“القدرات الخاصة أو الخارقة للإنسان” تعتبر من المواضيع الجدلية التي لم تحسم بشكل نهائي بعد. وقرأنا قصص عنها في التاريخ، سواء كانت قصص دينية عن الانبياء والرسل، أو بشخصيات تاريخية بشكل عام، ولكن ما نتحدث عنه هنا شيء مختلف.
فنحن نريد أن نتحدث عن القدرات الخارقة للإنسان الذي يمثلني ويمثلك أنت – قاريء هذه السطور- والسؤال هنا.. هل لديك قدرات خارقة قد لا تعلم عنها شيء؟
شعوذة أم حقيقة!
رئيس معهد العلوم وابحاث علم العقل بكاليفورنيا الطبيبة “كاسندرا فيتين” ، صرحت من قبل في أحد المواقع الاليكترونية عن قلقها هي والعديد من العلماء من خوض دراسات في هذا المجال ونشرها للجميع، لأن هناك الكثير من المشعوذين ومحبي السحر، والذين من الممكن أن يستخدموا تلك الدراسات لصالحهم الشخصي والتجارة بها على البسطاء من الناس، ولكنها – كاسندرا- أكدت أن الأمر على وشك أن يتغير، لأن البحث في هذا المجال يستحق المخاطرة، وفي نفس الوقت العمل على حماية تلك الدراسات من التقويل والإستغلال.
سر قانون الجذب.. راقب أفكارك!
قانون الجذب يمكن تفسيره بشكل بسيط في جملة واحدة “ما تسعي إليه.. سوف يسعى إليك”، إذا كنت تفكر طوال الوقت في أشياء حزينة وسيئة، ستقابلك المزيد من المشاكل والأحزان، إذا كنت تشعر بالتفاؤل وتنتظر الأحداث السعيدة بصدق سوف تأتي إليك السعادة، والفيلم الوثائقي الشهير “السر” الذي تم إنتاجه عام 2006 وحقق مشاهدات كبيرة جدًا في جميع انحاء العالم، كان بداية جيدة لفتح الباب أمام التأمل في القدرات العقلية للإنسان بشرح بسيط وواضح، حيث دارت فكرة الفيلم حول شرح قانون الجذب، الذي يؤكد قدرة الإنسان على جذب أي شيء يريده في حياته عن طريق التفكير فقط، وأن قانون الجذب لا يستطيع أن يفرق بين الشيء الجيد والسيء، ولذلك ما تفكر به سيأتي إليك حتى لو كان شيء حزين.
مشاهير تحدثوا عن قانون الجذب
إنتشار هذا الفيلم في جميع انحاء العالم، شجع الكثير من النجوم والمشاهير أن يتحدثوا عن تجاربهم مع تلك القدرة الخارقة للإنسان: “وهي تحقيق كل ما يحلم به كما تم تصوره في خياله بالضبط، ويعتبر تصريح الإعلامية الشهيرة “اوبرا” عن قانون الجذب من أكثر التصريحات المؤثرة في هذا الشأن حيث تحدثت عن رواية The color purple ، والتي بعد أن قرأتها أصبحت مهووسة بها وتفكر باحداثها طوال الوقت، وبعد إنتقالها إلي ولاية شيكاجو تلقت إتصال هاتفي من أحد شركات الإنتاج السينمائي, ليخبروها انها مطلوبة لدور في فيلم سينمائي ولم يخبرها المتحدث عن اسم الفيلم أو تفاصيله.
وبعد أن ذهبت للمقابلة اكتشفت أن الفيلم مأخوذ عن تلك الرواية التي سحرتها لفترة طويلة، ولكن بعد رحيلها من المقابلة لم تتلق أي رد فعل لفترة طويلة، الأمر الذي أشعرها بالحزن ولكنها لم تيأس وظلت – كما أكدت في حوار إعلامي- تصلي من أجل هذا الدور وتتخيل نفسها وهي تقوم بتمثيله، وفي نفس اللحظة التي جلست تغني فيها الأغنية التي تجعلها متفائلة، تلقت الإتصال من المخرج العالمي “ستيفن سبيلبيرج” ليطلب مقابلتها في مكتبه، تقول “اوبرا” عن تلك اللحظة: “لقد غيرت تلك اللحظة حياتي للأبد.. لأني أدركت أن لدي القدرة على جذب أي شيء اريده إلي حياتي حتى وإن كان يبدو مستحيل، وكل هذا عن طريق عقلي وشغفي ورغبتي الصادقة في هذا الشيء”. وقد ترشحت اوبرا لجائزة اوسكار أفضل ممثلة مساعدة عن هذا الفيلم في عام 1986.
ومن المشاهير الذين لهم شعبية كبيرة في المجتمع العربي، وتحدثوا عن قانون الجذب والقدرة الخارقة الكامنة في عقل الانسان، هو النجم الامريكي الشهير “جيم كاري”
تناول جيم كاري قانون الجذب في احاديثه العامة؛ بشكل روحاني, حيث فسر قانون الجذب بأنه تجسيد لقوة إيمان ونية الانسان فيما يريده، فإذا أردت شيئًا ما بصدق ورغبة خالصة من أي نوايا سيئة، كل ما عليك أن تفعله – كما قال جيم كاري- يتلخص في ثلاث خطوات، “تخيل ما تريده، صدق أنت تستحقه، إستقبل الحلم دون خوف أو تردد”. وصرح جيم كاري بإيمانه أنه لا يوجد شيء على وجه الأرض لم يتخيله أحد أو يفكر فيه قبل أن يظهر للحياة ويكون له وجود مادي. و تصديقًا لمقولة النجم جيم كاري، تحدث أحد علماء الفيزياء الكمية في الفيلم الوثائقي “السر” عن وجود نظرية بالفعل تثبت أنه من الصعب أن يكون هناك واقع مادي قبل وجود عقل قام بالتفكير فيه.
ولكن هذا فيلم السر– من وجهة نظري- يخاطب الأفكار المادية في عقل الإنسان، حيث قُسم الفيلم إلي كيفية جذب المال والعمل وشريك الحياة، ولم يتعرض إلي قدرات العقل بشكل روحاني أو لهدف أسمى مثل علاج النفس أو الآخرين. على عكس خطابات جيم كاري والتي تحدث فيها عن قانون الجذب بشكل روحاني وصرح قائلًا :” انا اتمنى أن يصبح كل شخص غني ومشهور ولديه قصر.. ليتأكد أن كل هذا ليس السبب الحقيقي للسعادة”
البلاسيبو..والقوة الإيحائية للعقل
عقار البلاسيبو أسمه مشتق من كلمة لاتينية معناها باللغة الإنجليزية I shall please، ويكون على شكل الأقراص العلاجية المعتادة ولها نفس الطعم والرائحة ولكنه لا يحتوي على أي عقاقير طبية، حيث يضع به الأطباء سكر وبكتيريا جيدة ومكونات اخرى، ولذلك يطلق عليه بعض الأطباء “حبوب السكر”.
علاج “البلاسيبو” أو العلاج بالإيحاء، هو أمر تم الإعتراف به علميًا وطبيًا على مستوى العالم، وهذا النوع من العلاج يجوز تطبيقه على الإنسان الذي يعاني الكثير من الأمراض الجسدية لأسباب نفسية، حيث تقوم أفكاره – كما ذكرنا سابقًا- بإستخدام قانون الجذب، لتجذب له أمراض لا يعاني منها، فيشعر بصداع، أو عدم إتزان، أو تسارع في ضربات القلب، عندما يتأكد الطبيب أن ما يعاني منه المريض ليس له سبب جسدي، يقوم بإعطائه حبوب البلاسيبو، ويخبره أنه لديه مرض ما، وأن هذا هو علاجه، ويخبره أن تناوله للعلاج لمدة أسبوع سيشفيه، ليجد الطبيب هذا المريض بعد أسبوع في الإستشارة تحسن حاله بالفعل، ظنًا منه أن الدواء هو الذي شفاه. ومن أهم الأمراض التي يتم علاجها بهذا الأسلوب هي الأرق، والصداع المزمن، والإكتئاب والقولون العصبي.
البلاسيبو يؤكد لنا بشهادة العلم أن قانون الجذب حقيقي ، وأن عقل الإنسان قادر على إيذاء جسمه، وعلاجه ايضًا، وأن قوة العقل في الإيحاء هي قوة لا يجب أن نستهين بها بالمرة
حقل الطاقة أو الهالة.. وتمييز العقل للدخلاء
القدرات الخارقة لمخ الإنسان لا تتوقف عند جسده فقط، بل أن عقل الإنسان يعي ويشعر بما حوله جيدًا، ولأن العالم كله يتكون من الطاقة، فأن الإنسان – أي إنسان- يستطيع أن يشعر بالطاقة من حوله، والتي يطلق عليها أسم “الهالة” أو Aura .
والهالة هي: “مجال الطاقة الذي يحيط بكل شيء مادي يتكون من ذرات، حيث أن كل ذرة بها الكترونات وبروتونات، والتي تتحرك بشكل مستمر حول الشيء المادي، وتلك الحركة تخلق ذبذبات كهربائية ومغناطيسية، والذبذبات التي تخص الكائنات الحية، تتحرك بشكل أسرع، ولذلك يمكن لبعض المتمرسين في التأمل واليوجا أن يروا الهالة التي تحيط بالكائنات الحية حيث تظهر لهم بألوان مختلفة، وكل لون يعبر عن حالة عقلية ونفسية معينة.
الهالة التي تحيط بجسم الإنسان، إذا لم تستطع رؤيتها بعينك المجردة لأنك لست خبير روحي، فقدراتك الفطرية قادرة أن “تشعر” بتلك الهالة
والهالة التي تحيط بجسم الإنسان، إذا لم تستطع رؤيتها بعينك المجردة لأنك لست خبير روحي، فقدراتك الفطرية قادرة أن “تشعر” بتلك الهالة وبتأثيرها على مجال الطاقة الخاص بك، لأن الأشخاص الذي يعانون من الطاقة السلبية والافكار الحزينة أو الشريرة؛ يظهر هذا في هالتهم بشكل واضح حيث يتغير لون الهالة التي تحيط بإجسادهمويكون لها وقع سيء على نفس من حوله، ولذلك دائمًا ما كانت الشخصيات الروحانية التاريخية، يتم رسمها وحول جسدها ضوء أبيض مشع بإيجابية، لأن هذا هو لون هالتهم الصافية الممتلئة بالحب والسلام. وأنت عزيزي –قاريء هذه السطور- لديك تلك القدرة الخارقة على إستشعار هالة الناس من حولك ولكنك لا تنصت لها في معظم الأحيان.
إذا أردنا أن نفهم أهمية تلك القدرة في حياتنا اليومية العادية، فعلينا أن نركز في أشياء بسيطة جدًا نرددها دون أن نعي حجمها الحقيقي، فعندما تصف دخول شخص سيء إلي منزلك بأنه “ثقيل” فأنت لا تكذب، فهذا معناه أن حقل الطاقة حول جسدك، قد تم إنتهاكه بالطاقة السيئة لحقل الطاقة/الهالة التي تخص الزائر الثقيل، فتشعر بإنقباض في معدتك، وضيق في صدرك وتظن أن ليس هناك سبب مقنع للقلق من هذا الشخص.
ولكن هذا ما تم إثباته علميًا من خلال دراسة في اوائل القرن التاسع عشر بجامعة نيو جيرسي، حيث اثبت أطباء المخ والأعصاب من خلال تجاربهم على القرود، أن الفصوص الأمامية من مخ القرد تقوم بإرسال إنذار لباقي الجسد عندما يقترب جسم غريب منه ويقتحم حقل الطاقة الخاص به، الأمر الذي ينطبق على الإنسان عندما يشعر بشيء يتحرك وراءه دون أن يراه، أو يسمعه، ليلتفت ويجد أحدهم يحاول إخافته على سبيل المداعبة.
وإستشعار الشخص القادم من الخلف يكون بسبب إقتحام حقل الطاقة الخاص بالشخص الجالس، فيقوم المخ بإرسال إشارة عن وجود دخيل. وتلك من القدرات الخاصة التي يمكن أن يقوم الإنسان بتطويرها على مستوى عال كما يفعل محاربين رياضة “الكونغو فو”.
وتعتبر تجربة ” وهم اليد المطاطية” من أشهر التجارب التي أثبتت قدرة أي انسان على التواصل بحقل الطاقة حول جسده دون أن يربطه به شيء مادي، و تم إثبات قدرة العقل على الشعور بشيء حول الجسد وهو لا ينتمي إليه.
في تلك التجربة، يضع الشخص يده على المنضدة ويغطيها القائم على التجربة؛ فلا يراها الشخص المشارك، ومن ثم يقوم بوضع أمام عينه يد مطاطية، ويبدأ القائم بالتجربة لمدة دقيقتان بلمس يد المشارك في التجربة واليد المطاطية بنفس الطريقة، ثم يتوقف عن لمس يده والإستمرار في لمس اليد المطاطية، لنجد أن الشخص قد شعر بما يحدث لليد المطاطية وكأنها يده.. ويمكنك مشاهدة هذا الفيديو القصير لتوضيح التجربة.
وهناك من يولد ولديه تلك القدرة متطورة للغاية مثل الشخص الامريكي الذي يدعى “آرثر لينتجين” والذي يستطيع أن يخبرك عن الموسيقى الصادرة من الجرامافون بالنظر إليه فقط دون أن يسمعه، بل ويخبرك إذا كانت النغمة عالية أم لا وأسم الأغنية ايضًا وهذا من خلال إستشعار غاية في الحساسية للأشياء التي تدخل حقل الطاقة الخاص بجسده وتمييز عقله لها.
كل هذا يخبرنا أن عقل الإنسان لايزال لغز لم نكتشف منه إلا القليل، وقد أكد العديد من العلماء، أن الإنسان بكل ما حققه من إنجازات، فهو لا يستخدم سوى 5% فقط من قدرات عقله الخارقة، الأمر الذي يجعلنا في ترقب وإنتظار لكل المفاجآت التي قد يضعها العقل البشري أمامنا.