كشفت دراسة صادرة عن مركز الأهرام للدراسات السياسية والاستراتيجية يناير 2017 أن العمليات المسلحة خلال السنوات الثلاثة (2014/2015/2016) بلغت نحو 1165 عملية، تصدرها عام 2015 من حيث عدد العمليات والخسائر الناجمة عنها.
الدراسة وإن أشارت إلى تراجع منحى العمليات المسلحة مع نهاية 2016 إلا أن الأمور تبدلت مرة أخرى مع بدايات هذا العام، حيث ارتفعت وتيرتها مرة أخرى بصورة أكثر شراسة خاصة مع التطور النوعي والحركي في فكر التنظيمات التي تقوم بهذه العمليات، والتي انتقلت من شمال سيناء إلى جنوبها، ومن الصحراء الشرقية إلى قلب القاهرة والدلتا ومنها إلى الصحراء الغربية.
ثم جاءت حادثة الواحات الأخيرة، الجمعة 20 من أكتوبر الحاليّ، وهي الأشرس منذ استهداف قوات الأمن في أعقاب انقلاب الثالث من يوليو وحتى الآن، والتي تضاربت فيها أرقام القتلى في صفوف قوات الشرطة المصرية ما بين 17 قتيلاً بحسب رواية وزارة الداخلية وأكثر من 50 حسبما نشرت بعض الوسائل الإعلامية نقلاً عن مصادر أمنية، لتضع العديد من التساؤلات عن كيفية استعادة تلك الجماعات المسلحة لنشاطها مرة أخرى في الوقت الذي تعزف فيه السلطات في القاهرة على أوتار فرض الهيمنة والسيطرة والقضاء على ما يزيد على 95% من إمكانات تلك التنظيمات.
وفي الحلقة الأولى من ملف “العنف في مصر” الذي يسعى “نون بوست” من خلاله إلى كشف النقاب عن هذه الظاهرة ودراسة أسبابها وأبعادها في محاولة للإجابة عن التساؤلات كافة التي تدور في هذا الإطار، نسعى لرسم خريطة جغرافية لجماعات العنف النشطة وأبرز سماتها والعمليات التي قامت بها منذ انقلاب يوليو 2013 وحتى الآن.
سيناء
تعد منطقة سيناء لاسيما شمالها أكثر المناطق سخونة من حيث عدد العمليات المسلحة التي تتم بداخلها طيلة العقود الماضية، إلا أنه خلال السنوات الأربع الأخيرة تصدرت خارطة أعمال العنف بصورة غير مسبوقة، إذ شهدت وحدها مايقرب من 88% من إجمالي العمليات التي تمت في جميع أرجاء مصر خلال السنوات الثلاث بحسب دراسة الأهرام.
ورغم تنوع الجماعات المسلحة في هذه المساحة التي لا تتجاوز 27 كيلومترًا مربعًا تتمركز أنشطتها على وجه الخصوص في ثلاث مناطق رئيسية هي الشيخ زويد ورفح والعريش، إلا أن تنظيم ولاية سيناء الذي ينتمي أيديولوجيًا إلى تنظيم الدولة الإسلامية “داعش” يعد النسخة الأخيرة من جماعات سيناء والتي تقترب أعدادها من العشر تنظيمات.
ولاية سيناء
هو التنظيم الأكثر حضورًا في المشهد السيناوي على وجه الخصوص والمصري بصورة عامة، خرج للنور بعد أحداث 30 من يونيو، ليقدم نفسه في الـ8 من يوليو 2014 من خلال عرض عسكري مسلح يضم عشر سيارات دفع رباعي، رافعين الرايات السوداء، بحوزتهم العديد من الأسلحة.
في البداية كان التنظيم منضويًا تحت لواء “أنصار بيت المقدس” التابع للقاعدة إلا أنه وبعد مبايعة أبي بكر البغدادي زعيم تنظيم الدولة “داعش” بات جزءًا منه، وتم تغيير اسمه إلى “ولاية سيناء”، معلنًا سيناء إمارة إسلامية، ومن أبرز قياداته محمد أحمد علي الشهير بأبو أسامة المصري.
وخلال السنوات الثلاثة الماضية تنامت القدرة العسكرية للتنظيم ليشكِّل أقوى تنظيم عسكري غير تابع للدولة في تاريخ مصر المعاصر، حتى إن تمت مقارنته بالجماعة الإسلامية في تسعينيات القرن الماضي.
الاستراتيجية القتالية لولاية سيناء تجمع – وفق خبراء – بين ثلاثة أنواع من التكتيكات، الأول: يسمى تكتيك “إرهاب المدن”ويشمل بالأساس ضرب أهداف مدنيَّة سهلة داخل المدن عبر العبوات والمفخخات والانتحاريين وعمليات الاغتيال، الثاني: يسمى تكتيك “حروب المغاوير” أو “العصابات” ويشمل ذلك عمليات الكرّ والفرّ على أهداف عسكرية مع محاولة السيطرة على الأرض لفترة محدودة بتشكيلات قليلة العدد وخفيفة التسليح، مع تجنُّب مواجهة مباشرة طويلة أو متوسطة المدى مع قوات الجيش النظامي، الثالث: ويسمى تكتيك “القوات النظامية الخاصة” وفيه يتم استخدام خليط من المدفعية الثقيلة والخفيفة والصواريخ الموجَّهة وغير الموجهة والقنّاصة، لدعم تقدُّم أو انسحاب تشكيلات مشاة من عشرات أو مئات المسلحين. وقد استهدفت تلك التشكيلات – أحيانًا – السيطرة على قرى أو مدن بعينها، مثلما حدث في مدينة الشيخ زويد في يوليو/تموز 2015، أو ما حدث في سبع قرى – على الأقل – جنوب الشيخ زويد قبل ذلك.
قام التنظيم بعشرات العمليات المسلحة ضد قوات الجيش والشرطة في سيناء أبرزها:
24 من أكتوبر 2014.. استهداف نقطة تفتيش للجيش في كرم القواديس.
29 من يناير 2015.. استهداف نادي وفندق القوات المسلحة ومقر الكتيبة 101 في العريش، واستراحة للضباط قرب قسم شرطة العريش ليلاً، وقُتل في الهجوم 32 عسكريًا ومدنيًا.
1 من يوليو 2015.. شن سلسلة هجمات منسقة واسعة النطاق على نقاط تفتيش للجيش المصري ومركز شرطة الشيخ زويد قٌتِل فيها 50 شرطيًا على الأقل.
31 من أكتوبر 2015.. أعلن التنظيم مسؤوليته عن إسقاط الطائرة الروسية التي تحطمت في سيناء وخلفت وراءها ما يزيد على مئتي قتيل غير طاقم الطائرة.
9 من يناير 2017.. شنت هجومًا على حاجز المطافي في حي المساعيد غربي مدينة العريش بشمال سيناء، مما أدي لمقتل 13 من الشرطة المصرية.
7 من يوليو 2017.. مقتل 23 من الجيش المصري، وإصابة 32 في هجمات بسيارات مفخخة لتنظيم الدولة الإسلامية على الكتيبة 103 صاعقة.
11 من سبتمبر 2017، مقتل 18 شرطيًا في هجوم على قافلة أمنية بمدينة العريش شمال سيناء.
ولاية سيناء هو التنظيم الأكثر حضورًا في المشهد السيناوي على وجه الخصوص والمصري بصورة عامة، خرج للنور بعد أحداث 30 من يونيو، ليقدم نفسه في الـ8 من يوليو 2014 من خلال عرض عسكري مسلح يضم 10 سيارات دفع رباعي.
القاهرة والدلتا
رغم غيابها عن مسرح العمليات المسلحة لفترة من الفترات إلا أنها عادت بقوة في أعقاب استهداف بعض منشآتها الأمنية والدينية والمدنية بالقصف أو التفجير، سواء كان ذلك عن طريق جماعات مسلحة قادمة من سيناء أو بعض التنظيمات التي تم دُشنت داخل محافظات القاهرة الكبرى، والتي تتمحور في ثلاثة تنظيمات:
أنصار الشريعة
أحد التنظيمات التي خرجت من عباءة السلفية الجهادية وامتداد لأنصار الشريعة في اليمن وتونس وليبيا، أعلنت نفسها بصورة واضحة بعد 30 من يونيو 2013، بزعامة القيادي الجهادي أحمد عشوش.
تنتمي أيديولوجيًا إلى تنظيم القاعدة، وتسمى نفسها في مصر “أنصار الشريعة بأرض الكنانة”، ولها عدة أفرع إقليميًا منهم فرع تونس بقيادة أو عياش، وفرعين في ليبيا أحدهما في مدينة بنغازي والآخر في سرت، هذا بخلاف فرعها في اليمن، وتتمركز معظم عملياتها في منطقة الدلتا.
أعلنت عبر صفحتها الرسمية على موقع التواصل الاجتماعي “فيس بوك” مسؤوليتها عن العديد من العمليات التي استهدفت عناصر من الجيش والشرطة، أبرزها قتل نحو 28 من أفراد وأمناء الشرطة في 3 محافظات هي الشرقية والجيزة وبني سويف.
العقاب الثوري
في مقطع فيديو لم تتجاوز مدته أربع دقائق ونصف الدقيقة نُشر على موقع يوتيوب في 24 من يناير 2015 بحلول الذكرى الرابعة لثورة 25 يناير في مصر، كشفت حركة مسلحة عن نفسها تحت مسمى “العقاب الثوري” لا تنتمي إلى أي تنظيمات سياسية أو فكرية، رغم اتهام السلطات المصرية لها بالانتماء لجماعة الإخوان وهو ما نفته الحركة تمامًا.
عرفوا أنفسهم وفق المقطع المنشور باسم “شباب مصر الثورة الرافضين لكل أشكال الظلم والاستبداد واختطاف الوطن وما آلت إليه الثورة في مصر من تمكين لسلطة غاشمة هي امتداد لنظام المخلوع مبارك، أسالت الدماء، وأزهقت الأرواح، وأفقرت الشعب المصري”، كما جاء في هذا البيان تأكيد “أننا بعيدون كل البعد عن أي حسابات سياسية، ولن نخضع لأي مساومة أو ابتزاز أو إغراء، فليس لنا طريق إلا الطريق الثوري”.
وعن استراتيجية الحركة فكما جاء في بيانها التأسيسي أنها أنشئت “للتخلص من النظم الديكتاتورية والقمعية، التي تعمل على وأد الثورة وتوجيه بنادقها إلى صدور الثوار”، وتابع “لتكون تأسيسًا جديدًا للعمل الثوري الجاد والحقيقي لتخليص الوطن من المستبدين، لقد سئمنا شعارات تكررت مرارًا وتكرارًا عن سلمية الثورة ضد سلطة مسلحة لا تفهم إلا لغة الرصاص، ولم نجد في العالم أجمع ثورات نجحت إلا إذا امتلكت قوة تحميها”.
تتمحور عملياتها في القاهرة والجيزة والسادس من أكتوبر على وجه الخصوص، إلا أنه وبحسب موقعها الإلكتروني لها فروع في 16 محافظة مصرية، كما أعلنت مسؤوليتها عن 29 هجومًا مسلحًا و69 تفجيرًا و24 هجومًا، على كمائن مسلحة وعمليتي اغتيال.
ظهرت أولى عملياتها المعلنة في لقطات تم تداولها لملثمين يطلقون الرصاص على كمين شرطة وأهدت الحركة العملية إلى روح شيماء الصباغ وسندس شهداء الذكرى الرابعة للثورة، ومن أشهر عملياتها استهداف فيلا الشيخ علي جمعة وتفجير عبوات ناسفة أمام دار القضاء العالي وفروع شركة موبينيل ومطاعم كنتاكي وتفجير أبراج كهرباء مدينة الإنتاج الإعلامي وإصابة مدير الأمن الوطني ببني سويف، ولم تعلن الحركة حتى الآن انتماءها لأي تنظيم دولي رغم ما تقوله السلطات المصرية بانتمائها أيديولوجيًا لجماعة الإخوان المسلمين.
تنظيم أجناد مصر تأسس أواخر 2013 على يد القيادي مجد الدين المصري، عقب رفضه مبايعة تنظيم الدولة والقاعدة، إلا أنه ينتمي أيديولوجيًا للفكر الداعشي
كتائب حلوان وخلية المرج
حركتان مسلحتان تأسستا عام 2014، استهدفتا عناصر الجيش والشرطة، ورغم قلة نشاطهما في الآونة الأخيرة، فإنهما ما بين الحين والآخر تطفيان على السطح بعملية هنا أو هناك، حتى وإن كانت على نطاق ضيق.
كتائب حلوان تتمركز بحسب بيانها التأسيسي في جنوب القاهرة، وتستهدف عناصر الشرطة على وجه الخصوص، وتسمى الجيش بـ”جيش كامب ديفيد”، تنفي انتماءها لجماعة الإخوان المسلمين إلا أنها انطلقت في نشأتها مما أسمته رفض “سلمية الإخوان”.
تتبنى عمليات عشوائية تتصل أغلبها بالهجوم بالأسلحة النارية والبنادق الآلية تستهدف أفراد الشرطة والمنشآت العامة منها أبراج الكهرباء، منها استهداف أبراج نقل الكهرباء رقم 85 التبين جهد 500 كيلوفولت المملوك لوزارة الكهرباء وقطعوا قوائمه الحديدية مما أدى لسقوطه والبرجين المتصلين به رقمي 84 و86.
كما وجه لأعضائها عدد من التهم منها قتل قوات الشرطة بوحدة مرور حلوان وقتل والشروع في قتل ضباط وأفراد نقطة شرطة عين حلوان وقتل الضابط محمد رضا عبد الحكيم وأفراد قوات الشرطة المتمركزة بمركز شباب مدينة نصر بمحيط المدينة الجامعية والشروع في قتل 4 ضباط شرطة والمكلفين بحفظ الأمن بمنطقة عرب غنيم بحلون والشروع في قتل فردي شرطة المكلفين بحفظ الأمن بنقطة شرطة عرب الوالدة وجريمة الشروع في قتل كريم عماد الين عبد الرحمن الأعصر ضابط شرطة والقوة المرافقة له في الفترة من 2014 وحتى 2015.
أما خلية المرج، فتم تكوينها في منطقة المرج بالقاهرة، يستهدف أفراد من الشرطة، وغير معلوم انتماءاته التنظيمية أو الأيديولوجية، وفي ديسمبر الماضي قُدم 3 من عناصره للمحاكمة بتهمة تنظيم “كيان إرهابي”.
“أجناد مصر”
تأسس أواخر 2013 على يد القيادي مجد الدين المصري، عقب رفضه مبايعة تنظيم الدولة والقاعدة، إلا أنه ينتمي أيديولوجيًا للفكر الداعشي، ويعد من أكثر التنظيمات المتخصصة في استهداف قوات الأمن الشرطية على وجه الخصوص.
نفذ الكثير من العمليات في عمق مصر بعيدًا عن سيناء، أغلبها تفجيرات باستخدام عبوات ناسفة ظهرت في عملياتها التي استهدفت دار القضاء في 2 من مارس 2015، ومقتل العميد أحمد زكي ضابط بقطاع الأمن المركزي، عقب زرع عبوة ناسفة أسفل سيارته في 23 من أبريل 2014، إضافة إلى التفجير الذي كان أمام جامعة القاهرة في 28 من مارس 2015، وأسفر عن مقتل العميد طارق المرجاوي وإصابة 3 ضباط آخرين.
يربط التنظيم علاقة قوية بالقاعدة في ليبيا والمغرب العربي عمومًا، وهي التي يتردد عشماوي عليها حتى الآن في درنة، والتي قيل إنه انتقل إليها بعد إصابته في اشتباكات مع قوات الجيش في مدينة السويس
الصحراء الغربية وصعيد مصر
كانت لمحافظات صعيد مصر هي الأخرى نصيب من العلميات المسلحة لا سيما في العامين الأخيرين، خاصة بعد اتخاذ بعض الجماعات المسلحة من مدن الصعيد مناطق تمركز لها للقيام بأنشطتها في جنوب مصر والشريط الحدودي الملاصق لليبيا بدءًا من الفيوم وحتى أسيوط، وتتركز أبرز تلك الجماعات في أربعة أسماء.
حركة حسم
وتسمى حركة سواعد مصر، وهي حركة مسلحة ظهرت للمرة الأولى في بلاغ عسكري يحمل (رقم 1) أعلنت فيه انطلاق عملياتها ضد ما وصفته بالاحتلال العسكري والمليشيات التابعة له وذلك في 16 من يوليو 2016، حيث تبنت مقتل رئيس مباحث مركز طامية بمحافظة الفيوم الرائد محمود عبد الحميد، وإصابة اثنين من مرافقيه.
الحركة تتخذ من الفيوم مقرًا لها، إلا أن عملياتها تتمدد خارج المحافظة، منها محاولة اغتيال المفتي السابق علي جمعة في الـ5 من أغسطس 2016، الذي وصفته الحركة “بشيخ النفاق والفتنة النتن”، وأصيب أحد حراس المفتي خلال العملية بجروح طفيفة، حسب بيان وزارة الداخلية المصرية، كذلك محاولة اغتيال النائب العام المساعد المستشار زكريا عبد العزيز عثمان في 29 من سبتمبر 2016 بواسطة سيارة ملغمة استهدفت موكبه بمنطقة التجمع الأول.
ونظرًا لحداثة نشأتها ما زالت المعلومات شحيحة عن التوجهات الأيديولوجية والفكرية للقائمين على حركة حسم، هذا بخلاف حالة التخفي والسرية التي تكتنف أنشطتها ورجالها بحكم المواجهة القائمة بينها وبين النظام الحالي.
ورغم اتهام السلطات المصرية لجماعة الإخوان المسلمين بدعم الحركة والوقوف ورائها غير أن حسم لا تعترف بصلتها بالجماعة، وتنتهج أسلوبًا مغايرًا لما دأب قادة الإخوان على التأكيد عليه والتمسك به وهو الأسلوب السلمي، ونفت الجماعة أكثر من مرة تشكيلها أذرع مسلحة في مصر.
حركة ثوار بني سويف
حركة مسلحة تأسست في 14 من أغسطس عام 2014، تزامنًا مع الذكرى الأولى لفض اعتصام رابعة والنهضة، وسميت نسبة إلى مدينة بني سويف بصعيد مصر، إلا أن نواتها الأولى عناصر من مدينة الفيوم.
تخصصت في البداية في ضرب محولات الكهرباء، إلا أنها أعلنت مسؤوليتها عن عدد من العمليات بمحيط بني سويف مثل تفجير عبوة ناسفة بنادي القضاة ببني سويف، واستهداف عدد من مراكز الشرطة، كما تراجعت عملياتها في الآونة الأخيرة بصورة ملحوظة كانت آخر عملياتها التي أعلنتها بحسب صفحتها الرسمية على الفيس بوك مقتل أمين الشرطة شعبان فتحي جمعة بمدينة ببا جنوب بني سويف، في مايو 2015.
يعد هذا التنظيم أحد البدائل القوية ميدانيًا لسد الفراغ الذي من الممكن أن يخلفه التضييق الأمني على التنظيم الأم في سيناء
تنظيم المرابطين
أحد التنظيمات المنشقة عن تنظيم الدولة، إلا أنه ينتمي أيديولوجيًا إلى “القاعدة” ويعد امتدادًا لتنظيم المرابطين الذي ينشط في شمال مالي والصحراء الكبرى، أسسه هشام عشماوي ضابط الصاعقة المصري السابق، والملقب بـ”أبي عمر المهاجر”، بالإضافة إلى خلية أخرى بينهم 4 ضباط شرطة مفصولين من الخدمة وآخرين من الجيش.
يربط التنظيم علاقة قوية بالقاعدة في ليبيا والمغرب العربي عمومًا، وهي التي يتردد عشماوي عليها حتى الآن في درنة، والتي قيل إنه انتقل إليها بعد إصابته في اشتباكات مع قوات الجيش في مدينة السويس، إلا أن التنظيم وإن كان بدأ في أول الأمر في سيناء إلا أنه استقر بعد ذلك في الصحراء الغربية على الحدود الليبية، حيث تنشط عملياته الأخيرة، وهو أحد من تشار إليهم أصابع الاتهام بشأن حادثة الواحات الأخيرة.
كان التنظيم أبرز المتهمين في عدد من العمليات منها قضية اغتيال النائب العام المصري هشام بركات بعد استهداف موكبه في يونيو 2015، كذلك محاولة اغتيال وزير الداخلية السابق محمد إبراهيم وقضية عرب شركس التي أُعدمت على خلفيتها الخلية التي تم القبض عليها، كما اتهم بأنه المخطط الأول والمشارك في تنفيذ مذبحة كمين الفرافرة، في شهر يوليو 2014، وهي العملية التي قتل فيها 22 مجندًا بالجيش، واتهم أيضًا بالمشاركة في استهداف الكتيبة 101 في شهر 2015 من هذا العام بعد اقتحامها.
جند الخلافة
مجموعة مسلحة تنتمي تنظيميًا إلى الفكر الداعشي، حيث تعد أحد الجماعات المنبثقة عنه، ولا زالت ترتبط به بصورة كبيرة، في الوقت ذاته تربطها علاقات بالقاعدة في درنة الليبية وهو ما نقل ساحة عملياتها فيما بعد إلى الصحراء الغربية، إلا أن انتماءها لتنظيم الدولة أقوى وأشد.
يعد هذا التنظيم أحد البدائل القوية ميدانيًا لسد الفراغ الذي من الممكن أن يخلفه التضييق الأمني على التنظيم الأم في سيناء، ومن أبرز قادته عمرو سعد الذي يتولى مهام التجنيد والتدريب ويشارك بنفسه في تنفيذ العمليات، ومهاب مصطفى الذي يتولى مهام التمويل والتنسيق مع الجهات الداعمة بالخارج، وأيضا عزت محمد وهو بمثابة العقل المدبّر وقائد التنظيم الفعلي الذي يضم قرابة 40 عضوًا البعض منهم لا يزال هاربًا.
في الآونة الأخيرة فرض جند الخلافة نفسه كأحد أنشط التنظيمات المسلحة في منطقة الصحراء الغربية، حيث قام بالعديد من العمليات في محافظات قنا والمنيا وأسيوط، كذلك استهدف كمين النقب بالوادي الجديد، بخلاف تورطه في تفجيرات الكنيسة البطرسية ومار جرجس ومار مرقس بالإسكندرية وطنطا، علاوة على أنه أحد من تشار أصابع الاتهام إليهم في حادثة الواحات الأخيرة.