قال أربعة مسؤولين أمريكيين أنه خلال الأيام السبعة الماضية، اتفقت مصر والإمارات العربية المتحدة سرا على إطلاق ضربات جوية ضد الميليشيات الإسلامية التي تقاتل من أجل السيطرة على طرابلس في ليبيا، في تصعيد كبير بين المؤيدين والمعارضين لتيارات الإسلام السياسي.
وقال المسؤولون أن الولايات المتحدة فوجئت بالأمر مؤكدين أن مصر والإمارات وكلاهما حليف مقرب عسكريا وسياسيا للولايات المتحدة تصرفا دون إبلاغ واشنطن أو السعي لموافقتها، ونحت جانبا إدارة أوباما من المشهد.
من ناحية أخرى فإن المسؤولين المصريين نفوا صراحة قيامهم بالهجمات في حديثهم مع الدبلوماسيين الأمريكيين.
وبشكل ما من الممكن أن تُعد هذه الهجمات هي الضربات الأقوى والأكثر خطورة في الصراع منذ بداية الربيع العربي وبعد التراجع الذي مُنيت به الثورات.
وكانت ما تعرف بـ” عملية فجر ليبيا” وتضم مسلحين من مدينة مصراتة الليبية قد اتهمت حكومتي مصر والإمارات بالضلوع في قصف جوي في وقت سابق. وقالت قناة النبأ الفضائية المحلية إن “طائرات هاجمت أربعة مواقع تابعة لعملية فجر ليبيا”.
وتبنت قيادة “عملية الكرامة” بقيادة حفتر الغارات على طرابلس, لكن محللين شككوا في قدرة طائرات حفتر على بلوغ العاصمة, وضرب مواقع بدقة عالية.
وأوضح محمد الغرياني المتحدث باسم عملية “فجر ليبيا” أن القصف أصاب أيضا مبانى شركة الواحة للنفط التابعة للدولة الواقعة بالقرب من طريق المطار ومقر قيادة رئيس الأركان.
وتعد هذه المرة الثانية التي تتعرض فيها مواقع لمسلحين في مدينة طرابلس لقصف جوي خلال أسبوع واحد.
وكان المتحدث باسم قيادة عملية فجر ليبيا أحمد هدية قد وجه اتهاما مباشرا لمصر والإمارات في الغارات التي استهدفت على دفعتين مواقع للثوار جنوبي طرابلس وخلفت نحو ثلاثين قتيلا في صفوفهم.
لكن الرئيس العسكري في مصر عبد الفتاح السيسي أكد أمس الأحد أن القوات المسلحة المصرية لم تقم بأي عمل عسكري داخل الأراضي الليبية أو خارج الحدود المصرية.وقال السيسي ، خلال لقائه مع رؤساء تحرير الصحف القومية والحزبية والخاصة اليوم : “إننا لم نقم بأي عمل عسكري خارج حدودنا حتى الآن”، مضيفا أنه لا توجد طائرة ولا أي قوات مصرية في ليبيا ولم تقم أي طائرة مصرية بأي عمل عسكري داخل الأراضي الليبية “فقواتنا داخل أراضينا”.
من جهته, قال وزير الدولة للشؤون الخارجية الإماراتية أنور قرقاش عبر حسابه الخاص على تويتر إن “محاولة إقحام اسم الإمارات في الشأن الليبي هروب من مواجهة نتائج الانتخابات والشرعية التي أفرزتها، ورغبة الأغلبية في ليبيا في الاستقرار والأمن”.
محاولة إقحام اسم الامارات في الشأن الليبي هروب من مواجهة نتائج الانتخابات و الشرعية التي أفرزتها و رغبة الأغلبية في ليبيا للاستقرار و الأمن.
— د. أنور قرقاش (@AnwarGargash) August 23, 2014
و سيتضح جليا و قريبا ان من يستهدف الامارات هو من يرفض نتائج الانتخابات و نهج بناء المؤسسات لان هذه النتائج و هذا النهج لم يأتيان كما يشتهي.
— د. أنور قرقاش (@AnwarGargash) August 23, 2014
زج إسم الإمارات (ومصر و السعودية) مصدره واحد، و هو التيار أراد من خلال عباءة الدين تحقيق أهدافه السياسية. الشعوب إكتشفت كذبهم و فشلهم.
— د. أنور قرقاش (@AnwarGargash) August 23, 2014