منذ الوهلة الأولى يعتقد الزائر لصفحته الشخصية سواء على “فيس بوك” أم “تويتر” أنه مسؤول بالرياضة المصرية نظرًا لحجم التغريدات والمنشورات التي يدونها عن الشأن الكروي المصري، البعض قد يظنها عشقًا وحبًا في المحروسة لكن سرعان ما يكتشف أن الأمر ليس كذلك.
لم يكن اسمه مطروحًا على خريطة الإعلام المصري قبل الثلاثاء الـ13 من مارس/آذار الماضي، حين استقل سيارته الفارهة في أول زيارة له لأكبر أندية مصر والعرب وإفريقيا، النادي الأهلي، لتفتح له أبواب النادي وتفرش السجادة الحمراء ويجلس الرجل على مقعد رئيس النادي بعد أن منح الرئاسة الشرفية له، في مشهد أثار الكثير من التساؤلات حينها.
دخل تركي آل الشيخ رئيس هيئة الرياضة السعودية السوق الرياضي المصري بسرعة الصاروخ، هبط على ساحات الكرة بـ”الباراشوت”، أمواله التي حملها ووعوده الخيالية كانت جواز سفره لأن يصبح الشخصية الأكثر حضورًا في الإعلام المصري في وقت لا يساوي في حساب الزمن لحظات.
3 أشهر فقط.. استطاع فيها مستشار ولي العهد السعودي اختراق الرياضة المصرية حتى النخاع، بصورة غير مسبوقة في تاريخ المصريين، لم يترك بابًا رياضيًا إلا وطرقه، ولا نافذة كروية إلا ودخل منها، مستعرضًا قدراته المالية التي كانت البوابة السحرية للتوغل في المجتمع المصري عبر إحدى أبرز أدوات القوى الناعمة.
غير أن الرياح دومًا لا تأتي بما تشتهي السفن، فلم تدم إقامة الرجل كثيرًا في مصر حتى اضطر بعد موجة انتقادات جماهيرية ضد تدخلاته لمغادرة القاهرة، موجهًا رسالة عتاب للمصريين بأنه ليس “شوال رز”، ومع ذلك لم يتوقف عن حملاته وانتقاداته للكرة المصرية، حتى في مونديال روسيا الذي ودعه منتخبا مصر والسعودية من الجولة الأولى، الغريب أن هذه الحملات لم تحرك ساكنًا لدى أي مسؤول مصري، ليواصل الرجل هجومه المستفز دون أن يعترض طريقه أحد، وهو ما دفع الملايين من المصريين الغيورين على كرامة بلدهم إلى التساؤل: كيف يستمر هذا الرجل في حملاته دون أن يوقفه أحد؟ أين المسؤولين في الدولة من تلك الإساءات؟ غير أن البعض ذهب إلى منحى آخر حين لم يجد جوابًا.. الأمر يبدو أنه أكبر من الرياضة.
الأهلي.. البداية
في السنوات الأخيرة سعت الرياض إلى تعزيز نفوذها وتأثيرها على دوائر صناعة القرار في بقية العواصم العربية، ومع سيطرتها المالية على صناعة الترفيه في المنطقة، اتخذت المملكة الرياضة وسيلة لمد نفوذها، بضخ المزيد من الاستثمارات في هذا القطاع، على رأسها مصر على سبيل المثال.
لم يجد ولي العهد السعودي أفضل من صديقه المقرب آل الشيخ للقيام بهذه المهمة، ومن ثم بدأ التحضير لفرض اسم الرجل على الشارع المصري، لينطلق بعدها في تنفيذ أولى خطوات تكليفه الجديد، متخذًا من أكبر أندية مصر بوابته نحو الوصول إلى الملايين من الجمهور المصري العاشق للفانلة الحمراء.
كان اختيار آل الشيخ للنادي الأهلي كبوابة للدخول اختيارًا موفقًا نظريًا نظرًا لما يتمتع به النادي من شعبية وجماهيرية جارفة، لكنه في الوقت ذاته سلاح ذو حدين، وهو ما تكشف بعد أقل من 90 يومًا على دخوله عتبة النادي مارس/آذار الماضي.
تعهد في بداية منحه منصبه الشرفي الجديد أن ينقل النادي المصري نقلة أخرى، عبر لاعبين محترفين جدد ومدير فني عالمي، على حد وصفه، فضلًا عن خطته لتدشين مشروعات رياضية غير مسبوقة في تاريخ مصر الرياضي، كانت سيولته في الإنفاق جواز سفره إلى قلب الكثير من أعضاء مجلس إدارة النادي برئاسة المخضرم محمود الخطيب، فضلًا عن عدد من الإعلاميين والرياضيين والشخصيات العامة ممن باتوا يدورون في فلكه ويتتبعون ظله أينما حل أو ذهب.
نجح مستشار ولي العهد السعودي في إحداث حراك غير طبيعي في منظومة الكرة المصرية، أعاد من خلاله رسم الخريطة التقليدية المعروفة عن اللعبة الأكثر شعبية في مصر
لكن ومع مرور الوقت انقلب الحال وتبدل.. سلسلة تدوينات أطلقها تركي عن علاقته بالأهلي ورئيسه، فجرت حالة من الغضب في الأوساط الرياضية المصرية من مسؤولين ومتابعين، دفعت البعض للمطالبة باستقالة الخطيب، كما طالبوا قبل يومين باستقالته هو نفسه من منصب الرئيس الشرفي للنادي، حفاظًا على كرامة المصريين.
الرجل كشف النقاب عن دعمه لترشح الخطيب لرئاسة النادي أمام محمود طاهر الرئيس السابق، وتمويله خلال حملته الانتخابية بمبلغ 6 ملايين جنيه (335 ألف دولار)، متحدثًا عن أن رئيس الأهلي طالبه بالتدخل في عدة صفقات لشراء وبيع لاعبين والتعاقد مع مدرب بالإضافة إلى مشروع “إستاد القرن”، معلنًا أن حجم دعمه المالي للنادي بلغ 260 مليون جنيه (15.2 مليون دولار) خلال 5 شهور تولى فيها الرئاسة الشرفية له، منتقدًا تعامل إدارة الأهلي معه كأنه “جهاز صراف”، وقال إنه بسبب الأخطاء والتشويه الذي حدث له أصبح في نظر جمهور الأهلي “شوال الرز”.
في أقل من 3 أشهر مكث فيها آل الشيخ على كرسي الرئاسة الشرفية للأهلي، فرغ النادي من أعمدته الرئيسية من اللاعبين والإداريين، على رأسهم لاعب الوسط عبد الله السعيد والمدير الفني حسام البدري الذي عينه – في موقف مثير للجدل – مديرًا فنيًا لنادي الأهرام “الأسيوطي سابقًا” الذي اشتراه مؤخرًا.
أزمته مع محمد صلاح
مثل نجم ليفربول الإنجليزي المهاجم المصري محمد صلاح شوكة في حلق آل الشيخ منذ بداية تألقه العام الماضي، خاصة بعد كشف قرعة مونديال روسيا ووقوع المنتخب السعودي مع نظيره المصري في مجموعة واحدة، ليبدأ الرجل في سلسلة تغريدات عبر خلالها عن أمنيته في تعرض اللاعب المصري للإصابة حتى لا يلعب مع فريقه في كأس العالم.
البداية كانت في مارس الماضي، حين وقع نقاشًا كوميديًا بين الإعلامي عمرو أديب وتركي بعد هدف صلاح في مرمى البرتغال خلال المباراة الودية التي جمعت بين الفريقين، حينها قال: “لازم يوحشنا قبل كأس العالم”، مرفقًا مع التغريدة صورة لمحمد صلاح، وهي العبارة التي فسرها مغردون بأنها رغبة في ابتعاد صلاح عن كأس العالم المقبلة في روسيا.
https://twitter.com/Turki_alalshikh/status/977293421793742848
ثم بعد ذلك وعقب إصابته في نهائي دوري أبطال أوروبا خلال مباراة فريقه مع ريال مدريد، كتب رئيس هيئة الرياضة السعودية على موقع التواصل الاجتماعي “فيسبوك” مستفزًا مشاعر المصريين يقول: “في اعتقادي أن نادي ليفربول لن يسمح لصلاح بأخذ إبرة الكورتيزون، لأن ذلك فيه خطورة على اللاعب في المدى البعيد، وسيضغط بشدة في سبيل استكمال العلاج لمدة شهرين، مما يعني للأسف أننا لن نرى النجم محمد صلاح في كأس العالم”.
وفي مايو عقب من جديد على الإصابة والتشكيك في احتمالية مشاركته في بطولة كأس العالم، قائلًا “نجمنا الكبير محمد صلاح أنهى أشعة MRI الأولى، وللأسف تأكد أن الإصابة قوية كما قلنا ستستغرق شهرين”، وتابع: ” هناك بصيص من الأمل، حيث سيجري MRI آخر خلال ساعات، دعواتنا له بالشفاء ويارب نشوفه في المونديال”.
https://twitter.com/Turki_alalshikh/status/1011305472224264192
العبث في الخريطة الكروية
نجح مستشار ولي العهد السعودي في إحداث حراك غير طبيعي في منظومة الكرة المصرية، أعاد من خلاله رسم الخريطة التقليدية المعروفة عن اللعبة الأكثر شعبية في مصر، فبدأ في تفريغ الأندية الكبرى من لاعبيها، على رأسها القطبين الأهلي والزمالك، فأعار عددًا من اللاعبين المؤثرين للدوري السعودي مقابل إغراءات مادية.
الملفت للنظر أن اللاعبين المعارين للأندية السعودية كانوا قوام فرقهم في مصر، على رأسهم عصام الحضري ومصطفى فتحي وشيكابالا وحسين الشحات وحسين السيد وكهربا ومن قبلهم حسام غالي لاعب الأهلي المعتزل مؤخرًا، هذا بخلاف عشرات اللاعبين الآخرين المدرجين على قوائم الانتظار.
تركي آل الشيخ:” المنتخب السعودي فاز رغم وجود محمد صلاح، ولولا وجود عصام الحضري والأخطاء التحكيمية لكانت النتيجة تاريخية”
الأمر لم يتوقف عند تفريغ الأندية من لاعبيها لصالح الدوري السعودي فقط، بل وصل إلى حد شراء أحد الأندية المغمورة في مصر “الأسيوطي” وإعادة تسميته “الأهرام” وتأهيله للمنافسه ومجابهة الكبار، حيث ضخ ملايين الدولارات لتصعيد هذا الفريق عبر عشرات التعاقدات الكبيرة بأرقام مغرية تدفع أي لاعب في الأندية الكبرى إلى الانتقال، وهو ما تم بالفعل، حيث اختار عضو الاتحاد المصري لكرة القدم مجدي عبد الغني مديرًا للنادي، معلنًا ذلك في الوقت الذي يوجد فيه عضو الاتحاد مع بعثة المنتخب المصري في سويسرا، ما أثار بعض التساؤلات.
كما اختار الكابتن حسام بدري المدير الفني الأسبق للأهلي مديرًا فنيًا للنادي الجديد، وهنا علامة استفهام أخرى، خاصة أن تركي في تدوينة له سابقة انتقد البدري وطالب برحيله عن النادي وتعهد باستقدام مدير فني عالمي، وهو ما أثار التساؤلات بعد ذلك بشأن دوافع الهجوم على المدير الفني للأهلي الذي حصل على بطولة الدوري العام الماضي.
السخرية من المنتخب المصري
اختراق آل الشيخ لم يتوقف عند حاجز اختراق الأندية وتفريغ محتواها فقط، بل تجاوز ذلك إلى إجهاض حلم الملايين من المصريين في تمثيل منتخب بلادهم في المونديال تمثيلًا مشرفًا، سواء بتشتيت تركيز اللاعبين داخل معسكرهم أم فيما قيل بشأن التدخل باستخدام المال لشراء النقاط الـ3 لمباراة فريقه مع نظيره المصري.
البداية حين عمد رئيس هيئة الرياضة السعودية عن طريق قناة “إم بي سي” لتشتيت تركيز اللاعبين عبر إجراء مقابلات تليفزيونية معهم من داخل غرفهم بما يخالف اللوائح، مقابل آلاف الدولارات، مستغلًا في ذلك حارس المنتخب عصام الحضري الذي قيل إنه كان يتقاضى عن كل مقابلة مبلغًا من المال.
هذا بخلاف سماح اتحاد الكرة المصري الذي ضمن أعضائه مجدي عبد الغني مدير النادي المملوك لتركي، لزوجات اللاعبين بزيارتهم داخل الفندق قبيل مباراتي أوروجواي والسعودية، وهو ما أقره رئيس الاتحاد خلال مؤتمر صحفي له أمس، فضلاً عن الفوضى التي أحدثها وفد الفنانيين والإعلاميين الذي زار المنتخب في الفندق الذي يقيم فيه.
مخطط تشتيت تركيز اللاعبين لم يتوقف عند هنا، فقد كشف مصدر من داخل مكتب مرتضى منصور رئيس نادي الزمالك المصري، أن آل الشيخ هاتَفَه قبل مواجهة مصر والسعودية بساعات، وعرض عليه “عرضًا لا يُقاوم” لشراء لاعبي المنتخب والزمالك الثنائي طارق حامد وعلي جبر، بمبلغ يفوق 5 ملايين دولار.
وعلى الفور أعلن مرتضى هذه الصفقة دون علم من اللاعبين ما كان له أبلغ الأثر عليهما نفسيًا وفنيًا، وهو ما تناقلته التقارير الواردة من هناك، حيث عمد إداريي المنتخب إلى تهدئة اللاعبين الذين عبرا عن غضبهما الشديد، تجسد على لسان حامد بقوله: “أنا لست عبدًا لكي تبيعوني دون إذني”.
هذا بخلاف التساؤل الذي أثاره إصرار حكم المباراة الكولومبي ويلمار رولدان على احتساب ركلة جزاء للمنتخب السعودي في المباراة رغم اعتراض حكام الفيديو (var) عليها، ما دفعه للذهاب بنفسه ورؤيتها أكثر من مرة وفي النهاية احتسبها في مشهد ذهب بالبعض إلى وجود دور للمال الرياضي في حسم المباراة وإن لم يثبت هذا الكلام رسميًا حتى الآن.
وبعد انتهاء المباراة، واصل رأس حربة قوى ابن سلمان الناعمة، حملاته ضد الفريق المصري، حيث جاء تعليقاته الأولى عقب الخسارة من فريق بلاده حاملة السخرية والاستنكار، قائلاً: “المنتخب السعودي فاز رغم وجود محمد صلاح”، لافتًا إلى أنه لولا وجود عصام الحضري والأخطاء التحكيمية لكانت النتيجة “تاريخية”.
آل الشيخ لا يمثل نفسه فقط، فهو بمثابة وزير للرياضة السعودية، ومن ثم فإن أي تحرك ربما يقود إلى توتر في العلاقات مع المملكة، وهو ما تتجنبه السلطات المصرية
وأعادها مرة أخرى حين علق على ما كتبه الفنان المصري نبيل الحلفاوي على حسابه على “تويتر: “كل ما اتخيل لو كنا كسبنا السعودية واحتمال إننا نفضل طول التصفيات الإفريقية وتصفيات كأس العالم في حرقة الدم دي والكورة المملة العقيمة وإيدنا على قلبنا طول الماتش واحنا بنلاعب أضعف الفرق ومنظرنا الجبان قدام العالم.. ياااه”.
ليرد عليه تركي قائلاً: “أضعف الفرق هزمك ولولا السد العالي الحضري لكانت تاريخية، انتقد منتخبك براحتك، لكن متسقطش أو تستقل من غيرك خصوصًا إذا كنت مهزوم وآخر المجموعة”.
ليست الرياضة وحدها
تغول آل الشيخ في المجتمع المصري لم يقتصر على الرياضة فقط، بل تجاوز ذلك إلى قطاعات أخرى على رأسها الإعلام، فبعد إعلانه انتقال الاعلامي المصري عمرو أديب للعمل في القناة السعودية “إم بي سي” بمقابل هو الأعلى لإعلامي في الشرق الأوسط، هناك تسريبات تشير إلى عقود مع إعلاميين مصريين آخرين وهو ما ألمح إليه تركي في نهاية المقطع الذي سجل توقيع أديب حين قال: اللي بعده.
ورغم كل هذا لم يقبل مبعوث ابن سلمان أن يتعرض لأي انتقادات من هنا أو هناك، بل إن الرجل نفسه حرض على أحد الإعلاميين بسبب هجومه عليه جراء توغله في الشأن الرياضي المصري، وهو ما حدث مع المذيع أحمد سعيد.
تركي على صفحته على “فيسبوك” كتب يقول: ثقتي كبيرة في القيادة المصرية باتخاذ إجراء نحو تجاوزات المغمور أحمد سعيد الذي لا يمثل الإعلام المصري المحترم”، وعلى الفور يصدر المجلس الأعلى للإعلام في مصر “جهة حكومية” بيانًا يحول فيه سعيد للتحقيق، ثم تغلق كل المواقع التي كان يرأس تحريرها.
لماذا لم يتحرك أحد؟
رغم حالة الغضب التي سيطرت على جماهير الرياضة المصرية والمدافعين عن كرامة بلدهم في مواجهة مراهقة مستشار ابن سلمان، فلا أحد من المسؤولين المصريين حرك ساكنًا حيال ما يفعله الرجل ليل نهار، وهو ما أثار العديد من التساؤلات عن دوافع هذا الخنوع.
البعض ذهب في تفسيراته للصمت المصري بأن آل الشيخ لا يمثل نفسه فقط، فهو بمثابة وزير للرياضة السعودية، ومن ثم فإن أي تحرك ربما يقود إلى توتر في العلاقات مع المملكة، وهو ما تتجنبه السلطات المصرية في الآونة الأخيرة في ظل الدعم المقدم من الرياض لها طيلة السنوات الماضية.
آخرون تساءلوا إذا كان حرص الجانب المصري على عدم التصعيد معه خوفًا على العلاقة مع الأشقاء فلماذا لا يحرص الأشقاء كذلك على علاقاتهم مع المصريين؟ خاصة أنه بات يقينًا أن تركي لم ولن يجرؤ أن يكتب كلمة واحدة دون علم ولي العهد وبأمر منه، مباشرًا كان أو غير مباشر.
الغريب في الأمر أن تسريبات أشارت إلى ذهاب وفد من إعلاميين ونواب مصريين إلى الرياض لمصالحة رئيس هيئة الرياضة السعودية ومحاولة تخفيف حدة التوتر في الأجواء بينه وبين الأهلي المصري، غير أن تصريحاته الأخيرة بشأن صلاح والمنتخب زادت من تعقيد الأمور عقب تصاعد الغضب الشعبي.
ومن ثم بات من اليقين أن استمرار تركي آل الشيخ حتى كتابة هذه السطور في الهجوم على الكرة المصرية والتوغل في مفاصلها ليس من بنات أفكاره، بل ترجمة لمخطط واضح ومباشر يسعى من خلاله ابن سلمان وعبر استخدام القوى الناعمة إلى تعزيز نفوذ بلاده وتأثيرها على دوائر صناعة القرار في بقية العواصم العربية، وفي الجهة الأخرى يظل التحرك المصري أسير حفنة من الدولارات وبعض براميل النفط حتى لو كان المقابل كرامة المصريين واستقلالية قرارهم.