على نحوٍ مفاجئ أعلنت هيئة الكهرباء والطاقة الإثيوبية بعد ظهر الأربعاء 3 من أكتوبر/تشرين الأول الحاليّ تعيين المهندس كيفلي هورو مديرًا جديدًا لمشروع سد النهضة خلفًا للراحل سيميجنو بيكلي، كما قضى قرار الهيئة بتعيين المدير السابق المكلف للمشروع إفريم وولد كيدان في منصب نائب المدير إلى جانب فكادو كيبد ليكون للمدير الجديد نائبان اثنان وفقًا لما ذكره إبراهام بليي الرئيس التنفيذي لهيئة الكهرباء والطاقة الإثيوبية.
من المدير الجديد لمشروع سد النهضة؟
تقول السيرة الذاتية للمهندس كيفلي هورو التي تحصّل عليها “نون بوست” حصريًا، إنه من مواليد عام 1961، تخرج ببكالريوس الهندسة الكهربائية في جامعة أديس أبابا عام 1985، وحصل في العام 2015 على درجة الماجستير في إدارة المشاريع بتقدير ممتاز من جامعة سالفورد بالمملكة المتحدة، وبجانب ذلك نال شهادات متقدمة في الصيانة الكهربائية من إحدى الجامعات الألمانية عام 1998.
المهندس كيفلي هورو المدير الجديد لمشروع سد النهضة
أما حياته العملية فقد بدأها فور تخرجه مهندسًا بهيئة الكهرباء الإثيوبية عام 1985، حيث شارك في إعداد دراسات الجدوى والتصميم الأولي لمشاريع الطاقة، فضلًا عن مساهمته في تصميم الأعمال الكهربائية المتعلقة بمشروعات الطاقة.
بعدها ترقى هورو في أواخر التسعينيات ليصبح نائبًا لمدير مشروع سد جيجيل جي بي1، وخصصت له كنائب مدير مهام مراجعة تصميم الأعمال الكهروميكانيكية والهيدرولوجية والإشراف والمراقبة والتحكم.
فور انتهاء أعمال سد جيجيل جي بي1 تنقّل كيفلي هورو في عدد من أقسام هيئة الكهرباء الإثيوبية، ولكن محطته الأبرز كانت في إدارة مشروع سد النهضة الذي عمل به لقرابة عامين من بداية 2011 حتى نهاية 2012، فقد كان مسؤولًا عن التفاوض على جدوى المشروع ومفاوضات العقد النهائي واستشارات التوظيف، إضافة إلى متابعة هياكل الصلب الهيدروليكية ومراجعة تصميم خط نقل وتفاوض العقد مع المقاول المصنع. بعد ذلك تولى منصب منسق شركة الكهرباء الإثيوبية مع البنك الدولي والبنك الإفريقي لتمويل المشاريع الممولة ليكون بمثابة نقطة الاتصال الرئيسية للبنكين مع الشركة.
من المثير للاهتمام أن تعيين كيفلي هورو مديرًا جديدًا لمشروع سد النهضة خلفًا للراحل سيمجنيو بيكيلي جاء بعد أسبوع واحد من إعلان وزير الري المصري محمد عبد العاطي عدم توصل الدول الثلاثة “إثيوبيا والسودان ومصر” إلى اتفاق بشأن القضايا العالقة بالسد الإثيوبي الكبير
أما آخر وظيفة شغلها الرجل حتى لحظة صدور قرار تعيينه كانت خارج البلاد، حيث عمل مستشارًا لشركة ELC Electroconsult S.p.A. وهي شركة هندسية إيطالية خاصة تعمل في مجال الطاقة والسدود.
تعيين المدير الجديد جاء بعد فشل مفاوضات السد
من المثير للاهتمام أن تعيين كيفلي هورو مديرًا جديدًا لمشروع سد النهضة خلفًا للراحل سيمجنيو بيكيلي جاء بعد أسبوع واحد من إعلان وزير الري المصري محمد عبد العاطي عدم توصل الدول الثلاثة “إثيوبيا والسودان ومصر” إلى اتفاق بشأن القضايا العالقة بالسد الإثيوبي الكبير، وكانت تصريحات عبد العاطي قد أعادت سد النهضة إلى الواجهة بعد أن تسببت تصريحات لرئيس الوزراء الإثيوبي آبي أحمد، أواخر أغسطس/آب الماضي في صدمة كبيرة بالداخل الإثيوبي عندما تحدث عن الصعوبات الفنية والإدارية التي تواجه السد.
وذلك لأن الجميع كانوا يعتقدون أن العمل في المشروع يسير بصورة طيبة خصوصًا أن وزارة الكهرباء الإثيوبية وبنك التنمية قد أعلنا في مايو/أيار الماضي أن الإنشاءات قطعت 66% من مراحل تنفيذه، حتمًا تواجه المشروع الإثيوبي صعوبات فنية وإدارية بعد أن أعفى رئيس الوزراء آبي أحمد شركة ميتيك Metec التابعة لوزارة الدفاع من تنفيذ الأعمال الكهروميكانية نتيجة لتأخرها في إكمال العمل المطلوب، إذ قال عنها “لقد سلّمنا مشروعًا مائيًا معقدًا إلى أُناس لم يروا أي سد في حياتهم”، وأسند العمل إلى شركة أخرى “لم يكشفها”.
كما تتمثل المعضلة الثانية في مطالبة شركة ساليني الإيطالية وهي المقاول الرئيس للمشروع، حكومة إثيوبيا بدفع تعويض مالي قدره 338 مليون دولار بسبب تأخر الأعمال الكهروميكانيكية المشار إليها أعلاه.
مؤهلات عالية للمدير الجديد في مجال الأعمال الكهروميكانيكية
إن قرار تعيين كيفلي هورو مديرًا للمشروع يأتي ضمن خطط تصحيح مسار السد الذي تعهد آبي أحمد بإكماله وتبنّى قرارات حاسمة قضت بإبعاد شركة ميتيك التابعة لوزارة الدفاع بعد أن تلكأت في تنفيذ المطلوب منها.
الحكومة الإثيوبية تراهن على المدير الجديد لإصلاح الخلل الذي أقعد بالمشروع الحلم
وبالنظر إلى السيرة الذاتية لهورو يتضح أن اختياره جاء بعد تمحيص وتدقيق استمر شهرين منذ وفاة المدير السابق سيمجنيو بيكلي، حيث طلبت الحكومة الإثيوبية من الأول العودة للبلاد وإنهاء عقده مع الشركة الإيطالية التي يعمل بها مستشارًا للمشروعات الكبرى التي تنفذها حول العالم.
كيفلي خبير في مجال الطاقة الكهربائية وأشرف من قبل على تنفيذ سد جيجيل جي بي1، وعمل في إدارة سد النهضة سابقًا، كما أن لديه خبرة جيدة ومؤهلات أكاديمية رفيعة في مجال الصيانة والأعمال الكهروميكانيكية والأخيرة هي عقدة تأخر إكمال سد النهضة؛ مما يعني أن الحكومة الإثيوبية تراهن عليه لإصلاح الخلل الذي أقعد بالمشروع الحلم، إضافة إلى خبرته في العمل مع شركة إيطالية منافسة لشركة ساليني المقاول الرئيس لسد النهضة التي طلبت 338 مليون دولار كتعويض عن تأخر العمل في السد ولذلك قد يلعب المدير الجديد دورًا في التفاوض مع الشركة لتخفيض مبلغ التعويض أو تجزأته على دفعات.