي وصفها بالمتطرفة، والمصنفة دوليا كراعي عالمي للإرهاب.
بينما يرى أنه ليس هناك عداء بين الدولتين (السعودية ودولة الاحتلال)، ويُمكن أن تساهم إسرائيل في دفع الثورة الاقتصادية في السعودية قُدمًا.
لوبي سعودي في واشنطن أم تل أبيب؟
أسس الأنصاري ومجموعة من الدبلوماسيين ورجال الأعمال السعوديين مجموعة ضغط خاصة بالمملكة في أمريكا، بعدما اقتنع قادة السعودية أنها عرضة لمحاولات تشويه وتنميط أو إساءة لعرض ثقافتها، رغم العلاقات القوية التي لطالما جمعتها سياسيًا بالغرب والإدارة الأمريكية بالتحديد، وهذا الأمر إدراك للحاجة للوبيات تنقل رأي السعودية إلى المستويات السياسية العليا كما هي الحال بالنسبة للوبي الإسرائيلي أو حتى الإيراني.
اعتبر الأنصاري في هذا المقال الصادم لكثيرين أن جميع المؤشرات تشير إلى أن ولي ولي العهد السعودي الأمير محمد بن سلمان، يُعد الأكثر استعدادًا لإقامة علاقات دائمة مع دولة الاحتلال الإسرائيلي
لم يضطلع الأنصاري وفريقه بهذه المهمة، بل ذهب يفتش عن كلمة سر اسمها “إسرائيل”، وبدلًا من مواجهة التحديات التي تواجه السعودية في الولايات المتحدة، وآخرها قانون جاستا الذي مر رغم محاولة هذا اللوبي منعه، ولكنه فشل في ذلك تمامًا.
السعودية تلجأ إلى “إسرائيل” لحل أزماتها
في حين يعكس ما يقوله الأنصاري وتياره فشل المملكة العربية السعودية في إدارة علاقاتها مع الولايات المتحدة بشكل عام، وفي التعامل مع ملفات المنطقة المختلفة بشكل خاص، وفي المقدمة منها الصراع مع إيران، لذا يروج بشدة الأنصاري لضرورة التحالف الاستراتيجي مع دولة الاحتلال الإسرائيلي، والضرب بعرض الحائط القضية العربية المتمثلة في “الصراع العربي الإسرائيلي” قديم الأزل.
فيما يحاول الأنصاري أن يغازل “إسرائيل” ويغريها بأن المملكة العربية السعودية ستكون بوابة تحالف أوسع مع كافة الأنظمة العربية الموالية المملكة، في ظاهرة جديدة تعكس ما آلت إليه الدبلوماسية السعودية، من تخبط وشرود في المنطقة وخارجها.
حتى أن الأنصاري زعيم اللوبي السعودي في واشنطن تخلى عن وظيفته في الولايات المتحدة، وبات يبحث عن حل لمشاكل المملكة في أروقة تل أبيب، متخذًا النظام المصري قدوة ربما في ذلك، وهو ما يؤكد أن هذه الأنظمة قد فقدت أي مشروع لحل أزماتها الوجودية، ولم تجد سوى أبوب دولة الاحتلال.
يحاول الأنصاري أن يغازل “إسرائيل” ويغريها بأن المملكة العربية السعودية ستكون بوابة تحالف أوسع مع كافة الأنظمة العربية الموالية المملكة
حتى أن خوض هذا التطبيع يتم الآن بصورة عشوائية، لا تقدم سوى انبطاحًا واستنجادًا، دون أن تقدم السعودية رؤية لحل الأزمة العربية الوجودية مع “دولة الاحتلال” ولو على طريقة المفاوضات المستهلكة، وإنما تقدم حل التحالف مع السياسات الإقليمية السعودية فقط لإجبار الأنظمة التابعة لها على قضية التطبيع مع إسرائيل.
ما تعانيه السعودية الآن في المنطقة من سوء إدارة للملف اليمني حد تحوله إلى مستنقع لا تستطيع الخروج منه، وكذلك تراجع النفوذ في القضية السورية، وخذلان الحلفاء في مصر، مع إصرار في خوض معركة صفرية أمام إيران، والتي تدرك السعودية أنها تحولت إلى “شرطي جديد” للمنطقة بمباركة أمريكية بدلًا عنها.
كل ذلك دفعها لمحاولة التدثر برداء التطبيع، وما يفعله الأنصاري، ما هو إلا استمرار لجهود الجنرال السعودي المتقاعد أنور عشقي الذي زار “إسرائيل” بالفعل، وكذلك مع ظهور موجة إتصالات تطبيعية متنامية خلف الستار بين دوائر إسرائيلية وأخرى سعودية.