نشرت صحيفة هآرتز الإسرائيلية مقالاً لرئيس الاستخبارات السعودي السابق وسفير المملكة السابق في بريطانيا والولايات المتحدة، الأمير “تركي الفيصل” يدعو فيه الإسرائيليين لتبني مبادرة السلام العربية القائمة أساسًا على حل الدولتين.
في مبادرة نادرة ، الامير تركي الفيصل يخاطب الإسرائيليين بمقال نشر اليوم في هاراتز يدعوهم لمبادرة السلام العربية . https://t.co/HhwiuTmu3F
— جمال خاشقجي (@JKhashoggi) July 7, 2014
ويأتي نشر المقال بالتزامن مع عملية عسكرية ضد غزة أعلن عنها جيش الاحتلال الإسرائيلي، وبدأها بالفعل بقصف مناطق مختلفة في القطاع.
وذكرت مصادر إسرائيلية أن جيش الاحتلال استهدف 50 موقعًا في قطاع غزة فجر وصباح اليوم في إطار عملية أطلق عليها “الصخرة الصلبة”، في حين أكد سقوط 8 قذائف صاروخية في النقب الغربي خلال الساعات الأخيرة.
الآن استهداف منزلين في قطاع #غزة الأول في خانيونس والآخر في بيت لاهيا، وأنباء أخرى عن شهيد ومفقود..#غزة_تحت_القصف pic.twitter.com/OBHfvEs7mC
— رضوان الأخرس (@rdooan) July 8, 2014
وتشارك الزوارق الحربية في القصف الإسرائيلي المتواصل على مناطق مختلفة في القطاع، ولا تكاد الطائرات الإسرائيلية تفارق أجواء القطاع منذ أيام، كما تطلق بين الفينة والأخرى بالونات حرارية مضيئة في أنحاء متفرقة من مناطق القطاع.
ونقلت وكالة الأنباء الفرنسية أن الإسرائيليين يستعدون لحملة كبيرة ضد غزة قد تشمل هجومًا بريًا.
عاجل: اسرائيل تستعد لجميع السيناريوهات بما في ذلك شن "عملية برية" في قطاع غزة#افب #اسرائيل #فلسطين #غزة
— فرانس برس بالعربية (@AFPar) July 8, 2014
لكن تركي الفيصل لديه رأي آخر، فقد كتب في مقاله الموجه للإسرائيليين يقول: “دعونا نحلم للحظة واحدة كيف ستكون عليه هذه الأرض المضطربة، وكيف ستبدو بعد الاتفاق بين هذين الشعبين، تخيل لو يكون بمقدوري أن أطير مباشرة إلى القدس ويا له من سرور أن أتمكن من توجيه الدعوة، ليس للفلسطينيين فقط، بل للإسرائيليين أيضًا، بالرغم من كل شيء فإن مبادرة السلام العربية لا تزال تعتبر الصيغة لحل عادل وشامل للصراع”.
ويتابع رئيس المخابرات السابق مؤيدًا لقرار تقسيم فلسطين قائلاً: هناك شعبان: الفلسطيني والإسرائيلي، كل منهما يسعى إلى تحقيق حلمه في إقامة دولة له، إن حل الدولتين هو الحل الوحيد الذي يمكن أن يجسد هذا الحلم، ويلبّي طموحات الشعبين الوطنية، مثل هذا الحل كان في صميم الرؤية التي وضعتها الجمعية العمومية للأمم المتحدة في قرار التقسيم عام 1947م، الذي فشل المجتمع الدولي في تنفيذه في ذلك الحين، كما تلاه أيضًا فشل في عدد من عمليات السلام الرامية إلى جلب السلام إلى حيز الوجود منذ ذلك الحين”.
وفي خلط – غريب – للأوراق يخاطب الفيصل الإسرائيليين بشكل عاطفي: “تخيل لو يكون بمقدوري أن أسافر على متن طائرة من الرياض، وأطير مباشرة إلى القدس، واستقل حافلة أو سيارة أجرة وأذهب إلى قبة الصخرة أو المسجد الأقصى، وأؤدي صلاة الجمعة، ثم أقوم بزيارة حائط المبكى وكنيسة القيامة، وإذا ما سنحت لي الفرصة في اليوم التالي، فبإمكاني أن أزور قبر إبراهيم في الخليل، وقبور الأنبياء الآخرين عليهم السلام جميعً،. ثم أتابع طريقي، وأزور بيت لحم، مسقط رأس السيد المسيح، وأن يكون بمقدوري أن أواصل طريقي لزيارة متحف (ياد فاشيم) كما زرت متحف المحرقة في واشنطن، عندما كنت سفيرًا هناك”.
وفي تشبيه غير مفهوم يقارن الفيصل “معاناة” أجداده من سكان نجد بمعاناة اليهود في القدس، ويقول: “يا له من سرور أن أتمكن من توجيه الدعوة، ليس للفلسطينيين فقط، بل للإسرائيليين الذين قد ألتقي بهم أيضًا، للمجيء وزيارتي في الرياض، حيث بمقدورهم زيارة موطن أجدادي في الدرعية، الذي عانى على يدي إبراهيم باشا ذات المصير الذي عانت منه القدس على يد نبوخذ نصر والرومان”.
ويشنّ طيران الاحتلال الحربي منذ ساعات الفجر الأولى من اليوم -الثلاثاء- سلسلة غارات متواصلة بلغ عددها أكثر من 100 على مناطق متفرقة في قطاع غزة ومنازل السكان نتج عنها إصابة ما يزيد عن 20 شخصًا حتى اللحظة بإصابات متفاوته بينها إصابات خطيرة وأطفال.
وكان المجلس الوزاري الإسرائيلي المصغر (السياسي الأمني)، قرر مساء أمس الإثنين، تصعيد الهجمات التي يشنها على قطاع غزة لكن “عدم الانجرار” إلى عملية عسكرية واسعة النطاق في قطاع غزة.
وقرر المجلس الوزاري في نهاية جلسة استمرت 3 ساعات، تصعيد الهجمات التي يشنها ضد قطاع غزة، ونقلت التقارير الإسرائيلية عن مسئولين إسرائيليين قولهما إن تعليمات صدرت للجيش بالاستعداد لتوسيع العمليات العسكرية ضد قطاع غزة بشكل جدي.
مقال الفيصل بالعربية على موقع هآرتز
ترجمة مقاله إلى الإنجليزية الذي نشرته هآرتز أمس