تكاثرت المناورات في المنطقة فانجبت تحالفات نواتها دول الخليج، فثمة هوس يتعاظم ويتوحش بالعسكرة ولا بأس من التمدد عسكريًا لا إنسانيًا، وسرعان ما يلتقط الفكرة الرئيس الأمريكي فيقترح إنشاء نسخة عربية من حلف شمال الأطلسي “الناتو” على أن يقوم الحلف الجديد على دول الخليج ومصر والأردن بالشراكة مع واشنطن، وهو ما يتزامن مع ما يقول البعض إنه تضخيم للعدو الإيراني المفترض.
من مجرد نوايا إلى الصدام بالواقع
يمكن الحديث عن حجر الأساس لـ”ناتو عربي” ضد إيران مع أولى خطوات الرئيس ترامب خارج بلاده، ففي أول جولة من المملكة السعودية إلى “إسرائيل” حل الرئيس الأمريكي دونالد ترامب ضيفًا في القدس المحتلة بعد يومين حافلين في الرياض أرسى خلالهما ركائز تحالف إسلامي لمواجهة ما وصفه بـ”الإرهاب الإسلامي”.
وحتى قبيل زيارة ترامب إلى المملكة العام الماضي، نقلت رويترز عن مصدر أمريكي أن مسؤولين سعوديين طرحوا فكرة إقامة الحلف الأمني، حيث أُعلن اتفاق ضخم لبيع الأسلحة، لكن اقتراح تشكيل الحلف ظل يرواح مكانه، وهو ما يشير إلى مبادرات مشابهة من جانب حكومات أمريكية لإبرام تحالف رسمي مع حلفاء عرب وخليجيين أخفقت في الماضي.
الحديث عن حجر الأساس لـ”ناتو عربي” ضد إيران جاء قبيل زيارة ترامب للرياض
وبعد انتهاء الزيارة، كشف بيان الرياض عن إعلان نوايا تأسيس ما سُمي “تحالف الشرق الأوسط الإستراتيجي” بحلول عام 2018، وأشار البيان إلى ترحيب عدد من الدول المشاركة في التحالف الإسلامي العسكري لمحاربة الإرهاب، وتوفير قوة قوامها 24 ألف جندي.
ترامب الذي وظف منبره الانتخابي والرئاسي لضخ خطاب عنصري ومعاد للاجئين والمسلمين وخط بقلمه قرارات تنفيذية لمنع دخولهم الولايات المتحدة قد اعتلى – للمفارقة – منبرًا إسلاميًا وعربيًا ليتحدث عن أهمية التسامح والعيش المشترك، وشدد من هناك على أن مهمة التصدي للإرهاب تقع على عاتق الدول العربية والإسلامية، وعلى تلك الدول ألا تنتظر بلاده لسحق الإرهاب بالنيابة عنها.
“نريد تعزيز التعاون مع دول الخليج ومصر والأردن بهدف التصدي للتوسع الإيراني في المنطقة” يقول مسؤولون أمريكيون ومصادر في البيت الأبيض لوكالة رويترز
ذهب الرجل إلى الأراضي المحتلة وفي جعبته تفاهمات كثيرة، وعلى رأسها مشروع حلف عسكري عربي كشفته صحيفة “وال ستريت جورنال” الأمريكية، إذ نقلت الصحيفة عن مصادر حكومية عربية أن إدارة تعمل على تشكيل تحالف عسكري يشارك معلومات استخباراتية مع “إسرائيل”، في مواجهة إيران بوصفها “عدو مشترك”، ويضم التحالف المنتظر كلا من السعودية والإمارات ومصر والأردن، على أن تنضم إليه دول عربية أخرى في وقت لاحق.
تلك الخطوات التي تعزز شعار “أمريكا أولاً”، جرى إحياؤها خلال الأيام الماضية، ففي أواخر الشهر الماضي، نقلت وكالة رويترز عن مسؤولين أمريكيين وعرب أن الحلف يهدف إلى مواجهة النفوذ الإيراني في منطقة الشرق الأوسط، مشيرين إلى أن التحالف الذي يُراد له أن يكون نسخة عربية من “الناتو” ستناقش معالمه خلال قمة تعقد في منتصف أكتوبر/تشرين الأول المقبل في واشنطن.
“نريد تعزيز التعاون مع دول الخليج ومصر والأردن بهدف التصدي للتوسع الإيراني في المنطقة”، هذا ما صرح به مسؤولون أمريكيون ومصادر في البيت الأبيض لوكالة رويترز، أما الكيفية فستكون لاحقًا بتشكيل تحالف أمني وسياسي جديد مع تلك الدول مبدئيًا تحت اسم “تحالف الشرق الأوسط الإستراتيجي”.
تحالف يقول بعض صانعي القرار الأمريكي عن دوافع إنشائه إنه يعزز التعاون مع تلك البلدان بخصوص الدفاع الصاروخي والتدريب العسكري لتحديث جيوش الدول العربية المشاركة به ومكافحة الإرهاب وقضايا أخرى مثل دعم العلاقات الاقتصادية الدبلوماسية الإقليمية وإرساء السلام بالشرق الأوسط.
يقوم الحلف الجديد على دول الخليج ومصر والأردن بالشراكة مع واشنطن
ما وراء التحالف الرابع
ترمي الخطة الأمريكية – بحسب ما نقلت رويترز – إلى تشكيل نسخة من حلف شمال الأطلسي “الناتو”، وتجمع بين الحلفاء المسلمين السنة كما يراها البيت الأبيض من منظوره ومصالحه، وهذا من شأنه على الأرجح أن يزيد التوتر بين أمريكا والقوى الشيعية في إيران، دون أن يأخذ بعين الاعتبار ما سيكون لها من تبعات على منطقة الشرق الأوسط التي لم تهدأ التوترات بها بين واشنطن وإيران منذ تولي الرئيس ترامب السلطة.
لكن إلى الآن لم يتضح كيف سيمكن للتحالف مواجهة طهران على الفور، لكن إدارة ترامب وحلفاءها السنة لديهم مصالح مشتركة في الصراعات الدائرة في اليمن وسوريا إضافة إلى الدفاع عن مسارات الشحن الخليجية التي تمر عبرها أغلب إمدادات النفط العالمية.
ورغم أن وسائل الإعلام الدولية كافة نقلت، في البداية، خبر تشكيل الحلف عن رويترز، فإن هناك تقريرًا نُشر قبل تقرير الوكالة بساعات قليلة، في “مركز بيغن – السادات للدراسات الإستراتيجية” بعنوان “هل نتجه نحو ناتو عربي؟”، كشف تفاصيل تشكيل الحلف وأهدافه، ناقش أسباب ضرورة قيام هذا والحلف، خصوصًا في البحر الأحمر، إذ حذّر من انتقال عناصر حزب الله اللبناني إلى اليمن لقيادة الحرب ضد السعودية والسيطرة على الممرات الملاحية، من خلال تحويل الحوثيين إلى جيش متوسط الحجم قادر على القيام بعمليات متطورة “في جميع أنحاء العالم“.
ونشرت وكالة بلومبيرغ تقريرًا دعت فيه إلى إنشاء حلف استخباراتي بدلاً من الحلف العسكري، محذرة من أن إيران لديها العديد من الوسائل لإحداث الأذى، من بينها الهجمات السيبرانية واستخدام الميليشيات “الوكيلة”، كما دعت إلى احتواء هذه التهديدات، وتوسيع دائرة هذا الحلف الاستخباراتي ليشمل تركيا ومصر والأردن وحلف شمال الأطلسي مع احتمال دعوة تل أبيب إليه.
هذا الحلف يأتي في ظل تأكيد تقارير صحفية أمريكية أن الولايات المتحدة تستعد لضرب إيران بمساعدة أستراليا خلال أغسطس المقبل
من جانب آخر، كشفت صحيفة التايمز البريطانية أن المفاوضات الجارية بشأن تشكيل الحلف تركز على التدريب العسكري والدفاع، وأشارت إلى أن أحد الخيارات المطروحة للنقاش هو نصب درع صاروخي إقليمي مماثل لنظام القبة الحديدية في “إسرائيل”.
ورغم الحديث عن “ناتو عربي”، فإن الولايات المتحدة لم تتبن سياسة لتغيير النظام في إيران أو دفعه للانهيار، حسبما صرح وزير الدفاع الأمريكي جيمس ماتيس في الـ26 من يوليو/تموز 2018 في وزارة الدفاع الأمريكية، وأضاف ماتيس للصحفيين: “الهدف لا يزال تغيير سلوك إيران في الشرق الأوسط، نريدهم أن يغيروا سلوكهم فيما يخص عددًا من التهديدات التي يمكن أن يشكلها جيشهم ومخابراتهم ومن ينوبون عنهم ووكلاؤهم”.
يُذكر أن هذا الحلف يأتي في ظل تأكيد تقارير صحفية أمريكية أن الولايات المتحدة تستعد لضرب إيران بمساعدة أستراليا خلال أغسطس المقبل، حيث نقلت قناة “ABC News” الأمريكية عن مصدر في الحكومة الأسترالية أن الولايات المتحدة جاهزة لضرب المواقع النووية في إيران، وسيساعد العسكريون الأستراليون على تحديدها، ومن المقرر أن تشارك القوات البريطانية الخاصة في عملية تحديد الأهداف.
ومنذ قرار ترامب انسحاب الولايات المتحدة من الاتفاق النووي الموقع عام 2015 بين إيران والقوى العالمية، تتعرض المؤسسة الدينية في إيران لضغوط أمريكية مستمرة، وذكر تقرير إعلامي أسترالي أن عملاً عسكريًا ضد إيران بات وشيكًا، إذ ذكر أن مسؤولين أستراليين يعتقدون أن واشنطن مستعدة لقصف منشآت نووية في إيران في وقت قريب قد يكون بحلول الشهر المقبل.
لكن ما ترمي إليه الولايات المتحدة وحلفاؤها يبدو أن إيران أدركته مبكرًا، حيث عملت على توحيد الجبهة الداخلية بجمع الإصلاحيين والمحافظين إلى جانب حكومة روحاني، حيث رفع المجلس الأعلى للأمن القومي في إيران، يوم الأحد 29 من يوليو/تموز، الإقامة الجبرية المفروضة على مسؤولي المعارضة مير حسين موسوي ومهدي كروبي، منذ سبع سنوات لقيادتهما حركة احتجاج في العام 2011، بحسب فرانس برس.
تهرول دول الخليج نحو الصديقة الكبرى طالما أن الهدف تحجيم العدو الأزلي إيران
هنا الخليج.. مركز التحالفات
عام 2015، دعا الرئيس المصري عبد الفتاح السيسي خلال القمة العربية التي عُقدت في مدينة شرم الشيخ إلى تشكيل قوة عربية مشتركة لمكافحة الإرهاب، واجتمع رؤساء أركان الدول الأعضاء، في القاهرة، عدة مرات، لكن هذه المحاولة فشلت، بسبب خلافات مصرية سعودية.
وفي نهاية العام ذاته، أعلن وزير الدفاع السعودي محمد بن سلمان فجأة تشكيل تحالف إسلامي، مقره الرياض، بهدف مكافحة الإرهاب أيضًا، وهو ما كان شهادة وفاة رسمية للجهود المصرية لتشكيل قوة عربية مشتركة، لكن السعودية لم تنجح في تشكيل هذا التحالف على الأرض، بسبب مخاوف الدول التي أُعلنت مشاركتها فيه، ومنها باكستان، من أن يؤدي إلى حرب مستقبلية سنية – شيعية.
ومن التحالف الإسلامي العسكري لمحاربة الإرهاب وصولاً إلى التحالف العربي في اليمن، الذي يشنّ حربًا ضد الحوثيين في اليمن، صار الأخير على وشك الانهيار أيضًا لعدة أسباب منها فوز مهاتير محمد في الانتخابات الماليزية وإعلان وزير دفاعه سحب قوات بلاده من أرض المعركة.
وإلى جانب الاثنين كان التحالف الدولي لمحاربة تنظيم الدولة في العراق وسوريا، وكلها تحالفات تنشأ وتتوسع وتبدأ حملاتها العسكرية التي تستمر إلى أجل غير معلوم، وتصب حممها في مناطق صراعات وحرب بالوكالة، ولا تأتي كل تلك التحشيدات على المدنيين والأبرياء إلا ببؤس يُضاف على بؤس.
أما التحالف الأخير الذي تتوالى التأكيدات عن سعي إدارة ترامب خفية لتشكيله، فمعظم دوله أيضًا من الخليج، ومن المقرر أن يركز هذا التحالف على الدولتين الخليجيتين الأكثر تأثيرًا في المنطقة وهما السعودية والإمارات للعمل عن كثب مع إدارة ترامب لمواجهة إيران التي تواجه اتهامات من واشنطن والرياض وأبو ظبي بزعزعة استقرار المنطقة وإثارة الاضطرابات في بعض البلدان العربية، من خلال وكلاء لطهران فضلاً عن تهديد “إسرائيل” بشكل متزايد.
نجح ترامب في تحويل العبء المالي المتعلق بالأمن إلى دائرة الحلفاء
ورغم أن الدولتين لم تبد أي منهما موقفًا رسميًا، فإن دولاً خليجية أخرى – غير معهودة على المبادرة بإعلان موقفها – أدلت بدلوها في هذا الشأن، فالكويت كانت أول دولة عربية تعلن ترحيبها بالمقترحات الأمريكية، وذلك على لسان نائب وزير خارجيتها خالد الجار الله الذي كشف أن اتصالات ستجري مع واشنطن بهدف الحصول على المزيد من الإيضاحات بشأن تشكيل هذا الحلف.
كما ذكرت مصادر من بعض الدول العربية المشاركة أيضًا أنهم على علم باستئناف الجهود لإحياء الخطة، ففي الأردن لاقت الفكرة ترحيبًا على المستوى الأردني الرسمي، حيث أكد مصدر مسؤول في الحكومة الأردنية لموقع “خبرني“، أن الولايات المتحدة عرضت على عدة دول في المنطقة، بما فيها المملكة الهاشمية، أفكارًا يجري بحثها ودراستها والحوار بشأنها حاليًّا.
أما الرد الإيراني فلم يتأخر، وقد جاء على لسان المتحدث باسم الخارجية بهرام قاسمي الذي وصف الفكرة بأنها “مجرد شعار”، وبحسب وكالة أنباء فارس، قال القائد العام للحرس الثوري اللواء محمد علي جعفري: “التهديدات العسكرية الأجنبية التي يطلقها الأعداء ليست جدية للغاية، ولدينا القدرة على التصدي لها، إنها تهديدات فارغة وواهية”.
كما نقلت رويترز عن مسؤول إيراني كبير قوله: “الأمريكيون وحلفاؤهم الإقليميون يأججون التوتر في المنطقة بذريعة تأمين الاستقرار في الشرق الأوسط”، وأضاف “هذا النهج لن يسفر عن أي نتائج بخلاف توسيع الفجوات بين إيران وحلفائها الإقليمين من جانب والدول العربية المدعومة من الولايات المتحدة من جانب آخر”.
وأيضا قال مساعد وزير الدفاع الإيراني للشؤون القانونية والبرلمانية رضا طلائي، بحسب وكالة أنباء “فارس”: “على ترامب أن يشعر بقلق بالغ”، مضيفًا “كان ينبغي على ترامب على الأقل أن يستفيد من تجارب رؤساء أمريكا السابقين لأن أي رئيس أمريكي وأي صهيوني هدد إيران حصل على نتيجة معاكسة تمامًا وهو ما سيتلقاه المسؤولون الأمريكيون أيضًا”.
وبذلك يكون ترامب قد ضرب أكثر من عصفور بحجر، فقد كان يريد أن يثبت – بما لا يدع مجالاً للشك – أنه قادر على استعادة الدور الأمريكي في المنطقة، وها هو نجح في تحويل العبء المالي المتعلق بالأمن إلى دائرة الحلفاء، واستطاع تحقيق مكاسب داخلية بخلقه فرص عمل جديدة من خلال صفقات بيع الأسلحة، طالما أن التكلفة لا تطال بلاده بشيء، وستتحمل تلك الدول عبء الفاتورة وحدها.
أما الدول المعنية فتهرول نحو الصديقة الكبرى طالما أن الهدف تحجيم العدو الأزلي، إيران، فالسعودية التي اشترت صفقات سلاح بمبالغ ضخمة ظلت تواقة بحسب مصادر أمريكية ومسؤولين سعوديين إلى ذلك الحلف.
يطرح الحلف الأخير المعضلة الأخلاقية لأي تحالف قد ينشأ في المنطقة
مرحلة عدم الانسجام.. العرب ليسوا على قلب رجل واحد
كان من اللافت أن تكون آخر مشاركات ترامب نفسه في “قمة الناتو” غير مشجعة لسواه، فقد أوسع الحلف نقدًا وابتزازًا كما قيل، لكن الرجل نفسه يبدو واثقًا من أن حلفاءه في الخليج لن يقولوا لا، فهؤلاء بدورهم لم يعودوا على قلب رجل واحد، فأزمة حصار قطر – التي تستضيف أكبر قاعدة جوية أمريكية بالخليج العربي – أنتجت ما يمكن اعتباره محورًا لا تلتقي أهدافه حتى لو سعى ترامب وضغط.
وأبدى مصدر في الإدارة الأمريكية قلقه من إمكان عرقلة هذا الخلاف الخليجي للمبادرة، غير أن المتحدث باسم مجلس الأمن القومي الأمريكي نفى أن يشكل هذا الخلاف عقبة، لكن العقبات الكبرى المحتملة لهذا المسعى تبدو أكثر وضوحًا بالعودة إلى آخر قمة خليجية استضافتها دولة الكويت، حيث أحجم قادة خليجيون عن حضور القمة، الأمر الذي يفسر ترحيب الكويت بفكرة الناتو العربي، وأن تبحث وتدرس فلعل وعسى.
إذا كان الهدف من الحلف إعادة الاستقرار فكيف يستقيم ذلك وثمة حرب لا تنتهي في اليمن وضحايا بلا عدد يسقطون؟
ما دوافع واشنطن لإنشاء تحالف جديد في منطقة تعج بالتحالفات والانقسام والعداوات منذ فترة؟ في رأي البعض فإن ترامب يستبق نوفمبر المقبل، حيث يفترض أن تبدأ الدفعة الثانية من العقوبات على إيران، وهي الأقسى على الإطلاق، لكن المعنيين يرون أن الفكرة متعذرة التنفيذ، فهي أقرب إلى الشعار والظروف لا تسمح بها.
وثمة مؤاخذات إيرانية على أبو ظبي تحديدًا، فهي تتحمل مسؤولية كبرى، فيما قالت الخارجية الإيرانية إنها كارثة إنسانية في اليمن، وهي تتحدث بما يفوق حجمها، وتهدد طهران للتغطية على جرائمها في اليمن.
ذلك في رأي البعض يطرح المعضلة الأخلاقية لأي تحالف قد ينشأ في المنطقة، فإذا كان الهدف إعادة الاستقرار فكيف يستقيم ذلك وثمة حرب لا تنتهي في اليمن وضحايا بلا عدد يسقطون؟ وبحسب هؤلاء فإن الرياض وأبو ظبي ومن بعدهما المنامة أقرب إلى فكرة التحالف من مصر، وهي حليفة لهذه الدول لكنها لا تناصب طهران العداء؛ ما يعني أن ثمة أجندات متباينة إن لم تكن متناقضة.
والأهم أن ما يعتبر ورطة في اليمن قد يجر الرياض وأبو ظبي إلى ما هو أسوأ من الحروب الفاشلة، فلا إستراتيجية للخروج الآمن من هناك، الأمر الذي يستنزف البلدين ويقعدها عن أداء دور حقيقي وفعال فيما هو أكبر، وهو ما قد يحول أفكار ترامب إلى مصيدة تستنزف مزيدًا من مال المنطقة فتفقدها أكثر ولا تحميها في أي حال.