نشرت صحيفة تلغراف البريطانية فيديو قالت أنها حصلت عليه يعرض “الأوضاع المزرية اللا إنسانية الرهيبة التي يعاني منها المعتقلون في السجون المصرية”.
أحد الأشخاص الذي تمكن من إدخال كاميرا إلى داخل أحد السجون المصرية نقل كيفة يتم حشر السجناء بزنازين ضيقة جدا؛ لدرجة أن اضطر هؤلاء السجناء لتعليق أغراضهم الشخصية على الحائط حتى يتمكنوا من الجلوس، كذلك كيف تم احتجاز ثلاثة سجناء في الأقبية الانفرادية التي صممت لاستقبال شخص واحد فقط.
ويعرض الفيديو الوضع المزي من النظاقة وتناثر أدوات وبقايا الطعام في الزنزانة، حيث يجبر السجناء على النوم والأكل وسط الذباب ومياه المجاري العفنة.
الفيديو الذي جاء تحت اسم “جولة من خلال الثقب” يظهر زنازين المعتقلين التي لا تزيد مساحتها عن مترين طولاً ومتر ونصف عرضاً، والتي من المفترض أن تكون انفرادية، إلا أن سلطات الأمن المصرية تزج فيها 3 من المساجين فيها.
كما يشير مصور الفيديو إلى الملابس المعلقة والأكياس والأغطية وزجاجات المياه والأغراض الشخصية التي علقت كلها على الجدران؛ حتى يفسح مجال للمعتقلين في الزنزانة للجلوس أو النوم.
ويعتبر الفيديو المعروض هو الأول من نوعه في عرض ما يجري داخل السجون المصرية، كما يقوم سجناء بتوجيه اتهامات للحكومة من داخل الزنازين، معتبرين أن أهمية الكشف عما يجري وتعرضوا له في السجن يفوق على المخاطرة المتمثلة بتعرضهم لعمليات الانتقام في حال تم الكشف عن هوياتهم.
ويعرض الفيديو شهادات لمعتقلين تعرضوا لعمليات تعذيب من قبل حكومة الانقلاب العسكري بعد الإطاحة بالرئيس محمد مرسي، حيث يتحدث أحد المعتقلين الذي عذب لـ 4 أيام متتالية لإجباره الحديث عن “نشاطات إرهابية مزعومة” فيقول: “ضربوني طوال أربعة أيام، وعرضّوا جسدي للصعقات الكهربائية، وعذبوني بطريقة يصعب علي وصفها”، مضيفاً :”أمروني بحفظ الاعترافات، وقالوا ستقف أمام شخص وستردد ما نقوله كلمة كلمة.. وبسبب التعذيب والتهديد قلت لهم: سأفعل كل ما تريدون”.
وتظهر اللقطات في زاوية الزنزانة مطبخا أو مكانا ضيقا للطبخ يمكن للسجناء استخدامه لتحضير طعامهم وإلى جانبه مرحاض مؤقت قذر، ولا يوجد في الزنزانة سوى شباك ضيق جدا لإدخال النور للمكان.
تلجراف تقول أنها قدمت الفيديو بما فيه من شهادات لمنظمة العفو الدولية – أمنستي – لتقييمه، حيث تقول المنظمة أنها قامت بتوثيق حالات مشابهة سابقا لمؤيدي الإخوان المسلمين الذين تمت معاملتهم بطريقة سيئة.
ونقلت الصحيفة عن الباحث في المنظمة محمد المسيري قائلاً : “لا نزال نحاول التحقق من صحة الروايات، ولكنها تبدو متشابهة مع حوادث إساءة المعاملة التي وثقناها في السجون والتي يقول مؤيدو الإخوان والناشطون الليبراليون أنهم تعرضوا لها، حيث تؤكد تلك الروايات أنهم ضربوا وتعرضوا للتعذيب بالأجهزة الكهربائية”.
وتضيف الصحيفة، أنا لقطات الفيديو هذا هي جزء من ملف كامل تم اعداده من قبل شركة قانونية في لندن تترافع عن حزب الحرية والعدالة المصري الذي يعدّ الذراع السياسي للإخوان المسلمين، حيث يقوم المكتب بتحويل هذه المعلومات لمحكمة جرائم الحرب الدولية وللشرطة البريطانية على أمل صدور قرارات بإلقاء القبض على المسؤولين المتورطين أو المتواطئين على ممارسة التعذيب.
المحام البريطاني طيب علي يعلق على الفيديو قائلاً : “كما هو واضح من اللقطات فالأوضاع في السجن هي أدنى مما يمكن وصفه بالمقبول، ولكنها تعبر عن الحالة الطبيعية التي يقوم النظام باحتجاز السجناء السياسيين فيها”، مضيفاً :”لدينا أدلة واضحة وقوية عن عمليات تعذيب مورست من أجل الحصول على اعترافات”.
وتعلق الصحيفة على الـ 37 سجين الذي ماتوا في سجن “أبو زعبل” المزدحم بالمعتقلين وتركوا لساعات في سيارات الشرطة تحت الشمس الحارقة ما أدى إلى موتهم من الاختناق.
في الجهة الأخرى، رفضت المتحدثة باسم السفارة المصرية في لندن سهير يونس التعليق للصحيفة بدون تقديم تفاصيل عن حالات محددة، إلا أنها وافقت على عدم وجود مساحة في تلك السجون، مضيفة “لا نعذب السجناء”، ثم علقت: “هناك الكثير من الأموال التي تنفقها بعض الحكومات لتشويه صورة مصر”.
بامكانكم مشاهدة الفيديو من هنا