أقامت فرنسا، الأسبوع الماضي، في ساحة الأنفاليد في باريس، مراسم تكريم وطني لـ13 جنديًا قضوا في اصطدام مروحيتين خلال عملية قتالية في شمال شرق مالي، في أكبر حصيلة تتكبدها فرنسا، منذ التفجير الذي استهدف مقر قيادة القوات الفرنسية في بيروت عام 1983 وأوقع 58 قتيلًا. ولكن رغم التكاليف البشرية والنتائج المترتبة على ذلك، تواصل فرنسا التدخل في مناطق الأزمات والصراعات سعيًا لزيادة هيمنتها ودعم صورتها كقوة عظمى ذات مكانة عالمية.
تشارك فرنسا في عملية “برخان” لمكافحة الإرهاب في منطقة غرب إفريقيا بـ4500 مقاتل، وأنشأت هذه القوات بالتزامن مع التدخل الفرنسي في مالي لوقف زحف الجماعات المسلحة على باماكو في فبراير 2013. رغم هذا التدخل الفرنسي واتفاق السلام المبرم سنة 2015، ما زالت مناطق بكاملها خارجة عن سيطرة القوات المالية والأجنبية التي تتعرض بشكل متواصل لهجمات دامية.
جاء التدخل الفرنسي لحماية مصالح باريس في هذا البلد الإفريقي الغني بالنفط والثروات المعدنية، ومحاولة لتعزيز الوجود الفرنسي في منطقة تعتبر تقليديًا مركز نفوذ خاص بفعل التاريخ الاستعماري الذي يجمعهما.
في هذا التسلسل الزمني الذي أعددناه في “نون بوست”، نرصد التدخل العسكري الفرنسي بدولة مالي الذي يعد واحدًا من 7 عمليات عسكرية رئيسية قادتها فرنسا في القارة الإفريقية، في العقد الأخير.