المكان: ناحية آمرلي التابعة لمحافظة صلاح الدين العراقية.
الزمان: الثانية من فجر يوم الجمعة 19 من يوليو/تموز الحاليّ.
الحدث: استهداف جوي غامض لمعسكر اللواء 16 التابع لقيادة محور الشمال في الحشد الشعبي.
في سابقة قد تعد الأولى من نوعها، استهدفت طائرة مجهولة الهوية معسكرًا لقوات الحشد الشعبي في ناحية آمرلي التابعة لقضاء طوزخورماتو في محافظة صلاح الدين العراقية، إذ أعلنت خلية الإعلام الأمني عبر موقعها الرسمي على الفيسبوك تعرض معسكر الشهداء في منطقة آمرلي التابع للواء الـ16 للحشد الشعبي لضربتين جويتين من طائرة مسيرة.
وأوضح البيان أن الضربة الأولى وقعت الساعة الواحدة و50 دقيقة فجر يوم الجمعة 19 من يوليو/تموز، لتتبعها ضربة أخرى بعد نصف ساعة من الأولى وتحديدًا في الساعة الثانية و20 دقيقة، ما أدى إلى جرح جنديين، بحسب البيان الذي لم يورد مزيدًا من التفاصيل.
من جهته كشف رئيس مجلس العشائر العربية في العراق ثائر البياتي مقتل وإصابة عدد من المقاتلين التابعين لميليشيات “حزب الله”، فضلاً عن أفراد من الحرس الثوري الايراني في الضربة الجوية على معسكر الحشد الشعبي في ناحية آمرلي، وأضاف البياتي أن المعسكر يضم صواريخ باليستية إيرانية الصنع نقلتها طهران مؤخرًا إليه عبر شاحنات تستخدم لنقل المواد الغذائية المبردة.
نفي أمريكي وتكهنات
وما يزيد من غموض الجهة المستهدفة للحشد، نفي الولايات المتحدة الأمريكية مسؤوليتها عن استهداف معسكر الحشد الشعبي في آمرلي، إذ نفت وزارة الدفاع الأمريكية (البنتاغون) استهداف معسكر للحشد الشعبي في العراق. من جانبه لم يستبعد مدير مركز التفكير السياسي إحسان الشمري فرضية قصف “إسرائيل” معسكر الحشد في صلاح الدين، وفقًا لتهديدات سابقة أطلقها مسؤولون في تل أبيب.
الخبير في الشؤون الأمنية والإستراتيجية هشام الهاشمي أكد من خلال مقطع الفيديو الذي بث عن استهداف معسكر الحشد في صلاح الدين أن التفجيرات أكبر حجمًا وقوةً مما تستطيع الطائرات المسيرة “الدرونز” التي كان يملكها تنظيم داعش التي لا تستطيع حمل أكثر من قنبلتين بوزن أقل من نصف كيلوغرام
يقول الشمري إن هذه الفرضية تبقى تكهنات، إذ إنه وبمراجعة تصريحات المسؤولين الإسرائيليين السابقة وتهديدهم بضرب بعض جماعات الحشد، فيمكن لـ”إسرائيل” التغلب على طول المسافة بينها وبين محافظة صلاح الدين من خلال ما تملكه من تكنولوجيا متطورة، فضلاً عن عملائها الموجودين في الأراضي السورية القريبة.
أما الخبير في الشؤون الأمنية والإستراتيجية هشام الهاشمي فأكد من خلال مقطع الفيديو الذي بث عن استهداف معسكر الحشد في صلاح الدين أن التفجيرات أكبر حجمًا وقوةً مما تستطيع الطائرات المسيرة “الدرونز” التي كان يملكها تنظيم داعش التي لا تستطيع حمل أكثر من قنبلتين بوزن أقل من نصف كيلوغرام.
وأشار الهاشمي إلى أن الشكوك والتكهنات تشي بأن المنفذ طائرات الدرونز الإسرائيلية، فـ”إسرائيل” هددت باستهداف مصانع ومقرات القوة التصنيعية والتطويرية العسكرية لقوات الحشد الشعبي، لافتًا إلى أن هذه الشكوك يعززها نفي الولايات المتحدة الأمريكية قيامها بهكذا عملية.
ولعل ما يؤكد فرضية استهداف الطائرات الإسرائيلية لمعسكر الحشد الشعبي في العراق هو تغريدة الصحفي والمحلل الأمني الإسرائيلي باباك تكافي الذي قال: “بعد 38 عامًا من استهداف “إسرائيل” لأهداف عراقية، استطاعت القوة الجوية لـ”إسرائيل” استهداف معسكر لقوات الحشد الشعبي في صلاح الدين باستخدام طائرات F-35 الشبحية”.
مشيرًا إلى أن الضربة أسفرت عن مقتل 6 أفراد من الحرس الثوري الإيراني وحزب الله، فضلاً عن تدمير صواريخ بالستية تعرف بـ”الفاتح – 110″، بحسب التغريدة.
#BREAKING: After almost 38 years, #Israel Air Force carried-out an airstrike in #Iraq. #Israeli F-35I jets carried-out an airstrike against a Popular Mobilization Forces camp in E. Saladin. They killed 6 #IRGC & #Hezbollah members & destroyed their Fateh-110 ballistic missiles. pic.twitter.com/YrVOjZ1kxd
— Babak Taghvaee (@BabakTaghvaee) July 19, 2019
وكانت “إسرائيل” قد شنت خلال الأشهر الماضية عشرات الغارات الجوية داخل الأراضي السورية، كان هدفها مواقع القوات الإيرانية الداعمة لنظام الرئيس السوري بشار الأسد، وكان آخر استهداف إسرائيلي لمواقع القوات الإيرانية في سوريا في الأول من يوليو/تموز الحاليّ، واعتبر الأعنف الذي تشنه طائرات إسرائيلية ضد مواقع عسكرية داخل الأراضي السورية منذ بدء الانتفاضة السورية في مارس/آذار 2011.
في ظل وجود قواعد أمريكية تضم وحدات رادارية متقدمة تغطي العراق بأكمله، فإن الولايات المتحدة قد تكون صادقة في عدم شنها هذه الضربة لكنها تعلم الجهة الفاعلة بكل تأكيد
ومة غير المعقول، أن الولايات المتحدة لم يكن لديها علم بالطائرة التي اخترقت الأجواء العراقية ونفذت الضربة الجوية ضد معسكر الحشد في آمرلي، إذ إنه وفي ظل وجود قواعد أمريكية تضم وحدات رادارية متقدمة تغطي العراق بأكمله، فإن الولايات المتحدة قد تكون صادقة في عدم شنها هذه الضربة لكنها تعلم الجهة الفاعلة بكل تأكيد.
قد يتكرر السيناريو السوري في العراق، فالعراق يقع في قلب الصراع الأمريكي الإيراني المحتدم، وما لم يجد جديد في السياسة العراقية، فإنه من غير المستبعد أن نشهد مزيدًا من الاستهدافات المجهولة الهوية على غرار المشهد السوري الذي لا يزال يراوح مكانه.