مضى أكثر من ثلاثة أشهر على اتفاق أنقرة وواشنطن بشأن مدينة منبج السورية التي تقع تحت سيطرة مجلس مدينة منبج العسكري التابع لـ”قسد” اختصار لقوات سوريا الديموقراطية التي نشأت باعتبارها امتدادًا للتنظيمات pkk، pyd امتدادًا لحزب العمال الكردستاني المعادي لها، دون تنفيذ سوى مادة واحدة تعد أولى مراحل الاتفاق الذي تضمن في بنوده انسحاب الوحدات الكردية من المدينة خلال أشهر.
بينما أعلنت الوحدات الكردية بعد أيام من صدور الاتفاق سحب مستشاريها العسكريين لتبرر أن مجلس منبج العسكري هو من أبناء المدينة، وسبق أن سحبت قواتها منذ نوفمبر/تشرين الثاني حسب البيان الذي أصدرته، بينما يعمل مجلس منبج العسكري تحت سلطتها وله علاقات وثيقة معها.
وشكلت الأزمة الدبلوماسية بين أنقرة وواشنطن عائقًا كبيرًا في تنفيذ الاتفاق وأهمها العقوبات الاقتصادية التي فرضتها على تركيا مؤخرًا، مما جعل الاقتصاد التركي رهينة سوء العلاقات الأمريكية التركية، فيما أن هذه الخلافات أصبحت واجسًا لدى تركيا بخصوص تدخلها العسكري في سوريا.
واشنطن تماطل في تنفيذ الاتفاق التركي الأمريكي بشأن منبج
واشنطن تماطل في تنفيذ اتفاق منبج
بعد الاتفاق بين أنقرة وموسكو بخصوص محافظة إدلب التي كانت تشهد تهديدات من قوات النظام وميليشياته، وفي الوقت نفسه كانت تهدد آلاف المدنيين في المحافظة، عادت أنقرة مجددًا للإدلاء بالتصاريح بخصوص تنفيذ الاتفاق الذي طال أمده على الرغم من وجود مدة معينة لتنفيذه، ووضع خريطة الطريق نحو منبج، دون أي رغبة أمريكية للانتقال إلى المادة الثانية من الاتفاق وحتى بعد تسيير تركيا دوريتها المستقلة الـ63.
ونقلت وكالة الأناضول عن الرئيس التركي رجب طيب أردوغان في الثلاثاء 22 من أكتوبر/تشرين الأول، خلال مؤتمر لحزب العدالة والتنمية، قوله: “أنقرة ستتولى بنفسها فعل ما يلزم” في إشارة منه إلى الاتفاق التركي الأمريكي بخصوص منبج، وذكر أردوغان أن القوات التركية والأمريكية تقوم بتدريبات عسكرية معًا، وذلك تمهيدًا لتسيير دوريات مشتركة في محيط مدينة منبج.
لا تزال الوحدات الكردية المتمثلة بمجلس منبج العسكري مسيطرة على المدينة على الرغم من بدء تنفيذ مادة من الاتفاق
وأوضح أردوغان “للأسف لا نستطيع القول حاليًّا إنه جرى الالتزام بمهلة الـ90 يومًا، وفي حال عدم التطبيق، فإننا نعلم كيف نتولى بأنفسنا فعل ما يلزم، وسنقوم بما يقتضيه ذلك”، وأكد الرئيس التركي أنه في حال استمرت الولايات المتحدة الأمريكية، في المماطلة فإن تركيا ستتخذ الخطوات اللازمة على أعلى المستويات ضد الوحدات الكردية، في مدينة منبج غرب الفرات.
بينما أكد مولود جاويش أوغلو الثلاثاء الماضي، أن على الجانب الأمريكي الوفاء بالوعود بخصوص الاتفاق وأي خطوة ستقع سلبًا وتعيد الاتفاق إلى الخلف، وقال مخاطبًا الجانب الأمريكي: “إما أن تطهروا بأنفسكم مدينة منبج من الإرهابيين أو نقوم نحن بذلك”.
الوحدات الكردية تحصن محيط منبج السورية
الوحدات تحصن محيط منبج.. وواشنطن تمدهم بالدعم
لا تزال الوحدات الكردية المتمثلة بمجلس منبج العسكري مسيطرة على المدينة على الرغم من بدء تنفيذ مادة من الاتفاق، حيث نقلت مواقع تركية أن الوحدات الكردية في مدينة منبج غرب الفرات تقوم بتحصينات محيط المدينة، من حفر أنفاق ورفع سواتر ترابية، على وقع التصريحات التركية حيال الاتفاق بين واشنطن وأنقرة.
من جانبه الرئيس التركي قال: “الآن يحفرون خنادق في منبج، وكأنهم يقولون لنا حفرنا قبورنا بأيدينا ويطلبون منا أن نأتي وندفنهم فيها، ونحن سنقوم بذلك، لأن هناك وعودًا قطعت لنا بأن هذه المنظمة ستنسحب من منبج خلال 90 يومًا، ولكنهم لم يلتزموا بهذه الوعود، وبدورنا سنقوم بما يقع على عاتقنا في هذا الإطار”.
وبشكل استفزازي جديد لتركيا، تلقى مجلس منبج العسكري إمدادات عسكرية جديدة من قيادة التحالف الدولي، بينها آليات ثقيلة وعربات دفع رباعي، وآليات خدمية وإسعافيه، للمدينة، فيما هدد الرئيس التركي بسحق الأكراد في المنطقة ودفنهم في الخنادق التي حفروها، وتبدو الوحدات الكردية في منبج مستعدة للهجمات التركية نحو المدينة في حال لم تتخل عنها الولايات المتحدة الأمريكية التي بررت إرسال دعمها للوحدات بهدف تسيير دوريات مشتركة مع قواتها حول منبج.
20 ألف مقاتل مستعدون للسيطرة على منبج
المعارضة وتركيا مستعدون للسيطرة على منبج
أكثر من 20 ألف مقاتل من قوات المعارضة السورية مستعدون لمواجهة التنظيمات الإرهابية في منبج شمال سوريا غربي نهر الفرات، وقال رئيس المجلس العسكري التابع للجيش السوري الحرّ في مدينة منبج عدنان أبو فيصل، لصحفية يني شفق التركية: “القوات التركية مع قوات الجيش السوري الحرّ، دخلت حالة تأهب على 7 نقاط قرب منبج”، مضيفًا أن أكثر من 20 ألف مقاتل مستعدون لمواجهة تنظيمات الإرهابية في بلدة منبج.
وأضاف أبو فيصل أن التنظيمات في منبج تعيش حالة من الرعب والخوف، ومصدر الأمان الوحيد بالنسبة لهم هو القوات الأمريكية والأسلحة التي دعمتهم بها، وأوضح أن الولايات المتحدة أضفت الشرعية على تلك التنظيمات الإرهابية في منبج، وما يسمى بالقياديين العسكريين قدِموا من قنديل، لذلك هم لا يمثلون منبج ولا مجلسها العسكري، مؤكدًا أن العناصر الإرهابية في منبج يبلغ عددهم قرابة 5 آلاف، بينما هناك أكثر من 20 ألف من قوات السوري الحر قد انتشرت فعلًا على خط طويل يبدأ من شرق منبج.
تركيا شكلت من قوات المعارضة التي تنحدر من مناطق شرق الفرات، فصيلاً عسكريًا تحت اسم جيش أحرار الشرقية، مهمته تحرير المنطقة كاملةً من الوحدات الكردية
بينما أكدت مصادر تركية أن القوات التركية على مقربة من انتهاء استعداداتها لشن عملية جديدة ضد الوحدات التي تسيطر على مدينة منبج غربي الفرات، وهذا ما قاله الرئيس التركي في حال استمرار واشنطن بالمماطلة في تنفيذ الاتفاق فإنها لن تقف عاجزة حيال السيطرة على المدينة، فيما قال وزير الدفاع التركي خلوصي أكار، إنه أبلغ نظراءه في حلف شمال الأطلسي “ناتو”، أن بلاده هدفها إنهاء وجود الوحدات في مدينة منبج، نظرًا لتهديدها للأمن القومي التركي، بينما تحاول تركيا جاهدة استمرار الاتفاق على الرغم من وقوعه في العديد من المشاكل التي جسدت عائقًا في تقدمه.
يذكر أن تركيا شكلت من قوات المعارضة التي تنحدر من مناطق شرق الفرات، فصيلاً عسكريًا تحت اسم جيش أحرار الشرقية، مهمته تحرير المنطقة كاملةً من الوحدات الكردية حسب الهدف الذي أنشئ له، بينما يعتبر أفراد الفصيل من أبناء المناطق التي تسيطر عليها قوات سوريا الديموقراطية، ويبلغ تعدادهم نحو 22 ألف عنصر، يقدم دعمهم كاملًا من القوات التركية، وذلك تيسيرًا لعودة اللاجئين السوريين في تركيا الذين يقدر عددهم بأكثر من مليون ينحدرون من مناطق تسيطر عليها الوحدات.