كثيرًا ما نسمع عن أراضٍ فرنسية تعرف بأقاليم وأقاليم خاصة وإدارات ما وراء البحار، لكن هل كانت لك فرصة لتتعرفها وتعرف خصائصها؟ في هذا التقرير نحاول تعرفها سويًا.
تشكل حدود فرنسا الواقعة في غرب أوروبا نسبة 97% من إجمالي سكان الجمهورية الفرنسية (64400000 من 66300000) و86% من مساحة الجمهورية بحدودها الكاملة (551695 كم مربع من أصل 643801 كم مربع).
فإضافة إلى الحدود الفرنسية الواقعة في أوروبا، تتكون الجمهورية الفرنسية أيضًا من إدارات وأقاليم (استولت عليها فرنسا في السابق) تتوزع حول العالم، نص عليها دستور عام 1946 بالجمهورية الفرنسية الرابعة، وتعد جزءًا من الاتحاد الأوروبي وفرنسا.
خريطة الجمهورية الفرنسية
وتتمتع هذه الأقاليم والأقاليم الخاصة والإدارات، خلافًا للإمبراطورية البريطانية، بنفس حقوق أقاليم الجمهورية الفرنسية الأم من خلال هذا الدستور، ولكل جزء ممثلون في مجلس الشيوخ الفرنسي والجمعية الوطنية الفرنسية ومجلس الشؤون الاجتماعية والاقتصادية، وعضو يمثلها في البرلمان الأوروبي، وعملتهم الرسمية هي اليورو، ويحق لهم التصويت في الانتخابات الوطنية وانتخابات الاتحاد الأوروبي، وتمنَح لسكانها الجنسية الفرنسية، ما عدا المناطق التي لا يوجد بها سكان دائمون.
تنقسم هذه الأراضي الخارجية إلى أراضٍ تسمى الأقاليم الفرنسية ما وراء البحار، والإدارات الفرنسية ما وراء البحار، والأقاليم الخاصة والإدارات الواقعة ما وراء البحار والأراضي الصغيرة، وهي تختلف عن بعضها بحسب نظام الإدارة المحلية.
الإدارات الفرنسية ما وراء البحار
تتمتع هذه الإدارات بنفس وضعية الإدارات الأخرى في فرنسا الأم، فتطبق أحكام الدستور والقوانين الفرنسية (القانون المدني، قانون العقوبات، والقانون الإداري، القوانين الاجتماعية، قوانين الضرائب) فيها، وبالتالي فهي جزء من كل من فرنسا والاتحاد الأوروبي وتستخدم اليورو عملة لها.
وتتكون هذه الإدارات من إدارة “ريونيون” التي يبلغ تعداد سكانها 844994 نسمة وتقدر مساحتها بـ2511 كم مربع، وتقع الجزيرة في المحيط الهندي، إلى الشرق من مدغشقر، وعلى بعد نحو 200 كيلومتر جنوب غرب موريشيوس، وتمثل هذه مقصد السياح الذين يبحثون عن الهدوء والراحة وجمال الطبيعة.
جزر غوادلوب
إلى جانب إدارة “ريونيون”، نجد إدارة “جزر غوادلوب”، التي يبلغ تعداد سكانها 403750 نسمة وتقدر مساحتها بـ1628 كم مربع، وتوجد جزر غوادلوب ضمن مجموعة جزر الأنتيل الصغرى والتي تمتد على شكل قوس من المحيط الأطلسي والبحر الكاريبي، وتخضع للحكم الفرنسي.
جزيرة مارتينيك
وضمن هذه الإدارات نجد أيضًا إدارة “جزيرة مارتينيك”، التي يبلغ تعداد سكانها 386486 نسمة وتقدر مساحتها بـ1128 كم مربع، وتعد الجزيرة واحدة من جزر الأنتيل الصغرى، وتقع في شرق البحر الكاريبي مع حدود المحيط الأطلسي إلى الشرق، وقريبًا من “جزيرة مارتينيك” ضمن جزر الأنتيل الصغرى نجد إدارة “جزيرة غويانا” التي يبلغ تعداد سكانها 250109 نسمة وتقدر مساحتها بـ83534 كم مربع.
جزيرة مايوت
وأخيرة جزيرة مايوت، التي يبلغ تعداد سكانها 212645 نسمة وتقدر مساحتها بـ374 كم مربع، وتعد أقدم الجزر الأربعة الرئيسية في أرخبيل جزر القمر بالمحيط الهندي، وقد رفضت أغلبية سكانها، وهم من المسلمين، الاستقلال في استفتاء شعبي، فباتت المقاطعة الفرنسية رقم 101 في أبريل/ نيسان 2011، وحصلت على عضوية الاتحاد الأوروبي في يناير 2014، تضم مايوت واحدة من أكبر البحيرات في العالم تبلغ مساحتها 1200 كلم مربع، تمتد الشعاب المرجانية فيها 160 ميلاً، ولها دور في توفير أشكال متعددة من الحياة البرية والبحرية الغنية، وتتميز بمناخ استوائي حار ورطب صيفًا، وبارد جاف شتاءً.
الأقاليم الفرنسية ما وراء البحار
تتمتع بقدر أكبر من الحكم الذاتي من الإدارات الواقعة ما وراء البحار، حيث تحكم تلك الأراضي قوانين الحكم الذاتي التي تسمح لها وضع قوانينها الخاصة بها مع وجود استثناءات في مجالات محددة (مثل الدفاع والعلاقات الدولية والتجارة الدولية والعملة والمحاكم والقانون الإداري) على النحو المنصوص عليه في النظام الأساسي للحكم الذاتي.
بوسع القاطنين في هذه الإدارات، التصويت في الانتخابات الرئاسية وانتخابات الجمعية الوطنية ومجلس الشيوخ الفرنسي، ويستخدم بعضها عملة اليورو بينما لا يستخدمها البعض الآخر، ويعد بعض سكانها من مواطني الاتحاد الأوروبي في حين أن آخرين ليسوا كذلك.
جزر بولينيزيا الفرنسية
وتتكون هذه الأقاليم من إقليم “جزر بولينيزيا الفرنسية”، الذي يبلغ تعداد سكانه 362860 نسمة وتقدر مساحته بـ4167 كم مربع، هذا الإقليم لا يستخدم اليورو عملةً له، وليس عضوًا في الاتحاد الأوروبي، وهو عبارة عن عددٍ كبيرٍ من الجزر الصغيرة التي تتناثر في جنوب المحيط الهادي، ويبلغ عددها نحو 130 جزيرة، وتنتشر هذه الجزر بشكلٍ متناثر على مسطح مائي كبير فتشكل ست مجموعات، أكبر هذه المجموعات مساحةً وسكانًا جزيرة تاهيتي، كما تضم جزيرة بورا بورا البركانية.
جزيرة سانت مارتن
من هذه الأقاليم أيضًا، إقليم “جزيرة سانت مارتن”، الذي يبلغ تعداد سكانه 35906 نسمة وتقدر مساحته بـ53.2 كم مربع، ويستخدم اليورو عملة له وهو عضو في الاتحاد الأوروبي، وتقع هذه الجزيرة في شمال شرق البحر الكاريبي، بين فرنسا ومملكة هولندا، وهي واحدة من أصغر جزر البحر المقسمة بين دولتين، والتي يرجع تاريخها إلى تقسيم 1648.
سانت بارتيليمي
جنوب شرق سانت مارتن، نجد إقليم “سانت بارتيليمي”، الذي يبلغ تعداد سكانه 35906 نسمة وتقدر مساحته بـ25 كم مربع، يستخدم اليورو عملة له وهو عضو في الاتحاد الأوروبي، وكان الإقليم يشكل جزءًا من “غوادلوب”، إلا أن سكانه صوتوا في عام 2003، لصالح الانفصال عن غوادلوب لتشكيل جماعة منفصلة في الخارج من فرنسا.
إلى جانب هذه الأقاليم نجد إقليم “واليس وفوتونا”، الذي يبلغ تعداد سكانه 15500 نسمة وتقدر مساحته بـ142 كم مربع، هذا الإقليم الذي يتكون من ثلاث جزر استوائية بركانية لا يستخدم اليورو عملة له، وليس عضوًا في الاتحاد الأوروبي.
جزر سان بيار وميكلون
وأخيرًا إقليم “جزر سان بيار وميكلون”، الذي يبلغ تعداد سكانه 7026 نسمة وتقدر مساحته بـ242 كم مربع، لا تستخدم اليورو عملة له، ويتكون هذا الإقليم من مجموعة صغيرة من الجزر تقع بالقرب من الساحل الشرقي لكندا، جنوبي نيوفندلاند في المحيط الأطلسي الشمالي.
الأقاليم الخاصة والإدارات الواقعة ما وراء البحار والأراضي الصغيرة
إلى جانب الإدارات الفرنسية ما وراء البحار والأقاليم الفرنسية ما وراء البحار، نجد أيضًا الأقاليم الخاصة والإدارات الواقعة ما وراء البحار والأراضي الصغيرة، وهذه الإدارات والأقاليم الأخيرة إما ليس بها سكان دائمون أو يختلف نظامها عن الإدارات والأقاليم الأخرى.
كاليدونيا الجديدة
ونجد الإقليم الخاص “كاليدونيا الجديدة” الواقع في أوقيانوسيا، الذي يبلغ تعداد سكانه 268767 نسمة وتقدر مساحته بـ18576 كم مربع، لا يستخدم اليورو عملة له، وليس عضوًا في الاتحاد الأوروبي، ويتوقع أن يحصل على استقلاله في غضون سنة 2019.
أما الأقاليم غير المأهولة بالسكان فنجد “الأراضي الجنوبية والقارة القطبية الجنوبية الفرنسية”، التي تبلغ مساحتها 439781 كم مربع، ويشتغل فيها نحو 150 من العسكريين والعلماء المدنيين، وأيضًا جزيرة كليبرتون (أرض صغيرة) هي جزيرة غير مأهولة وتبلغ مساحتها 6 كم مربع فقط.