ترجمة وتحرير: نون بوست
منذ العصور القديمة، شعر البشر بالحاجة إلى تدوين أفكارهم حتى تبقى إلى الأجيال اللاحقة. وبفضل هذه الحاجة، ولدت الكتابة التصويرية التي أصبحت واحدة من أكثر أشكال التواصل استخدامًا على نطاق واسع اليوم.
ما هي الكتابة التصويرية؟
من أجل تحديد ماهية الكتابة التصويرية، يجب أن نأخذ بعين الاعتبار أولا أن الكتابة هي وسيلة مستخدمة لنقل فكرة معينة، كما تهدف أيضا إلى إبقاء هذه الفكرة مدونة لفترة من الزمن.
بهذا المعنى، هناك طريقتان لتحقيق الهدف: من ناحية أولى، يتم نقل الأفكار من خلال الكتابة أو الصور. بالتالي يمكننا تعريف الكتابة التصويرية على أنها طريقة للتعبير عن الأفكار وتدوينها من خلال الرسومات.
من ناحية أخرى، من أجل فهم واضح للكتابة التصويرية، من المهم أيضا معرفة ما هي الكتابة التصويرية الرمزية وما هي الكتابة الأيديوغرافية وما هي الكتابة الهيروغليفية.
في البداية، لدينا تلك الكتابة التصويرية الرمزية وهي التي تنقل فقط ما هو مرئي، مثل الرسوم. على سبيل المثال، الماعز هو الماعز دون أي بعد آخر. من ناحية أخرى، نجد الكتابة الإيديوغرافية وهي عبارة عن كتابة مصورة تضاف إليها بعض العلامات لإعطاء معلومات إضافية حول الرسم. من خلال إضافة الرموز، تعكس الكتابة التصويرية الإيديوغرافية المفاهيم والأفكار، وليس الإشارات.
خصائص الكتابة التصويرية
السمة المميزة للكتابة التصويرية هي أنها لا تنقل الكلمات ولكن تنقل الأفكار، فالرسومات المصاحبة تعكس أنواعا مختلفة من العلامات التي توفر معلومات أو مفاهيم إضافية.
معلومات مثيرة للفضول
هناك سر غامض لم يقع الكشف عنه بعد وهو خطوط نازكا، وهي منطقة صحراوية في بيرو مليئة بأشكال حيوانية لا يمكن رؤيتها إلا من الأعلى. مما لا شك فيه أنه كانت هناك حضارة أرادت ترك رسالة مكتوبة، على الرغم من أنها لم تعرف لمن وجهتها. من الصعب أن نفهم لماذا يترك شخص ما هذا العمل الفني على مساحة حوالي 1000 متر مربع في هذه المنطقة النائية.
الكتابة التصويرية البدائية
منذ ظهور الإنسان العاقل (حوالي 40.000 سنة قبل ميلاد المسيح)، شعر الإنسان بالحاجة إلى التعبير عن نفسه من خلال أثر يبقى مع مرور الزمن، ويتجاوز مداه الكلام المنطوق. نلاحظ ذلك من خلال رسومات على جدران الكهوف.
يمكن اعتبار الرسومات والنقوش التي عُثر عليها في الكهوف من بين طرق التعبير السابقة للكتابة. عندما رسم الرجل البدائي صورة يد على سبيل المثال، ربما كانت تعني كلمة “أنا”، وربما أراد أن يقول: “كنت هنا” أو “هذا كهفي”.
عكست الرسومات والعلامات التي تعود إلى العصر الحجري الحديث تطورا كبيرا في الكتابة الأيديوغرافية.
في الأثناء، من العصر الحجري الحديث (حوالي 8000 إلى 4000 قبل الميلاد)، وهو الوقت الذي بدأ فيه الإنسان في تنظيم نفسه في شكل مجتمعات زراعية، بدأ الرسوم تتغير تدريجيا وتأخذ أبعادا أخرى. ومن خلال إضافة بعض الإشارات، تطورت اللغة التصويرية نحو التجريد، أي نحو نقل أفكار أكثر اكتمالا تحتاج لمن يفك شفرتها.
عُثر على الآثار الأولى للكتابة التصويرية في بلاد ما بين النهرين، قبل تطور الثقافة السومرية، وهي عبارة عن بطاقات أو رموز وقع استخدامها لأغراض تجارية وحسابية.
كان ينظر إلى الثقافة السومرية دائما على أنها مهد الكتابة التصويرية الإيديوغرافية. ومع ذلك، عُثر خلال عدد من الحفريات في أوروبا في نهاية القرن العشرين، على بعض اللوحات التي تحتوي كتابة تصويرية لحضارة تعرف باسم فينكا، يعود تاريخها إلى القرن السادس قبل الميلاد. (قبل وقت طويل من ظهور الكتابة التصويرية الإيديوغرافية لدى السومريين، حوالي 3500 قبل الميلاد).
خصائصها
يمكن وصف الكتابة التصويرية البدائية بداية من العصر الحجري الحديث بأنها وسيلة تواصل رمزي بسيط للغاية، لم تنقل الأفكار بشكل كامل. كانت الرموز في بلاد ما بين النهرين خلال العصر الحجري الحديث طريقة بدائية لتخزين ونقل المعلومات. وقد صُنعت من الصلصال وتضمنت أشكالا هندسية.
عكست الرسومات والعلامات التي تعود إلى العصر الحجري الحديث تطورا كبيرا في الكتابة الأيديوغرافية.
الجذور
وقع العثور على رسومات ونقوش داخل الكهوف وخارجها في جميع القارات، ومثّلت مرحلة ما قبل الكتابة. عُثر على آثار للكتابة البدائية في بلاد ما بين النهرين في أوروك التي كانت واحدة من أهم المدن التي تطورت فيها الثقافة السومرية. بينما عُثر على آثار للكتابة التصويرية القديمة لثقافة فينكا بشكل رئيسي في منطقة البلقان وشمال اليونان.
الوثيقة الأولى
من المثير للاهتمام أن أقدم رسوم الكهوف التي عُثر عليها حتى الآن هي تلك الموجودة في منطقة كانتابريا، في شمال إسبانيا.
الكتابة التصويرية الموجودة في كويفا ديل كاستيلو، في كانتابريا، إسبانيا، يقدر عمرها بأكثر من 40.800 سنة.
كما تعود أقدم الرموز إلى سنة 8000 قبل الميلاد. وعُثر على أول رسم تصويري لحضارة فينكا في منطقة تارتاري، ووفقا للاختبارات التي أُجريت بالكربون المشع، يرجع تاريخها إلى سنة 5300 قبل الميلاد.
أمثلة
كأمثلة على الكتابة التصويرية يمكن أن نذكر:
– صورة اليدين في كهوف كانتابريا، وتحديدا في كويفا ديل كاستيلو.
صورة اليدين في كويفا ديل كاستيلو، كانتابريا
– كعينات من العصر الحجري الحديث نجد أول الرموز التي تمثل أصل الكتابة السومرية.
هذه الرموز الخزفية من العصر الحجري الحديث مثال على الكتابة التصويرية المبكرة.
– رسوم ترتاري من ثقافة فينكا
تعد رسوم ترتاري التي تعود إلى سنة 5.300 قبل الميلاد، أول رسوم كتابة تصويرية يقع العثور عليها.
الكتابة التصويرية في بلاد ما بين النهرين
اشتهرت الحضارة السومرية في بلاد ما بين النهرين بتطورها الثقافي الكبير، وتميّزت بنظام الكتابة المسمارية. كانت هذه المنطقة تتكون من العديد من المدن، وكل مدينة عبارة عن دولة لها ملك وإله خاص بها. وكانت أهم المدن أور وأوروك وكيش.
تعود الكتابة في بلاد ما بين النهرين إلى سنة 3500 قبل الميلاد، أي خلال ما يُعرف بالعصر المعدني (حوالي 4000 قبل الميلاد إلى 200 قبل الميلاد)، ولكن لها جذور عميقة في العصر الحجري الحديث. تاريخيا، تعتبر الحضارة السومرية مهد اللغة المكتوبة، وقد مرت بعدة مراحل (من الكتابة المسمارية السومرية إلى الكتابة الأبجدية)، ومن خلال هذا التطور يمكن تفسير تاريخ الكتابة.
تعود أولى الرموز في الكتابة التصويرية إلى سنة 8000 قبل الميلاد، وكان الغرض الرئيسي منها المساعدة في إجراء المعاملات مثل مقايضة البضائع. تطورت هذه الرموز لاحقا وتطورت معها الكتابة المسمارية.
استُخدمت في الكتابة المسمارية عصا القنب للرسم على الطين الرطب الذي يتم تجفيفه لاحقا على النار. تم اعتماد هذا النوع من الكتابة لاحقا في مجالات مختلفة، مثل علم الفلك والأدب. وقبل الميلاد، تحوّل نظام الكتابة من الرسوم الإيديوغرافية إلى الرسوم الأبجدية.
الخصائص
تعتمد خصائص الكتابة السومرية على الحقبة التاريخية التي ظهرت فيها. في البداية، كانت الكتابة بدائية ولكنها تطورت حتى تصبح رمزية إلى حد ما، حيث كانت البقرة على سبيل المثال ترمز إلى “بقرة” أو أن القمح يرمز إلى “قمح”. ثم أُضيفت بعض الإشارات أنه، اعتمادا على ما إذا تم وضعها على اليسار أو اليمين، التي ترمز إلى عدة أشياء. على سبيل المثال، يمكن أن يعني الفم أيضا “التحدث” إلى شخص ما، الأمر الذي حولها إلى كتابة أيديولوجية. إنطلاقا من الكتابة المسمارية، تصبح الرسومات أشكالا أكثر نمطية وتبدأ الكتابة بشكل خطي. في الفترة الأخيرة، تبدأ بتعيين إشارة وصوت لكل حرف، والذي يحدد الأبجدية المسمارية.
الأصل
تم العثور على جميع الشهادات التي تروي تاريخ كتابة بلاد ما بين النهرين في مناطق مختلفة من المدن السومرية القديمة.
أول اكتشاف يقابل الكتابة السومرية حدث في جزيرة كيش، حيث وقع العثور على أكثر من ألف لوحة عليها كتابة مسمارية يرجع تاريخها إلى 3500 قبل الميلاد.
لوح كيش، حيث يتم تقدير الكتابة التصويرية الإيديوغرافية.
المعلومات المثيرة للفضول
سنة 2016، وقع العثور على جدول يحتوي على رموز اللغة المسمارية وعلى حسابات فلكية حول المشتري بتاريخ تقديري بين 350 و 50 قبل الميلاد. والمثير للدهشة في هذا الاكتشاف هو إمكانية تحديد أن المعرفة السومرية للفضاء لا تقارن إلا بمعرفة عصر النهضة.
أمثلة
كأمثلة على الكتابة التصويرية من بلاد ما بين النهرين، نلاحظ:
– الرموز الثانية، التي كانت أول مظاهر النص المسماري المتقن.
رموز وضعت بالكتابة المسمارية.
– مائدة المشتري
هذا اللوح البابلي القديم، الذي يشير إلى كيفية تعقب المشتري في السماء، هو مثال على الكتابة التصويرية في بلاد ما بين النهرين.
– الأبجدية المسمارية السومرية
الأبجدية المسمارية السومرية
الكتابة التصويرية في مصر
تطورت ثقافة الحضارة المصرية في وادي النيل في منطقة ممفيس الواقعة في صعيد مصر، وتشكلت حول الممالك الصغيرة في نفس الوقت تقريبًا مع السومرية. ويرجع تاريخ أقدم بقايا كتابتها، والمعروفة باسم الكتابة الهيروغليفية، إلى ما يقرب من مائتي عام من بلاد ما بين النهرين، وتقدر أنها ظهرت في حوالي 3300 قبل الميلاد.
أنشأت الطبقة الكهنوتية نظام الكتابة المصرية القديمة من قبل وتم التعبير عنه من خلال الهيروغليفية وهو مصطلح يُترجم على أنه: “الكتاب المقدس” باللغة اليونانية و “كلمة الله” في مصر. كانت الهيروغليفية عبارة عن رسومات، حيث كان كل منها يرمز إلى فكرة، والتي أضيفت إليها بعد ذلك علامات تصويرية.
هكذا، وعلى الرغم من استمرار الحفاظ على الكتابة الهيروغليفية المصرية لتزيين الأماكن المقدسة، تم اعتماد نظامين مختصرين في وقت لاحق وهما الكتابة المصرية الهيراطيقية (الدينية والأدبية ووثائق الدولة) والكتابة الديموغرافية (المزيد من الاتصالات اليومية). وقد اشتمل كلاهما على نوع من الخط، الذي تم رسمه بدقة مع فرش دقيقة على البرديات، وهو نوع من الورق مصنوع من نبات مائي في نهر النيل.
الخصائص
تشكل الكتابة الهيروغليفية المصرية نصا تصويريا، حيث يتم التعبير عن كل شيء من خلال الرسومات. وبالمثل، فإن كل شكل هو رسم تخطيطي يمثل مفهوما، ومن ناحية أخرى، تتم إضافة العلامات لذلك يصبح نصًا إيديوغرافيا، وهو في الوقت نفسه صوتيات مقطعية نظرا لأن بعض العلامات تمثل نطقا معينا.
بيد أنه، وفقا لعلماء الكتابة الهيروغليفية المصرية، فإن أكثر ما يميزها هو طابعها المجازي لأنها مليئة بالرموز التصويرية. استخدم المصريون عددا من الحيوانات في كتاباتهم القديمة، والتي تجاوز معناها مجرد الإشارة إلى الحيوان، حيث أشاروا إلى الصفات أو المواقف البشرية: الطائر الذي يطير مثل روح المتوفى أو الكوبرا التي ترمز إلى القيامة. وفي وقت لاحق، عندما ظهر النص الهيكلي ثم الديموطيقي، أصبح التعبير المكتوب خطيا أكثر ولكنه لا يتكون من أحرف، بل بقى بدلا من ذلك رسمًا بيانيا يتكون من مجموعة من الصور التوضيحية والعلامات التصويرية.
الأصل
يقع أصل القطع الأولى التي تم العثور عليها في صعيد مصر وتحديدا في منطقة جنوب ممفيس حيث توجد القاهرة اليوم وحيث الأهرامات العظيمة. وتقع ممفيس عند نقطة النيل، مباشرة قبل تكوين الدلتا.
الوثيقة الأولى التي تم العثور عليها
تم العثور على الوثيقة الأولى التي اعتمدت كتابتها على الهيروغليفية المصرية في مدينة هيراكونبوليس في تسعينات القرن التاسع عشر. كان يسمى هذا النقش لوحة نارمر التي يعود تاريخها إلى حوالي 3200 قبل الميلاد. ولكن بعد ذلك، في الحفريات اللاحقة التي أجريت في مدينة أبيدوس خلال سنة 1998، وقع اكتشاف أقدم لوح.
الصور الرمزية الموجودة على لوح أبيدوس هي الأقدم التي تم العثور عليها حتى الآن.
الخصائص
سنة 1799 في وادي النيل، ظهر حجر ضخم يبلغ وزنه 760 كيلوغراما وارتفاعه 1.12 مترا. ويسمى هذا الحجر “حجر رشيد” الذي يتوافق نصه مع مرسوم ملكي من سنة 196 قبل الميلاد. وكُتب على هذا الحجر ثلاثة أنواع مختلفة من الكتابة: الكتابة الهيروغليفية في الأعلى والكتابة الديموطيقية في المركز واليونانية القديمة في الأسفل. سمح حجر رشيد، الذي سمي باسم المكان الذي كان فيه، بتفسير الهيروغليفية المصرية، التي كانت مطلوبة لمدة 23 سنة.
حجر روزيتا.
أمثلة
نلاحظ في أمثلة الكتابة المصرية:
– لوحة نارمر
لوحة نارمز هو أول شيء هيروغليفي مصري تم العثور عليه في مدينة هيرانكبوليس سنة 1890.
– عينة من الكتابة الهيراطيقية
عينة من الكتابة الهيراطيقية.
– الكتابة الديموطيقية على حجر رشيد
كتابة ديموطيقية للجزء المركزي من حجر رشيد
الكتابة التصويرية اليوم
تعتبر الكتابة التصويرية من أقدم الكتابات في العالم وتستخدم بشكل متزايد للأغراض التعليمية. علاوة على ذلك، ثبت أن هذه الكتابة تيسّر سبل التعلم وتلغي تماما المفاهيم المجردة للنصوص العادية وتوفر معنى واضحا وملموسًا لما يُقصد تبليغه بالإضافة إلى أنها أكثر فعالية. واليوم، وقع دمج طريقة التصوير الفوتوغرافي للأطفال، ضمن أساليب التدريس الجديدة في جميع المواد تقريبا. ومن المعلوم أيضا أن الرسم التخطيطي سينجح في نقل المعاني بطريقة أفضل بكثير من النصوص الطويلة.
لهذا السبب، من الشائع أن نرى في الشارع وفي أي مكان تقريبا، ملصقات وإشارات تحتوي على رسوم توضيحية مفيدة جدا بالنسبة للأطفال والبالغين على حد السواء. تساهم الكتابة التصويرية الحالية في إرسال نفس الرسالة إلى جميع السكان، بغض النظر عن اختلاف الثقافات واللغات.
مميزات الكتابة التصويرية
يجب أن يكون للكتابة التصويرية دور مهم في نقل عملية التعليم وخاصة إذا كانت موجهة للأطفال، كما من المهم أن تكون الكتابة التصويرية قائمة بالأساس على خصائص مثل الرسوم التوضيحية الملونة بأشكال جذابة وبسيطة وممتعة، وذلك من أجل تسهيل وتبسيط المفهوم بطريقة تثير اهتمام الأطفال.
كيفية استخدام الكتابة التصويرية
يشمل استخدام الصور التوضيحية كمادة تعليمية مجالات مختلفة، على غرار القراءة وعلم الرياضيات وأي لغة أجنبية. بشكل عام، تُستخدم الصور التوضيحية في جميع المجالات والقطاعات لشرح أي قاعدة أو حظر أو اتصال بطريقة مباشرة وبسيطة، بحيث يمكن للجميع فهمها دون مشكلة، ومثال ذلك إشارات المرور.
أمثلة
فيما يلي بعض الأمثلة على الكتابة التصويرية:
– تعد الرسوم التوضيحية للأطفال المصابين بطيف التوحد مفيدة للغاية لتعليهم سبل التمييز بين مختلف العواطف.
مجموعة بطاقات تحتوي على صور توضيحية للأطفال، الذين يحتاجون إلى تعلم المشاعر المختلفة وهي مفيدة جدًا بالنسبة للأطفال المصابين بطيف التوحد.
– تعلم الرسوم التوضيحية الأطفال كيفية ربط الأشياء مع الألوان.
الرسوم التوضيحية لتعلم الألوان
– ملصق مع صور توضيحية تشير إلى القواعد التي يجب أن يحترمها مستخدمي حوض السباحة.
نستخدم اليوم الكتابة التصويرية بكثافة على ملصقات التعليم والسلامة.
أسئلة وأجوبة سريعة
هناك بعض الأسئلة التي تتبادر إلى الأذهان حول الكتابة التصويرية، على غرار ماهية الرسم التصويري وطبيعة الكتابة المسمارية في بلاد ما بين النهرين وفيما تتمثل الكتابة الأبجدية القديمة وماذا تعني الرسوم التوضيحية البدائية.
ما هي الكتابة التصويرية؟
الكتابة التصويرية هي الكتابة التي لا تعتمد على الكلمات بل على الصورة، حيث يتم التعبير عن هذه الكتابة من خلال الرسومات التي لا ترتبط بتاتا بعلم الصوتيات لأنها لا تحتوي على الحروف أو المقاطع. في نفس هذا السياق، يوجد أيضا الخط المسماري في بلاد ما بين النهرين، والحروف الهيروغليفية المصرية بالإضافة إلى الكتابة الصينية والكورية واليابانية وكتابات حضارة المايا والأزتيك، التي تتوافق تماما مع هذا النوع من التعبير.
ما هو الرسم التخطيطي؟
تعتمد الكتابة التصويرية على فن صياغة الحروف. أما الرسم التخطيطي، فهو عبارة عن طريقة رسم لا تحتوي على علامات تصويرية وشعارات. وقع العمل على هذه الصور التوضيحية بأنواع مختلفة من الأدوات، مثل الحجر أو الطين أو الخشب أو الأصداف الحيوانية أو الورق. باختصار، لفهم معنى التصوير، من الضروري استيعاب أن الاتصال المكتوب لا يتم بالضرورة من خلال الكلمات.
ما هي القراءة التصويرية؟
تتطلب جميع الاتصالات، المنطوقة أو المكتوبة عملية تشفير (يقوم بها المرسل) وفك تشفيرها (يقوم بها الشخص الذي يتلقى الرسالة). وبالتالي، فإن القراءة التصويرية تعني فك تشفير المعلومات المعبر عنها من خلال الرسم. سيكون الرسم التخطيطي المجازي أسهل في القراءة من أيديوغرام أو لوجوجرام، لأنه بالنسبة للوجوجرام، سيكون من الضروري معرفة معاني العلامات.
ما هي اللغة التصويرية؟
اللغة التصويرية هي مجموعة من الرسوم والإشارات والرموز التي تستخدمها الثقافة للتعبير عن نفسها في الكتابة ولكن من خلال الصور، وليس عن طريق الكلمات المكتوبة. يعارض هذا النوع من اللغة تلك التي تعتمد على الأبجدية، حيث يكون كل حرف مرتبط بآخر لتكوين الأصوات. على الرغم من وجود علامات معينة، فإن اللغات التصويرية المتقنة تحقق التوافق بين الصورة ونطقها، وهو أمر مقطعي بشكل عام.
ماذا تمثل الصور التوضيحية البدائية؟
الصور التوضيحية الأولية هي تلك التي تحاول إيصال رسالة من خلال رسم رمزي يمثل كلمة أو فكرة، ولكن لا يمكن تفسيرها بشكل صحيح بسبب نقص العناصر الأخرى التي تعطيها معنى. وبالمثل، يتضمن المفهوم القليل من الرسوم التوضيحية المعقدة، والتي تأتي بشكل رئيسي من مبادئ العصر الحجري الحديث.
ما الفرق بين الكتابة التصويرية والرسم المعزول؟
الفرق بين الكتابة التصويرية والرسم المعزول هو أن الأول هو نظام تمثله الصور، كما العلامات تسمح لنا بفهم الفكرة بطريقة أكثر اكتمالاً. يوجد الرسم أيضا داخل الكتابة التصويرية، ولكنه ينقل رسالة غامضة، والتي تكون منطقية فقط عند إضافة العلامات التصويرية لتحويل الرسم التخطيطي إلى رسم بياني.
من اخترع الكتابة التصويرية؟
لا توجد حضارة اخترعت الكتابة التصويرية، فهي تمثل نتاج ثقافات مختلفة تقع في مناطق بعيدة جدا عن بعضها البعض وبشكل مستقل تمامًا. ما يمكن تحديده هو مكان حدوثه من قبل، ووفقًا لأحدث الاكتشافات الأثرية وبصرف النظر عن تاريخ الكتابة في بلاد ما بين النهرين، فقد حدث نفس الشيئ في أوروبا مع ثقافة “فينكا”.
ما هي الكتابة المسمارية؟
الكتابة المسمارية هي نوع من خصائص الكتابة للسومريين، التي عملت على تطويرها هذه الثقافة. وقد أنشأ الكهنة من قبل الرموز القديمة للحفاظ والسيطرة على السلع التي تستحوذ عليها الممالك آنذاك. ولكن في وقت لاحق أصبحت هذه الكتابة أساس التطور الفكري والعلمي. ومع نظام هذه الكتابة، ولدت الأعمال والقوانين الأدبية بالإضافة إلى الحسابات الرياضية والفلكية المدهشة. كما أن التطور اللاحق لهذه الكتابة ساعد على إنشاء الأبجدية المسمارية.
مما تتكون الكتابة المسمارية في بلاد ما بين النهرين؟
تسمى الكتابة المسمارية بهذه الطريقة لأنها تحتوي على نقش على شكل إسفين. تتكون التقنية من عمل رسومات وعلامات تصويرية على الطين الرطب باستعمال القنب، ثم يقع تجفيف القطعة عن طريق النار أو الشمس. يستعمل القنب على نطاق واسع في سومريا لصنع الملابس ولأَغراض دينية وطبية على حد السواء.
ما هي الكتابة العقائدية؟
يعتمد النص العقائدي على اللغة المكتوبة، وهي مكونة من رسوم بيانية تضاف إليها العلامات والرموز. وتتوافق الكتابات الأيديوغرافية مع الثقافات التي طورت أنظمة خاصة بها.
ما هي الكتابة الأبجدية القديمة؟
تشير الكتابة الأبجدية القديمة إلى الحضارات الأولى التي طورت طريقة اتصال مكتوبة استنادًا إلى علامات مثل الحروف، مما يعني أن الأفكار لم يتم التعبير عنها بالرسومات ولكن بالكلمات. يعتبر الفينيقيون أول من ابتكروا علم الأبجديات في العالم في القرن التاسع قبل الميلاد. ومع ذلك، هناك نظرية تستند على ما يبدو إلى أدلة أثرية تقول بأن العبرانيين خلقوا الأبجدية منذ سنة 1780 قبل الميلاد، استنادا إلى الهيروغليفية المصرية.
ما هي أنواع الكتابات المختلفة؟
تنقسم الأنواع المختلفة للكتابة أولا إلى ما يتم التعبير عنه من خلال علامات معادلة للحروف والتي تتركز بالأساس على الكلمات (التي تعرف بالأبجدية)؛ والكتابة عن طريق الصور أو الرسومات والتي تساعدنا على نقل الأفكار (والتي تسمى الكتابة التصويرية). كما أن الكتابة التصويرية يمكن أن تكون مجازية نوعا ما، أي أن ليس لديها أي علامات لتفسيرها؛ أو أديوغرافية، وهي مجموعة لافتات ورسوم توضيحية وتكون عادة منطقية؛ أو الرسم اللفظي، وهي علامة تمثل فكرة في حد ذاتها.
لقد مضى وقت طويل منذ اختراع الكتابة التصويرية ونحن ندرك مدى ذكاء أسلافنا. يستعيد الرسم البياني قوته وقد تعلمنا اليوم أنه ليس هناك أفضل من الرسم التخطيطي لنقل أفكارنا.
المصدر: ثينكو نوتيثياس