أعلن الاتحاد الأوروبي الإثنين قرارًا يسمح بتمديد مهمة “أتلانتا لمكافحة القرصنة في القرن الإفريقي لمدة عامين”، وقال الاتحاد “رغم التقدم الكبير للمهمة لحد الآن، إلا أن مخاطر وقوع هجمات جديدة لم تنته كليًا”.
هذا وقد أوضح الاتحاد الأوروبي أنه على الرغم من أن مكافحة القرصنة أحرزت تقدمًا كبيرًا إلا أن خطر وقوع هجمات جديدة لم يتم القضاء عليه بشكل كامل، وأشار إلى أن 6 مسلحين سطوا في الثاني والعشرين من الشهر الماضي على حاوية كيماويات كورية قبالة الساحل الشرقي للصومال.
جدير بالذكر أن المهمة التي بدأت في عام 2008 تهدف إلى ردع القراصنة في منطقة بحرية تمتد حتى 500 ميل بحري قبالة ساحل الصومال وجيرانها، ويرى الاتحاد الأوروبي أن المهمة تحرز تقدمًا بدليل عدم تمكن القراصنة الصوماليين في الفترة الأخيرة من احتجاز سفن أو رهائن، مقابل احتجاز 32 سفينة وأكثر من 700 رهينة في بداية 2011، وكان الخاطفون قد طالبوا بأموال فدية كبيرة لتحرير هذه الرهائن.
طبيعة العمليات البحرية في القرن الإفريقي
كانت الدول الأعضاء في الاتحاد الأوروبي قد اتخذت قرارًا خلال اجتماع لوزراء خارجية الدول الأعضاء عقد في بروكسل في ديسمبر من العام 2008 بشن عملية بحرية للتصدي للقرصنة قبالة الساحل الصومالي، شاركت فيها سفن حربية وطائرات من عدة دول.
هذه العملية البحرية قام بها التكتل المكون من 27 دولة، بثلاث سفن حربية من اليونان وبريطانيا وفرنسا وطائراتي مراقبة بحريتين من فرنسا وإسبانيا، ونقلت وكالة رويترز عن مسؤولين من الاتحاد الأوروبي قولهم إن القوة البحرية انضمت إليها سفينة رابعة من ألمانيا بعد موافقة البرلمان الألماني على المهمة، فيما قدمت طائراتي المراقبة البحريتين إسبانيا وفرنسا.
وكانت هذه هي أول عملية لإدارة أزمة بحرية بعد 20 عملية لإدارة أزمات قام بها الاتحاد الأوروبي منذ عام 2003، حيث لحقت بالسفن الفرنسية والبريطانية الموجودة وقتها في المنطقة السفينة اليونانية، وكان مقررًا أن المهمة قد تستمر لما يصل إلى عام.
وتولت بريطانيا قيادة العمليات من مقرها من نورثوود شمال لندن، بينما تولت اليونان حينها قيادة القوة البحرية ميدانيًا في البحر لأربعة أشهر تلتها إسبانيا وهولندا.
جدير بالذكر أنه بالفعل توجد عدة عمليات بحرية دولية في المنطقة منها مهمات لحلف شمال الأطلسي لكنها لم تكن فعالة بما يكفي في ردع القراصنة، لذا قرر الاتحاد الأوروبي التدخل وقتها بشكل سريع.
مشاركة ألمانيا في المهمة
يشارك الجيش الألماني في الوقت الراهن في هذه المهمة بطائرة استطلاع طراز بي 3- سي أوريون، كما يسمح تفويض البرلمان الألماني المستمر حتى نهاية مايو المقبل، بإرسال قوة يصل قوامها إلى 600 جندي، وكان نحو 40 جنديًا شاركوا مؤخرًا في مهمة لطائرة الاستطلاع في المحيط الهندي.
حيث اتخذت ألمانيا قرارًا في 2011 بتمديد مهمة القوات الألمانية لمكافحة القرصنة أمام سواحل شرق إفريقيا ومهمة مكافحة الإرهاب في البحر المتوسط لمدة عام، هو القرار الذي اتخذه مجلس الوزراء الألماني على أن يوافق عليه البرلمان أيضًا، وقد أخذ القرار في التمديد حتى اللحظة.
لماذا تهتم أوروبا بالقرن الإفريقي؟
القرن الإفريقي هو ذلك القرن الناتئ في شرق القارة الإفريقية، والذي يضم كلا من الصومال، وجيبوتي، وإثيوبيا، وإريتريا، ويلحق به السودان وكينيا وأوغندا، تأثرا وتأثيرًا.
ويكتسب القرن الإفريقي أهميته الاستراتيجية بالنسبة لأوروبا من كون دوله تطل على “المحيط الهندي من ناحية، وتتحكم في المدخل الجنوبي للبحر الأحمر، حيث مضيق باب المندب من ناحية ثانية، ومن ثم فإن دوله تتحكم في طريق التجارة العالمي، خاصة تجارة النفط القادمة من دول الخليج، والمتجهة إلى أوروبا، والولايات المتحدة، كما أنها تُعد ممرًا مهمًا لأي تحركات عسكرية قادمة من أوربا أو الولايات المتحدة في اتجاه منطقة الخليج العربي.
برزت أهمية منطقة القرن الإفريقي بشكل أكبر، في حرب أمريكا المعلنة على الإرهاب الدولي، حيث زارها وزير الدفاع الأمريكي الأسبق دونالد رامسفيلد والجنرال تومي فرانكس والجنرال جون ساتلر قائد القوات الأمريكية في القرن الإفريقي.
ويرابط على أرضها أيضًا أكثر من 1800 جندي أمريكي، كما ترسو على واحد من أهم موانيها وهو ميناء جيبوتي حاملة الطائرات (مونت وايتني)، وتجوب سواحلها بعض السفن الموكلة بمراقبة كل سواحل القرن الإفريقي.