كانت الحملة التي نظمتها حركة تمرد الشبابية ضد حكم محمد مرسي، أول رئيس منتخب في انتخابات حرة، عاملا أساسيا من العوامل التي استغلها العسكر للإطاحة بالمسار الديمقراطي في مصر، وبعد أشهر من الانقلاب العسكري الذي قاده الجنرال عبد الفتاح السيسي، بدأ بعض قادة الحركة ينشقون عنها بحجة أنهم يرون أن “الجيش يهدد الديمقراطية”.
ويمثل الانقسام الذي شهدته تمرد مؤشرا على تنامي الغضب الشعبي من خارطة الطريق التي فرضها العسكر بعد عزل محمد مرسي، حيث وجهت مؤسسات حقوقية انتقادات للحملة الشرسة التي شنتها السلطات المصرية على جماعة الإخوان المسلمين واستنكرت “الاعتقالات الجماعية وعمليات التعذيب”.
وقال محمد فوزي منسق جناح منشق يسمي نفسه “حركة تمرد 2” لرويترز “أردنا أن يساعدنا الجيش في عزل مرسي لا في الاستيلاء على السلطة بنفسه… دور الجيش هو حماية الدولة وصيانتها وليس الحكم”.
ويضيف فوزي: “ما يحدث عودة لانتاج دولة بوليسية مرة أخرى وعودة مع تغيير الأشخاص لكن هي نفس هيئة نظام مبارك”، مشيرا إلى أن “قوات الأمن التي كانت مرهوبة الجانب في عهد الرئيس الأسبق حسني مبارك وخبا دورها بعد الإطاحة بمبارك، عادت لنفوذها السابق كما كانت في عهده”.
ومن الأسباب التي يرى أعضاء تمرد المنشقين أنها وراء انشقاقهم صِلات يقولون أنها تربط مؤسسي المجموعة برجال أمن الدولة، حيث يقول أحمد حسني عضو حركة تمرد 2: “في الأول ماكانش عندنا شك فيهم خالص… لكن بدأنا نجمع عنهم معلومات واكتشفنا في الآخر أنهم مزروعين من المخابرات العامة واتجندوا من قبل الأمن”.
ويذكر أم مسؤولين في الشرطة وأمن الدولة في مصر قالوا إبان انقلاب 3 يوليو لرويترز أن وزارة الداخلية دعمت حملة تمرد، وهو ما نفته الحركة آن ذاك وأكده بعض الأعضاء الذين اعترفوا في لقاءات خاصة أن أمن الدولة زرع بعض المؤسسين في الحركة.
كذلك اتهمت تمرد 2 الحركة بالكذب فيما يتعلق بعدد التوقيعات التي أعلنت الحركة جمعها لعزل مرسي في العام الماضي. وقالت تمرد 2 أن “عدد التوقيعات بلغ 8.5 مليون فقط وليس 22 مليونا كما أعلنت الحركة قبيل المظاهرات احتجاجا على حكم مرسي في يونيو حزيران الماضي”.
وأدى إعلان تمرد أنها ستؤيد الجنرال عبد الفتاح السيسي في انتخابات الرئاسة إلى اشتباكات بين الحركتين، إذ أعلن اثنان من مؤسسي تمرد هما حسن شاهين ومحمد عبد العزيز تأييدهما للسياسي اليساري حمدين صباحي الذي قال إنه سيخوض الانتخابات.
كما بدأت تمرد 2 حملة لجمع توقيعات من المصريين ل”معارضة الحكم العسكري” وقالت إنها جمعت مليوني توقيع حتى الآن أغلبها عن طريق الانترنت. وقال فوزي منسق حركة تمرد 2 ان للحركة حتى الاآن 400 عضو وأنها تأمل في توصيل رسالتها في حملة توعية عنوانها “اعرف رئيسك” لإقناع المصريين بالتصويت لرئيس مدني لا للسيسي.
وقال محمد علي (51 عاما) عضو حركة تمرد 2: “العسكر بقاله ستين سنة ماسك الحكم ومش عايز يسيب الحكم”، مضيفا: “أنا حاسس كأني لما باشوف العسكر.. الجيش .. دباباته أو واقف في كل المواقع حاسس كأني محتل. مش حاسس إن ده الجيش. واقف وبيحط الرشاش قدام المواطن المدني. حاجة تحزن من جوه. انت بترعبنا؟”.
ويقول فوزي أن كل أعضاء تمرد 2 أيدوا ثورة 25 يناير، لكنهم لم يشاركوا جميعا في المظاهرات المناهضة لمرسي إذ اعتبر البعض عزله انقلابا عسكريا، مشيرا إلى أنه كان يفضل أن “يسقط مرسي عن طريق الاحتجاجات الشعبية بدلا من عزله على يدي السيسي الذي كان مديرا للمخابرات الحربية في عهد مبارك”.
وقالت مها البديني المتحدثة باسم تمرد 2 “احنا كنا عايزين حكم مدني. كنا عايزين على أساسه يتم توطيد الديمقراطية اللي بنحلم بيها. إن مصر تبقى أحسن”، وأضافت “في ناس كتير خايفة. بس أنا لو خفت وده خاف وغيري خاف مش هنقدر نكمل.. لازم حد يطلع ويشجع الناس انها تتكلم وتطلع تاني مرة تانية عشان تأكد على مباديء الثورة”.