بينما ترتفع حناجر المعتصمين والمتظاهرين في السوادن مطالبة بتغيير جوهري للنظام وتسليم السلطة كاملة للمدنيين، يتواصل الدعم الخارجي للمجلس العسكري، ومعه تتواصل زيارات الوفود السعودية والإماراتية والمصرية إلى الخرطوم، زيارات ظاهرها يحمل دعمًا وتضامنًا مع ثورة السودان والسودانيين، وفي باطنها تطرح أكثر من سؤال، فأي أجندة يحملها مثلث (الرياض أبوظبي القاهرة) للسودان الذي فُتح فيه نافذة للانتقال الديمقراطي؟
مثلث الرياض أبوظبي القاهرة
بعد وضعه رهن الاحتجاز منذ 11 من أبريل/نيسان الحاليّ، نُقل الرئيس السوداني “المخلوع” عمر حسن البشير من أحد المقرات الرئاسية إلى سجن كوبر في العاصمة الخرطوم، واُعتقل شقيقيه عبد الله والعباس وعدد من رموز النظام السابق، إلا أن الاعتصام حول مقر القيادة العامة للجيش ما زال مستمرًا، بالنسبة للمحتجين المستمرين في الاعتصام وكثير من القوى السياسية فإن المهمة الأصعب تبدأ الآن.
الساعات الماضية شهدت تحركات سعودية إمارتية مصرية مكثفة خاصة بالملف السوداني، في محاولة لفرض وصاية كاملة على المجلس العسكري الانتقالي من بوابة تقديم الدعم له في مواجهة الضغوط التي يتعرض لها
لم يتوقف حراك السودان بعزل الرئيس واعتقال بعض رموز نظامه، فهناك تباينات بين المحتجين والمجلس العسكري بشأن مدة المرحلة الانتقالية، لكن قضايا أخرى قد لا تقل أهمية تستوقف المتابع للشأن السوداني، منها زيارات وفود من الإمارات والسعودية ومصر التي أعرب رئيسها عبد الفتاح السيسي عن نيته زيارة الخرطوم خلال أيام.
تغص الطريق الواصلة هذه الأيام بين الخرطوم وعواصم خليجية برسائل الود والمساعدات الوفيرة، رغم أن البشير تُرك وحيدًا يصارع المنتفضين مع بداية الاحتجاجات في السودان، وراقب داعموه في الرياض وأبو ظبي بصمت نهاية حكمه، وهو من مدَّهم ذات يوم بالعديد من العساكر والقوات في حربهم باليمن.
عُزل البشير، واستتبع الانقلاب انقلابًا، حتى استقر الأمر للفريق الأول الركن عبد الفتاح عبد الرحمن البرهان الذي يظل غير معروف كثيرًا، إذ بقي بعيدًا عن الأضواء، فسارعت الإمارات والسعودية ومعهما مصر بعد أيام معدودة من رئاسة المجلس الانتقالي العسكري تمد يد العون متمنين لمجلسه الوليد عهدًا آمنًا مستقرًا.
المجلس العسكري بالسودان كشف لقاء لرئيسه مع وفد مشترك سعودي إماراتي
الساعات الماضية شهدت تحركات سعودية إمارتية مصرية مكثفة خاصة بالملف السوداني، في محاولة لفرض وصاية كاملة على المجلس العسكري الانتقالي من بوابة تقديم الدعم له في مواجهة الضغوط التي يتعرض لها من المعارضة والمحتجين لتسليم السلطة لمجلس انتقالي مدني.
آخر هذه التحركات تتمثل في استقبال رئيس المجلس عبد الفتاح البرهان وفد إماراتي سعودي مشترك تُجهل صفته، قدم إلى البلاد يمد يد العون للسودان الخارج من عسف الاستبداد.
المجلس أكد الزيارة ولقاء الوفد بالبرهان ونائبه محمد حمدان دقلو الملقب “حميدتي” قائد قوات الدعم السريع الذي تمكن من تسجيل حضور استثنائي في يوميات الحياة السياسية بالسودان، وذلك أمر غير يسير على رجل من عامة الناس.
وقال المجلس في بيان إن الوفد أعرب عن استعداده لدعم ومساندة السودان وشعبه في هذه المرحلة التاريخية المهمة، وذكر أن الوفد التقى كذلك الفريق أول محمد حمدان دقلو حميدتي الذي بحث مع الوفد ما وصفها بـ”العلاقات المتميزة” بين السودان والسعودية والإمارات.
كان لافتًا أنه لم تُنشر أي صورة للقاء الوفد مع الفريق الأول عبد الفتاح البرهان، ولم يتم كشف أسماء ولا صفات الشخصيات المكونة للوفد المشتركة
كذلك أكدت وكالة الأنباء السودانية عبر صفحتها على تويتر ما جاء في بيان المجلس العسكري، وتحدثت عن استعداد السعودية والإمارات لدعم ومساندة السودان وشعبه في هذه المرحلة التاريخية المهمة”، وهو ما أشاد به البرهان، واصفًا ما جرى بـ”العلاقات المتميزة بين السودان والمملكة العربية السعودية ودولة الإمارات العربية المتحدة والروابط الأزلية التي تربط بين شعوبها”.
لكن كان لافتًا أنه لم تُنشر أي صورة للقاء الوفد مع الفريق الأول عبد الفتاح البرهان، ولم يتم كشف أسماء ولا صفات الشخصيات المكونة للوفد المشتركة، وهو ما أثار استغراب كثيرين، فكيف لشعب ثار شعبه واقتلع نظامًا حكم السودان 3 عقود أن تعقد قياداته الجديدة لقاءات شبه سرية؟
ولعل هذا ما يرجِّح مصداقية الأخبار التي نشرتها وسائل إعلام بأن من ترأس الوفد هو طه عثمان الحسين المدير السابق لمكتب الرئيس المعزول عمر البشير والمستشار في الخارجية السعودية حاليًّا، وكان قد وصل من الرياض إلى الخرطوم مؤخرًا بعد غياب استمر لأكثر من عامين تقريبًا إثر خلافات مع رموز نظام البشير، بالإضافة الى اتهامات بمحاولة قلب نظام الحكم في السودان بالاشتراك مع آخرين.
وتأتي عودة طه إلى البلاد، عقب قمة سعودية إماراتية انتهت بتجديد التأييد للمجلس العسكري الانتقالي في السودان، مع إقرار الرياض وأبو ظبي إرسال حزمة مساعدات إلى السودان، وهو أمر ردَّ عليه الجنرال محمد حمدان بتحية أفضل منها، إذ أكد الإبقاء على القوات السودانية في اليمن، رغم المطالبات السابقة بسحبها.
خلف الأبواب المغلقة
إذا كان ما سبق ذكره قد نما جزء منه للعلن، فإن هناك مسارًا آخر لتحركات الرياض وأبو ظبي نما في الخفاء، وتجلت مظاهره في اللقاء الذي جمع العاهل السعودي سلمان بن عبد العزيز، وولي عهد أبو ظبي محمد بن زايد آل نهيان، وبحضور ولي العهد السعودي محمد بن سلمان، وذلك بالتزامن مع زيارة الوفد السعودي الإماراتي المشترك للسودان.
الماسكون بمقاليد السلطة الآن هم عبد الفتاح البرهان المنسق السابق للقوات السودانية المقاتلة إلى جانب قوات التحالف الإماراتي السعودي في اليمن
جاء اللقاء الذي ناقش “مستجدات الأحداث في المنطقة”، بحسب وكالة الأنباء السعودية، وسط ترجيحات بأن يكون الملف السوداني في صدارة المباحثات إلى جانب الموضوع الليبي، بعد أن أعرب الحليفان الخليجيان عن دعمهما المجلس العسكري في السودان.
وبعد أسابيع من الصمت حيال التطورات السياسية السودانية، أعربت السعودية والإمارات يوم الأحد عن أول موقف لهما بشأن الإطاحة بالبشير، حيث أكدتا دعمها للمجلس العسكري وطالبتا بالمحافظة على “الاستقرار”، وزادتا على ذلك بالإعلان عن إرسال شحنات من المواد البترولية والدقيق والأدوية دعمًا للسودان.
وهنا السؤال عن سر ترحيب قادة السودان الجدد بهذا الدعم السخي، وسينطوي الجواب على أكثر من احتمال، فالماسكون بمقاليد السلطة الآن هم عبد الفتاح البرهان المنسق السابق للقوات السودانية المقاتلة إلى جانب قوات التحالف الإماراتي السعودي في اليمن، وهو على صلات وثيقة بكبار القادة العسكريين في الخليج بحكم مسؤوليته عن تنسيق الدور العسكري للسودان بالحرب.
طه عثمان الحسين المدير السابق لمكتب الرئيس المعزول مع بن زايد قبل إقالته في منتصف 2017
أمَّا نائبه محمد حمدان دقلو فهو قائد قوات الدعم السريع الذي تشكل قواته عصب المعارك السودانية في اليمن أيضًا، وأشرف على القوات التي حاربت في صفوف التحالف السعودي الإماراتي، وكشف لأول مرة عن موقفه تجاه استمرار مشاركة قوات سودانية بالحرب اليمنية التي يشنها التحالف السعودي الإماراتي ضد الحوثيين.
يبدو لرجال السودان الجدد صلات واضحة بأبو ظبي والرياض، وقد يلعبون خفية على حبال التناقضات الإقليمية ويدخلون لعبة المحاور المنهكة، فلا يستعدون أحدًا ولا يوالون، في حين يُخشى أن تستعيد السعودية والإمارات دور العابث بمسار الثورات، مدخلها إليه المجلس العسكري واقتصاد متعب بتوالي الأزمات.
وفي حين يتواصل الدعم الخارجي للمجلس العسكري السوداني، سعت بعض الأطراف للزج بقطر على خط الأزمة، لكن الناطق الرسمي للمجلس العسكري الانتقالي السوداني الفريق الركن شمس الدين كباشي نفى ما تردد حول زيارة وفد قطري للبلاد، بعد أنباء تناقلتها وسائل إعلام حول رفض السودان استقبال وفد قطري برئاسة وزير الخارجية محمد بن عبد الرحمن آل ثاني.
مصر على خُطى الحلفاء
على منوال موقفي الرياض وأبو ظبي نسجت القاهرة خيوطها، فلم يتأخر الرئيس المصري عبد الفتاح السيسي في الاتصال بالفريق البرهان، مؤكدًا دعمه الكامل للمجلس العسكري وتحركاته كما قال، وطمأن رئيس المجلس العسكري السيسي على الأوضاع في السودان وجهود المجلس للتعامل مع الوضع الراهن، وأبلغه خلال الاتصال بعودة الحياة لطبيعتها في البلاد والجهود التي يبذلها المجلس في التعامل مع الأوضاع الراهنة.
سيصل إلى السودان أيضًا خلال أيام الرئيس المصري عبد الفتاح السيسي لمد الروابط والجسور وإعلان تأييده للمجلس العسكري وإجراء مشاورات مع قادته
وأعلن المتحدث باسم الرئاسة المصرية بسام راضي، في بيان صحفي أن السيسي شدَّد خلال اتصاله بالبرهان على دعم مصر الكامل لأمن واستقرار السودان، ومساندتها لإرادة وخيارات الشعب السوداني الشقيق في صياغة مستقبل بلاده، والحفاظ على مؤسسات الدولة، وأعرب عن استعداد بلاده لتقديم الدعم بمختلف أشكاله لخيارات الشعب السوداني الشقيق، مؤكدًا عمق الروابط الأزلية التي تجمع شعبي وادي النيل وحرص مصر الكامل على دعم السودان لتجاوز هذه المرحلة بما يتوافق مع تطلعات الشعب السوداني.
وبعد ساعت قليلة من الاتصال الهاتفي بين السيسي والبرهان، توجه وفد مصري وُصف بـ”رفيع المستوى” إلى الخرطوم بعد زيارة وفد سعودي إماراتي مشترك للخرطوم، وذكرت وكالة الأنباء المصرية الرسمية، أن زيارة الوفد تأتي في إطار تأكيد الدعم الكامل لخيارات الشعب السوداني وإرادته الحرة.
لكن وسائل الإعلام المصرية لم تكشف أسماء أعضاء الوفد، كما لم تحدد موعد إجراء الزيارة أو مدتها، في حين ذكرت وسائل إعلام أن الوفد كان يقوده رئيس جهاز المخابرات العامة اللواء عباس كامل، وهو – كما يُوصف – “رئيس الظلّ” المصري القابض على ملفات المنطقة.
سيصل إلى السودان أيضًا خلال أيام الرئيس المصري عبد الفتاح السيسي لمد الروابط والجسور وإعلان تأييده للمجلس العسكري وإجراء مشاورات مع قادته، بحسب ما كشفت صحيفة التيار السودانية بعددها الورقي صباح يوم الثلاثاء الماضي، ونقلت الصحيفة عن مصادرها الخاصة أن القاهرة فتحت خطًا ساخنًا مع الخرطوم، لضمان نجاح الخطوات التي اتخذها المجلس منذ الإطاحة بالبشير.
“لا للتدخل الإماراتي السعودي المصري”
تسود حالة من التململ السياسي والشعبي في السودان، من محاولة السعودية والإمارات ومصر التدخل في السودان ومحاولة بسط نفوذها وتحويل مسار الثورة، خصوصًا بعد أن كانت الرياض وأبو ظبي من أوائل الدول المرحبة بقرارات المجلس العسكري الانتقالي في السودان، وتقديم مساعدات للخرطوم.
هذا الموقف لم يره الحراك الشعبي بعين الرضا، واعتبره كثيرون استفزازًا لمشاعر السودانيين، وهم في قمة زهوهم الوطني في عزل عمر البشير، أكثر من ذلك، فإن مزاح الحراك الشعبي لا يبدو من الوارد معه الترحيب بسياسة المحاور التي ربما تمارسها وتفرضها دول منذ انطلاق موجات الربيع العربي، تدرج في إطار ما بات يُعرف بـ”الثورات المضادة”.
ثمة عوامل يتناصح المعتصمون لأخذها في الحسبان، أولها استمرار الحراك الشعبي ووعيه بتجارب ومآلات الربيع العربي الواحدة تلو الأخرى
وتصاعدت حالة التململ في الساعات الماضية بعد أنباء عن اللقاءات التي ضُرب حولها سياج من السرية، ففي رسالة واضحة على رفض التدخل السعودي الإماراتي المصري، نشر ناشطون على مواقع التواصل الاجتماعي صورة لشباب في موقع اعتصام محيط القيادة العامة للجيش السوداني وهم يرفعون لافتات كتب عليها بالخط العريض “لا للتدخل الإماراتي السعودي والمصري، ولا للدعم من السعودية والإمارات”.
وتعد الصورة المتداولة جزءًا يسيرًا من حالة التململ السياسي والشعبي من تدخل هذه الدول بالشأن السوداني وتحويل مسار الثورة خدمة لأجندتها، بعد الإطاحة بالرئيس المعزول عمر البشير.
بدا الشارع السوداني أكثر وعيًا بتلك المحاذر، وما عاد المنتفضون يجدون حرجًا في مطالبة دول بعينها برفع اليد عن مسار التغيير، فتجارب ربيع الثورات الأولى ماثلة في مخيالهم وفعلهم السياسي، وهم يفاوضون المجلس العسكري.
وترى المعارضة إن نجحت في انتزاع حكومة مدنية في أقرب الآجال فإنها ستقطع على المجلس العسكري وأقرب الجيران والمتربصين في المنطقة كل طريق، وكأنها مواجهة تستجد بين الثورة وعرابي الثورة المضادة، بين طلاب التغيير والحرس القديم.
ومع ذلك، ثمة عوامل يتناصح المعتصمون لأخذها في الحسبان، أولها استمرار الحراك الشعبي ووعيه بتجارب ومآلات الربيع العربي الواحدة تلو الأخرى، وفوق هذا وذاك، فإن السلطة المدنية التي قد ترى النور قريبًا لا يتوقع الشارع قبول انخراطها في تحالفات ومحاور تُعرض على السودان مهما كانت الإغراءات.
فرض الوصاية على عسكر السودان
لماذا سارعت هذه الدول الثلاثة تحديدًا إلى التواصل مع السلطة الجديدة في السودان وتقديم مساعدات عاجلة لها؟ سؤال يطرحه كثير ممن لا يزالون في الميدان ومن ينظرن بعين الريبة لأي تحرك سعودي إماراتي تحديدًا في دور الثورات.
مصر التي يستعد رئيسها لحكم البلاد عقدًا آخر، فإنها تستشعر قلقًا من ظفر حراك السودان بمطالبه، ولن تستأمن خاصرتها الجنوبية إلا على حكم عسكري مكين
أي مقابل تنتظره السعودية والإمارات ومصر؟ سؤال آخر يفرض نفسه بقوة، فالزيارات جاءت غداة تأكيد الفريق محمد حمدان ئائب رئيس المجلس العسكري الانتقالي بقاء القوات السودانية المشاركة في حرب اليمن إلى حين استكمال أهداف التحالف السعودي الإماراتي هناك.
وكان مطلب من قبيل سحب القوات السودانية المشاركة في حرب اليمن قد تصدر مطالب المعتصمين، وعبَّر تجمع المهنيين السودانيين وقوى إعلان الحرية والتغيير عن الرفض لانخرط السودان في محاور وتحالفات دون أن يسموا المحور السعودي الإماراتي المصري، وسط تساؤلات عن المسارعة في الزيارات إن كانت تندرج في إطار الدعم المعلن.
أمَّا مصر التي يستعد رئيسها لحكم البلاد عقدًا آخر، فإنها تستشعر قلقًا من ظفر حراك السودان بمطالبه، ولن تستأمن خاصرتها الجنوبية إلا على حكم عسكري مكين، لذلك كان نظام السيسي حاضرًا منذ البداية في الإطاحة بالبشير، منذ أن كشف الأخير قيام بعض الجهات بدفعه للتطبيع مع “إسرائيل” مقابل مساعدته في وقف الاحتجاجات الشعبية التي شهدتها المدن السودانية بسبب ارتفاع الأسعار، ثم تطورت بالمظاهرات ضد النظام نفسه.
آلاف الجنود السودانيين يقاتلون في صفوف التحالف السعودي الإماراتي منذ العام 2015
وبحسب تصريحات صحفية للبرلماني المصري السابق محمد جمال حشمت، فإن نظام السيسي من أكثر المستفيدين من أن يظل الحكم بالسودان في يد المجلس العسكري، وعدم نقل السلطة للشعب، سواء بإجراء انتخابات عاجلة أم من خلال تشكيل مجلس حكم مدني، خوفًا من أن تنتقل شرارة هذه التجربة لمصر، وهو ما يبرر مخالفته لقرار الاتحاد الإفريقي بعدم الاعتراف بشرعية المجلس العسكري ومنحه فرصة أسبوعين لنقل السلطة لحكومة مدنية، رغم أن السيسي يتولى رئاسة الدورة الحاليّة للاتحاد الإفريقي.
ولا يستبعد الخبير في شؤون الأمن القومي عبد المعز الشرقاوي أن تقدم مصر بعض المساعدات الأخرى، مثل تشغيل مشروع الربط الكهربائي الذي أوقفته الحكومة المصرية من جانب واحد منتصف آذار/مارس الماضي، بحجة عدم وجود وزير للطاقة في السودان، بالإضافة لوقف أعمال التنقيب عن الغاز في مثلث حلايب وشلاتين، وهي الأعمال التي قامت بها مصر في إطار الضغط على حكومة البشير.