لماذا يلجأ كتاب روايات الفانتازيا ورسامي الكوميكس إلى خلق شخصيات شريرة وخارقة؟ ستكون الإجابة الحاضرة أنه من دون وجود أشرار خارقين تنتفي الحاجة إلى وجود أبطال خارقين، بل لن توجد قصة متماسكة أو صراع.
تخيل ما الذي سيفعله كلارك كينت/سوبر مان بعد شهور من تنظيف الشوارع من مجرمي الدرجات الدنيا واللصوص الساذجين، لن يوجد أي تحدٍ على الإطلاق، ولكن حينما يظهر جنرال زود ودومزداي، فنحن هنا نحتاج إلى سوبرمان وإلا ستهلك الأرض.
فالشر في العوالم الخيالية أمر حتمي ولا يجب تجنبه، فالشخصيات الشريرة دومًا ما تكون المحرك الأساسي للأحداث ومن ثم يأتي تصرف الأبطال الخارقين كرد فعل على خططهم الشريرة والملتوية، ليس هذا فحسب بل من خلال الصراع الدائر بين البطل والشرير يتمكن القارئ من التعرف على الدوافع التي تحرك الأبطال وما يجعلهم أبطالاً خارقين بحق.
في القائمة التالية سنتعرف 5 شخصيات مختلفة تركوا بصمتهم الشريرة في عوالم الأدب والكوميكس.
اللورد فولدمورت
ظهر اللورد فولدمورت لأول مرة عام 1997 مع صدور رواية “هاري بوتر وحجر الفيلسوف” للكاتبة البريطانية جي. كي. رولينج، ويعتبر فولدمورت العدو اللدود لبطل السلسلة هاري بوتر ويسعى لقتله منذ لحظة مولده.
تمكن الممثل رالف فاينس من أداء دور فولدمورت في سلسلة الأفلام ببراعة زادت من عدد معجبي سيد الظلام
ويعد فولدمورت أكثر السحرة شرًا وقوة منذ قرون، لتابعيه فهو سيد الظلام، أما بالنسبة للمجتمع السحري فلا يسمونه باسمه، ويشيرون إليه بجملة “أنت تعرف من” ولا أحد يجرؤ على ذكر اسمه سوى من يتحلون بالشجاعة أو الحماقة! لدرجة أنه في الجزء الأخير من السلسلة والذي حمل عنوان “هاري بوتر ومقدسات الموت” وضع فولدمورت وتابعيه نظامًا سحريًا لتتبع معارضيه بمجرد نطقهم لاسمه عاليًا.
وتمكن الممثل رالف فاينس من أداء دور فولدمورت في سلسلة الأفلام ببراعة زادت من عدد معجبي سيد الظلام.
هانيبال ليكتر
هناك ثلاثة أنواع من البشر، الأول من يستلذون الطيب من اللحوم، والثاني النباتيون الذين لا يأكلون اللحوم، وهناك النوع الثالث هانيبال ليكتر، آكل لحوم البشر.
ما المخيف في ليكتر؟ إنه ليس بدائيًا وهمجيًا كآكلي لحوم البشر الهمجيين في حالة القبائل البدائية، أو أحد ضحايا حوداث تحطم الطائرات والسفن في أماكن بعيدة ومنعزلة مما دفعهم اضطرارًا للكانيباليزم للنجاة والبقاء على قيد الحياة.
حاز النجم أنتوني هوبكنز على جائزة الأوسكار لأفضل ممثل عام 1992 عن إدائه لدور هانيبال ليكتر في فيلم صمت الحملان
أما ليكتر، فليس بالهمجي ولا في موقف يضطره لأكله للحوم البشر، إنه شخصية أرستقراطية، طبيب نفسي، محب للأوبرا والموسيقي، سيكوباتي خطير، هذا هو المخيف به.
ظهر هانيبال ليكتر لأول مرة في رواية التنين الأحمر لتوماس هاريس عام 1981، وتابع الظهور في بقية أجزاء السلسلة: صمت الحملان 1988 وهانيبال 1999 وتمرد هانيبال 2006، وقد حاز النجم أنتوني هوبكنز على جائزة الأوسكار لأفضل ممثل عام 1992 عن إدائه لدور هانيبال ليكتر في فيلم صمت الحملان.
الجوكر
وجه أبيض شوهته المواد الكيميائية، شعر أخضر مبهرج، حلة بنفسجية أنيقة، ابتسامة مجنونة، محب للفوضي والدمار والقتل بسبب ودون سبب، هذا هو الجوكر عدو باتمان اللدود، فلا يمكن تخيل باتمان من دون الجوكر.
ظهر لأول مرة في أبريل 1940 في سلسلة كوميكس باتمان على يد كل من بيل فينجر وبوب كين وجيري روبنسون، وعلى طول العقود الفائتة أخذت شخصية الجوكر تثبت مكانتها كواحد من أفضل 100 شخصية شريرة في عوالم الكوميكس، والشرير رقم واحد في عالم دي سي كوميكس.
ظهرت شخصية الجوكر في السينما لأكثر من مرة خلال العقود الفائتة على يد عدد من الممثلين مثل كسيزار روميرو وجاك نيكلسون وليث هيدجر
ويعد الكتاب المصور “المزحة القاتلة The killing Joke” الذي كتبه آلان مور، ورسومات براين بولاند واحدًا من أفضل الروايات المصورة التي قدمت أصل شخصية الجوكر.
وبالإضافة إلى أفلام الأنيمشن ظهرت شخصية الجوكر في السينما لأكثر من مرة خلال العقود الفائتة على يد عدد من الممثلين كسيزار روميرو وجاك نيكلسون وليث هيدجر في فيلم صعود فارس الظلام والذي حاز عنه على جائزة الأوسكار لأفضل ممثل مساعد، وحاليًا جاريد ليتو في عالم دي السينمائي وفيلم الفرقة الانتحارية Suicide Squad.
ثانوس
ما الذي يحدث حينما يقع المرء في حب امرأة تدعى الموت Death، كل رغباتها أن ترى يد الدمار والهلاك تصل لكل شيء في الكون؟!
بالتأكيد عليه أن يحقق رغابتها، وهذا الشخص هو ثانوس! والذي لا يجد غضاضة في تدمير نصف الكون لأجل ديث، ظهر ثانوس لأول مرة في عالم مارفل في العدد 55 من سلسلة الكوميكس آيرون مان عام 1973 على يد الفنان جيم ستارلين.
ظهر ثانوس في مشاهد قليلة في أفلام Guardians of the Galaxy وThe Avengers وكل ذلك لتقديمه في فيلم مارفل القادم Avengers: infinity wars ليكون أكثر شخصية شريرة خارقة في عالم مارفل السينمائي.
الساحرة البيضاء
ظهرت الساحرة البيضاء أو جاديس في سلسلة روايات عالم نارنيا لـ سي. إس. لويس، كانت آخر ملكة من سلالة طويلة من الملوك والملكات في تشارن وهو عالم آخر غير عالم نارنيا.
كبرت غاديس كساحرة شريرة نمت قوتها السحرية أيضًا، وخاضت حربًا دموية ضد أختها، وعندما كادت أن تهزم نطقت بالكلمة المحرمة “كلمة الفناء” التي تدمر كل الحيوات عدا حياة من ينطقها.
في رواية نارنيا، ابن أخت الساحر وبعد أن عرف ديجوري وبولي قصة غاديس المرعبة حاولوا الهروب من تشارن والعودة إلى غابة ما بين العوالم إلا أن غاديس أمسكت ببولي وانتقلت بصحبتهما إلى أن وصلت لندن عام 1900.
حاولت غاديس السيطرة على العالم ها هنا إلا أنها وجدت سحرها لا يعمل في عالمنا، وفي محاولة من ديغوري لتصحيح خطأه حاول إعادة غاديس مجددًا إلى عالم تشاران إلى أن انتهى الحال بهم إلى لحظة ميلاد عالم نارنيا، وبعد معركتها وهزيمتها من أصلان هربت إلى جبل في غرب نارنيا، لتأكل من فاكهة تضمن لها الخلود لكن بثمن قاسٍ في المقابل، مكثت الساحرة البيضاء في شمال نارنيا لعدة عقود تعمل على تطوير سحرها إلى أن بسطت سيطرتها أخيرًا على نارنيا وبواسطة سحرها حولتها إلى أرض من الشتاء الدائم.