انطلقت أمس الجمعة فعاليات المؤتمر الوطني الثاني للشباب الذي يستمر على مدى يومين بمشاركة 1300 شاب، وبحضور شريف إسماعيل رئيس الوزراء، وأكثر من 23 وزيرًا و17 رئيس حزب، في مدينة أسوان بصعيد مصر، تحت رئاسة عبد الفتاح السيسي.
ومن المقرر أن يشهد هذا المؤتمر 8 جلسات، بحضور عدد كبير من الشخصيات العامة ونواب محافظات الصعيد، وذلك لمناقشة عدد من القضايا، على رأسها التعليم والصحة وسبل تنشيط السياحة، فضلاً عن الحديث عن الانتخابات المحلية والتمكين السياسي للشباب.
يأتي هذا المؤتمر ضمن سلسلة اللقاءات الشهرية التي أعلنت عنها مؤسسة الرئاسة في التاسع من يناير 2016 للتواصل مع الشباب المصري في مختلف المدن والمحافظات، والذي أثار عددًا من التساؤلات عن جدواه والفائدة المرجوة منه، خاصة أن التوصيات التي خرج بها المؤتمر الأول الذي عقد في مدينة شرم الشيخ لم تنفذ بعد، فضلاً عن التكلفة الباهظة التي تتكلفها إقامة مثل هذه الفعاليات، ليبقى السؤال قائمًا: هل تأتي تلك المؤتمرات لتعكس إيمان النظام الحالي بالشباب ودوره السياسي والتنموي، أم أنها ليست أكثر من “شو” إعلامي؟
مؤتمر الشباب
تباينت ردود فعل الشارع حيال النسخة الثانية من المؤتمر الوطني للشباب والمقام في مدينة أسوان، فتحت عنوان #موتمر_الشباب عبّر بعض الشباب عن آرائهم حيال هذا المؤتمر، فمن جهة هناك من تحدث عن إيجابيات هذا المؤتمر، وكيف أنه يعد رسالة قوية على أمن واستقرار الوطن، فضلاً عن مكانة الشباب لدى النظام الحاكم، وهو ما تمثل في دورية انعقاد مؤتمر لهم لسماع شكواهم وتلقي مقترحاتهم التي تصب في نهاية المطاف في دعم وتنمية الوطن.
تنظيم #موتمر_الشباب في #اسوان يشرف ويفرح كل مصري وطني أصيل???
الصف الأول في المؤتمر بين كل مسئول ومسئول يجلس شاب أو شابه#المستقبل_شبابنا— Mohamed Ibrahim (@ElshabrawyMido) January 27, 2017
??جوله نيليه للرئيس ?
السيسى مع عدد من شباب الصعيد المشاركين فى مؤتمر الشبابالسيسي افعال لا اقوووووال
pic.twitter.com/QCImNlEskC— ✨? sh?♏ss ?✨ (@SHaMss_rueter) January 27, 2017
عمل واجتهاد وقياده حكيمه ورسائل للعالم #مصر_آمنة #مؤتمر_الشباب #السيسي #أسوان pic.twitter.com/TAa7djEXja
— #تحيامصر?Farida? (@Farida68480831) January 27, 2017
وفي المقابل استنكر بعض المعارضين للمؤتمر تكرار إقامته مرة أخرى في ظل عدم جدوى المؤتمر الأول الذي أقيم بشرم الشيخ أكتوبر الماضي حتى الآن، وبحسب رأي البعض فإن الدولة أكثر احتياجا للأموال التي أُنفقت على تنظيم مثل هذه المؤتمرات خاصة في ظل الأزمة الاقتصادية التي تحياها.
#مؤتمر_الشباب….فى بلد شبابها فى السجون….ابهرنا الواقع الصراحة
— بشكاتب تويتر (@MO_25Jan) January 27, 2017
#موتمر_الشباب
اما يكون فيه مؤتمرين قبل كده ومفيش جديد ومفيش حاجة حصلت
يكون من العبث عمل مؤتمر جديد وزيادة أعباء فاعلياته علي ميزانية الدولة— mohamed (@mohamed46934796) January 27, 2017
بيقولك السيسي ب #موتمر_الشباب عن اي شباب ياسيسي انظر لتلك المراه التي تتذلل لقضاء العار لتفرج عن ابنها لتعرف اين الشباب#يناير_ثورة_شعب pic.twitter.com/1VVziShpvT
— ? ريحَ?ـانَة ? (@R22N2) January 27, 2017
ليس الأول
مؤتمر الشباب بأسوان ليس الأول من نوعه، ففي الخامس والعشرين من أكتوبر الماضي، بدأت فعاليات المؤتمر الوطني الأول للشباب تحت شعار “ابدع.. انطلق” بمرحلتيه الأولى والثانية، بمشاركة قرابة نحو 3 آلاف شاب، وحضور أكثر من 300 شخصية عامة وخبراء متخصصين كمتحدثين ومشاركين ومديرين للجلسات، وذلك على مدار ثلاثة أيام في الفترة من 25-28 أكتوبر 2016 بمدينة شرم الشيخ.
خرج المؤتمر في بيانه الختامي بحزمة توصيات، كان من أبرزها إنشاء هيئة مستقلة ومركز إبداعي للمشروعات، والتأكيد على وصول الدعم لمستحقيه، ودراسة تحويل الدعم العينى للنقدى، والتأكيد على ضرورة رفع قدرة الإنتاج، وأهمية مشاركة الشباب بانتخابات المحليات وإنشاء هيئات مساعدة للوزراء من الشباب، بجانب ربط سوق التعليم بسوق العمل، وتجهيز دراسات وافية عن احتياجات سوق العمل، وتفعيل هيئة جودة التعليم والاهتمام بالمعلم بما يكفل له أداء رسالته، وزيادة الوعي الثقافي والاهتمام بالأفلام الوثائقية والاهتمام بقصور الثقافة والبيت الفني للمسرح، ونموذج محاكاة الدولة المصرية ومعرض الفنون وإطلاق المشروع القومي لتأهيل شباب الدعاة والبدء في دراسة كيفية عودة الجماهير للملاعب وتنمية الصعيد والنهوض بسيناء وإصدار تشريعات رادعة للهجرة غير الشرعية وتفعيل المجلس الأعلى للعلوم والتكنولوجيا.
ردود فعل متباينة
عقب الإعلان عن انطلاق فعاليات المؤتمر الوطني الأول للشباب بشرم الشيخ، انقسمت مواقع التواصل الاجتماعي إلى فريقين، الأول يرى أن المؤتمر لا قيمة له، خاصة أنه يأتي وقرابة 40 ألف شاب معتقل داخل السجون حسب إحصائيات منظمة العفو الدولية، فضلاً عن زيادة حالات الاختفاء القسري، وقد دشّن أنصار هذا الفريق هاشتاجًا تحت عنوان #الشباب_فين
حلو العنوان #فين_الشباب @Zeinobia pic.twitter.com/HoRXk7zy9n
— محمد بدر (@bedro14) October 26, 2016
لما كنتو بتشتغلو سوا النظام كان مسميها " ثورة الشباب" . فاكرين ؟
#الشباب_فين— محمد البرادعى (@Ellbaradei) October 30, 2016
وفي المقابل يرى فريق آخر أن هذا المؤتمر تجسيد عملي لأهمية الشباب بالنسبة للحكومة والنظام، وأن وعود الرئيس بأن العام الماضي 2016 هو عام الشباب باتت تتحقق من خلال انطلاق مثل هذه الفعاليات، ودشن أنصار هذا الرأي هاشتاجًا تحت عنوان: #مصر_عظيمه_بشبابها
الصوره دي بتقول
مصر النهارده رجعت لنا
بجهدنا واتحادنا وإرادتنا
هنبني مصر كلنا ونحقق حلم مصرنا#مصر_عظيمه_بشبابها ورئيسها pic.twitter.com/eJUuZhMyW9— Mona Ghanam (@ghanam_mona) October 27, 2016
هما دول شبابها هما دول ولادها#مصر_عظيمه_بشبابها#الموتمر_الوطنى_للشباب pic.twitter.com/lI5I3EahZo
— بلدى خط احمر (@2491997abeer) October 27, 2016
مشاركة حقيقية أم شو إعلامي
يبدو أن عدوى تباين وجهات النظر على مواقع التواصل الاجتماعي حيال جدوى هذه المؤتمرات قد انتقلت إلى قاعات الأحزاب وعلى موائد النقاش السياسي، ففي بيان أصدره الحزب المصري الديمقراطي وصف هذه الفعاليات بأنها “شو” إعلامي ليس أكثر من ذلك، ملفتًا أنه لا يمكن وصف ما يتم في مثل هذه المؤتمرات بالحوار الجاد والحقيقي بين أطراف الحياة السياسية المختلفة.
بيان الحزب أشار أيضًا إلى أن لقاء مئات الأفراد داخل قاعة لا يمكن تسميته بالحوار، بل هو خطاب من طرف واحد لا نقاش فيه ومجرد إهدار للوقت والمجهود والمال لالتقاط صور تذكارية.
وتابع البيان”الحوار الحقيقي الجاد يجب أن يكون بين ممثلين للتوجهات السياسية والحزبية المختلفة جنبًا إلى جنب مع التجمعات الشبابية غير الحزبية، وأن يتم تحديد موضوعات الحوار وأجندته بشكل مسبق ليتقدم كل حزب أو مجموعة بأوراقه وتوصياته محل النقاش”.
جدير بالذكر أن شباب الحزب المصري الديمقراطي الاجتماعي في بيانهم رفضوا دعوة الرئاسة لحضور المؤتمر، مشيرين إلى أنهم سيطرحون تصوراتهم عن قضايا الحريات والمشاركة السياسية والعدل الاجتماعي في مؤتمر لاحق سيدعون كل أطراف الحركة السياسية الديمقراطية للمشاركة فيه.
بعض أنصار هذا الرأي يرون أنه من صور إهدار المال العام إقامة المؤتمر الثاني في الوقت الذي لم يتحقق فيه أي من توصيات المؤتمر الأول، منوهين إلى أن تكرار عقد أي لقاءات تالية لا بد أن يكون مرهونًا بتحقيق نتائج اللقاء الأول، وبما أن القرارات التي خرج بها البيان الختامي لمؤتمر شرم الشيخ لم تنفذ، فإن ما يحدث في أسوان إهدار للمال ومضيعة للوقت، متسائلين: من يتحمل نفقة إقامة الرئيس وعائلته وطاقم حراسته، و1300 شاب، وأكثر من 23 وزيرًا و17 رئيس حزب، فضلاً عن التكلفة الباهظة لتأمين عقد هذا المؤتمر سواء من رجال الأمن وغيرهم؟ أليس من الأجدى توفير هذه الأموال لخدمة الشباب من خلال تمويل مشروعاتهم أو بناء بنية صناعية لهم؟
من يتحمل نفقة إقامة الرئيس وعائلته وطاقم حراسته، و1300 شاب، وأكثر من 23 وزيرًا و17 رئيس حزب، فضلاً عن التكلفة الباهظة لتأمين عقد هذا المؤتمر سواء من رجال الأمن وغيرهم؟
وفي المقابل يرى المهندس خالد عبد العزيز وزير الشباب والرياضة، أن المؤتمر كسر حاجز كبير بين القيادة والشباب، مضيفًا أن مدينة أسوان لها صدى طيب بقلب كل مصري، مشددًا على الأسلوب الذي اتبعه السيسي في المؤتمرات السابقة كان له أثر كبير في نفوس الشباب.
من جانبه أكد على أبو دولة عضو مجلس النواب ببني سويف (إحدى محافظات الصعيد) أن مؤتمر الشباب بأسوان خطوة مهمة نحو الاهتمام بقطاع الصعيد والعمل على حل أزماته، خاصة أن المؤتمر يضم نخبة كبيرة جدًا من شباب مصر، ومن رجال الدولة أيضًا، مضيفًا أنه يهدف إلى وضع حلول مبتكرة للمشروعات الكبرى في صعيد مصر، وأنه يجب الاهتمام بدعم الصعيد على المستويات كافة، باعتباره ثروة مصر الدائمة والمستقبلية، متابعًا أن انطلاق المؤتمر بارقة أمل لعودة السياحة مرة أخرى.
تكدس الشباب داخل السجون
ما بين الشعارات والتنفيذ
الشعارات التي رفعها المشاركون في مؤتمر شرم الشيخ بمرحلتيه الأولى والثانية، والتي غابت في معظمها عن التنفيذ، دفعت البعض إلى المطالبة بترجمتها إلى واقع عملي، حسبما جاء على لسان الدكتور حمدى عرفة خبير الإدارة العامة والمحلية واستشاري تطوير المناطق العشوائية، والذي طالب في تصريحات صحفية له بضرورة مراجعة وضع الشباب في مصر، مطالبًا المسؤولين عن المؤتمر بتحويل شعاراته إلى آليات تنفيذ.
عرفة طالب 120 عضوًا بمجلس النواب وما يقرب من 23 وزيرًا، و3000 شاب و300 خبير ومختص من المشاركين في مؤتمر الشباب المنعقد في أسوان، بتحويل استراتيجيات المؤتمر إلى تشريعات قابلة للتنفيذ وآليات تنفذها الوزارات وما يتبعها من إدارات حكومية في 27 محافظة، مضيفًا هناك وزيرة للسعادة في الإمارات 22 سنة ووزيرة للثقافة السابقة في تونس 26 عامًا، ورئيس لوزراء تونس 41 عامًا ووزير للشباب والرياضة في سويسرا 33 عامًا، بينما في مصر يبدأ الوزير من بعد سن السبعين.