ترجمة حفصة جودة
من المحرج وطنيًا أن تكون دولتك في ذيل قائمة الدول التي تكافح تغير المناخ، وأن تظل في هذا الموقع كل عام منذ وضع الجدول لهو إهانة وطنية، لقد حصلت المملكة العربية السعودية مرة أخرى على لقب أسوأ دولة في مكافحة تغير المناخ وذلك حسب دليل الأداء السنوي لتغير المناخ “CCPI”.
مخاطر الاحتباس الحراري العالمي
يقوم أكثر من 350 خبيرًا في المناخ والطاقة حول العالم بتجميع دليل الأداء السنوي وتنشره منظمة “جيرمان ووتش” ومعهد “المناخ الجديد” ومقرهما في ألمانيا، بالإضافة إلى شبكة العمل المناخي ومقرها لبنان.
يتتبع الدليل جهود أكثر من 60 دولة – وهم المسؤولون معًا عن 90% من انبعاثات الغازات الدفيئة – في تجنب خطر الاحتباس الحراري العالمي، يقيم الدليل كذلك التقدم الذي تحققه مختلف الدول في تنفيذ اتفاقية باريس للتغير المناخي عام 2015.
يفحص الدليل 4 فئات للأداء وهم الانبعاثات والطاقة المتجددة واستخدام الطاقة وسياسة المناخ، وفي معظم المؤشرات تقع السعودية في مؤخرة الجدول وبفارق كبير للغاية.
بخلاف المغرب ومصر والجزائر، تقع بقية الدول من الشرق الأوسط وشمال إفريقيا في قائمة الدول الضعيفة جدًا
حققت السويد أفضل أداء عام 2018 حيث سجلت نتيجة 76 من 100 في جدول مكافحة التغيرات المناخية، يليها المغرب بفارق صغير، حيث حقق المغرب تقدمًا بارزًا في حصته من الطاقة المتجددة في السنوات الأخيرة وبالتالي ارتفعت مكانته بين الدول المكافحة للاحتباس الحراري.
يقول تقرير الدليل: “باتصاله مع أكبر محطة للطاقة الشمسية في العالم، وشبكة من مزارع الرياح الجديدة المتعددة، يسير المغرب على الطريق الصحيح لتحقيق هدفه بالوصول إلى كفاءة الطاقة المتجددة بنسبة 42% عام 2020 و52% عام 2030”.
تعتبر مصر – التي حققت 57 درجة – من بين الدول متوسطة الأداء، أما الجزائر فتقع بين الدول ضعيفة الأداء، وبخلاف ذلك، تقع بقية الدول من الشرق الأوسط وشمال إفريقيا في قائمة الدول الضعيفة جدًا، فقد حققت تركيا 40 درجة بينما حققت إيران 24 درجة، ووقعت السعودية في ذيل القائمة بمعدل 8 درجات فقط.
انتقادات لاذعة
في حالة إيران، يقول دراسة الدليل إن العقوبات الاقتصادية والتجارية التي تفرضها الولايات المتحدة على إيران تسببت في تباطؤ الاستثمار في الطاقة المتجددة، ويضيف: “أدت التوترات الجيوسياسية إلى دفع المناخ لذيل الأجندة السياسية وانعكس ذلك أيضًا على الأداء المتدني للغاية في السياسة الدولية للبلاد”.
مدائن صالح في مدينة العلا شمال غرب السعودية، وأحد مواقع التراث العالمي لليونسكو
وفي ذيل القائمة تقع الولايات المتحدة بين إيران والسعودية، يقول التقرير: “رفض الرئيس دونالد ترامب للاعتراف بأن البشر هم السبب في تغير المناخ وتفكيكه للنظام المصمم للحد من الانبعاثات الكربونية أدى إلى حصول الولايات المتحدة على معدل ضعيف للغاية في أداء سياسات المناخ المحلية والدولية”.
كان التقرير لاذعًا في حكمه على السعودية حيث قال: “استمرت البلاد في أدائها الضعيف للغاية في كل فئات الدليل وكذلك في مؤشرات الانبعاثات واستخدام الطاقة والطاقة المتجددة”، وفيما يتعلق بسياسة المناخ منح الخبراء السعودية تقدير ضعيف جدًا رغم أن الحكومة اتخذت خطوات من أجل التوسع في الطاقة المتجددة، لكن الحد من الانبعاثات الدفيئة لم يكن ضمن أهدافها، كما استمر الخبراء في انتقاد أداء البلاد المتدني في المفاوضات الدولية.
ممارسات خطيرة
في المؤتمر الدولي للمناخ الذي عقد مؤخرًا في كاتوفيتش ببولندا، اتُهمت السعودية بالإضافة إلى الكويت والولايات المتحدة وروسيا بمحاولة عرقلة الإجراءات ورفض الاعتراف بمخاطر تغير المناخ.
سيؤدي مزيج من ارتفاع درجات الحرارة وزيادة نسبة الرطوبة إلى أن يصبح ممارسة أي نشاط في الخارج أمر خطير للغاية خلال أشهر الصيف
المثير للسخرية أن منطقة الشرق الأوسط وشمال إفريقيا – خاصة دول الخليج – من بين أكثر المناطق التي ستتعرض لأسوأ التغيرات المناخية كما يقول العلماء، وبالفعل بدأت درجات الحرارة في الارتفاع الشديد بينما تناقص هطول الأمطار.
يشير البحث إلى أنه نظرًا لفترات الجفاف الطويلة وتجفيف التربة؛ ازدادت انبعاثات الغبار بنسبة 70% في السعودية والعراق وسوريا خلال الـ20 عامًا الأخيرة، وسيؤدي مزيج من ارتفاع درجات الحرارة وزيادة نسبة الرطوبة إلى أن يصبح ممارسة أي نشاط في الخارج أمر خطير للغاية خلال أشهر الصيف وذلك في المستقبل القريب.
من بين المناطق المعرضة لتلك الظروف المدن الساحلية على جانبي الخليج ومدن مثل أبو ظبي ودبي والدوحة وبندر عباس، يقول الباحثون إن العاملين في الخارج في تلك المناطق – مثل عمال إصلاح أنظمة مكيفات الهواء وأنظمة المياه وخدمات الطوارئ – سيكونون عرضة لمخاطر شديدة.
المصدر: ميدل إيست آي