“أنا أعتقد أن القوات المسلحة السعودية حققت إنجازًا كبيرًا جدًا. عندما بدأت العملية كانت سيطرة الشرعية تكاد تكون صفر في المائة من الأراضي اليمنية، اليوم تسيطر الشرعية على 80-85% من الأراضي”، بهذه الكلمات وضع ولي العهد السعودي محمد بن سلمان بنفسه قبل عامين مقياس إنجاز التحالف الذي تقوده بلاده في اليمن. هذا المقياس يربط حجم الإنجازات السعودية بمساحة ما تسيطر عليه الحكومة الشرعية، فما الذي بقي لها بعدما “ذُبحت” الحكومة الشرعية على يد مَنْ دخلوا اليمن بحجة دعمها وإعادتها إلى صنعاء؟
الشرعية التي ذُبحت
كان ذلك هو وصف الحليف لفعل الحلفاء، وخلاصة انقلاب عدن، الذي وقع بسيطرة ما يسمى “المجلس الانتقالي الجنوبي اليمني” المدعوم إماراتيًا على المدينة الساحلية، التي تعتبر مقر حكومة اليمن المعترف بها دوليًا، وتدعمها المملكة العربية وتقود تحالفًا عسكريًا بمشاركة الإمارات لإعادتها للسلطة في اليمن.
تبدو سيطرة المجلس الانتقالي الجنوبي على عدن وأعمال النهب التي شهدتها الألوية التابعة لقوات الحكومة الشرعية خطوة جديد في اتجاه كسر الشرعية ومؤسساتها وفرض أمر واقع ميداني يزيد حكومة الرئيس عبدربه منصور هادي ضعفًا
في شوارع المدينة التي كانت يومًا ما العاصمة المؤقتة لحكومة الرئيس اليمني عبد ربه منصور هادي كان فقط مسلحو الانقلاب الأخير وقادة حرب أهلية يخوضون غُمار حرب أهلية أخرى في شوارع عدن، فسقطت المدينة الجنوبية بيد قوات الحزام الأمنية التابعة للمجلس الانتقالي الانفصالي المدعومة إماراتيًا، وتم القضاء على ما تبقى من سيادة الدولة استنادًا لمسؤول في الحكومة الشرعية.
اُستبيحت بعدها بيوت المسؤولين في الشرعية من قِبل الحزام الأمني، حيث تحدث أكثر من مصدر في المدينة عن سرقة ونهب مسلحي الحزام الأمني للممتلكات التابعة لعدد من القادة العسكريين والمسؤولين في الحكومة اليمنية الشرعية والعبث ببعضها كما جرى لمنزل كل من نائب رئيس الوزراء وزيرِ الداخلية أحمد الميسري ومحافظ البنك المركزي حافظ فاخر معياد ووزير النفط أوس العود بعد الإطاحة بالحكومة في العاصمة المؤقتة.
كانت نهاية منطقية لأربعة أيام من الاقتتال بين “الأخوة الأعداء”، وكان فارق الإمكانيات من الحذاء إلى العربات المدرعة واضحًا بين من تدعمهم الإمارات والحماية الرئاسية الذين تخلى عنهم الجميع، فبحسب وزير الداخلية أحمد الميسري كان بحوزة الانفصاليين أكثر من 400 آلية عسكرية إماراتية يقودها مأجورون، وشاركت في المواجهات، ونحن قاتلناهم بأسلحتنا البدائية” كما يقول في شريط فيديو نُشر على وسائل التواصل الاجتماعي وسجله قبل الفرار إلى العاصمة السعودية الرياض.
تأتي سيطرة قوات الحزام الأمني على عدن بعد 10 أيام من استهداف صواريخ الحوثيين وطائراتهم المسيرة بقسوة القوات المدعومة إماراتيًا، فحولت احتفالَاتهم إلى مأتمٍ كبير ومذبحة دامية، كما تأتي بعد أيام من إعلان أبو ظبي انسحاب قواتها من اليمن، وهو ما اعتبره مراقبون محاولة من الإمارات لإخلاء مسؤوليتها عن “تحرك مرتقب ومخطط له ضد حكومة عبد ربه منصور هادي”.
وبالربط بين هذه الأحداث، تبدو سيطرة المجلس الانتقالي الجنوبي على عدن وأعمال النهب التي شهدتها الألوية التابعة لقوات الحكومة الشرعية خطوة جديد في اتجاه كسر الشرعية ومؤسساتها وفرض أمر واقع ميداني يزيد حكومة الرئيس عبدربه منصور هادي ضعفًا، فحكومته أضحت أمام سلطتي أمر واقع مركزيتين تمثلان انقلاب صنعاء وعدن.
صمت سعودي وتواطؤ إماراتي
قبل سنوات عندما أحكم الحوثيون قبضتهم على صنعاء واقتربوا من السيطرة على عدن، سارعت دول تقودها السعودية لوقف تقدمهم تحت ذريعة حماية شرعية عبدربه منصور هادي. اليوم، وقفت السعودية صامتة وهي ترى الشرعية تتلاشى أمام عينيها، الأمر الذي يطرح أسئلة عدة بشأن حقيقة الموقف السعودي من القضية اليمنية برمتها من البداية إلى النهاية.
تماهى الرئيس هادي في صمته مع صمت التحالف الذي تقوده السعودية بتوجيه دعوة بوقف إطلاق النار بشكل فوري في عدن
لم يكن موقف الحكومة اليمنية أفضل حالاً من موقف المملكة الداعم لها، لكن الخارجية اليمنية تحدثت ولأول مرة بصراحة بعد أن سبق سيف الانقلاب كل عَدَل، فالخارجية التابعة للحكومة اليمنية الشرعية حمَّلت في بيان رسمي أبو ظبي والمجلس الانتقالي تبعات الانقلاب في عدن، وطالبت بوقف الإمارات دعمها لما وصفتها بـ”المجاميع المتمردة على الدولة”، وذاك بيانٌ هو الأول من نوعه رغم أن هذه المجاميع شُكِّلت منذ سنوات واتخمها الدعم الإماراتي على مرأى ومسمع من الحكومة الشرعية وعلى حساب مصالحها.
صحوة وزارة الخارجية المتأخرة لم تنقصها إلا بصمة وصوت الرئيس عبد ربه منصور هادي “الهادئ” تمامًا حين كانت الأوضاع صاخبة في عاصمته المؤقتة أو كانت كذلك، فقد تواصل صمته حتى وصفه وزير الداخلية في الحكومة التي يترأسها هادي بالـ”مريب وغير الموفق”، ثم كان أول ظهور له في خبر مقتضب للوكالة السعودية الرسمية ظهر فيه مبتسمًا في حضرة العاهل السعودي في مكة المكرمة، فهل توحي الابتسامة بعهدٍ قُطع للرئيس هادي بعودته إلى عدن عسى ألا يكون كوعد إعادته إلى صنعاء؟
تماهى الرئيس هادي في صمته مع صمت التحالف الذي تقوده السعودية بتوجيه دعوة بوقف إطلاق النار بشكل فوري في عدن، وأعلنت الرياض متأخرة موقفها وعنوانه التهدئة، وطالبت القوات المدعومة من الإمارات بالانسحاب من عدن، وهدد باستخدام القوة العسكرية ضد كل من يخالف وقفًا فوريًا لإطلاق النار أمر به في عدن، لكن رد المجلس الانتقالي كان قاسيًا، وإن حاول نائب رئيس المجلس الانتقالي الجنوبي هاني بن بريك في خطابه الأخير اختيار ألفاظه في حديثه عن التحالف، إلى أن أعلن عدم قبوله التفاوض تحت وطأة التهديد، فكان رد الحليف على حلفائه وكأنهم أعداؤه.
ولي عهد أبوظبي محمد بن زايد (يمين) ونائب رئيس المجلس الجنوبي هاني بن بريك (وسط)
تنبَّهت إلى ذلك مجموعة الأزمات الدولية، وأشارت إلى أن الاشتباكات في عدن تهدد بإدخال جنوب اليمن في حرب أهلية داخل الحرب الأهلية الدائرة حاليًا، وقال كبير المحللين في المجموعة إن السعودية تسعى جاهدة لإنقاذ ماء الوجه والبحث في سبل التوصل أي اتفاق بين الحكومة الشرعية والانفصاليين الذين باتوا يهيئون الأرضية لإعلان دولة منفصلة في الجنوب تعتمد على الدعم من أبوظبي، ومن المرجَّح أن تمنحها وصولاً غير مقيد إلى منشآتها وأراضيها.
الموقف السعودي المتأخر تجاه انقلاب عدن يكشف إما عن تواطؤ أو عن فشل استخباراتي، فأين كانت الرياض المنغمسة في الشأن اليمني من الانقلاب عندما كان في طور التحضير والتخطيط؟ وإن لم تكن تعلم الرياض مسبقًا فهنا يتسع السؤال إذا كان هذا هو حال معرفة ومعلومات السعودية في مناطق توجد قواتها فيها مع حلفائها، فكيف هو الحال في مناطق أعدائها الحوثيين؟ وإن تم التسليم بفرضية تعرض السعودية للتضليل فإن موقفها المتأخر وكبرياءها وقوتها كل ذلك الآن على محك الشريك في أبو ظبي، فماذا لو رفض المجلس الانتقالي الانسحاب من عدن؟
التحالف السعودي الإماراتي في اليمن سيكون سبَّاقًا لإعادة تعريف مصطلحي الحليف والعدو، وذلك لأن انقلاب عدن ملأ جماعة الحوثي غبطة وأعطاها شيئًا من شرعية كانت الشيء الوحيد الذي ينقصها، ففي هذا السياق قال رئيس المجلس السياسي للجماعة إن أحداث عدن تدل على اتخاذ الحوثيين القرار الصحيح منذ اللحظة الأولى، بعبارة أخرى وفق مراقبين فإن سلوك أبو ظبي في اليمن قدم بشكل غير مباشر دعمًا للحوثيين أكثر من دعم إيران لهم.
عندما سقط قناع التحالف
هدوء مشوب بالحذر ووقف لإطلاق النار دعا إليه التحالف السعودي الإماراتي، وتلك دعوة ربما متأخرة، وتخفي حالة من الغموض في الأهداف السياسية والعسكرية، فهي لم تأت سوى بعد سيطرة قوات الحزام الأمني على كل المقار الحكومية وقصر معاشيق وإجلاء آخر مسؤول بالحكومة الشرعية باتجاه المملكة.
بعد ذلك، يُدعى الانفصاليون إلى اجتماع تنسجه السعودية وسط معطيات قد لا تعيد الأمور إلى ما قبل سقوط عدن، والمفارقة أن هذه المساعي المعلنة من المملكة تأتي بعد أن اتهمها وزيرالداخلية أحمد الميسري في التسجيل المصور بأنها “التزمت الصمت طيلة 4 أيام عندما كانت الشرعية تُذبح من الوريد إلى الوريد بمشاركة الإمارات”، لكن هل قال ذلك وهو يعلم ألا شيء يضر بعد الذبح، وأن الإكرام الوحيد لشرعية الرئيس هادي المذبوحة هو دفنها؟
أكثر من لقاء وأكثر من ضيف، فقد التقى أيضًا ولي العهد السعودي بولي عهد أبوظبي، الذي أنشأ قوات الحزام الأمني ودرَّبها ودعمها بالسلاح واستقبل عنده في أبوظبي أكثر من مرة رئيس المجلس الانتقالي عيدروس الزبيدي
بعد هذا التسجيل، اجتمع العاهل السعودي سلمان بن عبد العزيز بالرئيس عبد ربه منصور هادي في مكة، بحضور ولي العهد السعودي الأمير محمد بن سلمان بن عبدالعزيز، لكن ما فائدة اللقاءات وبيانات الدعوات لوقف إطلاق النار والتفاوض والحوار بعد الآن؟ فالمدينة الساحلية باتت تحت سيطرة قوات غير نظامية انقلبت على الشرعية ووصلت إلى قصر المعاشيق وجبل حديد بدعم عسكري ليس سريًا من شريك السعودية في تحالف للمفارقة كان يسمى دعم الشرعية.
أكثر من لقاء وأكثر من ضيف، فقد التقى أيضًا ولي العهد السعودي بولي عهد أبوظبي، الذي أنشأ قوات الحزام الأمني ودرَّبها ودعمها بالسلاح واستقبل عنده في أبوظبي أكثر من مرة رئيس المجلس الانتقالي عيدروس الزبيدي، وكتب فيه نائب رئيس المجلس الذي يقود قوات الحزام الأمني هاني بن بريك شعرًا يمدحه.
وفي خضم التوتر والأزمة المتفاقمة في جنوب اليمن، جاءت إشارات إماراتية من نوع آخر، حيث أكد ابن زايد عقب لقائه العاهل أن الحوار هو السبيل الوحيد لتسوية الخلافات بين اليمنيين، وذلك بعد دعوة الأطراف المتنازعة في عدن إلى حوار عاجل في السعودية، لكن الحوار مِن أجل ماذا؟ ومَنْ مع مَنْ؟ فقد حقق للمجلس الانتقالي الانفصالي ما كان يصبو إليه منذ فترة برضا ومساعدة أبو ظبي أمام أعين السعودية.
محمد بن زايد يلتقي محمد بن سلمان
وبعد حديث منحته وسائل الإعلام في البلدين الحليفين زخمًا صاخبًا وغطاءًا شرعيًا، أعلن ابن زايد في تصريحات نقلتها وكالة الأنباء الإماراتية الرسمية أن الدعوة السعودية بتغليب لغة الحوار والعقل تجسد ما وصفه بـ”الحرص المشترك على استقرار اليمن”، وهذا يعني وفق مراقبين الإبقاء على الوضع الراهن والقبول به أمرًا واقعًا، وهنا يصح في هذه الحالة إضافة السعودية إلى جانب الإمارات كداعم لانقلاب عدن، أو على أقل تقدير اعتبارهما قد خذلا الشرعية بوصفهما حليفين وداعمين لها حين اتخذا منها عنوانًا وربما غطاءً للتدخل العسكري في اليمن.
أمّا الإمارات وحدها فقد كان لها اليد العليا في السر والعلن على عدن حتى استعصى على الرئيس هادي أن يمكث فيها بشكل دائم، ولعل ذلك ما يطرح تساؤلات حول ما الذي تغيره الاجتماعات والمشاورات وحتى المفاوضات التي تصر الرياض على إجرائها بين أطراف الاقتتال في المدينة الساحلية؟ وكيف يمكن لطرف شريك في التحالف والانقلاب الثاني أن يساهم في احتواء أزمة عمل على تفجيرها ليس منذ الأسبوع الماضي؟
مصداق ذلك على الأرجح ثقةٌ أبداها سادة الأمر الواقع الجديد المفروض بقوة السلاح الإماراتي حين أكدوا استعدادهم للمرحلة المقبلة، واختار رئيس المجلس الانتقالي عيدروس الزبيدي ألفاظه مخاطبًا الرياض، فقدم نفسه كمفاوض وبديل لشرعية الرئيس هادي دون أن يُخرج نفسه ومجلسه وما يتبع له ميليشيات من دائرة بقائه في دائرة التحالف السعودي الإماراتي، وأعلن “استعداده للعمل بشكل مسؤول مع قيادة التحالف العربي بقيادة الشقيقة الكبرى (المملكة العربية السعودية) في إدارة هذه الأزمة وتبعاتها بما يعزز من تماسك النسيج الاجتماعي”.
عدن ما بعد الانقلاب
بعد الحسم العسكري ضد الحكومة الموالية للحكومة الشرعية اليمنية في عدن، ذهب نائب رئيس المجلس الجنوبي هاني بن بريك إلى أبعد من ذلك، حين عرض نقل خبرته خارج حدود اليمن فيما يبدو وكأنها مهمة لتصدير نموذج جنوب اليمن خارج الحدود، مبديًا استعداده – في تغريدة على حسابه بموقع تويتر – لدعم مَنْ وصفهم بالأشقاء في لييبا، وإيفاد خبراته وتجربته في المواجهة مع مّنْ سمَّاها بـ”الميليشيات المتسترة بالشرعية”، وتمنى أن يحسم حفتر أمره مَنْ وصفها بـ”الميليشيات الإرهابية المدعومة من قطر وتركيا والمتسترة بالشرعية في في العاصمة طرابلس”.
رأي بعض اليمنيين في تصريحات بن بريك إهانة بالغة السلطات السعودية التي تقود التحالف العربي في اليمن دفاعًا عن الشرعية ولو شكليًا
دعم بن بريك للواء المتقاعد خليفة حفتر له ما يبرره، فالرجلان يقودان تمردًا ضد حكومتين شرعيتين مُعترف بها دوليًاـ كما أن القاسم المشترك بينهما هو الدعم المالي والسياسي من دولة الإمارات وفقًا لتقارير كثيرة، ما يعني بلغة المصالح أن جهة تقود انقلابًا في اليمن تعد بدعم جنرال تدعمه الإمارات والسعودية في ليبيا عوضًا عن تخليص الأراضي اليمنية من سيطرة الحوثيين كأولوية، وهو ما يطرح سؤالاً عن الفرق بين الارتزاق والمبادئ الوطنية.
ورغم وضوح الرسائل والدلالات التي حملتها تصريحات بن بريك ضد السلطات السعودية ودورها في اليمن لم يصدر أي رد عليها من السلطات السعودية، في حين رأى بعض اليمنيين في تصريحات بن بريك إهانة بالغة السلطات السعودية التي تقود التحالف العربي في اليمن دفاعًا عن الشرعية ولو شكليًا، كما تمثل تهديدًا ضمنيًا لمقاتلاتها في الجنوب كما يفعل الحوثيون في الشمال.
هنا يغدو التحالف السعودي الإماراتي في اليمن امتدادًا لتحالفهما في ليبيا السودان ومصر، وقد يطول في هذه الحالة مُقام الرئيس هادي في الرياض ومعه وزراؤه، ومنهم وزير الداخلية المعترف به دوليًا الذي أقر بالهزيمة، وبسخرية ممزوجة بالمرارة على نصر يلبس ثوب الغدر، هنأ الإمارات على “نصرها المبين” في اليمن، وقال إنها هذه المعركة “لن تكون النهائية أو الأخيرة للحكومة الشرعية”، لكن من أين يجب أن تكون البداية حتى لا يُمزق اليمن وتبقى للحكومة سلطة الحفاظ على ما بقي من وطن وأرواح في بلد أسوأ أزمة إنسانية في العالم؟
بإذن الله في هذه الأيام الفضيلة المشير حفتر يحسم أمره مع المليشيات الإرهابية المدعومة من قطر وتركيا والمتسترة بالشرعية في العاصمة طرابلس.
مستعدين نعين أشقاءنا في ليبيا ونوفد لهم خبراتنا وتجربتنا مع نفس المليشيات المتسترة بالشرعية، المكان اختلف فقط والداعم واحد قطر وتركيا.— هاني بن بريك (@HaniBinbrek) August 12, 2019
وفي طريقه إلى المملكة انتقد الميسري مؤسسة الرئاسة وأيضًا الرياض، ليشير حديثه إلى تغير في خطاب مسؤولين في الشرعية تجاه التحالف بشكل واضح وصريح، فهل سيستمر خاصة وأن من يتحدثون في ضيافة الرياض؟ وما هي خيارات حكومة تعاني من انقلابين وتكرر غدر ذوي القربى؟ ألا يمكن للشرعية أن تتولى زمام أمورها بنفسها دون أطراف إقليمية تتاجر بأزمات اليمن والحرب ضد الحوثيين في البدء والانفصاليين الجنوبيين اليوم؟
قد لا تغير صور لقاءات مكة حقيقة صور عدن اليوم، والتي بدت كمدينة تحت قبضة انفصاليين متمردين على الشرعية، خطتهم تقسيم اليمن، البلد المقسَّم منذ السبت بين 3 سلطات، واحدة منها فقط تحمل لقب الشرعية، وهي الأضعف سياسيًا وعسكريًا بعد سنوات من تدخل تحالف كان يُفترض أن يدعمها لولا حسابات أخرى أطالت عمر الحرب وويلاتها على الشعب والأرض.
وفي المحصلة، فإن الإنجاز السعودي في اليمن بشكل عام عبارة عن حرب أهلية داخل حرب أهلية وانقلاب يجاور انقلابًا، وفي عدن تحديدًا سقطت كل أوراق التوت عن تحالف تدخل بسبب انقلاب، ويساعد من أجل انقلاب آخر.