نقل موقع “ميدل إيست آي“، عن مصدر أمني رفيع المستوى في الإمارات معلومات حصرية بشأن تواجد طحنون بن زايد، مستشار الأمن القومي لدولة الإمارات العربية المتحدة في إيران.
وطحنون شقيق ولي عهد أبو ظبي الأصغر، قال الموقع إنه موجود في طهران منذ 48 ساعة من تاريخ نشر تقريرها، في مهمة سرية تهدف إلى نزع فتيل الأزمة الخليجية.
وقال الموقع، في تقريره الذي ترجمته “عربي21″، إن مهمة طحنون السرية تمثّل الاجتماع الأكثر أهمية بين الطرفين منذ اندلاع الأزمة.
وأفاد الموقع بأن هذه الزيارة تأتي في إطار اتباع الإمارات العربية المتحدة نهجا أكثر ليونة مع طهران، لا سيما إثر تعرض أربع ناقلات قبالة ميناء الفجيرة الإماراتي للهجوم في وقت سابق من هذه السنة. وعلى الرغم من أن مدير الأركان الأمريكية المشتركة، الأميرال مايكل جيلداي، قال إن المخابرات الأمريكية استنتجت أن فيلق الحرس الثوري الإيراني كان “مسؤولا بشكل مباشر” عن الهجمات، إلا أن دولة الإمارات نفسها لم توجه أصابع الاتهام إلى إيران.
ذكر الموقع أن المهمة السرية تأتي وسط محاولات لتسهيل المحادثات بين السعودية وإيران.
وبدلاً من ذلك، أعلنت الدولة الخليجية عن إرسال ضباط البحرية للقاء نظرائهم في إيران، غير أن مهمة نهاية الأسبوع هذه دارت في كنف السرية. وحين حاولت المملكة المتحدة وألمانيا وفرنسا التصدي للجهود الأمريكية الرامية لتصعيد المواجهة العسكرية في الخليج، أشاد وزير الدولة للشؤون الخارجية الإماراتي، أنور قرقاش، بالجهود الدبلوماسية التي بذلتها هذه الدول.
وأضاف الموقع نقلا عن قرقاش قوله: “في كل مناسبة، تجنبت الإمارات الصراع مع إيران، وسوف نستمر في اتخاذ التدابير اللازمة للتخفيف من حدة التوترات والتقليص من احتمالات خوض قتال. وعند الضرورة، نحن على استعداد للعمل دفاعًا عن النفس، ولكن على نحو متناسب وحكيم مع الحرص على ضبط النفس. ونسعى إلى تحقيق مسار عملي ودبلوماسي لتخفيف التوترات وخلق فرصة لمحادثات هادفة”.
وذكر الموقع أن المهمة السرية تأتي وسط محاولات لتسهيل المحادثات بين السعودية وإيران. من جهته، دعا السعوديون رئيس الوزراء العراقي، عادل عبد المهدي، إلى بعث رسائل إلى طهران. وحسب ما ورد في ميدل إيست آي في الأول من تشرين الأول/أكتوبر الحالي، أكّد المسؤول في مكتب رئيس الوزراء العراقي، عباس الحسناوي، أن عبد المهدي كان يؤدي دور الوسيط بين القيادتين في الرياض وطهران، ناقلا شروط كل طرف لإجراء محادثات مع الطرف الآخر.
الإمارات كانت قد أظهرت مؤخرًا أكثر من علامة على مواصلتها لعلاقاتها مع إيران، كما أنها قد أعلنت عن نيتها لسحب قواتها من اليمن، ناهيك عن دعمها العلني للانفصاليين الجنوبيين
ومنذ ذلك الحين، قرر رئيس الوزراء الباكستاني عمران خان المشاركة في هذه الجهود والقيام برحلات لكل من طهران والرياض هذا الأسبوع. وقد أفاد اثنان من المسؤولين رفيعي المستوى في الحكومة الباكستانية لرويترز أن خان كان في طريقه إلى طهران في محاولة للتقليل من التوتر بين الخصمين.
في حديثه إلى المراسلين الصحفيين الشهر الماضي على هامش الجمعية العامة للأمم المتحدة، قال خان:” سألني الرئيس ترامب عما إذا كان بإمكاننا تخفيف حدة الموقف وربما التوصل إلى اتفاق آخر، وهو ما جعلني أنقل هذا الطلب إلى الرئيس الإيراني روحاني. نحن نبذل قصارى جهدنا إنه أمر لا يزال ساريا، فلا يمكنني الكشف عن المزيد من التفاصيل”.
ذكر الموقع أن الإمارات كانت قد أظهرت مؤخرًا أكثر من علامة على مواصلتها لعلاقاتها مع إيران، كما أنها قد أعلنت عن نيتها لسحب قواتها من اليمن، ناهيك عن دعمها العلني للانفصاليين الجنوبيين في مدينة عدن الساحلية الجنوبية التي قسمت البلاد إلى قسمين. ومنذ ذلك الحين، تقاتل الميليشيات اليمنية القوات الموالية للرئيس عبد ربه منصور هادي للسيطرة على الجنوب.
في الآونة الأخيرة، شارك الحوثيون المدعومون من إيران والانفصاليون الجنوبيون المدعومون من الإمارات في تبادل للأسرى، وهو ما لم يحدث مع القوات الموالية لهادي. ويوم الجمعة الماضي، أعرب البنتاغون عن نيته لإرسال 2000 جندي إضافي إلى المملكة العربية السعودية، فضلا عن أسراب من الطائرات النفاثة وجناح لجنود الجو وجنود من الدفاع الجوي. وستكون هذه ثاني زيادة في عدد القوات تتعلق بالهجمات الأخيرة على المنشآت النفطية السعودية.
تطرق الموقع إلى تصريح البنتاغون حول نيته إرسال بطاريتين إضافيتين لتعزيز نظام “باتريوت” للدفاع الصاروخي ومنظومة دفاع جوي صاروخي. وفي بيان أصدره المتحدث الرسمي باسم البنتاغون، جوناثان هوفمان، ورد أنه:”بالاقتران مع عمليات انتشار أخرى، يشمل ذلك 3000 جندي إضافي أضيفوا أو وقع منحهم تصاريح الانتشار خلال الشهر الماضي فقط”.
وفي الختام، حاول مراسلوا موقع “ميدل إيست أي” البريطاني الاتصال بالمكتب الإعلامي لسفارة الإمارات العربية المتحدة في لندن، لكنها لم تتلق ردا حيال هذا الشأن حتى وقت النشر.
المصدر: ميدل إيست آي
ترجمة: عربي 21